منتدى منيرة الملحم لخدمة المجتمع بالغاط يختتم فعالياته
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
اختتمت اليوم الأربعاء بدار الرحمانية بمحافظة الغاط فعاليات الدورة السادسة عشرة لمنتدى منيرة الملحم لخدمة المجتمع بعنوان: “أسرة آمنة تلاحم وحماية وتمكين”، بمشاركة أكاديميات سعوديات وخبيرات في شؤون الأسرة.
وفي بداية المنتدى ألقت راعية الحفل صاحبة السمو الملكي الأميرة سارة بنت مساعد بن عبدالعزيز كلمة أكدت فيها على أهمية دعم التكوين العائلي ليكون قادرا على التفاعل مع مستجدات العصر، وقادرا على استثمار الفرص والمتغيرات لإعلاء قيمة الأسرة وتفعيل أدوارها في المجتمع.
وقالت الأميرة سارة إن إهداف هذا المنتدى كبيرة وتتلاقى مع طموحنا في الحرص على توفير بيئة أسرية آمنة تحظى بحسن التوجيه والمتابعة وتوفر القدوة الصالحة لأفرادها في أجواء من التواد والتعاون والوفاء. وأنه لا عذر لنا إن فرّطنا في أدوارنا لتعزيز دور الأسرة وتمتينها، وبخاصة في زمن الرؤية الطموحة لبلدنا العزيز، وأكدت الأميرة سارة أن المرأة السعودية تضطلع بحضور باهر في خدمة وطنها ومجتمعها.
وألقت رئيسة المنتدى أ.د. مشاعل بنت عبدالمحسن السديري، مساعدة المدير العام لمركز عبدالرحمن السديري الثقافي كلمة قالت فيها إن اختيار هيئة المنتدى لموضوع أمن الأسرة في هذه الدورة كون الأسرة تمثل الركيزة الأولى في استقرار المجتمع وكينونته وهي المنبت الذي تنشأ فيه أجيال المستقبل.
وقالت إنه منذُ تأسيس مركز عبدالرحمن السديري الثقافي قبل نحو ستين عامًا حرص على أن يكون للمرأة قسط وافر من الاهتمام، سواء في التخطيط للأنشطة والبرامج الثقافية أو في تنفيذها والاستفادة منها، فقد أنشأ المركز أول مكتبة عامة للنساء في المملكة، تتولَّى البرامج الثقافية الخاصة باهتمامات المرأة والأسرة والطفل. ومنذ عشرين عاما جاء تأسيس مكتبة منيرة الملحم بمحافظة الغاط لتضطلع بالبرامج والأنشطة الثقافية المتعلقة بالمرأة والأسرة، وما هذا المنتدى السنوي الذي نلتقي فيه اليوم إلا أحد مناشطها المهمة التي تعنى بالموضوعات التي تهم الأسرة على مستوى الوطن. كما أشارت الدكتورة السديري إلى حصول المركز في هذا العام على جائزة وزارة الثقافية للمؤسسات غير الربحية ضمن مبادرة الجوائز الثقافية الوطنية في دورتها الثالثة التي تُنظمها وزارة الثقافة، ويعدُ ذلك شهادةً بالدور الذي يؤديه المركز في مجال الثقافة المجتمعية في الوطن الغالي.
وأعلنت الدكتورة مشاعل السديري عن إطلاق عدة مبادرات تتعلق بالأسرة، هي مبادرة الصحة النفسية للأسرة بالشراكة مع اللجنة الوطنية لتعزيز الصحةِ النفسية؛ ومبادرة شدن للتربية الوالدية الفعالة بالشراكة مع مؤسسة العنود الخيرية؛ ومبادرة الإرشاد الأسري.
وافتتحت جلسات المنتدى العلمية بمشاركة للدكتور عبدالله الفوزان نائب الرئيس والأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري، فقال إننا نشهد اليوم تحديات عديدة تواجه الأسرة على المستويين المحلي والعالمي، وهذا المنتدى يلقي الضوء على كيفية حماية الأسرة من المشكلات التي قد تواجهها، لمواجهة حملات أعداء الأسرة الذين يسعون إلى تفكيك هذا الكيان المهم الذي ينبغي أن يبنى على المودة والرحمة كما هو في ديننا الإسلامي الحنيف، وأكد الدكتور الفوزان على أهمية سيادة لغة الحوار وتبادل الأفكار والآراء داخل الأسرة في حوار هادئ يؤسس لعلاقات أسرية سليمة وبناءة ويضمن تنشئة أجيال قادرة على مواجهة المستقبل.
وفي الجلسة الأولى للمنتدى، التي ترأستها الدكتورة الجازي الشبيكي، بعنوان روابط قوية وحماية فعّالة: خريطة طريق الأسرة نحو الاستقرار والتماسك، تحدث د. عبدالعزيز الدخيل عضو اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات فقال إن الفجوة الجيلية التي تحدث بسبب الاختلاف في القيم والآراء بين كبار السن والشباب، قد تؤدي إلى مشكلات أسرية إذا لم تعالج.
أما المتحدثة الثانية أ. تهاني المجحد فتحدثت عن تنمية مهارات الحماية والأمان لأفراد الأسرة، وأكدت على أهمية التواصل داخل الأسرة الواحدة، ونقل الأفكار والمشاعر للطرف الآخر لإيجاد نقاط التقاء وفهم مشتركة في الحوارات، وزيادة القدرة على حل أي مشكلات يمكن أن تحدث.
أما الجلسة الثانية للمنتدى فكانت بعنوان معززات الاستقرار والازدهار لبناء أسرة صحية آمنة، أدارتها د. وعد العارف. وكانت المتحدثة الأولى أ. ديما آل الشيخ الخبيرة في مجال القيم والسلوك بمؤسسة مسك، فقالت إن تعزيز القيم والمهارات هي الطريق المثلى لتحقيق التوازن والأمن الأسري، فالتحولات التقنية التي ظهرت مؤخرا تنطوي على مخاطر وتحديات مختلفة، منها زيادة الانفتاح على القيم الغربية، وصعوبة فهم التقنية لدى الكبار، وتقلص دور الأسرة كمصدر أساس للقيم.
وكانت المتحدثة الثانية في الجلسة أ. هيلة المكيرش فتحدثت عن شبكات الدعم المجتمعي الداعمة للاستقرار الأسري، وقالت يـــأتـي حـــرص الـــدولـــة واهتمامها بكيان الأسرة الســعوديــة وأفرادهــــا كونهـــا النـــواة الأولى لبناء مجتمع ســـلـيـم وفاعـــل قـــادر على مواجهة التحديات والتحولات المتسارعة، وقد وضعت رؤية المملكة 2030 الأســـــرة فـــي قلب الحـــراك التنمــوي وزودتها بعوامل النجاح التي تمكنها من رعاية أبنائها وتنمية ملكاتهم وقدراتهم.
اقرأ أيضاًالمجتمعانتظام 250 ألف طالب وطالبة للفصل الثاني بتعليم عسير
وقالت رئيسة المنتدى أ.د. مشاعل بنت عبد المحسن السديري إن المنتدى هذا العام حرص على الخروج بتوصيات نوعية قابلة للتطبيق والقياس، وذات أثر وعائد اجتماعي له انعكاسات متعددة، ومن أهمها:
تنفيذ دراسات تشخيصية للوضع الراهن، بإشراف مراكز الأبحاث والدراسات الاجتماعية، والجهات المعنية مثل مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري، لقياس الفجوة بين الأجيال للخروج بسياسات داعمة على المستوى الوطني لمعالجتها؛ إجراء دراسات تحليلية للتعرف على التحديات التي تواجه أفراد الأسرة في الاستفادة من الخدمات والبرامج الداعمة لهم؛ بإشراف الجهات المهتمة بالأسرة، مثل مجلس شؤون الأسرة، وإدارة الإرشاد الأسري بوزارة الموارد والتنمية الاجتماعية، والجمعيات الأهلية، للخروج بتوصيات تدعم تطوير تلك السياسات والبرامج. العمل على تعزيز القيم والمهارات من خلال رسم خطة وطنية (يتولى مجلس شؤون الأسرة وضعها، والأشراف على تنفيذها) تستهدف كافة أفراد الأسرة، وتعزز لديهم الانتماء والوعي المجتمعي حيال كافة العوامل الهادمة والمؤثرة على تماسك الأسرة وقوة ترابطها. بناء شراكات القطاعين الحكومي والخاص بالتعاون مع القطاع غير الربحي لتطوير مبادرات وبرامج وخدمات ودراسات تستهدف تعزيز الترابط الأسري وتجسير الفجوة بين الأجيال. تطوير دليل شامل (بالشراكة مع وزارة العدل ومجلس شؤون الأسرة) للأنظمة والتشريعات والسياسات والخدمات الداعمة للأسرة في كافة المجالات، وعرضها في منصات إلكترونية لسهولة الوصول لها عبر مواقع الجهات ذات العلاقة كمجلس شؤون الأسرة. تعزيز التواصل بين الأجيال، من خلال تبني الجهات ذات العلاقة (قطاعات حكومية، القطاع غير الربحي)، مثل مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري، لتنظيم برامج وورش عمل ولقاءات تستهدف تقريب وجهات النظر بين الأجيال وتعزيز الوعي المجتمعي. تنمية مهارات التواصل والحوار الفعال بين أفراد الأسرة من خلال إعداد حقائب تدريبة محكمة يشرف عليها مجلس شؤون الأسرة بالتعاون مع مراكز الإرشاد الأسري في هذا المجال، وتنفذها مؤسسات المجتمع المدني بالشراكة مع القطاعات الحكومية ذات العلاقة. التركيز على قضايا الطفولة وبخاصة حماية الأطفال من أي انتهاكات قد تعرضهم للمخاطر سواء الاجتماعية أو النفسية أو الجسدية وتعزيز دور القطاعات الحكومية (مثل وزارة التعليم، وهيئة حقوق الإنسان، ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، وغيرها من القطاعات ذات العلاقة، ومؤسسات المجتمع المدني) في تطوير برامج وخدمات تضمن النمو الإيجابي للنشء. التأكيد على شراكة وزارة الإعلام مع الجهات المهتمة بالأسرة، لاستخدام القنوات الرسمية (الإذاعية، والتلفزيونية)، ووسائل التواصل الاجتماعي بهدف تعزيز القيم والتقاليد العربية السعودية. ضمين موضوعات عن الاسرة والقيم الاجتماعية، ومهارات التواصل، وقيم التعامل والتفاعل مع افراد الاسرة في مناهج التعليم.واختتمت الدكتورة السديري حديثها إن هذه التوصيات من شأنها أن تعزز مكانة الأسرة وتمكنها من القيام بأدوارها في تمتين أفرادها بما ينعكس ذلك كله بالخير والإسهام في التنمية على مستوى الوطن، وبما ينسجم مع توجهات وتطلعات قيادتنا حفظها الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.
***
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية شؤون الأسرة بالشراکة مع بین الأجیال ذات العلاقة
إقرأ أيضاً:
المنتدى الإماراتي الروسي للأعمال يختتم أعماله بعدد من الاتفاقيات لتعزيز التعاون
دبي (الاتحاد)
اختتمت في دبي أمس فعاليات فعاليات المنتدى الإماراتي الروسي الأول للأعمال، والذي عقد ضمن فعاليات الاجتماع الثاني عشر للجنة الحكومية الروسية الإماراتية المشتركة المعنية بالتعاون التجاري والاقتصادي والتقني الذي أُقيم في دبي.
ومن المقرّر أن يصبح منتدى الأعمال الإماراتي الروسي حدثاً سنوياً، على أن تُقام دورته المقبلة في موسكو عام 2026.
وفي السنوات الأخيرة، ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين بشكل كبير، ومن المتوقع أن يتجاوز 10 مليارات دولار بحلول نهاية عام 2025، كما توسعت المشاريع المشتركة لتشمل مجموعة واسعة من القطاعات، بدءاً من التصنيع والنقل والخدمات اللوجستية، وصولاً إلى الزراعة والتقنيات الرقمية والرعاية الصحية والاستثمارات.
وتولى مجلسُ الأعمال الإماراتي الروسي، بالتعاون مع مؤسسة روسكونغرس وبدعم من وزارة الصناعة والتجارة الروسية ومجموعة ماراثون للاستثمار، تنظيمَ المنتدى الذي جمع أكثر من 500 مشارك، من بينهم رؤساء كبرى الشركات وصناديق الاستثمار في روسيا والإمارات، إلى جانب ممثلي الوزارات المعنية في كلا البلدين وشركات التكنولوجيا الناشئة.
وشهد المنتدى توقيع عدة اتفاقيات من شأنها الإسهام في رسم ملامح التعاون بين رواد الأعمال الروس والإماراتيين خلال السنوات المقبلة.
ومن ضمن هذه الاتفاقيات مذكرة تعاون تم توقيعها بين مجلس الأعمال الإماراتي الروسي ومنطقة رأس الخيمة الاقتصادية، بهدف تعزيز التجارة الثنائية وتدفقات إعادة التصدير من خلال التعاون اللوجستي واستخدام منطقة رأس الخيمة الاقتصادية كنقطة انطلاق للشركات الروسية لدخول السوق الإماراتي وأسواق الدول الأخرى.
كما وقّع مجلس الأعمال الإماراتي الروسي اتفاقية شراكة مع شركة غازبروم-ميديا القابضة، بهدف تعزيز المحتوى الإعلامي والمشاريع التعليمية والمبادرات التجارية الروسية في سوق الإمارات.
وتم أيضاً توقيع مذكرة تفاهم بين مجلس الأعمال الإماراتي الروسي ومجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار لوضع إطار للتعاون المشترك في مجالات الابتكار والتنمية المستدامة، بما يشمل إطلاق مسار ابتكار مخصّص بين الإمارات وروسيا.
وكان الحدث الأبرز في المنتدى هو الجلسة العامة التي كانت بعنوان «بنية النمو طويل المدى: فرص جديدة لكلا البلدين»، والتي أدارها ألكسندر فينوكوروف، رئيس مجلس الأعمال الإماراتي الروسي.
وشملت الجلسةُ العامة مشاركةَ كلٍّ من معالي عبد الله بن طوق المري، وزير الاقتصاد والسياحة، وأنطون عليخانوف، وزير الصناعة والتجارة الروسي، ومنصور الملا، نائب الرئيس التنفيذي للصندوق الاستثماري التابع لشركة أبوظبي التنموية القابضة، ورستم مينيخانوف، رئيس جمهورية تتارستان، وسلطان أحمد بن سليّم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية، وفيتالي سيرجيشوك، عضو مجلس إدارة بنك «في تي بي»، وألكسندر زاروف، الرئيس التنفيذي لمجموعة «غازبروم-ميديا» القابضة.
وقال عبد الله بن طوق المري، إن الشراكة بين الإمارات وروسيا تقوم على الانفتاح والاحترام المتبادل، مع الالتزام المستمر بالتعاون الاقتصادي العملي والمثمر، وخلال السنوات القليلة الماضية، توسعت هذه الشراكة من حيث العمق والحجم، مؤكدةً قدرتها على الصمود حتى خلال فترات التوترات العالمية، ولا تزال حكومتا البلدين والقطاع الخاص يواصلون استكشاف فرص جديدة لتعزيز التعاون المشترك.
وأضاف: ولا ريب أن القدرات الصناعية الروسية وخبرتها العلمية، وسوقها الواسع، تُعزّز وتُكمّل مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي لرأس المال والخدمات اللوجستية وريادة الأعمال، وفي الوقت نفسه، تقدم الإمارات مزايا واضحة للشركات الروسية التي تسعى إلى التوسع في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا.
وقال معاليه، إن المشاركة الواسعة من جانب مجتمع الأعمال تعكس الأهمية المتزايدة لهذه الشراكة مشيرا إلى أن علاقات البلدين أثبتت قدرتها على الصمود وتوسعت خلال السنوات الماضية، حيث واصل الجانبان استكشاف آفاق جديدة للتعاون في مجالات التجارة والاستثمار والصناعة والابتكار.
وأوضح أن هذا الزخم الإيجابي يظهر بوضوح في الأرقام، إذ يتجاوز عدد الشركات الروسية المسجلة في الإمارات 13500 شركة، فيما تم إصدار ما يقرب من 2000 رخصة جديدة خلال العام الجاري وحده.
وخلال الجلسة الحوارية أشار معاليه إلى نمو الناتج المحلي غير النفطي ارتفع من نحو 69% من إجمالي الاقتصاد قبل نحو 5 سنوات ليصل إلى 77.8% اليوم مع التطلع للوصول إلى 80% خلال عامين.
من جانبه قال أنطون عليخانوف، وزير الصناعة والتجارة الروسي: نشارك اليوم في حوار نشط مع شركائنا في دولة الإمارات على مختلف المستويات، بهدف تحديد ودعم إقامة مشاريع جديدة تحقق المنفعة المتبادلة، وذلك في قطاعات مثل الطيران المدني وبناء السفن ومعدات النفط والغاز وصناعة الفضاء والتقنيات الرقمية، وفي إطار هذا التعاون، نركز على المشاريع ذات الرؤية طويلة المدى والتي تعتمد على التعاون الصناعي والشراكة التكنولوجية.