السوداني يمنح إجازة استثمار مصنع استراتيجي جنوب البصرة وآخر في “اللزاكة”
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
شبكة انباء العراق ..
وزارة الصناعة والمعادن تُعلن عن قرارات حكومية لِدعم نتائج مؤتمر الاستثمار المعدني بإنشاء مصنع جديد لِسماد اليوريا في البصرة ومشروع مُتكامل لإنتاج الكبريت المُصفى في نينوى.
– أعلنت وزارة الصناعة والمعادن عن قرار اللجنة العُليا للإعمار والاستثمار المُتخذ في الاجتماع الرابع المُنعقد يوم أمس الأحد المُوافق 26 تشرين الثاني 2023 برئاسة السيد رئيس مجلس الوزراء وحضور السيد وزير الصناعة والمعادن والمُتضمن التصويت على استثناء وزارة الصناعة والمعادن من شرط الإعلان، استناداً إلى قرار مجلس الوزراء رقم ( 245 ) لِسنة 2019، ومنح الإجازة الاستثمارية
لإنشاء مصنع اليوريا في موقع أبي الخصيب بِمُحافظة البصرة التابع إلى الشركة العامة لِصناعة الأسمدة الجنوبية، وإنشاء مشروع مُتكامل لإنتاج الكبريت المُصفى في حقل اللزاكة في مُحافظة نينوى التابع إلى الشركة العامة لِكبريت المشراق والتي تُعد أحد أهم الفُرص والمشاريع الاستثمارية التي تمَّ طرحها والإعلان عنها خِلال مؤتمر الاستثمار المعدني الذي عقدته الوزارة في شهر أيار الماضي واستقطبت عدد من الشركات الاستثمارية التي قدمت عروضها لِتنفيذ هذهِ المشاريع الإستراتيجية والتنموية ضِمنَ خُطط الوزارة الموضوعة لإعادة إحياء وإنعاش الصناعات الإستراتيجية في البِلاد تطبيقاً لِمُفردات البرنامج الحكومي حيث إنَّ الاستثناء أعلاه هو للحصول على الإجازات الاستثمارية.
وأشارت الوزارة في بيان رسمي إلى أنَّ هذا القرار يؤكد نجاح مُخرجات مؤتمر الاستثمار المعدني ويُمثل دعماً كبيراً من الحكومة العراقية لِخُطط ورؤى الوزارة في المُضيّ بالمشاريع التنموية والإستراتيجية وتوفير المُنتجات التي يحتاجها البلد من بينها الأسمدة لِدعم القطاع الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي للبلد ومُنتج الكبريت لِتأمين حاجة الكثير من الصناعات الوطنية، مؤكدةً أنَّ مصنع سماد اليوريا في أبي الخصيب سَيُوفر مليون طن سنوياً من سماد اليوريا وتشغيل أيدي عاملة من أبناء مُحافظة البصرة فيما سَيُحقق مشروع إنتاج الكبريت أكثر من 2 مليون و500 ألف طن سنوياً من مُنتج الكبريت المُصفى إضافة إلى تحقيق الأرباح وتوفير فُرص العمل.
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الصناعة والمعادن
إقرأ أيضاً:
النفط يُحمى.. والشعب السوداني يترك للمجهول!
ابراهيم هباني
في السودان لا يحتاج المرء الى جهد كبير ليفهم ما الذي يجعل الاطراف المتحاربة تتفق بسرعة، وما الذي يجعلها تختلف حتى اخر مدى.
يكفي النظر الى ما جرى في هجليج، وما جرى قبله في الفاشر وبابنوسة، ليتضح ان اولويات الحرب لا علاقة لها بحياة الناس، بل بما فوق الارض وتحتها.
في هجليج، انسحب الجيش السوداني الى جنوب السودان، ودخلت قوات الدعم السريع الحقل بلا مقاومة كبيرة، ثم ظهر رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت ليؤمن المنشاة الحيوية التي يعتمد عليها اقتصاد بلاده.
ولم يحتج الامر الى جولات تفاوض او بيانات مطولة. اتفاق سريع، وترتيبات واضحة، وهدوء مفاجئ. السبب بسيط: الحقل شريان لبلدين، وله وزن في حسابات دولية تتابع النفط اكثر مما تتابع الحرب.
لكن الصورة تختلف تماما عندما نعود الى الفاشر. المدينة عاشت اكثر من خمسمئة يوم تحت الحصار. 500 يوم من الجوع والانهيار، بلا انسحاب من هذا الطرف او ذاك، وبلا موافقة على مبادرة لتجنيبها الحرب. سقطت الفاشر لانها ليست هجليج. لا تملك بئرا، ولا انبوبا، ولا محطة معالجة. ولذلك بقيت خارج الحسابات.
وبابنوسة قصة اخرى من النوع نفسه. المدينة ظلت لما يقارب 680 يوما بين حصار واشتباكات وانقطاع، ثم سقطت نهائيا.
وخلال ذلك نزح منها ما لا يقل عن 45 الف شخص. ومع ذلك لم تعلن وساطة عاجلة، ولا ترتيبات لحماية المدنيين، ولا ما يشبه العجلة التي رأيناها في هجليج الغنية بالنفط!
بابنوسة، مثل الفاشر، لا تضخ نفطا، ولذلك لم تجد اهتماما كبيرا.
دولة جنوب السودان تحركت في هجليج لانها تعرف ان بقاءها الاقتصادي مرتبط بانبوب يمر عبر السودان.
والصين تراقب لان مصالحها القديمة في القطاع تجعل استقرار الحقول مسألة مهمة.
اما الاطراف السودانية، فاستجابت بسرعة نادرة عندما تعلق الامر بالبرميل، بينما بقيت المدن تنتظر نصيبا من العقل، او نصيبا من الرحمة.
المعادلة واضحة. عندما يهدد النفط، تبرم الترتيبات خلال ساعات. وعندما يهدد الناس، لا يحدث شيء. هجليج اخليت لانها مربحة. الفاشر وبابنوسة تركتا لان كلفتهما بشرية فقط.
والمؤسف ان هذا ليس تحليلا بقدر ما هو وصف مباشر لما حدث. برميل النفط حظي بحماية طارئة، بينما المدن السودانية حظيت بالصمت.
وفي نهاية المشهد، يبقى الشعب السوداني وحيدا، يواجه مصيره بلا وساطة تحميه، وبلا اتفاق ينقذه، وبلا جهة تضع حياته في اولوياتها.
هذه هي الحكاية، بلا تجميل. النفط يوقع له اتفاق سريع. الشعب ينتظر اتفاقا لم يأت بعد.
الوسومإبراهيم هباني