هل يعقد فوز اليمين المتطرف بالانتخابات في هولندا العلاقات مع المغرب مجددا؟
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
فاز الحزب اليميني المتطرف بزعامة خيرت فيلدرز في الانتخابات التشريعية في هولندا، أول أمس الأربعاء، وفق ما أظهرته استطلاعات الرأي لدى الخروج من مكاتب الاقتراع، ما يضع فيلدرز في مركز قيادة المحادثات لتشكيل ائتلاف حاكم جديد وقد يترأس حكومة البلاد.
خيرت فيلدرز، البرلماني ورئيس حزب الحرية، معروف بعدائه للمهاجرين المغاربة بصفة خاصة إلى جانب المسلمين في هولندا.
ويرى المحلل السياسي محمد العمراني بوخبزة، ضمن حديثه مع “اليوم 24″، أن صعود اليمين المتطرف يعد ظاهرة انتخابية في أوربا مقلقة للغاية.
ويبدو، بحسبه أن نوعية الخطاب المتطرف الذي تم تكريسه لمعاداة المهاجرين والمسلمين بصفة عامة أعطى أكله في صفوف الأوربيين.
وأضاف، أن المغرب له جالية كبيرة في هولندا، قد تتأثر ربما بالخطابات العنصرية التي تقودها الأحزاب المتطرفة.
غير أنه شدد على أن الأحزاب السياسية التي تقود المعارضة ليست هي الأحزاب التي تقود السلطة، فبحسبه نوعية الخطاب تتغير لدى هذه الأحزاب حين الصعود إلى السلطة وتدبير شؤون البلاد، وقال إنه دائما هناك مصالح تدفع الأحزاب التي تقود السلطة للدفاع عنها.
وتأتي هذه التغيرات في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات الدبلوماسية بين البلدين تحسناً ملحوظاً، إثر التوقيع في يوليوز 2021 بالرباط على خطة عمل مشتركة من أجل “تعزيز التعاون الثنائي”، تضمنت تأكيداً على “احترام سيادة ومؤسسات كل منهما، وتوطيد قواعد الشراكة على أساس احترام المصالح المشتركة للبلدين”.
كذلك، يحدث هذا بعد أن عاشت علاقات البلدين منذ 2019 توتراً جراء تقديم وزير الخارجية الهولندي السابق ستيف بلوك تقريراً حول احتجاجات “حراك الريف” أمام لجنة الخارجية في برلمان بلاده. وزاد من توتر الوضع بين البلدين زيارة وفد من البرلمان الهولندي، ترأسته رئيسة الحزب الاشتراكي ليليان مراينيسن، والبرلمانية عن الحزب نفسه سادات كارابولوت، لمدينة الحسيمة في يناير 2019، ولقائه بعائلات معتقلي “حراك الريف”، وفي مقدمتهم أحمد الزفزافي، والد ناصر الزفزافي، قائد الحراك.
وأثارت خطوة البرلمان الهولندي حفيظة الحكومة المغربية التي أعلنت في فبراير 2020، رفضها التقرير حول ملف “حراك الريف”، مؤكدة أن “المملكة دولة ذات سيادة ولا تقبل تدخل أي جهة في شؤونها الداخلية كيفما كانت”.
وجهت هولندا، في مارس 2020، اتهامات إلى المغرب بعدم السماح لها بترحيل مواطنيه، الحاملين الجنسية المغربية، وعدم الترخيص لها لإجراء رحلات استثنائية. ورد المغرب باتهام السلطات الهولندية بـ”التمييز” في إعادة المغاربة الحاملين للجنسية المزدوجة، قبل أن “تطرح نفسها مدافعة عن حقوقهم لدى الدولة المغربية”.
كلمات دلالية المغرب حراك الريف هولنداالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: المغرب حراك الريف هولندا فی هولندا
إقرأ أيضاً:
المعارضة الإسرائيلية بين استقالات وتحالفات جديدة وفرص الإطاحة بنتنياهو
القدس المحتلة – تشهد الساحة السياسية الإسرائيلية في الآونة الأخيرة هزات متتابعة داخل معسكر المعارضة، مع إعلان أعضاء بارزين في "المعسكر الوطني"، بزعامة بيني غانتس، استقالاتهم، وفي مقدمتهم غادي آيزنكوت ومتان كهانا، وسط تسريبات عن توجهات مماثلة لدى شخصيات أخرى مثل أوريت فركاش-هكوهين.
تزامن ذلك مع الحديث عن عودة رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت إلى الساحة السياسية، وسط توقعات بأن يقود تحالفا جديدا، أو ينضم إلى مبادرة وحدوية أوسع مع آيزنكوت وآخرين.
وأعادت هذه المستجدات خلط الأوراق في صفوف المعارضة، وأطلقت موجة من التقديرات والسيناريوهات بشأن طبيعة التحالفات المقبلة، وقدرتها على تغيير ميزان القوى وإضعاف مكانة أحزاب اليمين المتطرف، وصولا إلى إمكانية الإطاحة بحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة، في انتخابات مقبلة.
مخاض سياسيويُنظر إلى هذه الاستقالات على أنها ليست مجرد خطوة فردية بل تعكس -حسب محللين- حالة مخاض سياسي في صفوف المعارضة الوسطية، وسعيا لإعادة بناء معسكر يملك فرصة حقيقية لهزيمة نتنياهو.
بعد إعلان آيزنكوت استقالته، صدرت نتائج استطلاعين للقناتين 12 و13 الإسرائيليتين، أظهرت تحركات لافتة في نوايا التصويت. ورغم أن ميزان القوى بين معسكري الحكومة والمعارضة لم ينقلب جذريا فورا، فإن السيناريو الأبرز الذي جرى تحليله إسرائيليا هو الآتي:
الائتلاف الحالي بقيادة نتنياهو يهبط إلى نحو 49 مقعدا. إذا توحّدت المعارضة الحالية، ونجح تحالف بينيت-آيزنكوت-انتس في التجسد فعليا، قد تصل إلى 71 مقعدا.هذه الأرقام، حتى لو كانت تقديرية، أظهرت لأول مرة منذ فترة طويلة إمكانية واقعية لتشكيل حكومة بديلة بدون نتنياهو وحزبه الليكود، بشرط نجاح المعارضة في إدارة خلافاتها الداخلية والتوحّد خلف مرشح أو إطار موحّد.
إعلانوتتباين التقديرات الإسرائيلية حول سيناريوهات التحالفات المقبلة، أبرزها:
تحالف وسطي-يميني معتدل يضم آيزنكوت وبينيت وغانتس وأطرافا من "هناك مستقبل"، لتشكيل كتلة كبيرة قادرة على جذب ناخبي اليمين التقليدي الذين سئموا من سلطة أحزاب اليمين المتطرف. إعادة اصطفاف في معسكر المعارضة عبر تقاسم الأدوار بين يائير لبيد، كقائد معارضة ليبرالية-مدنية، وغانتس وآيزنكوت وبينيت كمعسكر أمني-يميني معتدل. محاولة مدروسةولا تستبعد هذه التحليلات إحباط سيناريو الوحدة بسبب الطموحات الذاتية واحتمال فشل هذه الشخصيات في تنسيق تحالف فعّال بسبب خلافات حول القيادة أو الترتيب في القوائم، ما قد يعيد نتنياهو إلى السلطة حتى لو كان ضعيفا نسبيا.
وأشار محللون إلى أن خطوة آيزنكوت قد تكون محاولة مدروسة لإجبار غانتس على الانفتاح على تحالفات أوسع وأقل رفضا لليمين المعتدل، في حين أن متان كهانا يمثل جسرا محتملا للتقارب مع ناخبين دينيين-وطنيين لا يجدون أنفسهم في أحزاب الصهيونية الدينية المتشددة.
من جانبها، جددت الأحزاب الحريدية مقاطعة التصويت على مشاريع قوانين الائتلاف الحاكم في الهيئة العامة للكنيست، احتجاجا على تأخير تمرير قانون إعفاء طلاب المدارس الدينية من الخدمة العسكرية. كما هددت بالتصويت مع المعارضة على قوانين معينة، في ظل قلق الحريديين من أن المحكمة العليا الإسرائيلية قد تفرض عليهم تجنيدا أوسع، مع ضغط من منظمات جنود الاحتياط لفرض قانون يلزمهم بذلك.
يرى محلل الشؤون الحزبية في صحيفة "هآرتس" يوسي فيرتر، في هذا الحراك فرصة إستراتيجية لإبعاد أحزاب اليمين المتطرف، مثل "عظمة يهودية" برئاسة إيتمار بن بن غفير وتيار "الصهيونية الدينية" بزعامة بتسلئيل سموتريتش، عن دائرة التأثير الحكومي.
ورجّح فيرتر أن تحالف وسطي-يميني معتدل قد يجذب ناخبين تقليديين يمينيين لا يرغبون في التطرف الديني والقومي، وقدّر أنه إذا نجحت المعارضة في تقديم بديل موحّد وآمن، فقد يتم تحييد تأثير اليمين المتطرف، على الأقل مرحليا. لكنه يعتقد أن التحدي الأساسي ليس فقط في عدد المقاعد، بل في القدرة على توحد معسكر المعارضة واجتذاب ناخبي الوسط-اليمين، وتقديم قيادة متفق عليها قادرة على إدارة حكومة مستقرة.
إعادة اصطفافويضيف فيرتر "في حال تحقق ذلك، يصبح سيناريو إطاحة نتنياهو أكثر واقعية، خاصة إذا استمرت أزمات الائتلاف الداخلية، وأظهر عجزا عن معالجة ملفات مثل تجنيد الحريديين والضغوط الاقتصادية والاجتماعية".
من جانبها، ترى محللة الشؤون السياسية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" موران أزولاي أن الساحة السياسية في إسرائيل تتجه نحو إعادة اصطفاف غير مسبوقة منذ سنوات. وأوضحت أن الاستقالات الأخيرة من "المعسكر الوطني" لا تشكّل نهاية لمسار سياسي، بل قد تكون بداية مرحلة جديدة تتخللها تحالفات مفصلية ومفاوضات بين قوى المعارضة.
وتؤكد أزولاي أن مفتاح هذا التحول يكمن في مدى قدرة المعارضة على استثمار اللحظة، وتجاوز الانقسامات الشخصية بين قياداتها. وتعتقد أن نجاح المعارضة في تقديم جبهة موحدة، متماسكة وبرنامج سياسي واضح، قد يكون العامل الحاسم في تقرير مستقبل حكومة نتنياهو، كما في رسم حدود التأثير المستقبلي لأحزاب اليمين المتطرف.
إعلانوبرأيها، فإن حكومة نتنياهو تعاني من تصدعات داخلية متزايدة، خصوصا على خلفية الخلافات مع الأحزاب الحريدية بشأن قانون إعفاء طلاب المدارس الدينية من الخدمة العسكرية. وقدّرت أن هذه الأزمة تضعف تماسك الائتلاف، وتقلّص قدرة نتنياهو على المناورة السياسية داخل الكنيست، وتفتح الباب أمام مفاجآت محتملة في التصويت على مشاريع القوانين.
وحسب أزولاي، يبقى السؤال المركزي، إلى أي مدى يمكن لهذه التحولات أن تفضي فعلا إلى إضعاف اليمين المتطرف، وتهيئة الظروف لإزاحة نتنياهو من الحكم في الانتخابات المقبلة؟