تستعد العاصمة البريطانية لندن لاحتضان تظاهرة جماهيرية كبرى أمام البرلمان يوم الأربعاء 4 يونيو 2025، بدعوة من تحالف واسع من المنظمات المؤيدة لفلسطين، في خطوة تصعيدية جديدة تستهدف الضغط على الحكومة البريطانية لوقف دعمها العسكري لإسرائيل، وفرض عقوبات عليها بسبب ما وصفوه بـ"جرائم الحرب الجارية" في قطاع غزة.



ويحمل التحرك عنوان "الخط الأحمر لفلسطين: أوقفوا تسليح إسرائيل وفرض العقوبات الآن"، وسينطلق في تمام الساعة 11:30 صباحًا في محيط البرلمان بمنطقة وستمنستر، وسط دعوة المشاركين إلى ارتداء اللون الأحمر، في إشارة رمزية إلى دماء الشهداء في غزة، وتأكيدًا على تجاوز إسرائيل لكل الخطوط الحمراء الإنسانية والقانونية.

وجاء في نص الدعوة: “كونوا الصوت لمن لا صوت لهم. احضروا وشاركوا في تطويق البرلمان للضغط على الحكومة البريطانية من أجل إنهاء دعمها العسكري لإسرائيل وفرض عقوبات فورية عليها، ردًا على جرائمها المستمرة بحق الشعب الفلسطيني”.

تغير في النبرة الرسمية

وتأتي التظاهرة في وقت يشهد الموقف الرسمي البريطاني تحولًا ملحوظًا، إذ لوحظ في الآونة الأخيرة تراجع في خطاب الدعم المطلق لإسرائيل من قبل بعض الشخصيات الحكومية، مع تصاعد الضغوط من داخل البرلمان ومن الشارع البريطاني، خاصة في ظل تقارير أممية وبريطانية تتحدث عن استخدام الأسلحة البريطانية في هجمات أسفرت عن مقتل مدنيين في غزة، ما دفع نوابًا من أحزاب متعددة إلى المطالبة بإجراء مراجعة عاجلة لسياسات تصدير السلاح إلى إسرائيل.

وفي سابقة نادرة، أعرب وزير الدولة للشؤون الخارجية في جلسة برلمانية مؤخراً عن "قلق الحكومة العميق من حجم الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين"، مؤكدًا أن لندن "تتابع عن كثب مدى التزام إسرائيل بالقانون الدولي الإنساني"، وهو تصريح يُنظر إليه على أنه انعكاس لتزايد الحرج السياسي والأخلاقي الذي تواجهه الحكومة وسط حملة احتجاجات غير مسبوقة في الشارع البريطاني.




تصاعد الضغوط الشعبية

ويُعد هذا التحرك الجماهيري امتدادًا لسلسلة احتجاجات شهدتها بريطانيا على مدار الأشهر الماضية، حيث اجتاحت المظاهرات شوارع لندن ومانشستر ومدن كبرى أخرى مطالبة بإنهاء "التواطؤ البريطاني" مع إسرائيل، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين في غزة، لا سيما في ظل الحصار المستمر وتدمير البنية التحتية للمرافق الصحية والتعليمية.

ويؤكد المنظمون أن تطويق البرلمان هذه المرة لا يحمل فقط طابعًا رمزيًا، بل يمثل ضغطًا فعليًا على الحكومة لتعديل سياساتها الخارجية، ووقف تصدير الأسلحة والمعدات ذات الاستخدام العسكري التي يمكن أن تُستخدم في عمليات قصف أو قتل المدنيين، داعين إلى تحرك سياسي يعكس إرادة الشارع.

كما تتزامن هذه الدعوات مع نقاش برلماني مرتقب حول مبيعات الأسلحة البريطانية لإسرائيل، في ظل مطالبات متزايدة من المجتمع المدني والنقابات العمالية والكنائس الكبرى بفرض حظر شامل على التصدير العسكري، وتجميد أي تعاون استخباراتي أو لوجستي قد يساهم في استمرار الحرب على غزة.

تظاهرات لندن.. هل تُحدث اختراقًا في جدار الدعم السياسي لإسرائيل؟

يرى مراقبون أن التظاهرات المقبلة قد تمثل لحظة فارقة في معادلة العلاقة بين بريطانيا وإسرائيل، لا سيّما إذا نجحت في تحويل الزخم الشعبي إلى ضغط سياسي ملموس داخل أروقة البرلمان. ففي ظل تنامي الانتقادات من أطياف سياسية متنوعة، يبرز احتمال أن تدفع هذه التحركات حكومة المحافظين ـ أو أي حكومة قادمة ـ إلى إعادة تقييم تراخيص تصدير الأسلحة، على الأقل من باب احتواء الغضب الشعبي واتقاء التداعيات الانتخابية المحتملة.

كما يمكن أن تسهم الحملة في تعزيز الحراك البرلماني لسنّ تشريعات تقيد بيع الأسلحة لدول متورطة بانتهاكات حقوق الإنسان، أو الدفع نحو إجراء تحقيقات مستقلة بشأن استخدام الأسلحة البريطانية في غزة، وهو مطلب تتبناه حاليًا عدة منظمات حقوقية وكتل برلمانية معارضة.

ومع ذلك، يبقى احتمال حدوث تحول جذري في السياسة الخارجية محدودًا دون ضغط خارجي متزامن من شركاء بريطانيا الدوليين، أو تطورات ميدانية كبرى على الأرض. لكن المؤكد، بحسب متابعين، أن حركة الشارع آخذة في الاتساع، وبدأت تُجبر صانعي القرار على مراجعة خطابهم وحساباتهم السياسية بشكل غير مسبوق منذ عقود في ما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي.


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الفلسطيني بريطانيا المظاهرات بريطانيا مظاهرات فلسطين تضامن المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة

إقرأ أيضاً:

جنش يعتذر لجماهير الاتحاد السكندري: “مكسوف أنزل الشارع”

قدّم محمود عبد الرحيم جنش، حارس مرمى نادي الاتحاد السكندري، اعتذارًا صريحًا ومؤثرًا لجماهير ناديه، بعد سلسلة النتائج السلبية التي يمر بها الفريق خلال الفترة الأخيرة، مؤكدًا أنه يشعر بالخجل الشديد من الخروج إلى الشارع بسبب وضع الفريق الحالي.

التعادل السلبي يحسم ديربي البحر المتوسط بين المصري والاتحاد السكندري في كأس عاصمة مصركأس عاصمة مصر | قائمة الاتحاد السكندري لمواجهة المصريسلة الاتحاد السكندرى تستأنف تدريباتها استعداداً للجزيرةالمصري يستأنف تدريباته الأربعاء استعدادًا لملاقاة الاتحاد السكندريالعشري يكشف لـ صدى البلد حقيقة المفاوضات مع الاتحاد السكندريخالد طلعت يعلق على خسارة الاتحاد السكندري أمام كهرباء الإسماعيلية

اعتذار باسم اللاعبين والجهاز الفني

وقال جنش في تصريحات إعلامية مع أحمد شوبير، إن الجماهير لا تستحق الحالة التي وصل إليها الفريق، مضيفًا أنه يعتذر نيابةً عن جميع زملائه اللاعبين، وأنهم يشعرون بنفس القدر من المسؤولية تجاه هذه النتائج المخيبة للآمال. وأكد الحارس أن ما يحدث لا يليق بتاريخ نادي الاتحاد السكندري ولا بمكانته الكبيرة في الكرة المصرية.

دعوة الجماهير للوقوف خلف الفريق في الوقت الصعب

وأوضح جنش أن الفريق يمر بظروف صعبة تستوجب تكاتف الجميع، وخاصة الجماهير التي اعتاد لاعبو الاتحاد على دعمها الكبير في مختلف الظروف. ووجّه جنش رسالة واضحة للجماهير قائلًا: “أطلب منكم الدعم، خصوصًا للاعبين الشباب، فهم بحاجة إلى المساندة لعبور هذه المرحلة الحرجة”.

رسالة خاصة قبل مباراة السبت المقبل

وتحدث جنش عن المباراة المقبلة للفريق يوم السبت، مؤكدًا أن حضور الجماهير سيكون عنصرًا حاسمًا في رفع الروح المعنوية للاعبين، تمامًا كما كان يحدث في الماضي عندما كان ملعب الإسكندرية يمتلئ بالمشجعين في كل مناسبة. وشدد على أن وجود الجمهور بأعداد كبيرة سيمنح اللاعبين دفعة قوية لتقديم الأفضل ومحاولة تغيير وضع الفريق في جدول الدوري.

ختام حديثه بتجديد الاعتذار

واختتم جنش تصريحاته بتجديد الاعتذار لجماهير الاتحاد السكندري، مؤكدًا أن اللاعبين سيبذلون كل ما في وسعهم خلال الفترة القادمة لتصحيح المسار واستعادة مكانة النادي الطبيعية بين الكبار، مشيرًا إلى ثقته في قدرة الفريق على عبور الأزمة بدعم الجمهور وإصرار اللاعبين


 

طباعة شارك جنش الاتحاد السكندرى اخبار الرياضة دورى نايل

مقالات مشابهة

  • أسعار تذاكر «كأس العالم 2026» تغضب الجماهير.. دعوات لمحاسبة الفيفا
  • لماذا يجب وقف معارضة المسؤولين السابقين؟
  • رغم دعوات التهدئة.. تواصل القتال بين تايلاند وكمبوديا
  • نتنياهو يزعم: اغتيال رائد سعد القيادي بحماس بسبب أنشطة إعادة تسليح الحركة
  • دعوات ألمانية للاحتلال بوقف بناء مستوطنات جديدة في الضفة
  • اعتقالات بالضفة واتهام أممي لإسرائيل بتهجر ألف فلسطيني
  • جنش يعتذر لجماهير الاتحاد السكندري: “مكسوف أنزل الشارع”
  • شنيكر: اذا لم تنزع الحكومة اللبنانية سلاح حزب الله فإنّ إسرائيل ستكمل بنفسها ذلك
  • الاقتصاد البريطاني يتراجع للشهر الثاني على التوالي
  • فيديو دهس إفريقية في الشارع يقود صاحبه إلى السجن