صحيفة الاتحاد:
2025-10-09@10:55:57 GMT

مكافحة التغير المناخي.. مسؤولية مجتمعية

تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT

خولة علي (دبي)
يسعى الكثير من الباحثين والمتخصصين في البيئة إلى نشر الوعي وتثقيف أفراد المجتمع بمخاطر التغيير المناخي ومسؤوليتهم تجاهه، والعمل على طرح الكثير من الوسائل والأساليب التي بدورها يمكن أن تعيد التوازن للبيئة، وتعمل على استدامة مواردها والحيلولة من دون استنزافها. ولربما يجهل الكثير من أفراد المجتمع مشكلة التغير المناخي ومدى تأثيرها على البيئة وكيف يمكن أن يلعبوا دوراً في الحفاظ عليها من خلال إعادة النظر في بعض السلوكيات الضارة.

 

الغلاف الجوي 
عن مفهوم التغير المناخي  توضح  المهندسة فاطمة الحنطوبي، باحثة في مجال البيئة، أن هذه الظاهرة البيئية التي باتت تهدد العالم بموارده، ناجمة عن اختلال في تراكيز المركبات في الغلاف الجوي بسبب زيادة الانبعاثات لغازات دفيئة تنطلق من عمليات التصنيع وتشكل سحابة في أغلفة الجو، ما يزيد من ارتفاع درجة الحرارة وتواتر الأزمات البيئية والظواهر الجوية المتطرفة. وتذكر أن هذه الأزمات البيئية المتفاقمة تشكل تهديداً خطيراً على صحة الإنسان واقتصاده، لاسيما في منطقة الخليج، وهذه الظروف الجوية المتطرفة في منطقة الخليج ليست سوى أحدث علامة على المخاطر التي يشكلها تغير المناخ، حيث تتعرض مدن دول مجلس التعاون الخليجي بشكل متزايد للسيول والأمطار والثلوج والعواصف الرملية. 

التوازن البيئي 
وتؤكد الحنطوبي  أهمية إعادة التوازن البيئي قائلة: الاستدامة تصب في الحفاظ على الموارد، ومنها الموارد البيئية، كالمياه والتنوع الأحيائي والقطاع الزراعي وجودة الهواء. وأي عملية ممكن أن تضر في استدامة هذه الموارد، سيتم معالجتها لتفادي حصول أي ضرر لها، ومن هنا كانت الاستدامة منهجية فاعلة في التصدي للتغيرات المناخية. وتشدد على ضرورة أن يتكاتف أفراد المجتمع لمكافحة التغير المناخي من خلال تغيير نمط معيشتهم واستهلاكهم، وتحويله إلى ممارسات خضراء، مثل إعادة التدوير والزراعة واستخدام الطاقة النظيفة. 

أهمية الاستدامة 
وتشير حبيبة المرعشي عضو مؤسس ورئيسة مجموعة عمل الإمارات للبيئة، إلى أن الاستدامة تلعب دوراً حاسماً في إعادة التوازن البيئي عبر العديد من الطرق، إذ تشجع على استخدام الموارد الطبيعية بشكل مستدام، مثل المياه والطاقة والمواد الخام. 
وهذا يقلل من استنزاف الموارد، ويسهم في الحفاظ على التوازن البيئي. وتشجع الاستدامة على استخدام الطاقة المتجددة، فالانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة مثل الشمس والرياح يقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري، ما يقلل من انبعاثات الغازات الدفيئة ويحافظ على جودة الهواء. 
كما تشجع الاستدامة على استخدام تقنيات وعمليات صديقة للبيئة في الصناعة والزراعة وسواهما، وهذا يؤدي إلى تخفيف التلوث البيئي، ويحمي الحياة الفطرية والموائل الطبيعية، مما يحافظ على التنوع البيولوجي وعلى الأنواع المهددة بالانقراض، وينتج عن هذا الحفاظ على التوازن في النظم البيئية.
وتؤكد المرعشي  أهمية تعزز إعادة التدوير والاستخدام الفعّال للمواد، إذ إن إعادة التدوير تقلل من كمية النفايات التي تنتهي في المكبات، وتساعد في استخدام الموارد بشكل أكثر كفاءة.
كما تشجع على الاستهلاك المستدام، فضلاً عن أن الاستدامة في الزراعة تشمل ممارسات مثل الزراعة العضوية والزراعة من دون استخدام المبيدات الكيميائية، تحمي التربة وتحسن جودة المياه وتحفظ التوازن البيئي. وعليه فإنه من خلال هذه الجهود المشتركة والمستدامة، يمكن تحقيق التوازن البيئي والحفاظ على كوكبنا للأجيال المقبلة.

أخبار ذات صلة خبراء ورؤساء تنفيذيون لـ«الاتحاد»: «كوب 28» تتويج لجهود الإمارات في الاستدامة مركز الإمارات لخفض الانبعاثات الكربونية في القطاع البحري.. داعم لمكافحة تغير المناخ مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة

حملات إعلامية
وعن مدى وعي الأفراد بخطر التغير المناخي تقول المرعشي: يزداد وعي أفراد المجتمع في الإمارات بخطر التغير المناخي بفعل التطورات العلمية والتكنولوجية والجهود المستمرة للتوعية، مثل جهودنا في مجموعة عمل الإمارات للبيئة. وقد أسهمت عدة عوامل في زيادة وعي أفراد المجتمع بخطر التغير المناخي، ومنها التوعية من خلال المنصات الحكومية عبر حملات إعلامية ومشاريع توعوية، وتنظيم ورش العمل والمحاضرات لشرح أثر التغير المناخي على المنطقة، وكيفية التخفيف من تأثيراته، بالإضافة إلى تنفيذ مشاريع بيئية تهدف إلى الحد من انبعاثات الكربون، وتعزيز الطاقة المتجددة، ما يشجع على الوعي بأهمية التحول إلى مصادر الطاقة المستدام. وتلفت إلى أهمية تدريس موضوع التغير المناخي في المناهج الدراسية في المدارس والجامعات ساهم في زيادة وعي الشباب بهذا الخطر، وأثره على المستقبل، فضلاً عن تنفيذ مشروعات بيئية رائدة تُظهر أثر التغير المناخي محلياً، مثل مشاريع الاستدامة وحماية المحميات الطبيعية، ما يشجع على تفعيل الوعي والمشاركة المجتمعية. 

نصائح وإرشادات 
تقدم حبيبة المرعشي بعض النصائح والإرشادات التي يمكن أن يتبعها الأفراد للمساهمة في التصدي ومكافحة التغير المناخي، منها استخدام وسائل النقل العامة أو مشاركة السيارات لتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، واختيار السيارات ذات الكفاءة الوقودية العالية، وتحسين كفاءة استخدام الطاقة في المنزل عبر استخدام لمبات LED وأجهزة كهربائية فاعلة من حيث الطاقة، واستخدام الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء في المنازل والشركات. وتنصح باستخدام المياه من خلال ترشيد الاستهلاك المنزلي وجمع مياه الأمطار، والتشجيع على إعادة التدوير والتحكم في إنتاج النفايات، والمشاركة في حملات تشجيعية لتنظيف الشواطئ والمناطق البيئية، ودعم المنظمات البيئية والمشاركة في الأنشطة التطوعية المحلية. وتدعو إلى المشاركة في ورش العمل والمحاضرات لزيادة المعرفة حول التغير المناخي، وشراء منتجات مستدامة ودعم الشركات التي تتبنى الممارسات البيئية. وترى أنه من خلال اتباع هذه النصائح والمساهمة في الجهود المشتركة، يمكن للأفراد أن يلعبوا دوراً فاعلاً في التصدي للتغير المناخي.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: مكافحة التغير المناخي التغير المناخي المناخ تغير المناخ أزمة المناخ التغیر المناخی التوازن البیئی استخدام الطاقة أفراد المجتمع إعادة التدویر الحفاظ على من خلال

إقرأ أيضاً:

انطلاق المؤتمر الدولي الأول للعمل المناخي والاستدامة بجامعة الإمارات

العين (وام) 

أخبار ذات صلة المكتب التمثيلي لـ«الصحة» ينظم ملتقى لتعزيز صحة كبار السن «أمانة للرعاية الصحية» تحصل على اعتماد «CARF» لبرامج إعادة التأهيل المتخصصة

نظمت جامعة الإمارات العربية المتحدة، أمس، المؤتمر الدولي الأول للعمل المناخي والاستدامة (ICCAS-2025)، والذي يستمر حتى الـ10 من أكتوبر الجاري، في الحرم الجامعي بمنطقة العين، بحضور معالي زكي أنور نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الأعلى للجامعة، إلى جانب نخبة من الخبراء والمختصين من مختلف أنحاء العالم.
ورحّب الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات بالمشاركين في المؤتمر، معبّراً عن سعادته بانعقاد الحدث العلمي الذي يجمع نخبة من الخبراء والباحثين والطلبة من مختلف أنحاء العالم لمناقشة القضايا الحيوية المرتبطة بمستقبل الكوكب واستدامة موارده.
وأكد معاليه في كلمته «أن انعقاد المؤتمر يأتي تجسيداً لنهج دولة الإمارات ولمسيرة تستلهم الحكمة والرؤية من الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فقد آمن بأن رعاية البيئة لا تنفصل عن رعاية الإنسان ذاته.
وأضاف «إن إرث الشيخ زايد الخالد في احترام الطبيعة، وتحقيق التوازن بين التنمية والحفاظ على البيئة، يظل البوصلة التي توجه مسيرة دولتنا نحو مستقبل مستدام، نحن مسؤولون على الموارد التي سنسلمها للأجيال القادمة».
وأشار إلى «أن المؤتمر لا يقتصر على كونه منصة علمية، بل هو جسر للتواصل بين الدول والتخصصات والأجيال، وفرصة لتبادل الخبرات وطرح الأسئلة واستكشاف حلول مبتكرة تربط بين الفكر والعمل والعلم والمجتمع، بما يعزز الأمل بمستقبل أكثر توازناً واستدامة».
يتضمن برنامج المؤتمر على مدار أربعة أيام، عروضاً بحثية وملصقات علمية وحلقات نقاش متخصصة، إلى جانب محادثات رئيسة يقدمها خبراء عالميون، كما يستعرض المشاركون خلال المؤتمر ثمانية مسارات بحثية رئيسة، تشمل: الطاقة النظيفة والبطاريات وخلايا الوقود، احتجاز ثاني أكسيد الكربون واستخدامه، التصنيع الإضافي والمركبات المتقدمة، المحفزات المستدامة، الفضاء والذكاء الاصطناعي من أجل الاستدامة، العلاقة بين الطاقة والمياه والغذاء، الابتكارات الخضراء في البناء، التعليم والسياسات والاقتصاد الدائري.

مقالات مشابهة

  • التضامن: مكافحة عمل الأطفال مسؤولية مجتمعية تتكامل فيها الجهود لحماية مستقبل الأجيال
  • التضامن: مكافحة عمل الأطفال مسؤولية مجتمعية لحماية مستقبل الأجيال
  • انطلاق المؤتمر الدولي الأول للعمل المناخي والاستدامة بجامعة الإمارات
  • “الأمن البيئي” يقبض على 4 مخالفين للأنظمة البيئية بعدد من مناطق المملكة
  • رئيس «كاكست» يؤكد التزام المملكة بتوسيع حلول الطاقة النظيفة والاستثمار في التقنيات العميقة لتحقيق الاستدامة
  • منال عوض: نستهدف مواجهة التغير المناخي من خلال زراعة «100 مليون شجرة»
  • عاجل إلزام المشاريع الحكومية الجديدة بالمياه المعالجة في تبريد المناطق
  • بنك ABC يعزز جهوده البيئية بزيارة محمية غابات دبين لمتابعة الطاقة الشمسية
  • وزارة البيئة والتغيّر المناخي تكرّم البنك التجاري
  • وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية تحذر من إساءة استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي