مخاوف من تصاعد «العنف السياسي» في عام الانتخابات الأميركية
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
دينا محمود (واشنطن، لندن)
أخبار ذات صلةبعد أيام قليلة من إدانة محكمة فيدرالية أميركية شخصاً هاجم زوج رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي العام الماضي خلال اعتداء استهدف اختطاف بيلوسي نفسها لدوافع سياسية، أعربت دوائر تحليلية في واشنطن عن قلقها إزاء تزايد احتمالات وقوع أعمال عنف ذات طابع سياسي، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة بعد أقل من عام.
وأكد الخبراء أن السنوات التي تشهد إجراء السباق الرئاسي في الولايات المتحدة غالباً ما تتسم بالعنف، سواء تجسد ذلك في صورة ارتكاب جرائم كراهية، أو تم التعبير عنه من خلال ردود فعل عنيفة على نتائج العملية الانتخابية، مشيرين إلى أنه من المتوقع ألا تصبح انتخابات 2024، استثناءً من هذه القاعدة.
من جانبه، شدد جيكوب وير، الباحث في مركز «مجلس العلاقات الخارجية» للدراسات في نيويورك، على أن نظريات المؤامرة التي تُستخدم لـ«شيطنة» الخصوم السياسيين، لم تعد الآن ذات حضور هامشي في الشارع الأميركي، بل باتت تتسرب إلى المجتمع على نطاق واسع.
ويشير الخبراء إلى أن تبني مثل هذه النظريات كان من بين الأسباب الرئيسة التي دفعت حشوداً من الأميركيين لاقتحام مبنى «الكابيتول» في مطلع عام 2021، احتجاجاً على نتائج الانتخابات الرئاسية، التي كانت قد أُجريت قبل ذلك بأسابيع، ما أدى وقتذاك لتعطيل جلسة مشتركة للكونجرس. وفي الشهور التالية، رصدت السلطات الأميركية تسارع وتيرة التهديدات، التي وُجِهَت لمشرّعين ومسؤولين فيدراليين ومحليين.
وخلال الصيف الماضي، أصدر القضاء الأميركي أحكاماً بالسجن على أشخاص أُدينوا بقيادة عملية اقتحام «الكابيتول» لمدد وصلت إلى 18 سنة، وذلك بعد جلسات محاكمة استمرت عدة أسابيع.
ولكن هذه الأحكام التي وُصِفَت بالصارمة لم تمنع من أن يحذر محللون، من بينهم براين هيوز الخبير في شؤون الاستقطاب السياسي، من أن مشكلة تبني نظريات المؤامرة هذه تتفاقم في الوقت الحاضر استغلالاً للانتشار الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي.
وانتقد هيوز في هذا الصدد ما وصفه بـ «التراخي في الإشراف على المحتويات التي يتم تداولها عبر منصات التواصل»، وهو ما قد يدفع بعضهم للاتجاه إلى العنف استناداً إلى معلومات كاذبة أو مضللة، يجري الترويج لها من خلال هذه الوسائل.
وفي تصريحات أوردها تقرير لوكالة «أسوشيتد برس» للأنباء نشرته صحيفة «ميامي هيرالد» على موقعها الإلكتروني، دعا الخبراء والمحللون الأميركيون إلى «خفض درجة حرارة الخطاب السياسي»، من أجل تقليص احتمالات وقوع أي أعمال عنف، في الفترة السابقة للانتخابات المزمعة في نوفمبر من العام المقبل.
كما شدد هؤلاء الخبراء على ضرورة بلورة سياسات من شأنها الحد من تبني توجهات متطرفة على الصعيد السياسي في الولايات المتحدة، سواء كان معتنقو هذه الأفكار ينتمون إلى قوى يمينية أو يسارية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الانتخابات الأميركية الولايات المتحدة مجلس النواب الأميركي واشنطن
إقرأ أيضاً:
المملكة تبني منظومة وقائية شاملة تبدأ من الطفولة وتسهم في رفع متوسط عمر الإنسان
كشف التقرير السنوي لتحوّل القطاع الصحي لعام 2024م أن المملكة، قطعت شوطًا نوعيًا في تعزيز الحصانة الصحية والوقاية المجتمعية؛ من خلال منظومة متكاملة ترتكز على الكشف المبكر، والتحصين، وتوسيع نطاق التوعية، وتبنّي نهج الصحة الوقائية أساسًا للرعاية، لا استجابةً لاحقةً للمرض فقط.
وأوضح التقرير أن نسبة الأمراض المعدية المستهدفة بالخفض حققت انخفاضًا ملحوظًا، ويشمل ذلك خفض معدلات الإصابة بالتهاب الكبد “ج”، وحمى الضنك، والدرن، والملاريا، والحصبة، والحصبة الألمانية، والكزاز الوليدي، إضافةً إلى زيادة نسبة كبح مرض نقص المناعة المكتسب “HIV” لدى المصابين به، وبلغت نسبة خفض هذه الأمراض أكثر من 87.5%؛ وذلك نتيجة للتوسع في برامج التحصين، إلى جانب حملات وطنية شاملة استهدفت جميع الفئات العمرية والمناطق الجغرافية.
وبرزت في هذا السياق أكاديمية الصحة العامة التي أطلقت كمنصة تدريبية وطنية تهدف إلى بناء الكفاءات الوقائية، ورفع جاهزية كوادر الصحة العامة، وتعزيز البحث التطبيقي في المجالات المرتبطة بالأوبئة والصحة البيئية، والأمراض المزمنة والسارية, إضافةً لعدد من المبادرات التي تهدف الكشف المبكر لمواليد المملكة للتأكد من سلامتهم من الأمراض الوراثية والاعتلالات الغذائية، وعدد من أمراض الدم التي يمكن تناقلها عبر الأجيال.
وكشف التقرير عن تدشين الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الغرق؛ التي تستهدف الوقاية من أحد أبرز مسببات الوفاة بين الأطفال واليافعين، من خلال برامج توعوية، وتدريب عملي، وتعاون مع وزارتي التعليم والرياضة، لتضمين التوعية ضمن المناهج والأنشطة الصيفية، لرصد مؤشرات الأداء الخاصة بهذه المبادرة عبر منصات إلكترونية محدثة.
اقرأ أيضاًالمملكةزير الصحة يدشّن مشروع الروبوت الجراحي ويطلع على جهاز الأشعة المتقدمة PET-CT
وأوضح التقرير أن مساعي توطين الصناعات الصحية شهدت خلال عام 2024 العديد من الإسهامات والجهود التي تسهم في تحقيق الأمن الصحي والاكتفاء الذاتي في المملكة عبر توفير الاحتياجات الصناعية الصحية محليًا، وتوطين صناعة “31” منتج ونقل معرفته في المملكة مقابل حوافز مختلفة، وتفعيل “17” اتفاقية ضمن القائمة الإلزامية للمنتجات الوطنية في قطاع الرعاية الصحية والمواد الصيدلانية.
وأشار التقرير على صعيد الصحة النفسية والوقاية المجتمعية إلى جهود المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية بما في ذلك المبادرات التي تستهدف تدريب أفراد المجتمع، والمعلمين، والموظفين الصحيين على مهارات الدعم النفسي الأساسي والتدخل السريع في الأزمات النفسية، وتطوير حقائب تدريبية متخصصة، وشهادات معتمدة، لتوسيع قاعدة الوعي المجتمعي، وخفض وصمة المرض النفسي.
وتأتي هذه الجهود ضمن مستهدف رؤية المملكة 2030 لتعزيز الوقاية ضد المخاطر الصحية، والارتقاء بالصحة العامة، والاهتمام بالكشف المبكر عن الأمراض التي قد تهدد صحة الإنسان، بما يرسّخ تحول القطاع الصحي في المملكة من نظام يركز على العلاج، إلى نموذج وقائي استباقي، مما أسهم في رفع متوسط العمر في المملكة إلى “78.8” عامًا وتستهدف الرؤية الوصول بهذا المتوسط إلى “80” عامًا بحلول عام 2030، تمكينًا لمجتمعٍ حيوي وحياة صحية وعامرة.