الخروج المتفق عليه.. ضمان للحل السياسي في ليبيا
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
حالة الجمود السياسي التي تعيشها ليبيا لاشك أنها من صنع الأجسام الحاكمة نظرياً، والمتصارعة في واقع الحال، ظاهره صراع حول السلطة والصلاحيات، وباطنه تطاحن من أجل المقدرات والنفود والبقاء، ونتائجه أوصلت البلاد إلى حالة إنعدام للإستقرار السياسي والأمني، وأضاعت المصالح واستنزفت المقدرات، وترعرعت في كنفه مظاهر الفساد والفوضى وفشل المؤسسات.
كل هذه الأجسام أضحت منقوصة المشروعية، وصار لزاماً العودة لأصحاب المصلحة مرة أخرى، واتاحة الفرصة للشعب ليختار من يمثله في الأجسام التشريعية والتنفيذية.
لكن أزمة انعدام الثقة بين كل هذه الأطراف المتصارعة خلقت معضلة حقيقية في من يخرج أولاً وكيف يخرج؟ وما الضمانات لمن يخرج أولاً ولمن ينتظر؟ وما هي شروط انتظاره؟
مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة والمجلس الرئاسي والحكومة حتماً لا تريد الخروج من المشهد السياسي، ولو قدر وقبلت الخروج فلن تخرج إلا بضمانات قوية على باقي الأطراف.
وضاعت أحلام الشعب – الطامح في التغيير- بسبب تعنت هذه الأطراف، وتاهت الناس في خضم تتناحر فيه رؤى وتوجهات أجسام عاجزة عن إيجاد توافق كافي على آلية واضحة تسلم فيها السلطة. وتخرج بنا من نفق هذه الأزمة والانسداد السياسي، إلى حل مقبول، وواقع أفضل.
بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا برئاسة السيد عبد الله باتيلي اقترحت عقد اجتماع بين الأطراف السياسية حول طاولة مستديرة، بهدف التوصل إلى توافق حول القوانين الانتخابية، وإبداء حسن النية لبدء حوار سياسي جديد، يفضي لانتخابات تشريعية ورئاسية، وهذا ما لا أتصور أنه سيحصل، وإن حصل فسيكون نتيجته ذات نتائج المحاولات السابقة التي أضاعت فيها رئاستي النواب والدولة الوقت بلا طائل على أمل توافق لم ينجز بعد.
إن أي حديث أو جهد لا ينصب على خروج كافة هذه الأطراف هو مضيعة للوقت وجري وراء حلم لن يتحقق.
لذا قد يكون من الأفضل والأكثر فعالية لحل الأزمة السياسية في ليبيا، تبني بعثة الأمم للدعم مبدأ “الخروج المتفق عليه”، وصياغة مبادرة محددة الآجال ومرتبة بشكل توافقي وبشروط واضحة وضمانات موثوقة ورعاية أممية.
مبادرة حقيقية تستند إلى فكرة أن الأطراف السياسية لن تخرج من المشهد السياسي إلا تحت الضغط وبضمانات، ومنها ضمان تأكدها من كف يد كافة الأطراف وخروجها بلا استثناء.
وأن التفاوض مع هذه الاطراف في أي أمور لها علاقة بمستقبل ليبيا او بالأطراف الأخرى هو استمرار للدوران في حلقة مفرغة دون اي نتيجة، إذ أن التفاوض الآن يجب أن يتركز فقط على تصور كل طرف على حدة لآلية خروجه من المشهد وفق مبدأ “الخروج المتفق عليه”، وترك الأمر لليبيين لاستكمال التوافق -في مسار واسع المشاركة- من أجل المرور إلى مرحلة سياسية جديدة، تخلف هذه الأجسام.
إن الحل السياسي الحقيقي للأزمة الليبية يجب أن:
• يأخذ في الاعتبار مخاوف الأطراف السياسية، مما يجعلها أكثر استعداداً للتعاون.
• يصاغ في اتفاق سياسي، يتضمن الشروط والظروف والضمانات التي تناسب كل طرف.
• يضمن الاستقرار السياسي في ليبيا بعد خروج الأطراف السياسية من المشهد.
ولكي يكون “الخروج المتفق عليه” حلاً فعالاً للأزمة السياسية في ليبيا، يجب أن يتضمن عدة شروط، منها:
• جميع الأطراف السياسية يجب أن توافق على الخروج من المشهد السياسي بشكل متفق عليه، وأن لا يحاول أي طرف فرض خروج الأطراف الأخرى بالقوة أو يسعى ليبقى هو دون الجميع.
• يجب أن تحدد الشروط والظروف والضمانات التي يخرج بها كل طرف من المشهد السياسي، بما في ذلك ضمان خروج آمن، وضمان حق أعضائه في المشاركة السياسية العادلة في المستقبل.
• يجب أن تحدد آلية توافقية مرتبة ومحددة الآجال لخروج الأطراف السياسية من المشهد السياسي، بما في ذلك الجدول الزمني للخروج، وترتيب خروج الأطراف المختلفة، وضمان تنفيذ الشروط والضمانات المتفق عليها.
• يجب أن تتعهد الدول المساهمة في العملية السياسية الليبية بضمان تنفيذ الشروط والضمانات المتفق عليها، بما في ذلك رعاية مسار الاتفاق بين الأطراف السياسية خلال المفاوضات، وتقديم الدعم الفني واللوجستي للأطراف السياسية، وضمان الاستقرار السياسي في ليبيا بعد خروج الأطراف السياسية من المشهد.
• يجب أن يستند “الخروج المتفق عليه” إلى اتفاق سياسي جديد معتمد من قبل مجلس الأمن الدولي، بحيث يكون هذا الاتفاق هو الإطار القانوني والشرعي للخروج المتفق عليه.
أعتقد أن “الخروج المتفق عليه” هو مبدأ لحل سياسي فعال يمكن الإعتماد عليه لحل الأزمة السياسية في ليبيا، وقد يكون اعتماد هذا المبدأ هو السبيل الوحيد للخروج من حالة الجمود السياسي التي تعيشها البلاد منذ سنوات.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: من المشهد السیاسی الأطراف السیاسیة فی لیبیا یجب أن
إقرأ أيضاً:
محافظ القاهرة: مأوى الكلاب الضالة هدفه ضمان سلامة المواطنين
قال الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة، إنه تم تخصيص قطعة أرض على مساحة ٢٨٠٠ م٢ شرق طريق الأوتوستراد بمدينة التبين يهدف إلى إقامة مكان لإيواء الكلاب الضالة (شلتر) بهدف ضمان السلامة العامة للمواطنين، دون الإخلال بمبدأ الرفق بالحيوان.
وأكد محافظ القاهرة، أن الشلتر سيتم إدارته بشكل علمي يعتمد على أن الرفق بالحيوان عنصر أساسي للحفاظ على التوازن البيئي، وذلك بالتعاون مع الهيئة العامة للخدمات البيطرية، ومديرية الطب البيطري بالقاهرة، كما سيتم التعاون مع أصحاب الجمعيات، والشلترز الأهلية لتبادل الخبرات معهم للوصول إلى أفضل النتائج.
وأضاف محافظ القاهرة أن الشلتر سيقوم على تقديم الخدمة الطبية به مجموعة من الأطباء البيطريين المتخصصين، وسيتوافر به أماكن لرعاية الكلاب، كما سيتاح به خدمة تبني الكلاب بعد التأكد من خلوها من الأمراض وتلقيها التطعيمات اللازمة.
اقرأ أيضًا:
انتخابات مجلس النواب 2025.. بدء التصويت في لجان الدوائر الـ30 بعد إلغاء نتائجها من الإدارية العليا
حبات برد وأمطار وشبورة.. تفاصيل حالة الطقس اليوم الأربعاء
اليوم.. مدبولي يترأس اجتماع الحكومة ويعقبه مؤتمر صحفي
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة الكلاب الضالة سلامة المواطنين أخبار ذات صلةفيديو قد يعجبك
محتوى مدفوع
أحدث الموضوعاتإعلان
أخبار
المزيدإعلان
محافظ القاهرة: مأوى الكلاب الضالة هدفه ضمان سلامة المواطنين
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
من نحن اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
21 14 الرطوبة: 42% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي من نحن إتصل بنا إحجز إعلانك سياسة الخصوصية