صحيفة الاتحاد:
2025-12-12@09:40:14 GMT

مكافحة التغير المناخي.. مسؤولية مجتمعية

تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT

خولة علي (دبي)
يسعى الكثير من الباحثين والمتخصصين في البيئة إلى نشر الوعي وتثقيف أفراد المجتمع بمخاطر التغيير المناخي ومسؤوليتهم تجاهه، والعمل على طرح الكثير من الوسائل والأساليب التي بدورها يمكن أن تعيد التوازن للبيئة، وتعمل على استدامة مواردها والحيلولة من دون استنزافها. ولربما يجهل الكثير من أفراد المجتمع مشكلة التغير المناخي ومدى تأثيرها على البيئة وكيف يمكن أن يلعبوا دوراً في الحفاظ عليها من خلال إعادة النظر في بعض السلوكيات الضارة.

 

الغلاف الجوي 
عن مفهوم التغير المناخي  توضح  المهندسة فاطمة الحنطوبي، باحثة في مجال البيئة، أن هذه الظاهرة البيئية التي باتت تهدد العالم بموارده، ناجمة عن اختلال في تراكيز المركبات في الغلاف الجوي بسبب زيادة الانبعاثات لغازات دفيئة تنطلق من عمليات التصنيع وتشكل سحابة في أغلفة الجو، ما يزيد من ارتفاع درجة الحرارة وتواتر الأزمات البيئية والظواهر الجوية المتطرفة. وتذكر أن هذه الأزمات البيئية المتفاقمة تشكل تهديداً خطيراً على صحة الإنسان واقتصاده، لاسيما في منطقة الخليج، وهذه الظروف الجوية المتطرفة في منطقة الخليج ليست سوى أحدث علامة على المخاطر التي يشكلها تغير المناخ، حيث تتعرض مدن دول مجلس التعاون الخليجي بشكل متزايد للسيول والأمطار والثلوج والعواصف الرملية. 

التوازن البيئي 
وتؤكد الحنطوبي  أهمية إعادة التوازن البيئي قائلة: الاستدامة تصب في الحفاظ على الموارد، ومنها الموارد البيئية، كالمياه والتنوع الأحيائي والقطاع الزراعي وجودة الهواء. وأي عملية ممكن أن تضر في استدامة هذه الموارد، سيتم معالجتها لتفادي حصول أي ضرر لها، ومن هنا كانت الاستدامة منهجية فاعلة في التصدي للتغيرات المناخية. وتشدد على ضرورة أن يتكاتف أفراد المجتمع لمكافحة التغير المناخي من خلال تغيير نمط معيشتهم واستهلاكهم، وتحويله إلى ممارسات خضراء، مثل إعادة التدوير والزراعة واستخدام الطاقة النظيفة. 

أهمية الاستدامة 
وتشير حبيبة المرعشي عضو مؤسس ورئيسة مجموعة عمل الإمارات للبيئة، إلى أن الاستدامة تلعب دوراً حاسماً في إعادة التوازن البيئي عبر العديد من الطرق، إذ تشجع على استخدام الموارد الطبيعية بشكل مستدام، مثل المياه والطاقة والمواد الخام. 
وهذا يقلل من استنزاف الموارد، ويسهم في الحفاظ على التوازن البيئي. وتشجع الاستدامة على استخدام الطاقة المتجددة، فالانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة مثل الشمس والرياح يقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري، ما يقلل من انبعاثات الغازات الدفيئة ويحافظ على جودة الهواء. 
كما تشجع الاستدامة على استخدام تقنيات وعمليات صديقة للبيئة في الصناعة والزراعة وسواهما، وهذا يؤدي إلى تخفيف التلوث البيئي، ويحمي الحياة الفطرية والموائل الطبيعية، مما يحافظ على التنوع البيولوجي وعلى الأنواع المهددة بالانقراض، وينتج عن هذا الحفاظ على التوازن في النظم البيئية.
وتؤكد المرعشي  أهمية تعزز إعادة التدوير والاستخدام الفعّال للمواد، إذ إن إعادة التدوير تقلل من كمية النفايات التي تنتهي في المكبات، وتساعد في استخدام الموارد بشكل أكثر كفاءة.
كما تشجع على الاستهلاك المستدام، فضلاً عن أن الاستدامة في الزراعة تشمل ممارسات مثل الزراعة العضوية والزراعة من دون استخدام المبيدات الكيميائية، تحمي التربة وتحسن جودة المياه وتحفظ التوازن البيئي. وعليه فإنه من خلال هذه الجهود المشتركة والمستدامة، يمكن تحقيق التوازن البيئي والحفاظ على كوكبنا للأجيال المقبلة.

أخبار ذات صلة خبراء ورؤساء تنفيذيون لـ«الاتحاد»: «كوب 28» تتويج لجهود الإمارات في الاستدامة مركز الإمارات لخفض الانبعاثات الكربونية في القطاع البحري.. داعم لمكافحة تغير المناخ مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة

حملات إعلامية
وعن مدى وعي الأفراد بخطر التغير المناخي تقول المرعشي: يزداد وعي أفراد المجتمع في الإمارات بخطر التغير المناخي بفعل التطورات العلمية والتكنولوجية والجهود المستمرة للتوعية، مثل جهودنا في مجموعة عمل الإمارات للبيئة. وقد أسهمت عدة عوامل في زيادة وعي أفراد المجتمع بخطر التغير المناخي، ومنها التوعية من خلال المنصات الحكومية عبر حملات إعلامية ومشاريع توعوية، وتنظيم ورش العمل والمحاضرات لشرح أثر التغير المناخي على المنطقة، وكيفية التخفيف من تأثيراته، بالإضافة إلى تنفيذ مشاريع بيئية تهدف إلى الحد من انبعاثات الكربون، وتعزيز الطاقة المتجددة، ما يشجع على الوعي بأهمية التحول إلى مصادر الطاقة المستدام. وتلفت إلى أهمية تدريس موضوع التغير المناخي في المناهج الدراسية في المدارس والجامعات ساهم في زيادة وعي الشباب بهذا الخطر، وأثره على المستقبل، فضلاً عن تنفيذ مشروعات بيئية رائدة تُظهر أثر التغير المناخي محلياً، مثل مشاريع الاستدامة وحماية المحميات الطبيعية، ما يشجع على تفعيل الوعي والمشاركة المجتمعية. 

نصائح وإرشادات 
تقدم حبيبة المرعشي بعض النصائح والإرشادات التي يمكن أن يتبعها الأفراد للمساهمة في التصدي ومكافحة التغير المناخي، منها استخدام وسائل النقل العامة أو مشاركة السيارات لتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، واختيار السيارات ذات الكفاءة الوقودية العالية، وتحسين كفاءة استخدام الطاقة في المنزل عبر استخدام لمبات LED وأجهزة كهربائية فاعلة من حيث الطاقة، واستخدام الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء في المنازل والشركات. وتنصح باستخدام المياه من خلال ترشيد الاستهلاك المنزلي وجمع مياه الأمطار، والتشجيع على إعادة التدوير والتحكم في إنتاج النفايات، والمشاركة في حملات تشجيعية لتنظيف الشواطئ والمناطق البيئية، ودعم المنظمات البيئية والمشاركة في الأنشطة التطوعية المحلية. وتدعو إلى المشاركة في ورش العمل والمحاضرات لزيادة المعرفة حول التغير المناخي، وشراء منتجات مستدامة ودعم الشركات التي تتبنى الممارسات البيئية. وترى أنه من خلال اتباع هذه النصائح والمساهمة في الجهود المشتركة، يمكن للأفراد أن يلعبوا دوراً فاعلاً في التصدي للتغير المناخي.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: مكافحة التغير المناخي التغير المناخي المناخ تغير المناخ أزمة المناخ التغیر المناخی التوازن البیئی استخدام الطاقة أفراد المجتمع إعادة التدویر الحفاظ على من خلال

إقرأ أيضاً:

بروتوكول بين البيئة وصندوق رعاية المبتكرين لدعم العمل المناخي

تحت رعاية الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة، والدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي وقعت وزارة البيئة من خلال وحدة الأوزون المصرية التابعة لها وصندوق رعاية المبتكرين والنوابغ بروتوكول تعاون بهدف دعم الابتكار في مجالات الاستدامة البيئية والعمل المناخي، وذلك بمقر وزارة البيئة بالعاصمة الإدارية الجديدة، وقد وقع البروتوكول كلاً من الدكتور علي محمود مدير مشروع الدعم المؤسسي لبروتوكول مونتريال بوحدة الأوزون المصرية، والدكتور تامر حمودة المدير التنفيذي لصندوق رعاية المبتكرين والنوابغ.

ويأتي هذا التعاون فى إطار حرص الجانبين على دعم الباحثين والمبتكرين ورواد الأعمال والشركات الناشئة، خاصة داخل الجامعات ومؤسسات التعليم العالي، وتعزيز البيئة المحفزة للأفكار الريادية في مجالات الاستدامة والعمل البيئي.

وأوضحت الدكتورة منال عوض ان البروتوكول يعد خطوة مهمة لتحويل الأفكار البحثية والابتكارية إلى منتجات قابلة للتطبيق، موضحًا أن التعاون يستهدف تعزيز الابتكار في القطاع الصناعي، خاصة في مجالات التكييف، والتبريد، والفوم، ومواد العزل الحراري، مشيرًا إلى أن الصندوق سيخصص مسارًا لمشروعات التخرج الريادية في مجالات العمل المناخي والاستدامة؛ دعمًا لتطبيق السياسة الوطنية للابتكار المستدام ضمن الإستراتيجية الوطنية للبحث العلمي 2030، التي تعطي أولوية لتمكين الابتكار وريادة الأعمال، وتشجيع البحوث التطبيقية القادرة على تقديم حلول عملية تعزز التنمية المستدامة.

ويعكس هذا التعاون وزارة البيئة، ممثلا في وحدة الأوزون المصرية، على دعم الباحثين والمبتكرين والنوابغ، وتعزيز دورهم في ابتكار حلول عملية وغير نمطية للتحديات البيئية، مؤكدًا أن الوزارة تعمل على إدماج القضايا البيئية داخل المناهج الدراسية بالكليات الهندسية والمعاهد التكنولوجية والمدارس الفنية، بما يسهم في رفع الوعي البيئي لدى الطلاب، والحفاظ على سلامة بيئة العمل والصحة المهنية، وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة لتفاقم ظاهرة التغيرات المناخية.

ويهدف البروتوكول أيضا إلى تعزيز التعاون بين جهاز شئون البيئة وصندوق رعاية المبتكرين والنوابغ لدعم العمل المناخي والابتكار البيئي في الجامعات والمراكز البحثية، من خلال تنفيذ مجموعة متكاملة من الأنشطة والبرامج المشتركة، وتشمل هذه الأنشطة تنظيم حملات توعية وفعاليات تعريفية بمبادئ الاستدامة، وإقامة مسابقات في مجال العمل المناخي، بحيث يتم ربط أفضل الأفكار والمشروعات الابتكارية ببرامج تأهيل وتدريب تسهم في تهيئة فرص عمل للمتميزين، كما ينص البروتوكول على عقد ورش عمل متخصصة بمشاركة الخبراء والمتخصصين في ريادة الأعمال والابتكار؛ لبحث السياسات الداعمة للعمل المناخي، واستعراض أبرز التحديات والفرص، بمشاركة الجهات والشركاء الدوليين.

كما يهدف البروتوكول أيضًا إلى تشجيع دمج البعد البيئي في المناهج الدراسية، ودعم الأفكار والحلول التكنولوجية المبتكرة، بالإضافة إلى تعزيز الشراكات بين الباحثين والقطاع الخاص لإطلاق مشاريع مشتركة تسهم في خلق فرص عمل مستدامة، وحماية البيئة، وتقليل الانبعاثات الضارة، بما يعزز جهود التنمية المستدامة، ويزيد من الوعي البيئي بين الشباب والباحثين.

شهد مراسم التوقيع كلاً من الدكتور صابر عثمان رئيس الإدارة المركزية للتغيرات المناخية، والدكتور عزت لويس رئيس وحدة الأوزون والدكتور وئام محمود المدير التنفيذي لوحدة الابتكار المؤسسي، والدكتور شموس إبراهيم مساعد المدير التنفيذي للصندوق، والدكتور مصطفى أمين مدير  برنامج أوليمبياد الشركات الناشئة،  والدكتور محمد نجم مستشار التواصل الإستراتيجي ببروتوكول مونتريال لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية.

طباعة شارك والبحث العلمى وزارة البيئة البيئة توقع بروتوكول تعاون مع صندوق رعاية المبتكرين الابتكار والعمل المناخي مجالات الاستدامة والعمل البيئي مجالات التكييف البروتوكول حرص الجانبين

مقالات مشابهة

  • لتعزيز البنية التحتية.. مبادرات مجتمعية جديدة لتحسين الطرق في المحويت وذمار
  • بروتوكول بين البيئة وصندوق رعاية المبتكرين لدعم العمل المناخي
  • ترتفع لـ15 كيلومترًا وتضبط المخالفات البيئية.. الأمن البيئي يستعرض مُسيرة مزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي
  • الفيضانات الشديدة في آسيا تتفاقم بفعل التغير المناخي
  • إطلاق كائنات فطرية في موقع الحِجر الطبيعي بالعُلا لتعزيز التوازن البيئي
  • "البيئة": جميع المنشآت على السواحل تُلزم بالالتزام بمعايير الصرف وحماية مياه البحر
  • الزمالك يضع تدعيم الدفاع على رأس أولوياته في الميركاتو الشتوي
  • بودربالة: تكامل الأدوار بين القطاعات ومشاركة وسائل الإعلام يكرّس أن مكافحة المخدرات مسؤولية جماعية
  • "المها العربي" يثري الحياة الفطرية في محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية
  • برلمانية: افتتاح مصنع ليوني يدعم الصناعة الوطنية ويعزز التوازن الاقتصادي للأسواق