قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الاستغفار من أسباب نور القلب، والنبي - صلى الله عليه وسلم- كان له ورد منه لا ينساه أبدًا.

وأضاف «جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع « فيسبوك» أن أهل الله وهم يرشدوننا إلى الورد اليومي يؤكدون على أنه لابد من البدء بالاستغفار، نستغفر مائة مرة كل يوم في الصباح والمساء.

واستشهد عضو هيئة كبار العلماء بما روى عن ابن عباس - رضى الله عنهما-: «منْ لَزِم الاسْتِغْفَار، جَعَلَ اللَّه لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مخْرجًا، ومنْ كُلِّ هَمٍّ فَرجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ»، رواه أبو داود.

واستدل المفتي السابق أيضًا بما روى عن ابن مسعود - رضى الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «منْ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّه الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُو الحيَّ الْقَيُّومَ وأَتُوبُ إِلَيهِ، غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ وإِنْ كَانَ قَدْ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ»، رواه أبو داود والترمذي والحاكِمُ، وقال: حدِيثٌ صحيحٌ على شَرْطِ البُخَارِيِّ ومُسلمٍ.

وأوضح الدكتور على جمعة ، في وقت سابق أن كثرة الاستغفار شفاء للأمراض ونزول للسكينة وسعة للأرزاق، قائلًا: لابد أن نتضرع إلي الله بالدعاء برفع البلاء والسوء ونزول الرحمات.

وأضاف « جمعة» خلال لقائه ببرنامج « من مصر» المذاع على فضائية « cbc»  أن كثرة الاستغفار يتم بها الشفاء إن كنت مريضًا، والسعة في الرزق إن كنت في ضيق، وتخفف من شدة القضاء مع التسليم لله إن كنت فقدت عزيزا عليه.

واستشهد عضو هيئة كبار العلماء: بقوله - تعالى-: « فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا  وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا»، ( سورة نوح: الآيات 10: 12).

ولفت المفتي السابق إلى أن الله أمرنا عند نزول الابتلائات بالدعاء والذكر خاصة أن توفى عزيز علينا ، منوهًا: صاحبها ينال دار أفضل من داره، وصحبة أفضل من صحبته- بمشيئة الله-، كذلك يكون في منزلة الشهداء؛ لأن المبطون شهيد.

هل أردد الأذكار أم أقرأ القرآن أيهما أفضل؟.. علي جمعة يجيب أقبل على الصلاة وأنا كسلان فهل يأخذ هذا من ثوابها؟.. أمين الفتوى يجيب هل يقبل دعاء الزاني؟

 قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "تفتح أبواب السماء نصف الليل فينادي مناد: هل من داع فيستجاب له؟ هل من سائل فيعطى؟ هل من مكروب فيفرج عنه؟ فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله له إلا زانية تسعى بفرجها أو عشار"، وفي هذا دلالة على عدم قبول الله تعالى لدعوة الزاني الذي يعزم على زناه، فالكبائر من موانع قبول الدعاء.

هل تقبل صلاة الزاني 

قبول صلاة الزاني أو غيره فلا يعلمه إلا الله سبحانه، فيمكن أن تقبل ويمكن أن ترد لكنها صحيحة إذا توفرت فيها شروط صحة الصلاة أي أنها تجزئه، ولا يجوز له تركها ولا تأخيرها عن وقتها باعتبار أنه حديث عهد بمعصية والعياذ بالله تعالى، ثم إن على من يمارس هذه الرذيلة أن يتوب إلى الله تعالى بالتوقف عنها والندم على فعله والعزم الصادق من القلب على عدم الرجوع إلى ممارستها. 

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الاستغفار الدكتور علي جمعة

إقرأ أيضاً:

تأملات قرآنية

#تأملات_قرآنية

د. #هاشم_غرايبه

يقول تعالى في الآية الآية الأولى من سورة (المنافقون): “إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ”.
المنافقون هم تلك الفئة التي تتظاهر بالإيمان والتقوى والاخلاص للأمة، فيما هي حقيقة معادية لها، تظهر الإيمان وعلامات التدين تقية، فيما هي غير مؤمنة وتتمنى أن يعود الآخرون عن إيمانهم.
هؤلاء موجودون حصرا وتحديدا في الأمة الاسلامية التي تتبع منهج الله، ولا يوجدون في الأمم الأخرى، لأن مناهج أولئك زائغة أصلا عن منهج الله ولا يتبعونه، فلا حاجة لصدهم عنه.
سورة (المنافقون) هي من السور الكاشفة، فهي تكشف حقيقة هذه الفئة الخطيرة المحسوبة على المسلمين، وخطورتها أنهم يتخفون بصورة المؤمنين، فيما هم يضمرون العداوة لهم، وقلوبهم تقطر حقدا عليهم، لذلك فهم خطرون على المجتمع المسلم، لأنهم يبذلون قصارى جهدهم في الصد عن منهج الله وفي تخذيل المسلمين عن نصرة دينهم.
لذلك حذر تعالى في الآية الرابعة من خطورتهم لدرجة أنه اعتبرهم العدو الحقيقي للأمة: “هُمُ ٱلْعَدُوُّ فَٱحْذَرْهُمْ ۚ قَٰتَلَهُمُ ٱللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ”.
صحيح أن مناسبة نزول هذه الآية كانت في منافقي المدينة، لكنها ككل السور القرآنية تعالج كل حالات النفاق لقادم الزمان، بدليل ورود أداة الشرط (إذا)، التي تفيد حتمية وقوع الأمر لكن من غير تحديد أوانه، ومع إمكانية تكراره مع توفر الفعل.
في هذه الآية جاء الله تعالى بفعل الشرط لكنه أغفل جوابه، فلم يكمل بالقول: اذا جاءك المنافقون فقل لهم كذا أو افعل بهم كذا، بل تركه مفتوحا، مما يدل على أن المراد هو أعلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يتنبه فلا ينخدع بقولهم المعسول.
لكن لو كانت لمعالجة حالة ظرفية حدثت وانتهت، لكان اعلام رسول الله بالوحي كافيا لتنبيهه.
لذلك فلا شك أنه تعالى أنزل هذه السورة لتبقى تنبيها لكل الأمة عبر العصور، لأنه أنزل هذا القرآن منهاجا يتبعوه، ودليلا يهديهم.
لكن كيف نعرف المنافقين في هذا العصر؟.
لقد عرّفهم الله تعالى لنا بمواصفاتهم التالية:
1 – الكذب، فهم يقولون عكس ما يفعلون “إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ”، يدّعون انهم يحبون الاسلام ويريدون تخليصه ممن يستغلونه لأغراضهم، لكنهم في كل أفعالهم يصدون عنه، ويتحالفون مع من يعاديه، ويحاربون الدعاة لاتباعه منهجا يحتكم اليه.
2 – “ٱتَّخَذُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُمۡ جُنَّةٗ فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ”، يقسمون أنهم مسلمون، متبعون لمنهج رسول الله، لكنهم فعليا متبعون لمنهج أعداء الله، ويطبقونه في منهج الحكم ويلتزمون بتعليماتهم ومقرراتهم المناقضة للشريعة.
3 – “وَإِذَا رَأَيۡتَهُمۡ تُعۡجِبُكَ أَجۡسَامُهُمۡۖ” فهم يخدعون الناس بمظهرهم المهيب، تحسبه وقار الحكمة والعقلانية، لكنه رداء خادع لمواطنيهم حتى ينالوا احترامهم، اذ هم فعليا أمام أعداء الله أذلاء منبطحون، ينفذون املاءاتهم بلا نقاش، وفي لقاءاتهم مع قيادات من يعلنون بكل صراحة عداءهم للمسلمين، لا يجرؤون على طرح أية فكرة لا ترضيهم، ومثال على ذلك قول “كارتر”: (في كل لقاءاتي مع الزعماء العرب، لم أسمع من أحد منهم أي حديث عن القدس، مع أنهم أمام شعوبهم يكثرون الحديث عنها).
4 – “وَإِن يَقُولُواْ تَسۡمَعۡ لِقَوۡلِهِمۡۖ كَأَنَّهُمۡ خُشُبٞ مُّسَنَّدَةٞۖ”، خطاباتهم رنانة، وأقوالهم إنشائية مبهرة للسامعين، لكنها ليست صادرة عن وجدانهم ولا هي نتاج عواطفهم ومشاعرهم، فكأنما هم أجهزة صماء لا علاقة لها بما تبثه وتصدره من أقوال.
5 – أما المواصفة الأبرز من بين كل صفاتهم، فهي الجبن: “يَحۡسَبُونَ كُلَّ صَيۡحَةٍ عَلَيۡهِمۡۚ”، فتراهم يعيشون في حالة رعب دائم من احتمالية اغتيالهم أو الانقلاب على حكمهم، فلا يبيتون في مكان واحد ليلتين، ويغيروا على الدوام طرق مرورهم، ولا يمرون من طريق إلا بعد أن تقوم حراساتهم الخاصة بتمشيطه، ويتألف الموكب من عدة سيارات متشابهة للتمويه على أيها يكون فيه.
كما أنهم يرتعدون فرقا من العدو، فتراهم لا يبادرون بهجوم عليه، وإن كان الهجوم من قبله يأمرون بانسحاب قواتهم من قبل أن تبدأ المعركة، بذرائع واهية، كالقول بفقدان الغطاء الجوي، أو أن أمريكا تدعم العدو ونحن لسنا بقدرة مواجهتها.
هذه هي مواصفات المنافقين المعاصرة، قد أنبأنا الله بها في كتابه..فهل لنا حجة في التعامي عنها!؟.

مقالات ذات صلة مبتدأ وخبر 2025/05/07

مقالات مشابهة

  • قواعد من الحياة
  • ماذا يحب الله تعالى ؟.. علي جمعة يجيب
  • منزلة عظيمة .. علي جمعة: شكر الله أرقى من الصبر والرضا
  • هل كثرة الاستغفار يستجاب بها الدعاء؟.. أمين الإفتاء يجيب
  • ما حكم إقامة صلاة الجمعة في الزوايا المتقاربة؟.. دار الإفتاء تجيب
  • لماذا سميت الأشهر الحرم بهذا الاسم؟ الأزهر للفتوى يجيب
  • علي جمعة: السيرة النبوية علم حضاري يسعى لعيش تفاصيل حياة الرسول والتأسي به
  • علي جمعة: السيرة النبوية هي التطبيق العملي المعصوم للقرآن
  • تأملات قرآنية
  • علي جمعة يكشف عن أعمال ينبغي فعلها فى هذا الزمن المليء بالفتن .. تعرّف عليها