أول رد من الحوثيين على بيان مجموعة السبع حول الملاحة في البحر الأحمر.. تفاصيل
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
السفينة الإسرائيلية المحتجزة في اليمن (وكالات)
ردت حركة أنصار الله الحوثيين على ما ورد في بيان مجموعة الدول السبع حول الملاحة في البحر الأحمر.
وكتب عبدالله بن عامر، نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي في حكومة صنعاء، عبر حسابه على منصة “إكس” التالي:
اقرأ أيضاً تغير مفاجئ لسعر صرف الريال اليمني أمام العملات الأجنبية اليوم الأربعاء.. آخر تحديث 29 نوفمبر، 2023 عملوا له غسيل مخ.. تصريح صادم للملياردير إيلون ماسك حول حماس بعد زيارته لإسرائيل 28 نوفمبر، 2023
تفكيك ما ورد في بيان مجموعة 7 بشأن الموقف اليمني في البحر الاحمر والتطورات المتعلقة بمنع اليمن الملاحة الاسرائيلية في باب المندب
1- نص ما ورد في بيان مجموعة 7:
“إننا نؤكد على أهمية حماية المدنيين والامتثال للقانون الدولي، ولا سيما القانون الإنساني الدولي. ونحن لا نزال ثابتين في التزامنا بالعمل مع جميع الشركاء في المنطقة لمنع تصاعد الصراع.
وتأكيدًا على أهمية الأمن البحري، ندعو جميع الأطراف إلى عدم التهديد أو التدخل في الممارسة القانونية للحقوق والحريات الملاحية لجميع السفن.
وندعو الحوثيين بشكل خاص إلى الوقف الفوري للهجمات على المدنيين والتهديدات التي تستهدف ممرات الشحن الدولية والسفن التجارية، وإطلاق سراح السفينة M/V Galaxy Leader وطاقمها، التي تم الاستيلاء عليها بشكل غير قانوني من المياه الدولية في 19 نوفمبر
2- تفكيك:
أولاً : من الجيد ان يأت الموقف مما يجري في اليمن وبحريه الاحمر والعربي ضمن الموقف مما يجري في غزة فهذا هو السياق الطبيعي … هذا جيد.
ثانياً : اكدوا على عملهم من اجل منع تصاعد الصراع وهنا تجاهلوا الموقف اليمني الذي يؤكد ان منع تصاعد الصراع يتطلب منع الاسرائيلي او ايقاف عدوانه على غزة.
ثالثاً : دعوة “الحوثيين” لما أسموه الوقف الفوري للهجمات ضد المدنيين .. فهذا لا نفهمه فهل القصد الهجمات على ام الرشراش ايلات ام على السفن اذا اعتبرنا ان من في هذه السفن هم مدنيين … فإذا كان الامر الأول فلم يعلن الاسرائيلي حتى اللحظة سقوط مدنيين وبحسب علمنا فالهجمات كانت على اهداف عسكرية بحته.. اما اذا كان الامر هو الثاني فالسفن وان كان فيها مدنيين الا ان ما يصيبها من استيلاء او منع او احتجاز هو بعد اعلان وتحذير وهذا متعارف عليه في الحروب ومن فيها من المدنيين لم ولن يتعرضوا لأي اذى …
ثم ان الحديث عن القانون الدولي والمدنيين وممرات الملاحة اصبح يثير الضحك ان لم يستدعي القهقهه فاين القانون الدولي في غزة ومع ذلك فإن الجانب اليمني اتخذ كافة اجراءاته مراعياً ما يسمى بالقانون الدولي ولا تستطيع اي جهة اعتبار ما يجري على انه خارج ما يحدث في حالة الحرب حتى ان تقريراً نشر يوم أمس واكد ان الشركات الاسرائيلية درست الخطوة اليمنية وانها لا تعول على تدخل دولي لأن ما يحدث هو عبارة عن صراع سياسي وليس قرصنة او اختطاف او نهب … هذا حديث الاسرائيلي نفسه فكيف بكم تتحدثون خلاف ذلك.
لن نطيل في تفكيك مضامين هذا البيان وما فيه من خطاب يتكرر منذ عقود كأمن الملاحة وغيره لأن من يهدد امن الملاحة هي القوات الاجنبية اما اليمن فقد اكد حرصه على استمرار حركة التجارة وهي بالفعل مستمرة عدا الملاحة الإسرائيلية.
Error happened.المصدر: مساحة نت
كلمات دلالية: إسرائيل البحر الأحمر اليمن باب المندب جنين حماس غزة مجموعة السبع
إقرأ أيضاً:
اليمن يفرض شروط السيادة في البحر الأحمر: “ترومان” تغادر و”كوين إليزابيث” تعبر بإذن صنعاء
يمانيون – تحليل خاص
تشهد الساحة البحرية في البحر الأحمر تحولات استراتيجية عميقة تُعيد رسم معادلات النفوذ، في ظل انكفاء القوى الغربية وارتباكها أمام معادلة الردع التي أرستها القوات المسلحة اليمنية.
في الأيام الأخيرة، أُجبرت الولايات المتحدة على سحب حاملة طائراتها “ترومان” دون تحقيق أي مكاسب ميدانية، فيما اضطرت بريطانيا إلى التنسيق المسبق مع صنعاء قبل السماح بعبور حاملة طائراتها “HMS كوين إليزابيث”، لتؤكد بذلك حقيقة التحول الذي بات يحكم مسرح البحر الأحمر: لا قوة عظمى تمر إلا بشروط اليمن.
ترومان “الرمز” تسحب ظلّها
غادرت حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس ترومان” مياه البحر الأحمر دون أن تحقق أي تأثير يُذكر على مسار الأحداث. ورغم الضخ الإعلامي الذي صاحب وصولها إلى المنطقة قبل أشهر، فإن الواقع أثبت أن وجودها كان استعراضيًّا أكثر منه عمليًّا.
وبحسب قناة “13 نيوز ناو” الأمريكية، فإن “ترومان” من المقرر أن تصل إلى الولايات المتحدة في الأول من يونيو، لتختتم بذلك فصلاً باهتًا من الحضور الأمريكي في البحر الأحمر. لم تنخرط الحاملة في أي عمليات، ولم تُشارك في أي ردّ فعليّ مباشر ضد العمليات اليمنية المستمرة دعمًا لغزة، وهو ما يُفسَّر على نطاق واسع بأنه فشل مزدوج: فشل في تقدير قدرة صنعاء، وفشل في إدارة المغامرة دون دفع ثمن استراتيجي.
عبور بريطاني بشروط يمنية
وفي موازاة الانكفاء الأمريكي، سجلت لندن سابقة لافتة في التعامل مع الوضع اليمني، عبر تنسيق مسبق مع صنعاء للسماح بمرور حاملة الطائرات “HMS كوين إليزابيث” في البحر الأحمر.
وكشف عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، في تغريدة نشرها على منصة “X”، أن الجانب البريطاني تواصل مع الجمهورية اليمنية وأبلغ أن مرور الحاملة يهدف إلى المناورة فقط دون تنفيذ أي عمليات قتالية.
وأضاف الحوثي أن القوات المسلحة اليمنية وافقت على هذا المرور بشرط عدم اتخاذ أي موقف عدائي يمسّ مهام الإسناد اليمني لغزة.
تم التواصل بالجمهورية اليمنية
بخصوص مرورحاملة الطائرات البريطانية HMS بأنهاستعبرللمناورة ولن تنفذ اي عمليات قتاليةفي البحر الاحمر
وتم ابلاغهم من قبل القوات المسلحةاليمنية بالسماح بالمرور مادامت في مهمةغير قتاليةاو توجه عدواني
لاعتراض القوات المسلحةعن اسناد غزة التي تباد من الكيان
— محمد علي الحوثي (@Moh_Alhouthi) May 31, 2025
هذه التغريدة، رغم إيجازها، تختزل تحولًا جذريًّا في المشهد البحري والسياسي للمنطقة. فلأول مرة، تُضطر دولة غربية كبرى إلى التنسيق العلني وغير القسري مع طرف إقليمي من موقع الندية، بل من موقع التبعية المشروطة. لم يعد البحر الأحمر منطقة رخوة للغطرسة الغربية، بل بات ساحة سيادة مشروطة بإرادة صنعاء.
التحول من الردع بالقوة إلى الردع بالشروط
تعكس التحركات البريطانية والأمريكية ارتباكًا واضحًا أمام الخطوط الحمراء التي رسمتها القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر. فلم يعد الحديث عن ضربات موضعية أو مواجهات تكتيكية، بل عن تغيير جذري في قواعد اللعبة.
ما يجري اليوم يُكرّس تحول الردع اليمني من العمل العسكري إلى التأثير السياسي والرمزي. فمجرد أن تُجبر بريطانيا على طلب الإذن، أو تُجبر أمريكا على الانسحاب بهدوء، دون أن تطلق صنعاء صاروخًا واحدًا، فهذا يعني أن كفة القوة قد تحوّلت من المنظومات المتطورة إلى القرار السيادي المعلن والصامد.
وفي هذا الإطار، فإن عبور “كوين إليزابيث” دون مهام قتالية لا يُعدّ مجرد حدث بحري، بل اعترافًا ضمنيًا بمركزية صنعاء في معادلة الملاحة الإقليمية. إنه شكل من أشكال الانحناء السياسي أمام قوة لم تستورد الهيبة من واشنطن أو لندن، بل صنعتها من موقع المعاناة والانتصار معًا.
القوات اليمنية تُعيد تعريف الملاحة العسكرية
الرسائل المتتالية من صنعاء لا تكتفي بالاستعراض الرمزي، بل تعيد ترسيخ مفاهيم جديدة للسيادة. لم تعد القوة تقاس بعدد الحاملات ولا بنوع المقاتلات، بل بقدرة الطرف الأضعف – شكليًّا – على فرض معايير الاشتباك، وتحديد من يمرّ ومن يُمنع، ومن يُعامل كخصم ومن يُعتبر محايدًا بشروط.
هذه السيادة لم تأتِ من فراغ. فطيلة الأشهر الماضية، أثبتت القوات المسلحة اليمنية قدرتها على استهداف السفن الصهيونية ومن يرتبط بها، وفرضت حالة من القلق الدائم على كل قطع البحرية الغربية. ومع إعلان صنعاء أن دعمها لغزة مستمر ولن يتوقف، فإن كل قطعة بحرية تمر من مضيق باب المندب أو البحر الأحمر باتت تحمل في حساباتها سؤالًا استراتيجيًّا: هل يُسمح لها بالعبور أم تُجبر على التراجع؟
استراتيجية جديدة للهروب الغربي
في ظل كل ما سبق، تبدو مغادرة “ترومان” وعبور “كوين إليزابيث” كأنهما حركتان في مسرح واحد. الأولى تمثل الهروب من المواجهة، والثانية تُجسّد العبور تحت السيطرة. وبين الانسحاب والمرور المشروط، تظهر معادلة جديدة: الغرب يتراجع دون أن يخسر علنًا، وصنعاء تربح دون أن تطلق النار.
هذه المعادلة تنذر بتحولات قادمة في سلوك القوى الدولية تجاه المنطقة. فالمشهد لم يعد قابلًا للتكرار على النحو القديم. كل سفينة تمر الآن تُحسب خطواتها ألف مرة، وكل مهمة يُخطط لها بدقة خشية الاصطدام بقرار سيادي يمني يعيد رسم خريطة النفوذ في الممر البحري الأهم عالميًّا.
من باب المندب تبدأ معركة الإرادة
بين عبور مشروط وغياب مشرف، تؤكد صنعاء مجددًا أن من يسيطر على القرار في البحر الأحمر ليس من يملك الغواصات والطائرات، بل من يملك الإرادة والتوقيت والسيادة. وقد أثبتت الأيام أن الإرادة اليمنية ليست موسمية، بل متجذرة في معركة أوسع من البحر الأحمر، معركة اسمها: غزة أولًا، والهيمنة الغربية إلى زوال.