كشفت وسائل إعلام تركية، عن دور جهاز الاستخبارات التركي "MİT"، بإحباط خطة للموساد لاختطاف مهندس برمجيات فلسطيني من العاصمة الماليزية كوالالمبور إلى تل أبيب عام 2022، بعدما نجح في اختراق نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي "القبة الحديدية".

ونقلت صحيفة "صباح" المقربة من الحكومة، عن مصادر استخباراتية، أن الاستخبارات التركية كانت قد حذرت البلبيسي حينما كان يقيم على أراضيها، من السفر إلى خارج البلاد، وعندما قرر المغادرة لماليزيا كانت تتعقبه عبر هاتفه المحمول، وهي التي أوعزت للسلطات الماليزية لإنقاذه من يد الموساد.

وتشير الصحيفة إلى أن البلبيسي (32 عاما)، تمكن من اختراق برمجية منظومة القبة الحديدية، بين عامي 2015 و2016؛ ما جعلها آنذاك تعجز عن صد صواريخ كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس".

اقرأ أيضاً

إعلام عبري: الموساد أحبط اغتيالا إيرانيا لدبلوماسي إسرائيلي في إسطنبول

بعد 3 سنوات من التحقيقات الإسرائيلية، توصلت تل أبيب إلى أن المهندس الفلسطيني هو من يقف وراء التأثير على برمجية القبة الحديدية، فيما أشارت الصحيفة إلى أنه متخرج في قسم برمجة علوم الحاسوب بجامعة غزة الإسلامية، وأنشأ برنامج قرصنة لوزارة الداخلية بالقطاع، وأنه من أفضل مطوري البرمجيات والهاكرز في العالم.

عروض عمل

في عام 2019، حاولت إسرائيل اختراق المهندس البلبيسي، من خلال تقديم عرض عمل من قبل شركة نرويجية، إلا أنه رفض الوظيفة. 

تشير الصحيفة إلى أن المهندس البلبيسي قرر الانتقال إلى إسطنبول في مارس/آذار 2020، حيث سافر إليها عبر القاهرة، وكان مراقباً من قبل الموساد الإسرائيلي في تركيا.

وفي أبريل/نيسان 2021، تلقى المهندس البلبيسي الاتصال الأول من عميل لدى الموساد يُدعى رائد غزال، حيث تواصل معه عبر "واتساب" وادّعى أنه مدير موارد شركة فرنسية اسمها "Think Hire"، وقدّم له عرض عمل كذلك.

تقول الصحيفة إن غزال تمكن من لقاء المهندس الفلسطيني وجهاً لوجه في يونيو/حزيران وأغسطس/آب 2021، قبل أن يسلّم المهمة لعميل آخر يُدعى عمر شلبي، وكان هدف كليهما هو اختطاف المهندس الفلسطيني إلى تل أبيب.

عرض شلبي على مهندس البرمجيات الفلسطيني مبلغ 10 آلاف دولار، لإنشاء برمجية خاصة، لصالح الشركة الفرنسية التي أرسلت بدورها الأموال عبر ضابط في الموساد استخدم اسماً مزيفاً هو جون فوستر.

سلّم البلبيسي البرمجية إلى شخص يدعى نيكولا رادونيج (44 عاماً) في يونيو/حزيران 2022، كما التقاه في منطقة كاراكوي بإسطنبول وجهاً لوجه بأحد الفنادق، وعرض عليه مبلغ 5200 دولار مقابل فرصة عمل من تركيا، وبراتب قدره 20 ألف دولار إذا وافق على العمل من البرازيل.

اقرأ أيضاً

بمشاركة الموساد.. تركيا تحبط محاولة إيرانية لاغتيال خبير صناعات دفاعية إسرائيلي

وقال رادونيج للمهندس الفلسطيني إنهم سيعملون معاً في المشروع عبر الإنترنت مع ضباط بالموساد الإسرائيلي، وهم: عبدالبر محمد كايا، وفؤاد أسامة حجازي، ومواطن مغربي يدعى يوسف دحمان جديد.

كما زعم رادونيج أن لديه معارف بإدارة الهجرة التركية في إسطنبول، ويمكنه مساعدة المهندس الفلسطيني في الحصول على جواز سفر بشكل سريع بمجرد الحصول على عنوان إقامته في المدينة التركية، كما أصر رادونيج على أن يسافر البلبيسي خارج تركيا بسبب أن "الشركة بحاجة إليه".

الوقوع في يد الموساد

وتدخّل جهاز الاستخبارات التركي وحذّر المهندس الفلسطيني من السفر إلى الخارج، ومع ذلك قرر البلبيسي الذهاب إلى ماليزيا بغرض السياحة لمدة 15 يوماً في سبتمبر/أيلول 2022، وفق صحيفة "صباح".

وتقول الصحيفة إن قسم "مكافحة التجسس" التابع لجهاز الاستخبارات التركي، أصدر جميع التحذيرات اللازمة قبيل سفر البلبيسي، حيث كان القسم على علم بوجود شبهة في عروض العمل التي قُدّمت من الخارج.

ووضعت الاستخبارات التركية تطبيق تعقّب في هاتف المهندس الفلسطيني، كي تحصل بشكل مباشر على موقعه في ماليزيا حتى ولو كان هاتفه مغلقاً.

بحسب صحيفة "صباح"، فإن فريقاً تابعاً للموساد الإسرائيلي تمكن من اختطاف المهندس البلبيسي في كوالالمبور يوم 28 سبتمبر/أيلول 2022، واستجوبه في شاليه على بعد 50 كيلومتراً من العاصمة، حيث تعرض للتعذيب بشدة والاستجواب لمدة 36 ساعة عبر الفيديو كونفرانس مع تل أبيب.

حاول مسؤولو الموساد الذين استجوبوا البلبيسي من تل أبيب، معرفة الطريقة التي تمكن بها المهندس الفلسطيني من التأثير على أداء القبة الحديدية وحجب رؤيتها للصواريخ لفترة من الزمن، وكيف طوّر البرنامج، وما هي لغة التشفير التي استخدمها، كما سألوه عن طريقة إيقاف تشغيل نظام اختراق هواتف موظفين حكوميين وجنود إسرائيليين.

وعلمت الاستخبارات التركية بحادثة الاختطاف، وأرسلت موقع مطور البرمجيات الفلسطيني إلى نظرائها في ماليزيا، مشددة على أن الأمر "عاجل للغاية" لإنقاذه من الشاليه الموجود فيه.

ووفق الصحيفة التركية، فإن فريق العمليات الخاصة الماليزية شن هجوماً مفاجئاً، وتمكنت من إنقاذ الشاب الفلسطيني، في حين اعتقلت محكمة في العاصمة كوالالمبور 11 شخصاً من المختطِفين.

من جانبها، قامت الاستخبارات التركية في الأسابيع الأخيرة، بإلقاء القبض على عميل الموساد أسامة حجازي، كما نقلت المهندس الفلسطيني البلبيسي إلى تركيا ووضعته تحت حماية أمنية تابعة لها.

اقرأ أيضاً

حماس تعلن توقيف عميل للموساد متورط باغتيال فادي البطش

وليست هذه أول محاولة للموساد في استهداف ناشطين وخبراء فلسطينيين في ماليزيا، ففي عام 2018، قُتل المهندس الكهربائي فادي محمد البطش، المولود في غزة، وهو أيضاً عضو في حماس، على يد سائقيْ دراجات نارية يعملان لصالح الموساد، كما ذكرت وسائل الإعلام المحلية الماليزية آنذاك أن البطش قُتل على يد المخابرات الإسرائيلية.

المصدر | متابعات

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الموساد تركيا ماليزيا القبة الحديدية الاستخبارات الترکیة المهندس الفلسطینی القبة الحدیدیة فی مالیزیا تل أبیب إلى أن

إقرأ أيضاً:

اغتيال فخري زاده: كواليس عملية الموساد تكشف تفاصيل مروعة وغير مسبوقة

تفاصيل جديدة تكشف أن اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، تم بسلاح آلي تحكم به عن بُعد، في كواليس مروعة أظهرت دقة استثنائية من الموساد، وأثارت صدمة في إيران. اعلان

كُشفت تفاصيل جديدة عن عملية اغتيال العالم النووي الإيراني البارز، محسن فخري زاده، في 27 نوفمبر 2020، والتي ألقت إيران بمسؤوليتها على جهاز الموساد الإسرائيلي. رغم أن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها عن الحادثة، حتى بعد الحرب التي وقعت في يونيو بين البلدين.

وتُظهر هذه التفاصيل إصرارًا لافتًا من قبل المنفذين على إتمام العملية، وتكشف عن تكتيكات معقدة وغير مسبوقة.

وفقًا للمعلومات المتوفرة، والتي كشفت عنها صحيفة "جيروزاليم بوست"، أصيب فخري زاده بطلقات نارية داخل سيارته في بداية الهجوم. إلا أن قادة العملية، بحسب ما ورد، اعتقدوا أنه لا يزال على قيد الحياة وقد ينجو، مما دفعهم للإبقاء على العملية مفتوحة لضمان وفاته. هذا الإصرار أدى إلى استمرار إطلاق النار عليه بعد أن تمكن من الخروج من سيارته ومحاولة الابتعاد عن مكان الحادث، مما أدى في النهاية إلى مقتله على الفور.

تؤكد هذه التفاصيل الرواية الإيرانية الرسمية التي أشار إليها اللواء علي شمخاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، في جنازة فخري زاده، بأن العالم النووي قُتل بواسطة رشاش يتم التحكم فيه عن بعد ومتصل بالأقمار الصناعية.

وقد أكدت مصادر استخباراتية إسرائيلية لاحقًا أن هذا السلاح، الذي تم تهريبه إلى إيران على شكل قطع وتجميعه سراً على مدار ثمانية أشهر من قبل فريق مكون من 20 عميلًا، كان بالفعل الأداة المستخدمة، بهدف تحقيق دقة عالية وتجنب إصابة زوجته التي كانت برفقته.

Relatedإيران تقول إنها أوقفت متورطين في اغتيال العالم النووي محسن فخري زادهمنظمة "مجاهدي خلق" ترفض اتّهامات طهران بالضلوع في اغتيال العالِم فخري زادهمن هو العالم النووي الإيراني المغتال محسن فخري زاده؟

وتشير المعلومات إلى أن عملاء إيرانيين يعملون لصالح الموساد قاموا بركن شاحنة بيك آب نيسان زامياد زرقاء بشكل استراتيجي على طول شارع الإمام الخميني، تحتوي على رشاش M240C أمريكي الصنع عيار 7.62 ملم، يتم التحكم فيه عن بعد. كما تم استخدام سيارة أخرى مزودة بكاميرات لتأكيد هوية فخري زاده قبل نقطة الاغتيال المحددة.

وكان فخري زاده شخصية محورية في البرنامج النووي الإيراني. وقد أُعلن "شهيدًا" في إيران، وحظي بجنازة رسمية.

وتأتي هذه التفاصيل في سياق تاريخ طويل من المحاولات لاغتيال فخري زاده، حيث كان رئيس الموساد السابق مئير داغان قد سعى لقتله في عام 2009، لكن النقاشات حول جدوى مثل هذه العمليات منعت المضي قدمًا.

وعلى الرغم من أن فخري زاده كان قد أصبح أكثر قابلية للاستبدال من الناحية الفنية بحلول عام 2020، إلا أن تأثيره الاستراتيجي ونفوذه لدى المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، كان في أوجه.

ويُعتقد أن اغتيال فخري زاده قد منح إسرائيل "وقتًا" ثمينًا، قد يصل إلى سنوات، في تأخير جوانب من التقدم النووي الإيراني، وتحسين قدرات الهجوم والاستخبارات الإسرائيلية.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • وسائل إعلام إيرانية: أمريكا تعتقل مهندسا إيرانيا مقيما دائما في مطار لوس أنجلوس
  • منشور غامض لجهاز الموساد الإسرائيلي حول إيران يثير ضجة
  • الجيش اللبناني يعلن توقيف عشرات السوريين ومداهمة مخيمات لهم لهذا السبب
  • تفاصيل جديدة عن عملية أغتيال عراب البرنامج النووي الإيراني
  • الفارس المظلم وحرب المخابرات الطاحنة بين إيران وإسرائيل
  • المخابرات التشكية: روسيا تجند مهاجرين لزعزعة استقرار الغرب عبر "تيليغرام"
  • جيش الاحتلال والموساد وتاريخ من الصراعات والإخفاقات
  • اغتيال ضابط كبير في المخابرات الأوكرانية وسط العاصمة كييف
  • لقاء مرتقب بين روبيو ولافروف في ماليزيا
  • اغتيال فخري زاده: كواليس عملية الموساد تكشف تفاصيل مروعة وغير مسبوقة