بمجرد أن تطأ قدماك مستشفى العريش، ستعي خطورة الحالة من حولك، مرافقين ينتظرون مصابيهم، وأطفال رضع حرمتهم الحرب على القطاع المحاصر من أبسط حقوق الحياة، وأمهاتهم لا يزلن لديهن الأمل في الشفاء، وأن تكون الحاضنات أمًا ثانية لهم ترعاهم وتحتويهم بعد أن لفظتهم حاضنات مستشفى الشفاء خارجُا أثر قصف عنيف تعرض له المجمع الطبي بأكلمه.

وصول 7 طائرات مساعدات لغزة إلى مطار العريش من قطر وتركيا والسعودية وعمان والإمارات في الحرب يتذوق البعض طعم الموت وينتظره البعض الأخر

وقال إحدى أمهات الأطفال الخدج، لبنى السك، إنها تتابع طفلتها في الحاضنة بمستشفى العريش بمحافظة شمال سيناء يوميًا، لافتة إلى أنها وضعتها قبل الحرب بعشرة أيام قبيل تعرض مجمع الشفاء الطبي بقطاع غزة إلى القصف الإسرائيلي.

أمهات فلسطين لا تغفل عيونهن أملًا في شفاء المبسترين بالحضانات

وأردفت "أتابع طفلتي ماريا يومًا تلو الآخر بعدما تم نقلها إلى الحاضنة، وهي تحتاج إليها، لأنها ولدت مبكرًا ووزنها ضعيف، إلا أن المجمع تم قصفه عندما بدأت الحرب، واضطر الأطباء إلى نقلهم لمكان آخر وتغطية أجسادهم بملاءات.

أمهات فلسطين لا تغفل عيونهن أملًا في شفاء المبسترين بالحضانات

ومن جانبها قالت السيدة الفلسطينية بثينة فالح، وهي أم لطفل من الأطفال الخدج، إنها وضعته في اليوم الخامس للحرب، ولكنها كانت بحاجة إلى تركه في حاضنة مجمع الشفاء، إلى أن تلقت أنباء القصف، وأخذت تبحث في الكشوفات والقوائم عن أسم رضيعها عمر، حتى علمت أنه سيتم نقله إلى مصر للعلاج.

أمهات فلسطين لا تغفل عيونهن أملًا في شفاء المبسترين بالحضانات

وأوضحت السيدة الفلسطينية أن الإمكانيات المحدودة في القطاع أجبرت الأطقم الطبية على حفظ حياة الرضع بالحاضنات إلى أن تتسلمهم المستشفيات المصرية، "كل 4 أطفال في حاضنة".

أمهات فلسطين لا تغفل عيونهن أملًا في شفاء المبسترين بالحضانات

ودخلت اتفاقية الهدنة الإنسانية المؤقتة التي تم التوصل إليها بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والحكومة الإسرائيلية، فجر الأربعاء 22 نوفمبر، حيز التنفيذ في تمام السابعة من صباح اليوم الجمعة 24 تشرين الثاني/نوفمبر، والتي ستستمر لمدة 4 أيام.

وينص الاتفاق على الإفراج عن 3 أسرى فلسطينيين من النساء والأطفال، مقابل كل أسير إسرائيلي. كما سيتم يومياً إدخال 200 شاحنة من المواد الإغاثية والطبية، و4 شاحنات من الوقود وأسطوانات الغاز لكافة مناطق قطاع غزة.

أمهات فلسطين لا تغفل عيونهن أملًا في شفاء المبسترين بالحضانات

ويعد هذا الاتفاق، أول خطوة فعلية نحو التهدئة في الحرب المستعرة بين حماس وإسرائيل، منذ إعلان الحركة، فجر السبت 7 أكتوبر الماضي، بدء عملية "طوفان الأقصى" حيث أطلقت آلاف الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل واقتحمت قواتها مستوطنات إسرائيلية متاخمة لقطاع غزة، ما تسبب بمقتل نحو 1400 إسرائيلي غالبيتهم من المستوطنين علاوة على أسر نحو 250 آخرين.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مستشفي العريش فلسطين أمهات فلسطين العريش القصف حماس حركة المقاومة الإسلامية الحكومة الاسرائيلية

إقرأ أيضاً:

تاريخ شعب فلسطين

شاهدت وسمعت فيديو في إحدى وسائل التواصل الاجتماعي بعنوان:
Where did Palestines come from?
"من أين جاء الفلسطينيون؟"
أعجبت بسرد هذا التاريخ، ولذلك قمت بتحويل هذا الحديث إلى نص كتابي وترجمته إلى اللغة العربية ويقول المتحدث: لا تصدم عندما أقول هذا، لكنّ الشعب الذي تعرفه اليوم باسم الفلسطينيين لم يظهر فجأة في القرن العشرين. لم يكونوا غرباء عن الأرض، ولم يهاجروا إليها بالأمس. في الواقع، لقد كانوا هناك لآلاف السنين، قبل الحدود الحديثة، قبل الممالك، وقبل حتى أن تظهر الأسماء "إسرائيل" أو "فلسطين". ولكن، من هم حقا؟، من أين جاؤوا في الأصل؟، ولماذا يستمر العالم في الجدال حول هويتهم؟، لنعود إلى الوراء، بعيدا آلاف السنين قبل عالمنا الحديث، كان يعيش هناك قوم يُعرفون بالكنعانيين. زرعوا الأرض، وبنوا المدن، وعبدوا آلهتهم على نفس التربة التي يسير عليها الفلسطينيون اليوم. ثم جاء الفلسطينيون القدماء (الفلسطيون)، وهم قوم بحّارة استقروا على الساحل منذ أكثر من ٣٠٠٠ عام. اسمهم تردّد عبر التاريخ وتحوّل تدريجيا إلى كلمة "فلسطين". وفي الوقت نفسه، ظهرت قبائل ناطقة بالعبرية تُعرف بالإسرائيليين، أسست ممالك وهياكل، وتعايشت أحيانا، وتصادمت أحيانا أخرى مع الشعوب الأخرى في تلك الأرض. ومع ذلك، ظلّت هذه البقعة من الأرض مفترق طرق للحضارات. مرّ بها المصريون، الآشوريون، البابليون، الفرس، اليونان، والرومان. لكن أياً منهم لم يمحُ السكان الأصليين. وبعد ثورة يهودية كبيرة عام ١٣٥م، قام الإمبراطور الروماني هادريان بتغيير اسم المنطقة إلى "سوريا فلسطين"، وكان ذلك بقصد قطع صلة اليهود بالأرض. لكن الناس الذين عاشوا هناك لم يختفوا. ظلّوا فلاحين، تجارا، رعاة، ينقلون بيوتهم من جيل إلى جيل. ثم جاءت الفتوحات الإسلامية في القرن السابع. ويتبنّى أهل البلاد تدريجيا اللغة العربية والثقافة العربية، وتحوّل كثير منهم إلى الإسلام. لكنهم لم يختفوا ولم يأتوا من مكان آخر، لقد كانوا نفس الشعب القديم الذي غيّره الزمن وتطورت هويته. وتحت حكم الأمويين والعباسيين والعثمانيين وغيرهم، كانوا يُعرفون باسم "أهل فلسطين". وعلى مدى قرون، عاشوا كالسكان المحليين، وطنهم هو هذه الأرض، لكن في أواخر القرن التاسع عشر، عندما بدأت موجات من المهاجرين اليهود تصل تحت راية الصهيونية، بدأ السكان العرب يرون أنفسهم شيئا جديدا: أمّة، وصاروا يسمّون أنفسهم "فلسطينيين"، ليس كاسم جغرافي فحسب، بل كهوية شعب له تاريخ وثقافة ومصير مشترك. وعندما سيطرت بريطانيا على البلاد بعد الحرب العالمية الأولى، كان اسم المنطقة هو "فلسطين"، وكل من عاش فيها، عربا ويهودا، كان يُسمّى "فلسطينيا". لكن بعد عام ١٩٤٨، عندما أُقيمت دولة إسرائيل وتمّ طرد أكثر من ٧٥٠ الف فلسطيني أو فرّوا من بيوتهم في مأساة تُعرف بالنكبة، تحولت الهوية الفلسطينية إلى شيء أعمق، ذاكرة، نضال، وصوت يطالب بالانتماء. وإليك الحقيقة التي يرفض الكثيرون سماعها: الفلسطينيون ليسوا غرباء، ليسوا دخلاء، إنهم الامتداد الحي لكل حضارة مرّت فوق هذه الأرض، في دمهم تسري ذاكرة الكنعانيين، الفلسطينيين القدماء، العبرانيين، الرومان، البيزنطيين، العرب، سلسلة بشرية لم تنقطع منذ أكثر من ٥٠٠٠ عام. لذلك، في المرة القادمة التي يسأل فيها أحدهم: "من أين جاء الفلسطينيون؟"، قل لهم: لقد جاؤوا من تراب الأرض تحت أقدامهم، من أشجار الزيتون التي زرعها أجدادهم. من غبار الإمبراطوريات التي قامت وسقطت من حولهم. لم يأتوا، بل بقوا. وتلك حقيقة لا يستطيع أيّ حدود، ولا جدار، ولا حرب أن تمحوها.

محافظ المنوفية الأسبق

مقالات مشابهة

  • جرائم الاحتلال في فلسطين تغذي "موجات انتقامية" وسط عجز دولي عن محاسبة "مجرمي الحرب"
  • بمشاركة محلية ودولية.. مستشفى شفاء الأورمان تحتفل باليوم العالمي للباثولوجي للعام السادس على التوالي
  • دعاء الشفاء.. أمل المؤمن وراحة القلب في وقت المرض
  • ما هي صيغة دعاء سجود السهو؟.. كلمات ثابتة عن النبي لا تغفل عنها
  • أدعية جامعة للشفاء ورفع الابتلاء.. كلمات لرحمة وسكينة للمريض
  • تاريخ شعب فلسطين
  • فضل الدعاء للمريض.. كيف تصبح دعوتك سببًا في الشفاء؟
  • دعاء الشفاء العاجل.. ردد أجمل أدعية للمريض بظهر الغيب
  • وزير الثقافة يعلن موعد انطلاق فعاليات المؤتمر العام لأدباء مصر في دورته الـ37 بمدينة العريش 26 ديسمبر جاري
  • وزير الإعلام المصري الأسبق لـعربي21: الكاميرا يجب أن ترافق البندقية.. والبعض خان فلسطين (شاهد)