حكم الانشغال في وقت العمل الرسمي بأعمال خاصة.. دار الإفتاء تحذر
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
اجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد اليها مضمونة: "يقوم بعض الأشخاص بإنجاز بعض الأعمال الخاصة في وقت العمل الرسمي؛ فما حكم ذلك شرعًا؟".
وردت دار الإفتاء موضحة، أن الموظف مُؤتمنٌ على العمل الذي كُلِّف به، ولا يجوز له تركه والانشغال عنه بأعمال خاصة، إلَّا ما كان متَّفقًا عليه عند التعاقد، أو جَرى به العرف؛ كالأعمال التي يقوم بها في وقت الراحة نحو أداء الصلاة المفروضة، وتناول الطعام، فإذا صَرَف العامل وقت عمله في غير ما تعاقد عليه كان مُخِلًّا بعَقْده، مستوجبًا للذَمِّ شرعًا، وللعقوبة قانونًا.
وحثَّ الشرع الحنيف على العمل والسعي لكسب الرزق الحلال؛ لكي يكون المسلم عضوًا فعَّالًا مُنْتِجًا في المجتمع، عاملًا على توفير حياة كريمة له ولأهل بيته، مساهمًا في قوة وازدهار مجتمعه؛ لذا امتدح الله تعالى عباده الذين يُؤَدّون عملهم بإخلاص وأمانة في قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ﴾ [المؤمنون: 8].
قال الإمام القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (14/ 253، ط. دار الكتب المصرية): [والأمانة تعمُّ جميع وظائف الدين على الصحيح من الأقوال، وهو قول الجمهور] اهـ.
كما أنَّه نهى عن الخيانة بقوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الأنفال: 27]، وقال عزَّ وجلَّ: ﴿إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا﴾ [النساء: 107].
والعلاقة بين العامل وبين صاحب العمل تُكَيَّف من الناحية الفقهية على أنَّها علاقة إجارة؛ لأنَّ الإجارة هي: عقدٌ على منفعة مقصودة معلومة قابلة للبَذْل والإباحة بعِوَضٍ مَعلوم ينظر: "مغني المحتاج" للخطيب الشربيني (3/ 438، ط. دار الكتب العلمية)، وهذا التعريف ينطبق على العلاقة المذكورة، ويستوي في ذلك أن يكون العمل عامًّا -حكوميًّا- أو خاصًّا.
وتعتبر تلك العلاقة إجارة واقعة على منفعة متعلِّقة بعين؛ لأنها متعلقة بشخص مُحَدَّد مُعَيَّن، وقد تكون على الذمة إذا تعلقت بعمل مُحَدَّد يُطلب إنجازه.
والذي يضبط العلاقة بين العامل وصاحب العمل في الإجارة هو العقد المبرم بينهما، فيجب على كل منهما الالتزام بما تضمنه من بنود، والتقيد بما فيه من شروط؛ لقوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ [المائدة: 1].
قال الإمام القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (6/ 32): [أمر الله سبحانه بالوفاء بالعقود، قال الحَسَن: يعني بذلك عقود الدَّيْن، وهي ما عَقَدَه المرء على نفسه؛ من بيع، وشراء، وإجارة.. وغير ذلك من الأمور، ما كان ذلك غير خارج عن الشريعة] اهـ… ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «المُسْلِمُونَ عَلَى شُرُوطِهِمْ، إِلَّا شَرْطًا حَرَّمَ حَلَالًا، أَوْ أَحَلَّ حَرَامًا» رواه الترمذي في "سننه" من حديث عمرو بن عَوف المُزَني رضي الله عنه.
وعلى ذلك: فالموظفون والعاملون هم أُجَرَاءُ لأوقات معينة على أعمال معينة يتعاقدون عليها ويأخذون عليها أجرًا، وهذا الأجر في مقابل احتباسِهم أنفسَهم واستقطاعِهم جزءًا معينًا من وقتهم لصرفه في هذا العمل، فليس لهم أن يقوموا بأيّ عمل آخر مِن شأنه أن يأخذ من وقتهم أو يُؤثِّر على جودة أدائهم في عملهم، ما لم يكن متَّفقًا عند التعاقد على استقطاع شيء من الوقت؛ وباستثناء ما جرى عُرف العمل على استثنائه؛ كأوقات الراحة، والصلوات المفروضة؛ فإذا صَرَف العامل وقت عمله في غير ما تعاقد عليه كان مُخِلًّا بعقده، مستوجبًا للذم شرعًا.
وإذا ما انشغل العامل والموظف في أوقات العمل الرسمية عن الأعمال المكلف بها بأعمال أخرى فإنَّه قد يلحق بالجهة التي يعمل بها ضررًا من تفويت الوقت عليها، وعدم إنجاز المطلوب، وهذا أمر منهي عنه شرعًا، ويدل لهذا ما رواه ابن ماجه في "سننه" عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَار».
وعلى أيٍّ من هذه التأويلات المذكورة فإنَّ انشغال العامل عن العمل في وقت العمل الرسمي وعدم قيام بالأعمال المكلف بها على الوجه المطلوب سيكون من مشمولات النهي الوارد في الحديث الشريف؛ لأنه سيؤدي إلى إيقاع الضرر بالغير.
وقد صرَّح الفقهاء بأن الأجير الخاص ليس له أن يعمل لغير مُستأجِره إلَّا بإذنه، وإلَّا نقص من أجره بقدر ما عمل. ولو عمل لغيره مجَّانًا في مدة عمله أسقط صاحب العمل من أجره بقدر قيمة ما عمل.
فقيامُ العاملين بما أُنِيط بهم من مهام وتكاليف بموجب العقد المُبرَم بينهم وبين جهة العمل، هو أمر واجب الالتزام، وانصرافهم وتشاغلهم عنه حرامٌ شرعًا؛ لأنه تشاغلٌ بغير واجب الوقت، ما لم يكن ذلك مسموحًا به في لوائح العمل كما بيَّنَّا، ويحق لصاحب العمل أن يوقع عليهم الغرامات المالية في مقابل الضرر الواقع عليه، بحسب ما نصَّت عليه اللائحة التنفيذية لقانون الخدمة المدنية رقم (81) لسنة 2016م، حيث حَدَّدت المادة (150) المحظورات التي يجب على الموظف العام تجنبها، بالإضافة إلى عدم مخالفة القوانين واللوائح والقرارات، وجاء في مُقدِّمة هذه
المحظورات:
1- مباشرة الأعمال التي تتنافى مع الحَيْدة، والتجرد، والالتزام الوظيفي أثناء ساعات العمل الرسمية.
2- أن يجمع بين وظيفته وأيّ عمل آخر يؤديه بالذات أو بالواسطة إذا كان من شأنه الإضرار بأداء واجبات الوظيفة أو كان غير متفق مع مقتضياتها.
3- أن يؤدي أعمالًا للغير بأجر أو بمكافأة ولو في غير أوقات العمل الرسمية إلا بأذن من السلطة المختصة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فی وقت
إقرأ أيضاً:
أمين الإفتاء يكشف أفضل طريقة لاغتنام ساعة الاستجابة يوم الجمعة
أفضل طريقة لاغتنام ساعة الاستجابة يوم الجمعة .. الدعاء عبادة عظيمة يلجأ إليها المسلم في أوقات الشدة واليسر وخاصة يوم الجمعة حيث أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بأن فيه ساعة إجابة، وفي السطور التالية كشف الدكتور محمود شلبي أمين الفتى في دار الإفتاء المصرية عن إجابة سؤال يكثر حول كيفية اغتنام دعاء آخر ساعة يوم الجمعة؟.
أفضل طريقة لاغتنام ساعة الاستجابة يوم الجمعةوفي السياق، قال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، إن طريقة اغتنام المسلم ساعة الاستجابة يوم الجمعة، وذلك خلال رده على سؤال تلقاه يقول صاحبه: متى تكون ساعة الاستجابة يوم الجمعة؟.
وأضاف أمين الإفتاء، خلال تصريحات تلفزيونية سابقة، إن تحديد ساعة الاستجابة يوم الجمعة عليها اختلاف بين العلماء وهناك رأي راجح بأنها تكون طوال اليوم مثل ليلة القدر من مغرب الخميس إلى مغرب الجمعة.
وأكد أمين الفتوى في دار الإفتاء من يوفق إلى ساعة الاستجابة يوم الجمعة يصبح من السعداء، مستشهدا بما قاله أحد العلماء "لو عاوز تصادف ساعة الاستجابة يجتمع ٢٤ شخصا كل شخص يدعو الله في ساعة طوال اليوم على مدار الساعات ويدعو لنفسه ويهب الثواب للآخرين، وبذلك يحصد الجميع ساعة الاستجابة بإذن الله".
هل الدعاء مستجاب يوم الجمعة؟وعن استجابة الدعاء يوم الجمعة فقد جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه، أنه قَالَ: قَالَ أَبُو رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ قَائِمٌ يُصَلِّي فَسَأَلَ اللَّهَ خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُ".
كما بيّنت السنة النبوية المباركة فضل يوم الجمعة حيث يعد الأبرز بين أيام الأسبوع، فهو أفضل الأيام لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة؛ فيه خلق آدم, وفيه أدخل الجنة, وفيه أخرج منها, ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة". رواه مسلم.
مما يدل على فضل يوم الجمعة ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم: إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة؛ فيه خلق آدم, وفيه قبض, وفيه النفخة, وفيه الصعقة, فأكثروا علي من الصلاة فيه, فإن صلاتكم معروضة علي، قال: قالوا: يا رسول الله, وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ يقولون: بليت، فقال: إن الله عز وجل حرم على الأرض أجساد الأنبياء
دعاء آخر ساعة يوم الجمعة لزيادة الرزق.. أدركه بـ 8 كلمات
دعاء يوم الجمعة مكتوب.. كلمات مجرَّبة عن الصالحين
دعاء النبي عند الشدة والابتلاء.. كلمات بسيطة رددها عند الحاجة
دعاء الحريق .. ردده الآن يحفظك من كل مكروه وسوء
دعاء لمن بلغ سن الـ40 ورد فى سورة الأحقاف.. من المهم ترديده
كيف أكون مستجاب الدعاء؟.. 8 خطوات مجربة لا تفوتها
اختلف العلماء حول تحديد أفضل وقت لاستجابة الدعاء في آخر ساعة يوم الجمعة ، حيث إن هناك رأيين حول تحديد موعد ساعة الإجابة يوم الجمعة وهما:
أنها من جلوس الإمام إلى انقضاء الصلاة. والرأي الثاني أنها بعد العصر، وهذا أرجح القولين.دعاء يوم الجمعة المستجاباللّهم ربَّ جبرائيل وميكائيل وربَّ إسرافيل أعوذ بك من حر النار ومن عذاب القبر اللّهم كما أحسنت خَلقي فأحسن خُلُقي. اللّهم ثبتني واجعلني هادياً مهدياًأستغفر الله، وأتوب إليه مما يكره قولاً وفعلاً، وباطناً وظاهراً.اللّهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.اللهم إليك مددت يدي، وفيما عندك عظمت رغبتي، فاقبل توبتي، وارحم ضعف قوتي، واغفر خطيئتي، واقبل معذرتي، واجعل لي من كل خير نصيباً، وإلى كل خير سبيلاً برحمتك يا أرحم الراحمين.اللّهمّ إنّ عصيتك جهراً فاغفر لي، وإن عصيتك سراً فاسترني، اللّهم لا تجعل مصيبتي فى ديني ولا تجعل الدنيا أكبر همّي، اللهم لا تجعل ابتلائي في جسدي، ولا في مالي، ولا في أهلي. اللهم ارحم أموات ينتظرون منا الدعاء واغفرلهم ونور قبورهم، واجعل قبورهم بردًا وسلامًا،اللهم آنس موتانا في وحدتهم، وفي وحشتهم وفي غربتهم وافرش قبورهم من فراش الجنة، برحمتك يا أرحم الراحمين،اللهم صلي وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.