بدأ حزب الإنصاف الحاكم في موريتانيا تحركات سياسية من أجل حشد الأحزاب لدعم إعادة انتخاب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية المقررة العام القادم، وأعلن بالفعل 13 حزبا ينضوي تحت تحالف الأغلبية دعم ترشح الرئيس الذي وصل إلى السلطة في 2019.

هذه التحركات المكثفة لحزب الإنصاف تُرجمت يوم الجمعة إلى مهرجان شعبي نظمه تحالف الأغلبية وعبرت فيه عن دعمها للرئيس الحالي في الانتخابات الرئاسية "لمواصلة النهج وتجذير المشروع الانتخابي".

وقالت أحزاب تحالف الأغلبية في بيان مشترك إن موريتانيا شهدت تحولات كبيرة منذ تسلم ولد الغزواني السلطة "تميزت بإحداث تغيير جذري وملموس في حياة المواطن".

ومع إعلان الأغلبية عن مرشحها المفضل، تدخل موريتانيا في أجواء الانتخابات الرئاسية مبكرا، مع سعي حزب الإنصاف إلى حسم الجدل حول نية ولد الغزواني الترشح لولاية ثانية.

وطُرحت أسئلة على الرئيس الموريتاني الشهر الماضي خلال مقابلة مع صحف محلية حول نيته الترشح لفترة ثانية، فرد قائلا "الأمر بيد الشعب الموريتاني، وأغلبيتي السياسية بشكل خاص".

التقط حزب الإنصاف الرسالة وبدأ عقد لقاءات مع قادة أحزاب الأغلبية من أجل مناقشة دعم ترشح الرئيس لفترة ثانية، وهو نقاش حُسم في اجتماع واحد.

وقال بيان صدر عقب اجتماع أحزاب الأغلبية الذي عقد في وقت سابق من الشهر الحالي "بعد تدارس الوضعية السياسية للبلد تم الاتفاق على تفعيل العمل المشترك وترشيح الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لمأمورية (ولاية) رئاسية ثانية".

ويسمح القانون الموريتاني للرئيس بالترشح لفترتين رئاسيتين متتاليتين.

ويرى الصحفي سيدي محمد أن ولد الغزواني قرر ألا يعلن ترشحه إلا بعد أن تُظهر أحزاب الأغلبية التأييد له.

وأضاف سيدي محمد أن السؤال المطروح في الشارع الموريتاني في الأشهر الماضية هو إن كان ولد الغزواني سيترشح لولاية ثانية، مؤكدا أن "الجواب جاء في إعلان الأغلبية التي قال الرئيس إن الأمر في يدها".

وأشار الصحفي الموريتاني إلى أن من بين المؤشرات التي تدل على أن ولد الغزواني سيترشح لولاية ثانية "الحراك الذي يقوم به هذه الأيام من أجل إطلاق مشاريع كبرى وتدشين أخرى انتهت الأشغال فيها".

وأطلق الرئيس الموريتاني في الآونة الأخيرة إشارة البدء في خمسة مشاريع جديدة بالعاصمة نواكشوط بتكلفة 51 مليار أوقية قديمة (143 مليون دولار تقريبا)، بينها 48 مليار مخصصة لمشروع "حركية نواكشوط" الذي يسعى إلى تطوير النقل الحضري.

ومن المتوقع إطلاق مشاريع أخرى في الأسابيع المقبلة في عدد من المدن، والتي يقول الكاتب الموريتاني الحسن ولد أحمد إن الحكومة ستدرجها في لائحة الإنجازات التي قام بها الرئيس خلال ولايته الأولى.

ويقول ولد أحمد "إطلاق هذه المشاريع يندرج في إطار التسويق الانتخابي الذي تقوم به الحكومة الحالية من أجل تعبئة الرأي العام لدعم ولد الغزواني"، وتوقع أن يعلن الرئيس ترشحه في الربع الأول من العام المقبل.

وأضاف "شريحة واسعة من الموريتانيين ساخطة على الأوضاع الاقتصادية المتردية وغلاء الأسعار وعدم تنفيذ معظم ما تعهد به ولد الغزواني في برنامجه الانتخابي".

ووفقا لدراسة نشرتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) هذا العام، فإن قرابة 2.3 مليون شخص في موريتانيا، أي 56.9 في المئة من السكان، يعيشون في فقر متعدد الأبعاد.

وتقول اليونيسف في مقدمة الدراسة المنشورة في مارس آذار الماضي إن مؤشر الفقر متعدد الأبعاد يتيح فهما أشمل للفقر من مجرد الدخل، حيث يفحص مجموعة من أوجه الحرمان التي يواجهها الناس في الصحة والتعليم والتوظيف والظروف المعيشية.

وتشير تقديرات إلى أن معدل البطالة في موريتانيا، الذي سجل ما يزيد على 11 بالمئة في عام 2022، سيرتفع إلى 12 في المئة بنهاية العام الحالي. وتعد معدلات البطالة بين الشباب من بين الأعلى في العالم، حيث تقدر بنسبة 21 بالمئة بين الذين تتراوح أعمارهم من 15 إلى 24 عاما.

المصدر: شبكة الأمة برس

إقرأ أيضاً:

ترشح براد لاندر لعضوية الكونغرس عن نيويورك.. يهودي حليف لممداني

أعلن المراقب المالي المنتهية ولايته لمدينة نيويورك براد لاندر، وهو من بين أبرز الحلفاء اليهود والمؤيدين لعمدة المدينة المنتخب زهران مامداني خلال السباق الانتخابي، عن خوضه الانتخابات التمهيدية التي طال انتظارها ضد النائب دان غولدمان في سعيه للوصول إلى الكونغرس.

وجاء في تقرير لصحيفة "هآرتس" أنه "لا شك أن هذه الانتخابات ستضع الهوية اليهودية لكلا المرشحين ومواقفهما من إسرائيل في صلب النقاش. سيتنافس المرشحان على مقعد في مجلس النواب عن هذه الدائرة، التي تضم مانهاتن السفلى وشمال غرب بروكلين، والتي تشكل نسبة كبيرة من الناخبين اليهود".

وأضاف التقرير أنه "في الفيديو الذي أطلق به حملته الانتخابية، انتقد لاندر صراحةً علاقات غولدمان بالمؤسسة المؤيدة لإسرائيل والتي دعمت مسيرته السياسية".

وقال "لا يمكن حل التحديات التي نواجهها برسائل شديدة اللهجة أو حملات جمع تبرعات ضخمة. ولا يمكن حلها بتنفيذ أوامر لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك) في منطقة تدرك أن أمننا وحريتنا وازدهارنا مترابطة"، قال ذلك محاطاً بصور له في مظاهرة مؤيدة لوقف إطلاق النار، وهو يحمل لافتة باللغة العبرية تطالب بالإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة".


وفي حديثه لصحيفة "نيويورك تايمز"، أيد العمدة المنتخب زهران ممداني ترشيح لاندر للكونغرس قائلاً: "لقد كان حليفاً وشريكاً موثوقاً به بالنسبة لي، وأنا فخور بدعمه لأنني أعلم أنه سيواصل تقديم الخدمات لأولئك الذين يحتاجون إلى الحكومة أكثر من غيرهم".

وذكر التقرير الإسرائيلي أن "هذه الانتخابات تُعدّ واحدة من عدة انتخابات تمهيدية لمجلس النواب في نيويورك، حيث ستكون مواقف المرشحين من إسرائيل وغزة من أبرز قضايا الحملة. وهذا يُبيّن مدى تأثير سباق رئاسة البلدية الذي قاده ممداني على توجهات التقدميين، إذ لا يمكن استبعاد انتهاكات حقوق الإنسان في الخارج من مطالب الديمقراطيين باحترام هذه الحقوق محلياً ودولياً.

وأوضح أنه "مع ذلك، لم تكن انتخابات رئاسة البلدية بمثابة استفتاء صريح على إسرائيل، رغم المحاولات العديدة لتصويرها كذلك. ومع ذلك، فإن العدد الكبير من السكان اليهود في المنطقة، والاختلافات الجوهرية في وجهات نظر المرشحين، ستضمن بقاء إسرائيل ومعاداة السامية في صدارة معظم، إن لم يكن كل، النقاشات خلال الأشهر القليلة المقبلة.

وذكر "يُعتبر غولدمان، أحد أغنى أعضاء الكونغرس، وريث ثروة ليفي شتراوس، من بين أكثر الديمقراطيين صراحةً الذين تصدوا لفساد ترامب بشكل مباشر، لكنه تعرض لانتقادات شديدة من اليسار لكونه مدافعًا كبيرًا عن إسرائيل، حيث ساعدته لجان العمل السياسي المؤيدة لإسرائيل في الوصول إلى القمة في حملته الانتخابية الأولى للكونغرس عام 2022".

وقال "سعى عضو الكونغرس إلى التعبير عن دعم ديمقراطي تقليدي لإسرائيل، ليصبح حليفاً رئيسياً للمؤسسة اليهودية والمنظمات الديمقراطية المؤيدة لإسرائيل. وقد تجلى ذلك في انتقادات انتقائية ولكنها حادة للحكومة الإسرائيلية اليمينية ونشاط الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية".

وأشار إلى أن "غولدمان كان أيضاً صوتاً رائداً في إدانة المخاوف داخل المجتمع اليهودي بشأن معاداة السامية على اليسار ، وفي الوقت نفسه أدان تسييس الجمهوريين لإسرائيل فيما يتعلق بمعاداة السامية".

وأكد "سيخوض لاندر، في سعيه للوصول إلى الكونغرس، الانتخابات من منظور يميل بوضوح إلى اليسار. وبجانب مامداني، يحظى بتأييد السيناتورين بيرني ساندرز وإليزابيث وارين، والمدافع العام عن مدينة نيويورك، جوماني ويليامز. وهو من أشد منتقدي نتنياهو والحكومة الإسرائيلية".

وبيّن التقرير أنه "وفي التجمع الأخير الذي نظمه زهران مامداني قبل انتخابات رئاسة بلدية نيويورك، وصف لاندر الحرب الإسرائيلية على غزة بأنها إبادة جماعية، وكان حاضراً بانتظام في الوقفات الاحتجاجية الأسبوعية التي ينظمها الإسرائيليون في نيويورك للمطالبة بوقف إطلاق النار. كما حضر، إلى جانب مامداني، الوقفة الاحتجاجية التي استمرت عامين لإحياء ذكرى هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر".


وأضاف "يشرح براد لاندر، مراقب حسابات مدينة نيويورك، وهو من أوائل الداعمين لزهران ممداني، سبب تفاؤله بشأن المدينة تحت قيادة ممداني، وكيف يمكن أن تكون هذه الانتخابات نقطة تحول للولايات المتحدة".

وقال إنه "بصفته مراقبًا ماليًا لمدينة نيويورك، تعرّض لاندر لانتقادات حادة بسبب سماحه بانتهاء صلاحية استثمارات المدينة في السندات الإسرائيلية ، والتي استمرت لعقود ، مما أنهى فعليًا ارتباط معاشات المدينة بإسرائيل. دافع لاندر عن قراره، قائلاً إنه لم يكن يهدف إلى استهداف إسرائيل تحديدًا، بل كان يعكس ممارسات مكتبية معتادة واعتبارات مالية روتينية".

في يونيو/حزيران، ألقت السلطات الفيدرالية القبض على لاندر لدى وصوله مع مشرعين آخرين إلى الموقع لمراقبة تعامل إدارة الهجرة والجمارك مع المهاجرين المحتجزين. وبينما اختار مشرعون آخرون تسوية القضية وتأجيلها، اختار لاندر خوض المحاكمة.

ونشأ لاندر، البالغ من العمر 55 عاماً، في أسرة يهودية إصلاحية، وكان قد صرّح سابقاً لصحيفة "هآرتس" بأن رؤيته السياسية للعالم متجذرة في تجاربه المبكرة. وقد أمضى معظم طفولته في سانت لويس قبل أن يدرس في جامعة شيكاغو وكلية لندن الجامعية، ثم انتقل إلى نيويورك عام 1992.

بصفته طالبًا في السنة الأخيرة من المدرسة الثانوية وطالبًا في السنة الأولى بالجامعة، لعب دورًا بارزًا في الاتحاد الوطني لشباب المعابد (NFTY)، حيث قاد الجهود الرامية إلى إطلاق سراح اليهود السوفييت في السنوات الأخيرة من الاتحاد السوفيتي، من بين أمور أخرى.

مقالات مشابهة

  • الرئيس العراقي السابق برهم صالح رئيساً لمفوضية اللاجئين
  • أعمال نظافة مكثفة واستغلال لفترة الإجازة بمناطق الخدمات بالقاهرة الجديدة
  • الأمم المتحدة تعيّن الرئيس العراقي السابق برهم صالح مفوضًا ساميًا لشؤون اللاجئين
  • الكرملين: بوتين سيلتقي الرئيس العراقي في عشق آباد
  • الكرملين: بوتين جدد دعمه لفنزويلا
  • إعلان من الأمن العام.. هذه مواعيد الاختبارات الرياضية للمتطوعين برتبة مأمور ومفتش
  • برعاية الرئيس السيسي وحضور رئيس الوزراء.. وزير التعليم العالي يعلن نتائج مبادرة تحالف وتنمية وتوقيع الاتفاقيات الفائزة
  • ترشح براد لاندر لعضوية الكونغرس عن نيويورك.. يهودي حليف لممداني
  • وزير قطاع الأعمال العام يتابع مؤشرات الأداء وموقف المشروعات الفندقية والسياحية والتجارية
  • اليوم الثاني لزيارة الرئيس عون الى سلطنة عمان: خلوة ثانية ومحادثات موسعة مع السلطان هيثم بن طارق