دراسة: التفكير السلبي مرتبط بتدهور إدراكي أسرع
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
تظهر الأبحاث الحالية أن الوراثة وارتفاع ضغط الدم والتدخين كلها عوامل خطر للإصابة بالخرف، ولكن الكثير من الناس لا يدركون أن هناك أيضا علاقة بين إعتلال الصحة العقلية وارتفاع مخاطر الخرف، فيما ذكرت دراسات سابقة بأن الإكتئاب والقلق وإضطراب مابعد الصدمة كلها مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالخرف فى سن أكبر.
واعتمدت الدراسة الحالية، التى أجريت فى كلية الطب جامعة " واشنطن"، على فحص ما إذا كان أسلوب التفكير الشائع فى حالات الصحة العقلية هذه مرتبطا بمؤشرات مرض الألزهايمر، وهو أكثر أنواع الخرف شيوعا، وغالبا ما ينخرط الأشخاص الذين يعانون من اعتلال الصحة العقلية في أسلوب تفكير يسمى " التفكير السلبي المتكرر".
ويتضمن أسلوب التفكير هذا الميل إلى إمتلاك أفكار سلبية حول المستقبل ( القلق) أو، أو حول الماضى ( الإجترار)، ويمكن أن يشعر الإنسان بهذه الأفكار وبكونه غير قادر على السيطرة عليها.. يصيب الخرف ما يقدر بنحو 54 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.. ولا يوجد علاج، لكن التقارير تشير إلى أن ما يقرب من ثلث حالات الخرف يمكن الوقاية منها، ولهذا السبب بدأ العديد من الباحثين في التركيز على تحديد عوامل الخطر.. ومن شأنه أن يسمح بتدخلات شخصية أفضل قد تكون قادرة على تقليل المخاطر أو التأخير أو حتى منع ظهور الخرف.
وفي عام 2015، طورت فرضية تسمى " الدين المعرفي"، والتي إقترحت أن التفكير السلبي المتكرر يمكن أن يكون " العنصر النشط" المشترك في جميع حالات الصحة العقلية هذه التي قد تساعد في تفسير زيادة خطر الخرف الذي نلاحظه.
وفى هذه الدراسة، إختبر الباحثون الفرضية، لأول مرة، حيث وجدت أن التفكير السلبى المتكرر كان مرتبطا بالفعل بمؤشرات مرض الألزهايمر.. فقد نظرت الدراسة فى 292 من كبار السن الذين تخطت أعمارهم ال 55 عاما، حيث تم تقييم وظائفهم المعرفية، وقياس مستوى الذاكرة، والإنتباه والإدراك المكانى واللغة.. من بين هؤلاء المشاركين، تم فحص دماغ 113 أيضا، مما سمح للباحثين بقياس رواسب تاو والأميلويد.. هذان البروتينان هما علامات بيولوجية لمرض الزهايمر عندما يتراكمان في الدماغ.. وخضع 68 شخصا آخر من مشروع إيماب+ في فرنسا لفحص دماغ الحيوانات الأليفة لقياس الأميلويد.
ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين أظهروا أنماط تفكير سلبية متكررة أعلى عانوا من تدهور إدراكي أكثر على مدى أربع سنوات.. كان لديهم أيضا انخفاضات محددة في الذاكرة (وهي علامة مبكرة على مرض الزهايمر)، وكان لديهم المزيد من رواسب الأميلويد وتاو في دماغهم..
وقام الباحثون بدراسة أعراض الإكتئاب، والقلق.. ووحدوا أن كلاهما كان مرتبطا بالتدهور المعرفى.. ولكن ليس مع روساب " أميلويد أوتاو".. قد تكون هذه الأعراض أكثر دلالة على الانخفاض الذي يحدث مع الشيخوخة أو الخرف الذي لا يرجع إلى مرض الزهايمر.. بالتساوى، كان لدى المشاركين فى هذة الدراسة مستويات منخفضة جدا من الاكتئاب والقلق مما يجعل من غير المحتمل أن يكونوا قادرين على اكتشاف العلاقة.
وتشير النتائج المتوصل إليها إلى أن التفكير السلبى المتكرر يكون أحد أسباب إرتباط الإكتئاب والقلق بمخاطر مرض الألزهايمر.. مع ذلك، من المهم الإشارة إلى أنه على الرغم من أن الفرضية تقترح التفكير السلبي المتكرر يزيد من خطر الإصابة بالخرف (خاصة مرض الزهايمر)، فقد يكون العكس صحيحا أيضا.. قد يصبح الأشخاص الذين يعانون من انخفاض في حالتهم أكثر قلقا أو قلقا بشأن صحتهم - مما يؤدي إلى التفكير السلبي المتكرر.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: التفكير السلبي الصحة العقلية دراسة الصحة العقلیة مرض الزهایمر
إقرأ أيضاً:
عبر تجربة تدريبية مكثفة.. انطلاق فعاليات مبادرة أنا أيضا مسئول بجامعة دمنهور
انطلقت فعاليات مبادرة "أنا أيضًا مسئول"، التي أطلقتها الأكاديمية الوطنية للتدريب، في إطار حرص جامعة دمنهور برئاسة الأستاذ الدكتور/ إلهامي ترابيس، على دعم وتمكين الطلاب، لصقل مهاراتهم القيادية والإبداعية، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية مصر 2030، وانطلاقا من المسؤولية المجتمعية للجامعة نحو تعزيز الوعي المجتمعي، وبالتعاون مع الأكاديمية الوطنية للتدريب.
من جانبه أكد "رئيس جامعة دمنهور" على أهمية المبادرة، مثمنا دور الأكاديمية الوطنية للتدريب، و إيمانها بدور الشباب الحيوي في بناء مستقبل مصر، وضرورة دعم وتمكين الشباب ليكونوا قادة مؤثرين، يتمتعون بمهارات التفكير النقدي، والقدرة على اتخاذ القرار، وتحمل المسؤولية المجتمعية.
هذا وقد أكدت الأستاذ الدكتورة / إيناس إبراهيم ـ نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، حرص الجامعة على المشاركة في المبادرات المجتمعية التي تهدف إلى ترسيخ الوعي المجتمعي والثقافي، لافتة إلى أن مبادرة "أنا أيضًا مسئول" تهدف إلى تمكين الشباب الجامعي وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية المسؤولية في مختلف جوانب الحياة لدى طلاب الجامعات، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030، مشيرة إلى أن المبادرة استهدفت تدريب 100 طالب وطالبة بالجامعة.
و أوضحت نائب رئيس الجامعة أن المبادرة تضمنت عدة محاور منها : تعزيز الوعي المجتمعي وتوعية الطلاب بأهمية المسؤولية في حياتهم الشخصية والاجتماعية والبيئية،
تنمية المهارات الشخصية والقيادية وقدرتهم على التأثير الإيجابي في مجتمعاتهم، بالإضافة إلى تمكين الشباب وإعداد جيل قادر على صناعة التغيير الإيجابي في مجتمعه، فضلا عن المسؤولية البيئية و المناخية، مما يعكس اهتمامها بقضايا الاستدامة وتشجيعهم على المشاركة في المبادرات المجتمعية والأنشطة التطوعية.
جدير بالذكر أن المبادرة من خلال تجربة تدريبية مكثّفة تشمل 30 ساعة تدريبية تُنفَّذ على مدار 5 أيام لكل مجموعة. وتنقسم هذه الساعات بين محاضرات نظرية، وتطبيقات عملية، ومناقشات تفاعلية، ودراسات حالة؛ بما يعزز مهارات التفكير، ويعمّق وعي المشاركين بمفهوم القيادة والمسؤولية المجتمعية.