أستاذ العلوم السياسية بـ«القدس»: «الهدنة» نتاج لجهود الدبلوماسية المصرية.. وتمهد لوقف تام لإطلاق النار

قال الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس المفتوحة، إن التوصل لهدنة إنسانية فى غزة جاء تكليلاً لجهود الدبلوماسية المصرية منذ بداية العدوان فى 7 أكتوبر الماضى. وأشار «الحرازين»، فى حوار لـ«الوطن»، إلى أن نجاح الدبلوماسية المصرية يبشر بوقف تام لإطلاق النيران وربما الانتقال للحشد الدولى والاستمرار فى المفاوضات من أجل إنهاء الصراع القائم والاحتلال، وإعطاء الشعب الفلسطينى حقه المشروع والاعتراف بدولة فلسطين المستقلة وفقاً لحل الدولتين.

ما تعليقك على اتفاق الهدنة؟

- أعتقد أن الهدنة الإنسانية المقررة فى غزة تمثل انفراجة فى الأزمة القائمة بعد حرب انتقامية، منذ 7 أكتوبر الماضى، من قبَل قوات الاحتلال على الشعب الفلسطينى بعد حالة من الغطرسة والعنجهية التى أعلن عنها الاحتلال بعدم وقف إطلاق النار وعدم السماح بهدن إنسانية، وعلى مدار أيام الحرب وجدنا إسرائيل تضرب بقرار مجلس الأمن المتعلق بضرورة إيجاد هدن إنسانية ووقف إطلاق النار عرض الحائط، واستمرت فى مخالفة جميع القوانين الدولية الإنسانية والقانون الدولى الإنسانى، لكن فى ظل الإرادة المصرية والضغط الدبلوماسى المصرى والقطرى والأمريكى تم التوصل إلى تهدئة، والاتفاق على هدنة إنسانية جرت بجهود ورعاية مصرية - قطرية - أمريكية.

كيف ترى الدور المصرى فى إقرار الهدنة؟

- الدور المصرى بارز منذ بداية العدوان، إذ وجدت مصر ضرورة توحيد الموقف العربى، ومن ثم بدأت التنسيق مع قطر من خلال استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثانى فى القاهرة، وتم التشاور بينهما للاتفاق على رؤية محددة ومن ثم نقلها للإدارة الأمريكية، التى بدورها ضغطت على الاحتلال للوصول إلى هذه الهدنة بإطلاق سراح 50 محتجزاً لدى المقاومة الفلسطينية مقابل إطلاق سراح 150 أسيراً فلسطينياً من النساء والأطفال من معتقلات سلطات الاحتلال، فضلاً عن إدخال المساعدات الغذائية والإنسانية بشكل أكبر من الأيام الماضية، فى ظل وقف لإطلاق النار فى مناطق محددة ضمن جدول زمنى فى المناطق الشمالية والجنوبية على مدار 4 أيام من الهدنة، مع السماح ببقاء الممر الآمن (ممر صلاح الدين) لانتقال الفلسطينيين من الشمال للجنوب، مع توقف قوات الاحتلال عن الاعتقالات فى غزة والضفة الغربية وعدم الاعتداء على المواطنين الفلسطينيين من قبَل قوات الاحتلال الإسرائيلى.

ماذا يعنى شكر الخارجية الأمريكية للجهود المصرية - القطرية على الصعيد الدبلوماسى؟ وهل يبشر بنجاحات جديدة؟

- أعتقد أن الجهد المبذول الذى نتج عنه التوصل لاتفاق بشأن الهدنة والذى لقى ترحيباً عالمياً واسعاً من العديد من دول العالم، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، سواء من خلال شكر الرئيس الأمريكى جو بايدن أو بيان الخارجية الأمريكية، يؤكد نجاح الدبلوماسية المصرية والقطرية فى المفاوضات الخاصة بالقضية الفلسطينية ويبشر بنجاحات دبلوماسية جديدة.

هل الهدنة مؤشر لوقف إطلاق نار تام؟

- لا شك أن الهدنة الحالية «انفراجة» فى الأزمة المستمرة منذ 7 أكتوبر، ومن الممكن البناء عليها خلال الأيام المقبلة بتكاتف الجهود، من أجل التوصل إلى هدن مقبلة، مع إطلاق مزيد من الأسرى من كلا الطرفين، وفق نمط معين يتم الاتفاق عليه، برعاية وضمانة «مصرية - قطرية»، لتنفيذ ما يتم التوافق عليه، وهذا بالنهاية لا بد أن يوصلنا لوقف إطلاق النار.

ماذا عن الجهود الدبلوماسية من أجل حل القضية الفلسطينية حلاً شاملاً؟

- نجاح الدبلوماسية المصرية - القطرية فى تحقيق هدنة إنسانية مبشر، لأنه بعد وقف إطلاق النار من الممكن الانتقال للحشد الدولى الذى استطاعت مصر أن تحققه والاستمرار فى المفاوضات من أجل إنهاء الصراع القائم والاحتلال وإعطاء الشعب الفلسطينى حقه المشروع والاعتراف بدولة فلسطين المستقلة وحل الدولتين على حدود 1967.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: السيسي الشعب الفلسطيني الرئيس السيسي قطاع غزة الدبلوماسیة المصریة إطلاق النار من أجل

إقرأ أيضاً:

قاسم: الاحتلال ارتكب 3300 خرق منذ بدء وقف إطلاق النار في لبنان

أكد أمين عام "حزب الله"، نعيم قاسم، مساء الأحد، التزام الحزب والدولة اللبنانية بشكل كامل ببنود اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين بيروت وتل أبيب في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، مقابل ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي 3300 خرق له.

جاء ذلك في كلمة ألقاها أمين عام الحزب بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، نشر الحزب نصّها عبر موقعه على منصة "تلغرام".

وقال قاسم: "نحن والدولة التزمنا بالكامل باتفاق وقف النار غير المباشر بين الدولة والعدو مقابل 3300 خرق للعدو الإسرائيلي، ونحن مستمرون بتلقي هذا العدوان".

ولفت إلى أن "نشأة المقاومة كانت طبيعة جدا مع شعب أبّي لا يقبل الذل ولا الاحتلال ولا أنْ يكون مستسلما للعدو الإسرائيلي"، مذكّرا بأن "المقاومة بدأت تنمو في الستينات والسبعينات وبرز الإمام السيد موسى الصدر كإمام للمقاومة وإنشائه حركة المحرومين".

وتابع قوله: "في عام 1978 صدر قرار 425 يدعو "إسرائيل" إلى أنْ تنسحب من الأراضي اللبنانية وأنشأت ما سُمّي وقتها "دولة لبنان الحر" برعايتها ورئاسة الرائد سعد الحر، وهي كانت خطوة أولى لاقتطاع جزء من لبنان وإقامة المستوطنات في لبنان".



ونوه إلى أنّه "في عام 1999 بدأ يتنافس رؤساء الوزراء في الكيان على الانسحاب من لبنان، وحاولوا أنْ يعقدوا اتفاقًا مع لبنان لكنْ لم يفلحوا، وحاولوا عبر سورية ولكنْ لم ينجحوا".

ولفت إلى أنّ "الإسرائيلي" خرج قبل الموعد المتوّقع وخرج في الليل ولم يخبر عملائه أنّه سيخرج"، معتبرا أن "25 أيار 2000 انتصار كبير جدًّا للمقاومة والشعب المضحّي الذي استطاع أنْ يكسر إسرائيل، بخروجها من دون قيد أو شرط من جنوب لبنان".

وأكد أن "عيد التحرير غيّر مسار المنطقة سياسيا وثقافيا وجهاديا، ونقلنا من الإحباط إلى الأمل، ومن الهزيمة إلى النصر، وبعد عيد المقاومة والتحرير أصبحت المقاومة مكونا أساسيا من مكونات لبنان، لأن مشكلة العدو ما زالت موجودة".

وتابع قائلا: "المقاومة والتحرير مرحلة مختلفة تمامًا عن المرحلة السابقة، وكل الفضل في التحرير والنصر لله تعالى وهو نصر إلهي لأنّ القلّة انتصرت على الكثرة".

وفي 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، شن الاحتلال الإسرائيلي عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 أيلول/ سبتمبر 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.

ورغم بدء سريان اتفاق لوقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، ارتكب الاحتلال مئات الخروقات التي خلفت أيضا 204 شهداء و501 جريح على الأقل، استنادا إلى بيانات رسمية.

مقالات مشابهة

  • من إسرائيل وحماس والولايات المتحدة.. رسائل متضاربة عن الهدنة
  • العاهل الأردني يؤكد أهمية تحقيق السلام العادل والشامل وفقا لحل الدولتين
  • آليات الاحتلال تواصل إطلاق النار بشكل مكثف باتجاه المناطق الشرقية بغزة
  • البرلمان العربي يدعو المجتمع الدولي لوقف تصعيد الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني
  • مكتب نتنياهو: رئيس الوزراء قصد جهود التوصل إلى صفقة وليس حدوثها اليوم أو غدا
  • وزير الخارجية ونظيره النرويجي: ضرورة التوصل لوقف إطلاق النار في غزة
  • ويتكوف لـCNN: هناك اتفاق مطروح لوقف إطلاق النار في غزة.. وعلى حماس قبوله
  • باريس تدعو لضغوط منسّقة لوقف إطلاق النار في غزة والتمسك بحل الدولتين
  • قاسم: الاحتلال ارتكب 3300 خرق منذ بدء وقف إطلاق النار في لبنان
  • مسؤولون: إن بدأت العملية البرية الشاملة بقطاع غزة فلن تنسحب إسرائيل من المناطق التي تدخلها حتى بعد التوصل لاتفاق