تواصل دعوات وقف إطلاق النار في غزة وإسرائيل تعلن تعثر مفاوضات التهدئة
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
تواصلت الإدانات الدولية لاستئناف التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، وسط دعوات لوقف فوري ودائم للحرب في غزة، وتقديم الاحتلال الإسرائيلي للمحاسبة على جرائمه بحق المدنيين في القطاع، في وقت أعلنت إسرائيل تعثر مفاوضات تمديد الهدنة، التي عقدت في قطر.
وانهارت الهدنة المؤقتة التي استمرت أسبوعا بين الاحتلال والمقاومة، الجمعة، بعد أن عجز الوسطاء عن تمديدها.
ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مجازر حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في قطاع غزة، بأنها "دخلت التاريخ بوصفها وصمة عار".
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها على متن الطائرة أثناء عودته من الإمارات، التي زارها الجمعة، لافتا إلى أن "مجازر حكومة نتنياهو في غزة وصمة لطخت أيضا جباه الدول الداعمة له دون قيود وشروط".
وبشأن الهجمات الإسرائيلية على غزة، أفاد أردوغان: "ما نراه عمل إرهابي ضخم، إنه إرهاب دولة، لا يمكننا أن نبقى صامتين إزاء إرهاب الدولة هذا".
ولفت الرئيس التركي إلى "تحول حكام إسرائيل الذين طالما روجوا لأنفسهم بأنهم ضحايا إبادة جماعية، إلى قتلة، مثل قتلة أجدادهم".
اقرأ أيضاً
بشكل عاجل.. الصحة العالمية تدعو لاستئناف شحن الإمدادات الأساسية لغزة
وفيما يخص الموقف تجاه حركة "حماس" قال أردوغان: "ما زلت عند رأيي، لا يمكنني إطلاقا أن أعتبر حماس تنظيما إرهابيا مهما قال الآخرون".
وبخصوص محاسبة المسؤولين عن المجازر قال أردوغان: "ننتظر من المحكمة الجنائية الدولية أن ينال العقاب اللازم مرتكبو جرائم الإبادة الجماعية وجزارو غزة وفي مقدمتهم نتنياهو".
وقال الرئيس أردوغان: "نأمل أن يرضي القرار الذي سيصدر مَن ينتظرون العدالة. سنتابع هذه القضية على أعلى مستوى".
وتابع: "نريد أن تتم محاكمة ومعاقبة جميع المسؤولين الإسرائيليين المتورطين في هذه الإبادة الجماعية. ويقع على عاتق العالم واجب من أجل ذلك".
ولفت الرئيس التركي إلى أن إسرائيل ستحاسب عاجلاً أم آجلاً على الإبادة الجماعية التي ترتكبها.
وأردف: "الذين يخشون التحدث علناً ضد الظالم سيشعرون بالتأكيد بالخجل من البقاء صامتين. هذا ما أعنيه عندما أقول: نحن لسنا مدينين لأحد".
اقرأ أيضاً
ارتفاع الحصيلة إلى 15207.. استشهاد 100 فلسطيني في مجزرة جديدة بغزة
وأكد أن تركيا ستواصل بذل جهودها في كل المحافل لإنهاء الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة وضمان وقف دائم لإطلاق النار.
وبيّن الرئيس التركي أنه منذ البداية يؤيد وقفًا دائمًا لإطلاق النار بدلاً من "هدنة إنسانية".
من جانبه، جدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، التأكيد على موقف بلاده الثابت فيما يتعلق بتسوية القضية الفلسطينية، من خلال التوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وفق مرجعيات الشرعية الدولية.
وأشار السيسي، خلال استقباله نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، على هامش أعمال "قمة المناخ"، إلى تردي الأوضاع الإنسانية بقطاع غزة، وما يستوجبه ذلك من ضرورة تحرك المجتمع الدولي فوراً لتوفير الاستجابة الإنسانية والإغاثية العاجلة لأهالي القطاع والتخفيف من وطأة معاناتهم.
وشدد على ضرورة استعادة التهدئة ووقف إطلاق النار، ورفض مصر لتعريض الأبرياء لسياسات العقاب الجماعي بما يخالف الالتزامات الدولية في إطار القانون الدولي الإنساني.
وتم التوافق خلال اللقاء، بشأن خطورة الموقف الحالي، وضرورة العمل على الحيلولة دون اتساع دائرة النزاع، فضلاً عن حماية المدنيين ومنع استهدافهم، ورفض البلدين القاطع للتهجير القسري للفلسطينيين.
اقرأ أيضاً
مقدمة لنزع سلاحه.. إسرائيل تسعى لإنشاء منطقة عازلة في غزة
الأمر ذاته، ذكره رئيس وزراء النرويج يوناس جاهر ستوره، خلال لقائه السيسي، حيث أكد أن المخرج الوحيد للوضع المتأزم الراهن هو العمل على إيجاد التسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.
كما شدد على أهمية الضغط في الوقت الحالي نحو تحقيق وقف إطلاق النار في ظل التبعات الإنسانية الخطيرة لمواصلة العمليات العسكرية على حياة المدنيين، فضلاً عن امتداد تداعياتها الأمنية والسياسية إلى استقرار وأمن المنطقة برمتها.
من جانبه، كشف رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو، السبت، أنه أبلغ رئيس دولة الاحتلال إسحاق هرتسوغ، بأنه لا ينبغي سقوط المزيد من المدنيين قتلى في قطاع غزة.
وقال دي كرو للصحفيين في "قمة المناخ": "لقد أثرت مخاوفي بشأن حقيقة أن العنف تجدد وكررت ما قلته عند معبر رفح: لا مزيد من قتل المدنيين".
واستدعت وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي سفيري بلجيكا وإسبانيا بسبب تصريحات أدلى بها رئيسا وزراء البلدين الأسبوع الماضي عند معبر رفح الحدودي الذي تسيطر عليه مصر مع غزة.
وشدد دي كرو حينذاك على ضرورة أن تحترم إسرائيل القانون الإنساني الدولي، مضيفا أن تدمير غزة أمر غير مقبول ويجب أن يتوقف قتل المدنيين.
اقرأ أيضاً
دون دخول أية مساعدات منذ انتهاء الهدنة.. معبر رفح يعمل بشكل طبيعي
وزعم مسؤول إسرائيلي، الجمعة، أن الجيش ملتزم بالقانون الدولي وأنه يسعى لتقليل الخسائر في أرواح المدنيين إلى الحد الأدنى.
وصرح دي كرو، السبت، بأن دولة الاحتلال "لها الحق في القضاء على التهديد الإرهابي من غزة" ولكن ينبغي بذل كل ما في وسعها للتأكد من عدم سقوط المزيد من المدنيين.
أما رئيس الوزراء الياباني كيشيدا فوميو، فقال لهرتسوغ، إنه يأمل تهدئة التوتر في غزة في أقرب وقت.
وبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية اليابانية، السبت، فقد أعرب كيشيدا لهرتسوغ، عن أمله تهدئة التوتر بقطاع غزة في أقرب وقت.
وأشار رئيس الوزراء الياباني إلى أن زيادة الإمدادات المادية واللوازم، أمر حيوي لتحسين الوضع الإنساني في غزة.
وخلال لقائه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أكد كيشيدا أن استمرار الحرب في غزة أمر مؤسف، وأنه من المهم العودة إلى الاتفاق التهدئة في أقرب وقت.
اقرأ أيضاً
إلى أقل قدر ممكن.. خطة إسرائيلية لتقليص عدد سكان غزة
أما الإمارات، فدعت على لسان بعثتها الدائمة لدى الأمم المتحدة، إلى إجراء مشاورات مغلقة لمجلس الأمن الدولي، الاثنين المقبل، على خلفية تجدد القتال في قطاع غزة.
وقالت في رسالة نشرتها عبر حسابها الرسمي بمنصة "إكس": "دعت الإمارات إلى إجراء مشاورات مغلقة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الإثنين 4 ديسمبر/كانون الأول، وذلك في ضوء استئناف الأعمال العدائية واستمرار الوضع الإنساني المتردي في قطاع غزة".
من جانبها، أعربت وزارة الخارجية الكويتية، السبت، في بيان، عن إدانة واستنكار الكويت الشديدين لاستئناف قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة.
وجددت، دعوة الكويت المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته ودعم كل الجهود الرامية لوقف هذا العدوان الذي أزهق، وما زال، آلاف الأرواح البريئة.
ولفت البيان، إلى أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في انتهاكاته واستخفافه بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني لا بد أن تقابله آلية رادعة يتم من خلالها محاسبة مرتكبي جرائم الحرب مضيفة أن استمرار ذلك النهج من شأنه تقويض عملية السلام وحل الدولتين.
وأكدت الكويت، أهمية إيصال المزيد من المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى قطاع غزة واستمرار كافة الجهود لوقف هذه الحرب العبثية بشكل مستدام تمهيدا للتوصل إلى حل شامل وعادل للأشقاء الفلسطينيين يضمن إقامة دولتهم المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
اقرأ أيضاً
استطلاع معاريف: معظم الإسرائيليين يطالبون بتمديد الهدنة في غزة
من جانبه، أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، أنه لا يوجد أي مكان آمن يمكن لسكان قطاع غزة الذهاب إليه، ويعيشون في دائرة موت ودمار ومرض.
وأوضح غريفيث في بيان، أن الأسبوع الأخير أظهر ما يمكن حدوثه "عندما تصمت الأسلحة"، وأن الوضع في خان يونس اليوم هو تذكير صادم لما يحدث عندما لا تصمت (الأسلحة).
وقال: "قتل وأصيب عدد كبير في غضون ساعات اليوم، وجاءت تعليمات للأسر مجددًا للإخلاء، وانهارت الآمال".
وأشار أن جميع سكان غزة على رأسهم الأطفال والنساء والرجال يعيشون في رعب في الشهر الثاني للاشتباكات، مضيفا: "يعيشون في دائرة موت ودمار ومرض".
وشدد على ضرورة زيادة المساعدات الإنسانية (لقطاع غزة) وتحقيق وقف إطلاق نار إنساني.
أما مديرة الإعلام والتواصل لدى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) جولييت توما، فقالت السبت، إنه "يجب استئناف تدفق المساعدات إلى قطاع غزة في أقرب وقت، بما في ذلك الوقود".
جاء ذلك في مقابلة مصورة أجرتها توما، مع موقع "دي دبليو" الألماني (حكومي) ونشرها حساب أونروا الرسمي عبر منصة "إكس".
وأضافت توما: "لدينا قلق شديد إزاء عدم السماح الجمعة، عقب انتهاء الهدنة الإنسانية، بدخول مساعدات جديدة إلى غزة".
اقرأ أيضاً
أمريكا تواصل دعمها لإسرائيل.. وتؤكد: نواصل العمل لتمديد الهدنة
يأتي ذلك في وقت أعلنت الولايات المتحدة، على لسان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، أن واشنطن ستواصل العمل مع الوسطاء القطريين والمصريين وإسرائيل، من أجل العودة إلى الهدنة الإنسانية في قطاع غزة.
وقال أوستن في مؤتمر صحفي: "سنواصل العمل مع إسرائيل ومصر وفي قطر من أجل العودة إلى الهدنة الإنسانية".
وأضاف: "أتحدث مع وزير الدفاع (الإسرائيلي يوآف غالانت) بشكل شبه يومي، وأذكره بضرورة التأكد من حماية المدنيين وإقامة الممرات التي سيكون من الممكن لهم مغادرة منطقة القتال عبرها".
وتابع: "سنواصل التأكيد للإسرائيليين على ضرورة التقيد بقوانين الحرب وحماية السكان المدنيين".
كما أشار إلى أنه "خلال فترة الهدنة الإنسانية تحققت نتائج مهمة فيما يتعلق بتحرير الرهائن، وكذلك نقل حجم كبير من المساعدات الإنسانية لسكان غزة"، مضيفاً أنه "يجب عمل المزيد بالطبع".
بيد أن إسرائيل، أعلنت "تعثر" مفاوضات استئناف الهدنة بقطاع غزة، وفق بيان لمكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
اقرأ أيضاً
اغتيالات جماعية.. لماذا يتعمد القصف الإسرائيلي على غزة استهداف المدنيين؟
ووجه رئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد بارنيع، السبت، فريقه الموجود في قطر بـ"العودة إلى تل أبيب".
وجاء في البيان، "بعد تعثر المفاوضات، وبتوجيه من رئيس الوزراء، أمر رئيس الموساد فريقه الموجود في الدوحة بالعودة إلى إسرائيل".
واتهم مكتب نتنياهو، حركة "حماس" الفلسطينية بـ"عدم تنفيذ الجزء الخاص بها من الاتفاق، والذي تضمن إطلاق سراح جميع الأطفال والنساء، وفق القائمة التي تم نقلها إلى حماس، ووافقت عليها"، على حد زعمه.
ولم تعلق حركة "حماس" على ما أورده بيان مكتب نتنياهو.
وصباح الجمعة، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة قطرية مصرية واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شنت إسرائيل حربا مدمرة على القطاع خلّفت دمارا هائلا في البنية التحتية وعشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.
ووفق آخر حصيلة لوزارة الصحة في غزة، فقد استشهد جراء القصف الإسرائيلي نحو 15 ألفا و207 فلسطينيين، فيما أصيب أكثر من 40 ألفا.
اقرأ أيضاً
أسبوع من الهدنة..إطلاق سراح 77 أسيرا إسرائيليا..و240 فلسطينيا يعودون إلى ديارهم
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: التهدئة مفاوضات التهدئة الهدنة غزة إسرائيل المقاومة فلسطين هدنة غزة الحرب على غزة الاحتلال الإسرائیلی الهدنة الإنسانیة الرئیس الترکی رئیس الوزراء إطلاق النار فی أقرب وقت فی قطاع غزة العودة إلى وقف إطلاق اقرأ أیضا على ضرورة ذلک فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
رغم شهداء المساعدات.. واشنطن تدعو العالم لدعم مؤسسة غزة الإنسانية
واشنطن- في الوقت الذي لم يرد فيه البيت الأبيض، ولا وزارة الخارجية، على أسئلة الجزيرة نت بشأن حالات إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على حشود من الفلسطينيين قرب مراكز توزيع الغذاء، التي تديرها "مؤسسة غزة الإنسانية" الأميركية، وإذا ما كانت إدارة الرئيس دونالد ترامب لا تزال تثق بهذه المؤسسة، برر وزير الخارجية، ماركو روبيو، استخدام بلاده حق النقض (الفيتو) ضد قرار مجلس الأمن الدولي لوقف القتال في غزة بما يسمح بالإفراج عن الرهائن، وإدخال المساعدات.
وفي السياق ذاته، ذكرت دوروثي شيا، السفيرة المؤقتة للولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة أن "القرار المقترح إقرار بالعيوب الكارثية التي شابت الطريقة المعتمدة سابقا في توزيع المساعدات".
إدانة إسرائيل
خلال الأيام الثلاثة الماضية، وقعت سلسلة من الحوادث المميتة على الطريق إلى موقع توزيع المساعدات في غزة تديره مجموعة مثيرة للجدل تدعمها الولايات المتحدة وإسرائيل.
ووقعت الحوادث الثلاث على الطرق التي تقترب من أحد المواقع الجديدة في أقصى جنوب غرب غزة، التي تخضع للسيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة. حيث يتم تشغيل المنشأة من قبل "مؤسسة غزة الإنسانية".
ووقع الحادث الأول في وقت مبكر من صباح يوم الأحد عندما قتل 31 فلسطينيا بنيران إسرائيلية، وقتل 3 أشخاص آخرون بإطلاق نار صباح يوم الاثنين، وفقا للجنة الدولية للصليب الأحمر، وقتل 27 شخصا آخرون بنيران إسرائيلية بالقرب من الموقع ذاته صباح الثلاثاء.
إعلانونددت إسرائيل بما اعتبرته "تقارير كاذبة" بأن قواتها أطلقت النار على المدنيين على المواقع أو بالقرب منها. وقالت إن بعض الجنود أطلقوا طلقات تحذيرية يوم الأحد على بعد كيلومتر واحد، وإنهم فتحوا النار أيضا بعد التعرف على "عدة مشتبه بهم" يومي الاثنين والثلاثاء.
وأكد تحقيق لشبكة سي إن إن فتح الجيش الإسرائيلي النار على حشود من الفلسطينيين أثناء محاولتهم شق طريقهم إلى مراكز توزيع الغذاء. وعرضت الشبكة تقريرا في 6 دقائق تضمن مشاهد موثقة لإطلاق النار صباح الأحد الماضي، وسقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح.
واستشهد التحقيق بأكثر من 12 من شهود عيان ممن تعرضوا لوابل من النيران وقع بشكل متقطع خلال الساعات الأولى من صباح الأحد. واستشهد التحقيق كذلك بما قالته "مؤسسة غزة الإنسانية"، والتي تدير الموقع، من أن القوات الإسرائيلية كانت تعمل في المنطقة خلال الفترة نفسها.
وأظهرت مقاطع فيديو التحقيق إطلاق النار بالقرب من مدار تجمع فيه مئات الفلسطينيين على بعد حوالي 800 متر من موقع توزيع المساعدات العسكرية في منطقة تل السلطان برفح، وهو الطريق المخصص والمحدد مسبقا على طول الساحل بشارع الرشيد، وهي منطقة خاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيل الذي ينطلق من قاعدة إسرائيلية قريبة من مركز التوزيع.
بعد استشهاد 31 فلسطينيا عند توجههم إلى مركز مساعدات تديره شركة أمريكية غربي رفح.. الأونروا: توزيع المساعدات في #غزة أصبح فخا مميتا pic.twitter.com/hPp0C5613y
— قناة الجزيرة (@AJArabic) June 1, 2025
مطالب دعمواتهمت منظمات محايدة المؤسسة بأنها تهدف إلى تجاوز الأمم المتحدة، واعتبرت طريقة عملها غير عملية وغير أخلاقية.
وعلى النقيض، طالبت السفيرة الأميركية "الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بدعم مؤسسة غزة الإنسانية للمساعدة في تسليم المساعدات بشكل آمن وبدون أن تصل إلى حركة حماس". وكررت تعهدات المؤسسة القيام بتسليم المساعدات الإنسانية بشكل يتوافق مع مبادئ الإنسانية والحياد والاستقلالية وعدم الانحياز.
إعلانوفي تبريرها لاستخدام حق الفيتو لمنع تمرير قرار بمجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات لأهل غزة، ذكرت السفيرة الأميركية أن القرار المقترح إقرار بالعيوب الكارثية التي شابت الطريقة المعتمدة سابقا لتوزيع المساعدات، والتي أتاحت لحركة حماس إثراء نفسها على حساب الفلسطينيين، وفشلت في إيصال المياه والغذاء إلى من هم بأمس الحاجة إليها.
يذكر أن مشروع القرار طالب بوقف إطلاق نار فوري وغير مشروط ودائم، وبالإفراج غير المشروط عن الرهائن، ويدعو إلى الرفع "الفوري وغير المشروط لكل القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتوزيعها بشكل آمن ومن دون عوائق على نطاق واسع، بما في ذلك من قبل الأمم المتحدة".
مأساة لا مذبحة
وانبرت أصوات ومراكز بحثية معروفة بقربها من إسرائيل للدفاع عن مؤسسة غزة الإنسانية، بعد حوادث إطلاق النار على سكان القطاع ممن اتجهوا للحصول على الغذاء.
وقال الكاتب إيلي ليك في موقع فري برس "تريد حماس تخريب خطط إسرائيل لاستبعاد الجماعة الإرهابية عن أحد مصادر سيطرتها ونفوذها المتبقية في غزة: توزيع الغذاء والمساعدات".
ويرى أن "هذا جزء مهم من السياق مفقود من جميع قصص اليوم الأول تقريبا حول المذابح المزعومة. وقد يفسر ذلك أيضا لماذا استيقظ العالم صباح الثلاثاء على المزيد من التقارير عن إطلاق النار على الفلسطينيين وهم ينتظرون شحنات الطعام".
كما أضاف "تحاول إسرائيل توصيل الغذاء في وسط منطقة قتال. حتى الجيوش الأكثر احترافا ترتكب أخطاء. إذا كانت روايات إطلاق النار هذه دقيقة، فإن الإسرائيليين أطلقوا طلقات تحذيرية عندما اقتربت الحشود من الموقع قبل أن يصبح توزيع المساعدات جاهزا. هذه مأساة، لكنها ليست مذبحة".
في الوقت ذاته، نشرت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات عدة تقارير تشير إلى أن من مصلحة حركة حماس إفشال آلية المساعدات الجديدة بكل الطرق الممكنة، ومنها الترهيب أو الإكراه أو العنف الصريح لثني الفلسطينيين عن الوصول إلى المساعدات في مواقع التوزيع المستقلة.
إعلانوقالت إن مؤسسة غزة الإنسانية ترفض بشدة تقارير عن سقوط ضحايا مدنيين في مواقع التوزيع الآمن للمنظمة بعد أن زعمت شبكة سي إن إن والبي بي سي، وصحيفة نيويورك تايمز ووكالة أسوشيتد برس، وعدة وسائل إعلام أخرى، أن عشرات الفلسطينيين قتلوا بنيران إسرائيلية بالقرب من مناطق توزيع المساعدات الإنسانية.
واعتبر جو تروزمان، الخبير بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، أن "الفشل المتكرر للجيش الإسرائيلي في الاستجابة بسرعة وفعالية للروايات الناشئة يخلق فراغا غالبا ما تملأه الجهات الفاعلة المعادية".
وأضاف أنه في كثير من الحالات، يسمح التأخير في نشر المعلومات التي تم التحقق منها أو الأدلة المرئية للادعاءات الكاذبة بالترسيخ وتشكيل الخطاب العالمي قبل توضيح الحقائق.
ويجزم "يجب إعطاء الأولوية للسرعة والوضوح والمصداقية إذا أرادت إسرائيل مواجهة استخدام التضليل كسلاح من قبل خصومها".