بوابة الوفد:
2025-06-04@19:52:09 GMT

مدارس الظل.. على أرض مصرية

تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT

فى البداية.. لم يكن المشهد غريبًا.. أعداد كبيرة من الطلبة السودانيين فى مراحل عمرية متباينة يرتدون زيًّا مدرسيًّا موحدًا يسيرون جنبا إلى جنب أولادنا فى طريقهم للمدارس كل صباح.. لكن وبمرور فترة لا ترقى لشهور، تحول المشهد ليصبح كالتالي: عمارات وفيلل فى أرقى المناطق بالقاهرة والجيزة تحولت فجأة لمدارس ومراكز تعليمية للجالية السودانية.

. هكذا وبأعداد مثيرة للتساؤل، بل كثير من التساؤلات..

ترى لأى جهة تتبع تلك المدارس، وكيف تم استصدار ترخيص بفتحها بتلك السرعة، وأى مناهج يتم تدريسها، وهل تشرف عليها وزارة التربية والتعليم المصرية أو حتى تتابع ما يقدم بها من مناهج أم لا؟ والأهم ما هو مصدر تمويلها؟ 

تساؤلاتنا من موقع حذر، وليس تجنيًّا أو ظلمًا لإخوة فتحت مصر لهم ذراعيها كما فعلت مع غيرهم من الأشقاء العرب الفارين من حروب أهلية أو غيرها ببلدانهم، ودعونا نستعرض بعضا من الأحداث الماضية والتى تبرر موقفنا الحذر..  فى عام ٢٠١٩ ظهرت إعلانات وصور لمدرسة سورية ب٦ أكتوبر، يرتدى طلابها أشرطة حمراء مثيرة للريبة، كتلك التى يضعها المجاهدون،  وبعد انتشار الأمر تبين أن المبنى مملوك لمصرى أجره لسورى وحوله الأخير لمدرسة خاصة تستقبل الطلبة السوريين فقط، وتبين أن وزارة التربية والتعليم لا تعلم عن الأمر شيئا، وتم تتبع الحدث حتى أغلقت وفر صاحبها.

وفى عام ٢٠١٦، تلقت وزارة التعليم عدة شكاوى تفيد قيام إحدى المدارس الأمريكية بمصر بتدريس منهج زائف، عن حرب أكتوبر، يؤكد أن مصر قد هزمت من إسرائيل وأن الأخيرة قد تركت لها سيناء إيثارا للسلم، وحينها تبرأت الوزارة من تبعية تلك المدرسة لها، مؤكدة أنها تتبع السفارة الأمريكية وليس لوزارة التعليم المصرية أى سلطة أو حتى مراقبة لما يتم تدريسه بها من مناهج. 

مما سبق يتأكد لدينا ضرورة استصدار قانون يحتم خضوع مدارس الجاليات حتى تلك التى تتبع سفارة بلادها وخارجيتها لإشراف مباشر لوزارة التربية والتعليم المصرية، وهو ما نراه منطقيًا، لمباشرة مناهج مجهولة تدرس على أرض مصرية ولمواطنين من المفترض إدماجهم فى المجتمع المصري، وليس تغريبهم أكثر، مع المحافظة على هويتهم الأصلية التى لا يمكن إنكارها.  

فإن كان هناك قرار يرجع لعام  2013 يفيد بمعاملة الطلاب اللاجئين معاملة الطالب المصرى فى المدارس المصرية الحكومية، واستجابت وزارة التربية والتعليم لإدماج الطلاب اللاجئين وملتمسى اللجوء من أصحاب الجنسيات (السورية- السودانية –الجنوب سودانية- اليمنية) بالمدارس الحكومية المصرية للعام الدراسى 2020-2021 دون تجديد الإقامة أو بطاقات اللجوء الزرقاء أو بطاقات ملتمسى اللجوء الصفراء، وذلك لمساعدة أبناء اللاجئين على الحصول على حقهم فى التعليم، إذن فما الحاجة لإنشاء مدارس ومراكز سودانية أو سورية أو غيرهما، لا تخضع لمتابعة وزارة التربية والتعليم المصرية؟ 

وإن كانت هناك ضرورة ملحة لتلك المدارس، لأسباب تثبيت الهوية والعادات والتقاليد أو تجنبا لتنمر محتمل لاختلاف اللهجة أو لون البشرة، فما الضير أن تخضع تلك المدارس خضوعا كاملا لإشراف وزارة التربية والتعليم المصرية، وأن توضع مناهجها تحت أعين متخصصينا، لا أن نخضع نحن لتبعيتها الكاملة لسفارتها، ونعاملها معاملة مبانى السفارات، تأكيدا لحصانتها،  ذلك أن ترك الأمر هكذا، دون علمنا بما يتم تقديمه بين جدران مبان على أرضنا، إنما ينذر بأزمات وربما كوارث مستقبلية، أقلها ضررًا ما يتعلق بصعوبة الدمج المجتمعى للاجئين، واستمرار شعور التغريب والاختلاف، وهو ما يمكن أن ينتج أمورا يحزننى مجرد التفكير بها.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أرض مصرية نبضات المناطق بالقاهرة وزارة التربیة والتعلیم المصریة

إقرأ أيضاً:

صورة نادرة لمدرسة بنات مصرية تُعيد الذاكرة إلى زمن الانضباط التعليمي

خاص 

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة نادرة تعود لعام 1968، توثّق لحظة من داخل مدرسة للبنات في مدينة المنصورة بمصر، حيث تظهر الطالبات بزي موحد أنيق وهنّ يسيرن بانضباط في ساحة المدرسة، في مشهد يعكس روح النظام والاحترام التي كانت تميز المؤسسات التعليمية آنذاك.

وقد أثارت الصورة إعجاب الكثيرين، معتبرين أنها تُمثل جزءًا من الذاكرة الجميلة للتعليم في مصر، حينما كانت المدارس لا تُخرّج طلاباً فقط، بل تُخرّج قيماً وسلوكًا وذوقًا رفيعًا.

وحمّل البعض الصورة رسائل للواقع الحالي، مؤكدين أن استعادة روح التعليم في الماضي تتطلب العودة إلى الجدية، والاهتمام بالشكل والمضمون داخل المدارس.

الصورة ليست مجرد مشهد عابر، بل وثيقة تاريخية تلخّص عصرًا ذهبيًا للتعليم المصري كانت فيه المدارس منارات للتربية والتهذيب قبل أن تكون مؤسسات للعلم فقط.

مقالات مشابهة

  • وزارة التربية والتعليم تكرم مركز الدراسات القانونية والقضائية لدوره في مشروع "قيمي ترسم هويتي"
  • وفد من منظمة التعاون الدولي الإيطالي يزور مدارس قلعة المضيق في ريف حماة
  • وزارة التربية رعت عروض التميز والابتكار لتلامذة EdTech Plus في المدارس الخاصة
  • وزارة التربية والتعليم تكثف جهودها استعداداً للامتحانات العامة… وأكثر من 724 ألف طالب وطالبة سيتقدمون لها
  • الغارديان: غارات إسرائيلية قاتلة تستهدف النازحين في مدارس غزة
  • صورة نادرة لمدرسة بنات مصرية تُعيد الذاكرة إلى زمن الانضباط التعليمي
  • الجارديان: استهداف المدارس المستخدمة كملاجئ في غزة "جزء من استراتيجية قصف متعمدة"
  • أين محل الأعراف من متخذ القرار في وزارة التربية والتعليم؟
  • سعادة وزيرة التربية والتعليم تلتقي معالي وزير التربية الكويتي
  • مراسلة سانا: وزير التربية والتعليم الدكتور محمد عبد الرحمن تركو وبالتنسيق مع وزارة المالية، يعلن رفع أجور المكلفين بالعملية الامتحانية لخمسة أضعاف، ويشمل ذلك المصححين والمراقبين وجميع العاملين فيها لدورة 2025 .