البيت المعمور فوق الكعبة.. يدخله 70 ألف ملك يوميا للعبادة
تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT
قال الحبيب علي الجفري الداعية الإسلامي رئيس مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات، إنه عندما صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج للسماء السابعة وجد فيها سيدنا إبراهيم أبي الأنبياء عليه السلام وهو متكئ على البيت المعمور.
وأوضح "الجفري"، خلال فيديو منشور له عبر موقع الفيديوهات "يوتيوب"، أن البيت المعمور هذا هو بيت يضاهي الكعبة لكنه فى السماء السابعة له ارتباط روحاني نوراني بالكعبة المطهرة، ينزل نور من البيت المعمور فيفيض على الكعبة المطهرة وهذا ما يشير اليه الى انه لو سقط منه حجر لسقط على الكعبة اى ان فيض النور متوجه مباشرة على الكعبة المطهرة، ويحج إليه الملائكة فى العالم الأعظم.
قال الدكتور مجدي عاشور، أمين الفتوى السابق، إن البيت المعمور بيت عظيم في السماء السابعة بمحاذاة كعبة الأرض وهو قعر عرش الرحمن، وقد رأى رسول الله سيدنا ابراهيم مسندًا ظهره إلى البيت المعمور، لأنه هو من بنى الكعبة الأرضية وذلك عندما أُسرى به إلى السماء.
وأضاف مستشار المفتي، ذكر لنا أن نبيّ الله -صلى الله عليه وسلم- قال يوما لأصحابه:«هَلْ تَدْرُونَ ما البَيْتُ المَعْمُورُ» قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: «إنّهُ مَسْجِدٌ فِي السّماءِ تَحْتَهُ الكَعْبَةُ لَوْ خَرّ لخَرّ عَلَيْها، أوْ عَلَيْهِ، يُصلّي فِيهِ كُلّ يَوْمٍ سَبْعُونَ ألْفَ مَلكٍ إذَا خَرَجُوا مِنْهُ لَمْ يَعُودُوا آخِرَ ما عَلَيْهِمْ».
البيت المعمور-البيت المعمور كعبة أهل السماء.. ذكره الله فى كتابه العزيز
-رأه النبى فى ليلة رحلة الإسراء والمعراج
-الإمام على قال عنه: «حرمته فى السماء كحرمة البيت فى الأرض»
البيت المعمور هو الذي يعمر بكثرة غاشيته، وهو بيت عظيم في السماء السابعة فوق الكعبة في الأرض وقد رأى رسول الله سيدنا إبراهيم مستنداً إليه عندما أُسرى به إلى السماء، وهو على الكعبة لو سقط لسقط عليها.
وذكر أنه يدخله كل يوم سبعون ألفا من الملائكة يومياً ثم لا يعودون فيه أبد، فعن قتادة وَالبَيْتِ المَعْمُورِ ذكر لنا أن نبيّ الله -صلى الله عليه وسلم- قال يوما لأصحابه:«هَلْ تَدْرُونَ ما البَيْتُ المَعْمُورُ» قالوا: الله ورسوله أعلم, قال: «فإنّهُ مَسْجِدٌ فِي السّماءِ تَحْتَهُ الكَعْبَةُ لَوْ خَرّ لخَرّ عَلَيْها, أوْ عَلَيْهِ، يُصلّي فِيهِ كُلّ يَوْمٍ سَبْعُونَ ألْفَ مَلكٍ إذَا خَرَجُوا مِنْهُ لَمْ يَعُودُوا آخِرَ ما عَلَيْهِمْ».
وهذا يعني أن كل يوم يدخله سبعون ألف ملك للعبادة في هذا البيت المعمور ثم يخرجون ولا يعودون إلى يوم القيامة، وهذا يدل على كثرة الملائكة، وأنهم ملايين لا تحصى سبحان الذي خلقهم وأمر بخدمته وعبادته سبحانه.
وقد بدأ اللهُ عَزَّ وجَلّ في أول أيات سورةِ الطّور بقولِه تعالى «وَالطُّورِ*وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ* فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ*وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ»، وقد يعتقد بعض الناس أن المقصود بالبيتِ المعمور هنا هى الكعبة التي يطوف الناس بها في الحج والعمرة ولكن هذا ليس صحيح.
فقد ذكر الإمام إبن كثير فى تفسيره أنه ثبت في الصحيحين أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال في حديث الإسراء بعد مجاوزته إلى السماء السابعة:«ثم رفع بي إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألفاً لا يعودون إليه آخر ما عليهم»، يعني يتعبدون فيه ويطوفون به كما يطوف أهل الأرض بكعبتهم.
وكذلك البيت المعمور هو كعبة أهل السماء السابعة، ولهذا وجد إبراهيم الخليل -عليه الصلاة والسلام- مسنداً ظهره إلى البيت المعمور، لأنه هو من بنى الكعبة الأرضية، والجزاء من جنس العمل، وهو بحيال الكعبة، وفي كل سماء بيت يتعبد فيه أهلها ويصلون إليه والذي في السماء الدنيا يقال له «بيت العزة».
وقال ابن جرير: إن رجلاً قال لعلي: ما البيت المعمور؟ قال: «بيت في السماء يقال له الضراح، وهو بحيال الكعبة من فوقها، حرمته في السماء كحرمة البيت في الأرض، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفاً من الملائكة ثم لا يعودون فيه أبداً».
وقال العوفي عن ابن عباس: «هو بيت حذاء العرش تعمره الملائكة، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفاً من الملائكة ثم لا يعودون إليه».
وعن ثابت، عن أنس، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لَمّا عَرَجَ بِي المَلكُ إلى السّماءِ السّابِعَةِ انْتَهَيْتُ إلى بِناءٍ فَقُلْتُ للْمَلَكِ: ما هَذَا؟ قال: هَذَا بِناءٌ بَناهُ اللّهُ للْمَلائِكَةِ يَدْخُلُهُ كُلّ يَوْمٍ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ, يُقَدّسُونَ اللّهَ ويُسَبّحُونَهُ, لا يَعُودُونَ فِيهِ».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البيت المعمور صلى الله علیه وسلم على الکعبة رسول الله فی السماء لا یعودون فی الأرض إلى الس م ع م ور
إقرأ أيضاً:
الحزن عندما «ترتقي» أرواح بريئة نحو السماء !
حنيفة بنت سالم السلامية -
للمرة المليون، حوادث الطرق، وما تسببه من حزن لا يعادله حزن آخر، وخسارة كبيرة لن تعوض حتى وإن صنعنا بأنفسنا ما صنعنا، فالآهات ما هي إلا زفرات في وجه الواقع، تخرج من وجع كامن في أعماق النفس إلى فضاء الدنيا.
إذن كيف نتعامل نفسيا مع فقدان الأحبة؟ طريقة التعامل ليست قرارا داخليا أو أمرا سهلا كما يدعي البعض؛ لأن بعض الجراح لا تلتئم بسرعة بل تظل مفتوحة تنزف حتى مع مرور الوقت، لكن ربما الصبر والتحمل هما من يعينان البعض على تجاوز المحنة الصعبة.
أما «نزيف الأرواح على الطرقات» فقد أصبحت حالة يومية لن تنتهي أبدا، هكذا اقتنع الجميع بعدما عادوا من دفن زهور الحياة في مقبرة الموتى، رجعوا متأسفين على حالة أجساد مهشمة، وبقايا أعضاء بشرية كانت متناثرة وقت وقوع حوادث الموت هذا الصباح، كل هذه الأحداث المؤسفة وغيرها من الأوجاع الخانقة ستظل تطارد من تبقى على وجه الحياة، يستذكر الباقون بأن هذه الحوادث المأساوية تخطف سنويا أعدادا هائلة من البشر.
وفي كل مرة نذكر بعضنا البعض، ماذا يعني أن تكون سببا في حدوث كارثة إنسانية وخسارة عظيمة في الأرواح؟ المصيبة أن الكثير من المتسببين في الحادثة يموتون مع الضحايا، ولن نستطيع أن نسألهم لماذا فعلتم ذلك؟ لكن نسأل أنفسنا الآن -كما يسأل البعض السؤال نفسه- ما ذنب أولئك الأبرياء الذين لم يكن لهم ذنب سوى أنهم كانوا على موعد مع الموت في التوقيت نفسه والمكان المحدد واللحظة الحاسمة التي تخرج عليهم تلك المركبة المسرعة لـ«تبيدهم» من على وجه الحياة وتقذف بهم في حفر الموتى؟! أي حزن هذا الذي يربض على قلوبنا كأبناء أو أهل أو أقرباء ونحن نودع أشخاصا نعرفهم، قد يخنقنا ملايين العبرات ونجهش في البكاء لكن ليس لدينا أي «وسيلة أخرى» للتنفيس عن أنفسنا المتعبة.
من العجيب أن نعلم بأن هناك أبحاثا عملية ودراسات أعلنت أن «الدموع التي تخرج من عيوننا ليست كلها سواء، بل إن لكل حالة شعورية دموعا فريدة من نوعها تطلق معها أنواعا مختلفة من السموم التي يحتاج الجسد إلى أن يتخلص منها، فتختلف دموع الحزن عن دموع الندم وغيرها».
ومع ذلك فهذه الدموع قد تكون انفجارا نفسيا يخفف عن قلوبنا حدة الشعور بالفقد، هذه الحوادث المميتة في كل مرة تجعل من قلوبنا منفطرة بالألم والشعور بحجم المأساة التي تخلفها وراءها.
بعض الذين رحلوا عن دنيانا لم نودعهم كما يليق بهم، لكن قلوبنا وصلت إلى حيث ذهبوا، مهما كان الوجع ثقيلا والصدمة كبيرة، إلا أن رحمة الله بهم أكبر من أي شيء في هذا الوجود.
ولكن، إلى متى سيظل التراخي والاستهتار بأرواح الآخرين سهلا على البعض؟ إذا كنا لا نريد أن نعيش في أمان واطمئنان، فعلينا أن لا نحرم الآخرين من فرص الحياة التي يريدونها.. ترفقوا بأنفسكم وبالآخرين.
حالة التهور الجنونية التي تصيب بعض السائقين على الطرقات نقطة يجب الوقوف عليها كثيرا، ليس للمناقشة فحسب وإنما لإيجاد الردع المناسب لهم، أفعال لا يمكن القبول بها أو السماح بتكرارها، تجاوزات خطرة وسرعات جنونية في أماكن لم تكن يوما ساحة للسباق من أجل الموت، وإنما هو طريق نحو السعادة.
لن نخص حادثة معينة لنتحدث عنها، فنزيف الأرواح على الطرقات في موسم معين يجعلنا نتنبه له بشدة، ليس معقولا أبدا ما يحدث في طريق يمتد لنحو أكثر من ألف كيلومتر ليصل السائق إلى وجهته في ساعات قليلة، من أجل تلك الفكرة المجنون تجده يتخطى كل الآمنين السائرين في طرقاتهم طامحين لقضاء وقت جميل.
هذا الجنون يحول كل الأشياء إلى سواد قاتم وإلى مأتم تنصب لها خيام العزاء، فلا تسر أحدا ولا تأتي إلا بالفقد والألم، فلماذا كل هذا التهافت والسرعات؟ لقد أمرنا ديننا الحنيف بحفظ الأرواح من الهلاك، أمرنا الإسلام أن نخفف الوطء وأن لا ننجرف وراء الأفكار السوداء أو اتباع السلوكيات السيئة التي تضر بحياتنا وحياة الآخرين.
عندما تقع كارثة إنسانية فلا مكان لتبرير ما حدث، ولا فائدة من ذكر المسببات، فمن سقط في الفجاعة لن يعود مرة أخرى إلى الحياة، كل شيء قد انتهى وما تبقى ما هو إلا عبرة لمن لم يعتبر، أطفال وشباب وشيوخ يرتقون إلى السماء في غمضة عين، يقضون نحبهم في حوادث لم يكونوا سببا في حدوثها، فأي وجع هذا الذي نتركه لهم بسبب أننا نريد أن نصل إلى وجهتنا بسرعة! هذا ليس مسوغًا يمكن أن يتسبب في إزهاق أرواح الأبرياء، الحوادث المرورية خلال عقود من الزمن آتت على الكثير من الأرواح، والعجيب أن يرحل المتسبب وغير المتسبب على حد سواء، لا يبقى في المكان إلا آثار الفاجعة وبقايا من هياكل حديدية مدمرة! لقد آلمنا رؤية الأحداث وقصص الموت التي لا تنتهي، قلوبنا أصبحت معارك يومية مع الوجع النفسي أكثر من إصابات المرض العضوي، فما نراه ونسمعه لهو شيء يفوق التحمل، فإلى متى سيظل هذا النزيف على طرقاتنا؟ ومع كل حادثة مؤسفة تتفتح الجراح وتنزف القلوب إلى ما شاء الله، وتصدقنا القول الكاتبة مريم ناجي: «فقدان عزيز تعد من الأحداث التي قد يختبرها المرء في حياته، وقد يختبرها أكثر من مرة.. يغادرنا عزيز فيترك في روحنا ندبة كبيرة».