طرح مقترح جديد من رجال أعمال مصريين وليبيين حول إنشاء مصرف "مصري_ليبي" مشترك وكذلك بناء منطقة تجارة حرة عند منفذ السلوم، تساؤلات حول أهمية وأهداف الخطوة، فضلا عن قدرة القاهرة على الاستحواذ على السوق الليبي من حيث التجارة ومشروعات الإعمار خاصة أن شركات المقاولات كلها تتبع الجيش المصري.

وقدم وفد مجلس أصحاب الأعمال الليبي خلال زيارته القاهرة ولقائه جمعية رجال الأعمال المصريين، مقترحا بإنشاء مصرف ليبي مصري مشترك، وإنشاء منطقة حرة لوجستية بالقرب من منفذ السلوم الحدودي وتفعيل الاتفاقيات التجارية الموقعة بين ليبيا ومصر وحل مشاكل انتقال الأفراد والأموال بين الجانبين.



"تجارة ومشروعات الإعمار"
وأكد رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين، على عيسى أن "هناك الكثير من المجالات والفرص الحقيقية التي يمكن أن تمثل نقطة انطلاق جديدة بين مصر وليبيا خاصة في مشروعات إعادة الإعمار والتجارة البينية بين البلدين، مرحبا بفكرة إنشاء مصرف ومنطقة حرة وكذلك زيارة رجال أعمال إلى ليبيا قريبا.

وشاركت قوات تابعة للجيش المصري في مساندة السلطات في الشرق الليبي في أزمة إعصار درنة، وكان حضورا ملفتا وسط تخوفات من البعض أن تستغل هذه القوات الأزمة وتبقى متمركزة هناك لضمان مشاركتها في الإعمار.

كما شاركت عدة شركات مصرية في مجال المقاولات، أغلبها يتبع المؤسسة العسكرية، في مؤتمر إعمار درنة الدولي وقدمت مشروعات للمشاركة في إعمار منافسة عدة دول على رأسها دولة تركيا، الحليفة لحكومة الدبيبة في الغرب الليبي.

كل ذلك، يطرح تساؤلات حول إمكانية استحواذ مصر على مشروعات إعمار ليبيا وسوقها التجاري، وما إذا ستكون الخطوة المصرية تلك على حساب تركيا.

"خطوة اقتصادية قوية"
من جهته، قال المستشار والخبير الاقتصادي الليبي، عوض المبروك الكريمي إن "مصر هي الحليف الأقوى لليبيا اقتصاديا في المنطقة وكون البلدين يمران بأزمات اقتصادية متكررة ففكرة إنشاء مصرف مشترك هي فكرة إيجابية، وإن طبقت بصورة وإدارة  صحيحة ستكون داعما مهما وأساسيا لاقتصاد البلدين ومحاولة لرفع قيمة العملات المحلية مقابل الدولار وسد العجز الذي سببته الأزمات الاقتصادية وتنظيما جيدا للسياسات النقدية والمالية ما ينعكس على التنمية الشاملة في البلدين" .

وأكد في تصريحات لـ"عربي21" أن "مشاركة مصر في إعادة الإعمار ليس جديدا فلدينا في ليبيا تجارب إيجابية حول موضوع الإعمار بأيدي وعقول مصرية بالتحديد من خلال التعاون في السنوات السابقة والتي تمتد الى خمسين عام تقريبا في بناء المجمعات السكنية والمستشفيات والملاعب من قبل شركات متميزة ذات سمعة عالمية مثل شركة المقاولون العرب وغيرها"، وفق قوله.

"أزمة التهريب"
وأضاف: "بخصوص موقف حكومة الدبيبة فلابد أن ترحب بدخول الشركات المصرية كون هذه الشركات ستكون الأجدر على فهم متطلبات السوق الليبي أكثر من الشركات التركية والتي قد يبدو للبعض بأنها تسيطر على السوق الليبي لكن الواقع غير هذا"، على حد قوله.


وبخصوص تأثير الأمر على أزمة التهريب، قال الكريمي: "إنشاء منطقة حرة بين ليبيا ومصر سيكون لها مجموعة من الإيجابيات والتي في مستهلها تقليل أو منع التهريب ودعم الاقتصاد بتسهيل موضوع التبادل التجاري وتشجيع المستثمرين وفتح آفاق أمام مستثمرين جدد للعمل والاستثمار في مجالات جديدة بل قد تكون هذه المنطقة الحرة الجديدة منطقة تستقطب الموردين والمستوردين من أفريقيا وأوروبا بحيث تكون هذه المنطقة سوق عالمي بين القارتين"، بحسب تقديراته.

"تركيا والصين أكبر"
في حين قال المتخصص في مجال الاقتصاد الليبي، على الصلح إن "دخول السوق الليبي ليس احتكارا لسوق معين بل المجال مفتوح للاستثمار والتعاون وهذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية ممارسة الأعمال وهي مؤشرات عالمية تتعلق بدخول المستثمر الأجنبي، لكن تبقى مصر جزء من الأعمال وليست الكل حيث ستحوذ دول أخرى على نسبة أعلى في السوق الليبي منها تركيا والصين وغيرها من الدول".

وأوضح في تصريحه لـ"عربي21" أن "الخطوة نحو إنشاء مصرف ليبي مصري هي خطوة في اتجاه إنشاء تكتلات اقتصادية جديدة ومحاولة للنهوض بالاقتصاد المصري، ومثل هذه الخطوات ليست جديدة ومتوقعة في ظل الظروف الراهنة، وإنشاء منطقة حرة هو لاتفاقية سابقة بين ليبيا ومصر"، حسب معلوماته.

وبخصوص موقف حكومة الدبيبة من مصر ومنعها من الاستثمار غربا، قال الصلح: "حكومة الوحدة الوطنية تعمل على تفعيل دور الاستثمار الأجنبي، ولا أعتقد أنها تمانع في إقامة شراكات لكن ستكون وفق الضوابط القانونية والمعاملة بالمثل"، كما صرح.

"فرصة وأولوية"
الصحفي من الشرق الليبي، محمد الصريط رأى من جانبه أن "الخطوة تأتي ضمن الرؤية المصرية لتعميق التقارب والتواجد في ليبيا، كون الأخيرة بلد بكر مليئة بالفرص الاستثمارية، ومصر وبحكم الجغرافيا السياسية والتداخل الديمغرافي الكبير بين البلدين يجعل لها الفرصة والأولوية في ذلك، وإنشاء منطقة حرة هو مقترح قديم الهدف الأساسي منه الاستفادة من البلدين".

واستدرك قائلا: "لكن ورغم ذلك لا أعتقد أن مصر ستسيطر على السوق الليبي مع وجود دول ومنتجات أوروبية وأجنبية ووجود دول كبرى مثل الصين وتركيا، ربما تسعى مصر أن يكون لها نصيب الأسد من الاستثمارات، وحكومة الدبيبة سيكون من مصلحتها ذلك حتى تتمكن من استمالة طرف إقليمي مهم مثل مصر"، وفق قوله وتصريحه لـ"عربي21".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مصريين ليبيا إعادة الإعمار درنة تركيا ليبيا مصر تركيا درنة إعادة الإعمار سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إنشاء منطقة حرة إنشاء مصرف

إقرأ أيضاً:

وزير صومالي: العلاقات بين القاهرة و مقديشيو تاريخية وراسخة بين البلدين

 أشاد وزير الشباب والرياضة الصومالي محمد عبد القادر علي، بالعلاقات المصرية الصومالية في كافة المجالات والمستويات، واصفا العلاقات بين القاهرة و مقديشيو بالأخوية والتاريخية والمتجذرة بين البلدين قيادة وحكومة وشعبا.


وقال عبد القادر، في تصريحات لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، على هامش فعاليات مؤتمر "عمان عاصمة الشباب العربي لعام 2025" المنعقد حاليا في الأردن، إن مصر والصومال تربطهما علاقات جيدة وتاريخية، مشيدا بمستوى التعاون والتنسيق المستمر بين مصر والصومال على كافة المجالات والمستويات السياسية والاقتصادية وغيرها.


وأضاف أن زيارة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إلى مصر ولقائه أخيه الرئيس عبدالفتاح السيسي بمدينة العلمين، يأتي في إطار تعزيز هذه العلاقات التاريخية والوطيدة بين البلدين في مختلف المجالات، مؤكدا أن مصر قدمت الكثير لدعم الصومال وشعبه في العديد من المجالات في ظل الظروف الصعبة التي مر بها.


ولفت وزير الشباب والرياضة الصومالي إلى أن هذه الزيارة التاريخية للرئيس حسن شيخ تهدف لتعزيز التعاون المشترك بين مصر والصومال وزيادة وتيرة التنسيق بين الجانبين بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين، واصفا الزيارة بأنها مهمة وتاريخية وتأتي في توقيت شديد الأهمية في ظل التحديات التي تواجه المنطقة، وخاصة منطقة القرن الإفريقي


وشدد على أن الزيارات الرئاسية المتبادلة واللقاءات المتكررة بين قيادتي مصر والصومال تعكس عمق هذه العلاقات، والتي تمتد عبر العصور وتمثل نموذجا يحتذى به في العلاقات الأخوية والاستراتيجية وخصوصا الأفريقية منها، معربا عن أمله في أن تسهم هذه الزيارة في زيادة الدعم المصري الذي لم ينقطع للصومال في مختلف المجالات.


وأعرب عبد القادر عن تقديره للجهود المصرية الرائدة في دعم قضايا الشباب على المستويين العربي والإفريقي، مؤكدا تطلعه لمزيد من التعاون مع الجانب المصري في المرحلة المقبلة وخصوصا مع وزارة الشباب والرياضة.


وعن لقائه وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي على هامش فعاليات مؤتمر "عمان عاصمة الشباب العربي لعام 2025" المنعقد حاليا في الأردن، وصف وزير الشباب والرياضة الصومالي محمد عبد القادر، مباحثاته مع الدكتور أشرف صبحي بالمهمة والمثمرة، مؤكدا أن نتائج هذه المباحثات ستنعكس إيجابيا على التعاون والتنسيق بين البلدين في قطاع الشباب والرياضة.


ونوه إلى أن وزارة الشباب والرياضة المصرية لديها خبرات كبيرة في هذا القطاع، معربا عن تطلعه لمزيد من التعاون والتنسيق بما يعود بالنفع على الشباب المصري والصومالي وقطاع الرياضة في البلدين الشقيقين.


وحول مشاركته في فعاليات مؤتمر "عمان عاصمة الشباب العربي لعام 2025" المنعقد حاليا في الأردن، قال وزير الشباب والرياضة الصومالي محمد عبد القادر، إن بلاده حريصة على المشاركة في مثل هذه الفعاليات العربية وخصوصا فيما يتعلق بالشباب والرياضة، مؤكدا أن الصومال عضو عربي في الجامعة العربية ويتطلع دائما إلى مشاركته في مثل هذه المحافل العربية لمزيد من التعاون والتنسيق المشترك في كافة القطاعات والمجالات.


وشارك الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، في حفل افتتاح "عمّان عاصمة الشباب العربي لعام 2025"، وتدشين الخطة التنفيذية للاستراتيجية العربية للشباب والسلام والأمن 2023-2028، وذلك خلال الفترة من (8 -10) يوليو الجاري، بالعاصمة الأردنية عمان.


وجاءت الفعاليات تحت رعاية الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي عهد المملكة الأردنية الهاشمية، وبمشاركة واسعة من وزراء الشباب والرياضة في الدول العربية، حيث حضر من كل من: دولة الإمارات العربية المتحدة، المملكة الأردنية الهاشمية، جمهورية العراق، دولة فلسطين، جمهورية الصومال، الجمهورية اللبنانية، جمهورية مصر العربية، إضافة إلى نائب وزير الرياضة بالمملكة العربية السعودية. 

طباعة شارك وزير الشباب والرياضة الصومالي محمد عبد القادر علي العلاقات المصرية الصومالية فعاليات مؤتمر عمان عاصمة الشباب العربي لعام 2025 الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود الرئيس عبدالفتاح السيسي مدينة العلمين

مقالات مشابهة

  • بمشاركة 50 نائباً.. الإعلان عن انطلاق كتلة الإعمار والتنمية في البرلمان العراقي
  • الشبلي: رسوم ترامب على ليبيا غير مؤثرة اقتصادياً     
  • سوق الجبيل في الذيد يستقطب 135 ألف زائر
  • اكتمال إجراءات تسليم 638 موقعا لتجار سوق ليبيا بسوق شرق النيل بمدني
  • احتجاجات في تعز بعد نقل سوق الأسماك إلى موقع معزول بلا خدمات
  • ترامب والرسوم على ليبيا.. عندما تتحول التجارة إلى سلاح سياسي
  • عون يطلب من الاتحاد الأوروبي رفع العقوبات وعقد مؤتمر لإعادة الإعمار
  • اتفاقية تعاون عسكري بين ليبيا وتركيا لتأهيل وتطوير الجيش الليبي
  • “أوليف روك” تستحوذ على 30% من “شرمب نيشن”
  • وزير صومالي: العلاقات بين القاهرة و مقديشيو تاريخية وراسخة بين البلدين