اوتاوا-سانا

أكد الكاتب والصحفي الأمريكي كريس هيدجيز أن “إسرائيل” تدمر البنى التحتية الطبية في غزة بشكل منهجي وكجزء من سياسة الأرض المحروقة التي تتبعها لجعل القطاع أرضاً خاوية غير قابلة للسكن ولا حياة فيه.

وأوضح هيدجيز في مقال نشره موقع “غلوبال ريسيرتش” الكندي أن قوات الاحتلال دمرت مشفى الشفاء، وقامت بإخلاء من فيها من مصابين وجرحى وأطفال رضع وحديثي الولادة وباحثين عن مأوى بعد أن دمرت منازلهم، مشيراً إلى أن الهدف التالي هو مستشفى الأندونيسي، حيث تحشد “إسرائيل” دباباتها وعرباتها المدرعة حوله واستهدفته مرات عدة موقعة عدداً من الشهداء داخله.

أسلوب حرب واحد تتبعه قوات الاحتلال عند استهداف المشافي في غزة حسب هيدجيز يبدأ بإطلاق الذرائع والتهديدات ثم قصف مدفعي يمزق أجزاء من المبنى ثم تفجير سيارات الإسعاف بالصواريخ ثم قطع للمياه والكهرباء ومنع إدخال المعدات الطبية والأدوية فلا مسكنات ولا مضادات التهاب ولا أوكسجين والحلقة الأضعف في كل هذا الاجرام هم الأطفال الخدج في الحاضنات.

هيدجيز بين أن هذا السيناريو حدث في مشفيي الشفاء والرنتيسي للأطفال وتكرر في المشفى النفسي الوحيد في غزة، وفي مشفى النصر ومشاف أخرى دمرتها “إسرائيل”، مبيناً أن قوات الاحتلال تسببت بإغلاق 26 من أصل 35 مشفى في غزة بما فيها المشفى الوحيدة لعلاج السرطان، أما المشافي القليلة التي ما زالت تعمل ولم تتعرض لقصف كامل بعد فهي تعاني من نقص حاد في اللوازم الطبية الأساسية.

وأشار هيدجيز إلى أن “إسرائيل” تدمر مشفى تلو الآخر، وقريباً لن يتبقى أي منشآت صحية في غزة وهذا هو الهدف الرئيسي التي تعمل لأجل تحقيقه، مبيناً أن أهالي غزة من نساء وأطفال وشيوخ ممن فروا من منازلهم تحت القصف الإسرائيلي ولجؤوا إلى ساحات المشافي لم يجدوا ملاذاً آمناً هناك أيضاً فلاحقهم القصف والموت، وجثث كثيرين منهم تراكمت دون أن يتمكن أحد من دفنها بسبب القصف المتواصل.

ووصف هيدجيز تدمير “إسرائيل” للبنى التحتية الصحية في غزة وقصفها المشافي بأنه أكبر دليل على عزمها تهجير أهالي القطاع مرة أخرى وتجديد نكبة العام 1948، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال حاصرت 4 مشاف على الأقل في الضفة الغربية، واقتحمت مشفى ابن سينا ومشفى القدس المحتلة.

وأوضح هيدجيز أن “إسرائيل” كيان استعماري تم تأسيسه على الأكاذيب ويواصل وجوده بالاعتماد على الأكاذيب وهو يتجه بثبات نحو إحداث نكبة أخرى يهجر فيها مئات آلاف الفلسطينيين عن أرضهم بمباركة من الولايات المتحدة وشركائها.

باسمة كنون

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: قوات الاحتلال فی غزة

إقرأ أيضاً:

300 شخصية دولية تتبنى عهد وقف الإبادة في غزة خلال مؤتمر إسطنبول

أعلن مشاركون من أكثر من ثلاثين دولة تبني وثيقة شعبية جديدة بعنوان "عهد وقف وتجريم الإبادة الصهيونية في غزة وملاحقة مرتكبيها"، في خطوة تهدف إلى توحيد الجهود الشعبية والقانونية والإعلامية لوقف الجرائم المرتكبة بحق سكان القطاع، وملاحقة المسؤولين عنها أمام الهيئات الدولية.

وجاء الإعلان خلال ندوة حملت عنوان "نحو تجديد إرادة الأمة في مواجهة التصفية والإبادة"، ضمن فاعليات مؤتمر "العهد للقدس" نحو تجديد إرادة الأمة في مواجهة التصفية والإبادة، حيث أكد المنظمون أن الوثيقة مفتوحة لانضمام الهيئات والأفراد الراغبين في المشاركة في تنفيذ بنودها.

وقدم نص الوثيقة نقيب المحامين الأردنيين يحيى أبو عبود، موضحا أنها تستند إلى حقيقة أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يتعرض منذ نحو عامين لعملية إبادة جماعية مكتملة الأركان، نفذها الاحتلال عبر قصف واسع النطاق، وحصار مُحكم أدى إلى التجويع ومنع العلاج، إضافة إلى تدمير شامل للبنية المدنية، وارتكاب انتهاكات موثقة بحق النساء والأطفال والأسرى. وأكد أن الجرائم ارتُكبت علنًا وعلى مرأى العالم، بما يجعل دوافعها الإبادية واضحة ومباشرة.


واستعرضت الوثيقة، بصيغة قانونية وسياسية، جملة من التقارير الأممية والدولية التي وثّقت طبيعة الجرائم ارتكبها الاحتلال في غزة، معتبرة أن الاعتراف العالمي بحقيقة الإبادة بات راسخًا، وأن اللحظة الراهنة تتطلب الانتقال من التشخيص إلى التجريم والملاحقة القضائية لكل من تورط أو شارك أو دعم بصورة مباشرة أو غير مباشرة.

ودعت الوثيقة إلى تصعيد التحرك الشعبي لإعادة وضع غزة على رأس أولويات المجتمع الدولي، وتعزيز المبادرات الهادفة إلى كسر الحصار وتسيير القوافل البحرية والبرية حتى إنهائه بالكامل. كما تشدد على أهمية توسيع حملات التوثيق والضغط الإعلامي لفضح الجريمة وتجريد الاحتلال من الشرعية، بالتوازي مع مواجهة خطاب إنكار الإبادة الذي يروج له بعض الأطراف الإسرائيلية والغربية.

وتضمنت الوثيقة توجهًا واضحا نحو تفعيل المسارات القانونية الدولية، من خلال دعم الدعاوى المرفوعة أمام المحاكم المختصة لمحاسبة القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، وملاحقة الدول والشركات المتواطئة في الجرائم.


كما تطرح رؤيتها لتجريم الأيديولوجيا الصهيونية الاستعمارية بوصفها المحرك الفكري لسياسات الإبادة، وتؤكد على ضرورة تعزيز المقاطعة المدنية والاقتصادية كوسيلة لعزل الاحتلال وكبح دعمه الخارجي.

ونصت الوثيقة كذلك على تشكيل آلية تنسيقية مشتركة بين الجهات الموقعة، تُعنى بمتابعة تنفيذ التعهدات ومراكمة الجهود في مسار واحد، بما يضمن استمرار الزخم الشعبي والمؤسساتي حتى تحقيق أهداف العهد.

واختتمت الوثيقة بأن وقف الإبادة مسؤولية أخلاقية وإنسانية وقانونية مشتركة، داعية الشعوب والمؤسسات حول العالم إلى الانخراط في جهد جماعي يهدف إلى ردع الاحتلال وإنصاف الضحايا ومحاسبة المجرمين.

وتشهد مدينة إسطنبول مشاركة نحو 300 شخصية من أكثر من ثلاثين دولة ضمن فعاليات مؤتمر "العهد للقدس" الذي احتضن الإعلان عن الوثيقة، في سياق سعي أوسع لإعادة توحيد الإرادة العربية والإسلامية في مواجهة التصفية والجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين.

مقالات مشابهة

  • اقتحامات جديدة وهدم .. الاحتلال يصعد اعتداءاته في الضفة الغربية
  • 300 شخصية دولية تتبنى عهد وقف الإبادة في غزة خلال مؤتمر إسطنبول
  • الاحتلال يكثّف القصف ونسف المنازل في خان يونس
  • روضة ومستشفى تحت القصف: الدعم السريع يتسبب بمقتل الأبرياء في جنوب كردفان
  • كاتب سياسي مغربي: الدعم اليمني لغزة أجبر الاحتلال على وقف العدوان
  • حماس: البلطجة الإسرائيلية تريد أن تخضع المنطقة لأجندتها وآن الأوان لتحرير القدس
  • إسرائيل تنشر الرعب في ريف دمشق: إطلاق نار وحاجز عسكري يمنع العبور
  • الدعم السريع: استهداف الجيش السوداني لـ «معبر أدري» يعيق تدفق المساعدات الإنسانية
  • مسؤول أمريكي سابق: مكانتنا تراجعت حول العالم بسبب شكل العلاقة مع إسرائيل
  • قوات الدعم السريع تدين القصف على "بوابة أدكون"