إبراهيم النجار يكتب: هدنة غزة.. وشرعية الأمر الواقع
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
الهدنة في غزة، تدخل دورة التمديد، ومزيد من التفاوض لتطويرها. أي دلالات ومآلات لأطراف المعركة؟. بعد تمديد الهدنة الإنسانية في غزة، يومين إضافيين، والجهود المصرية والقطرية والأمريكية المستمرة، لتمديد جديد، والتصريحات الدولية داعمة لذلك. أي مآلات للهدنة؟ وأي انعكاسات علي واقع المعركة في القطاع، وعلي الاحتلال؟.
يومان جديدان من الهدنة، يبدو أنهما قابلان للتمديد. في الظاهر يبدو أن الهدنة تصب في مصلحة مختلف الأطراف، كل يعيد أسراه بالتبادل. لكن في العمق، تفتح تفاصيل ما يجري الباب علي أسئلة أساسية تعكس التعثر الإسرائيلي الكبير منذ بدء العدوان.
هل هي مسألة هدوء ومساعدات وتبادل أسري. إجرائيا نعم، لكن سياسيا، يبدو أنها تتعدي ذلك إلي قناعة إقليمية ودولية، أن الطريقة التي أدار بها الاحتلال عدوانه، فشلت في تحقيق الأهداف التي أعلنها والتي تم دعمه علي أساسه.
الدعم الإقليمي والدولي، لتمديد الهدنة ترافق مع جملة تصريحات من الجبهة الداعمة للاحتلال، لا تخدم أهدافه بالضرورة، تدعو إلي تمديد الهدوء، وتقترن بالحديث عن حل سياسي، وعن وقف إطلاق النار، وعن حل الدولتين.
ربما يعود المشهد إلي جولة جديدة، غير أن تجربة الشهر ونصف الماضية، تجعل ذلك بلا أفق عسكري مضمون للاحتلال، لأسباب كثيرة، ميدانية وسياسية وإنسانية. ميدانيا، يصعب إيجاد من يقول إن الاحتلال، حقق هدفا من أهدافه الأساسية. سياسيا، يصعب أن يعود من دعم الاحتلال، إلي سيرة دعمه الأولي مع بدء العدوان. ولعل ذلك أحد جوانب الاجتماع الإسرائيلي الأمريكي القطري المصري في الدوحة. لبحث المرحلة التالية من اتفاق محتمل ولبحث صفقة تبادل واسعة. هنا يحضر الواقع الإنساني كورقة ضغط بدأ الجميع يتهيب تبعاتها علي المنطقة.
ولعل تخوف مسئول السياسية الخارجية في الاتحاد الأوربي، جوزيب بوريل، من ذلك توضح الصورة. فضلا عن تصاعد الدعوات داخل واشنطن لوضع شروط علي تسليح تل أبيب. يوما بيوم تسير المباحثات قدما لتمديد الهدنة الممدة، ولكل تمديد دلالته، ما كان الاحتلال ليقبل بذلك لو أن حربه نجحت. تلك هي شرعية الأمر الواقع، وتلك هي المعادلة الأساسية التي يأخذها المفاوضين في الحسبان، سواء قالوا ذلك علانية أم لم يقولوا.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
هدنة قريبة في غزة؟ نتنياهو يتحدث عن اتفاق محتمل لمدة 60 يومًا
رجح رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو احتمال التوصل إلى اتفاق هدنة لمدة 60 يومًا خلال أيام قليلة، في ظل استمرار المفاوضات غير المباشرة بالعاصمة القطرية الدوحة، الهادفة إلى تبادل الأسرى وإنهاء العدوان على قطاع غزة.
وفي مقابلة مع قناة "نيوز ماكس"، أوضح نتنياهو أن الصفقة المحتملة تشمل الإفراج عن نصف الأسرى الأحياء لدى المقاومة ونصف الشهداء المحتجزين، مع بقاء عشرة من الأسرى الأحياء ونحو 12 جثمانًا، بحسب تقديره. وأضاف أن "الحرب يمكن أن تنتهي اليوم أو غدًا إذا ألقت حركة حماس أسلحتها"، على حد تعبيره.
وفي تعليقها على تصريحات نتنياهو، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن حديثه عن استحالة التوصل إلى صفقة شاملة "يعكس النوايا الخبيثة والسيئة" التي يحملها، ويظهر عدم جدية الاحتلال الإسرائيلي في إنهاء الحرب أو احترام جهود الوسطاء.
نتنياهو، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة، عبّر عن دعمه للرئيس الأميركي دونالد ترامب، واصفًا إياه بـ"أكبر داعم للاحتلال الإسرائيلي في البيت الأبيض على الإطلاق".
كما أشار نتنياهو إلى أن الاحتلال الإسرائيلي سيعود إلى القتال إذا لم يتم نزع سلاح حركة حماس خلال فترة التهدئة المقترحة، مضيفًا أن أي مفاوضات لإنهاء الحرب بشكل دائم يجب أن تُجرى وفقًا لشروط الاحتلال.
وفي سياق متصل، ذكر ديوان رئيس الوزراء أن نتنياهو وزوجته التقيا في واشنطن عددًا من عائلات الأسرى لدى المقاومة في غزة، وأكد خلال اللقاء أن الجهود مستمرة لاستعادة الأسرى الأحياء واسترجاع جثامين القتلى.
وبحسب القناة 12 العبرية، أبلغ نتنياهو العائلات بعدم إمكانية إتمام صفقة شاملة، لكنه تعهد بالعمل على إنهاء الحرب خلال فترة التهدئة. من جانبها، طالبت هيئة عائلات الأسرى حكومة الاحتلال بالكشف عن آلية اختيار الأسماء التي ستُدرج في اتفاق الإفراج، ومعايير تحديدها، والجهات المسؤولة عن اتخاذ هذه القرارات.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن