جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-07@04:02:36 GMT

المعايير المزدوجة للسياسة الغربية

تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT

المعايير المزدوجة للسياسة الغربية

د. صالح الفهدي

لا تخجل الأنظمة السياسية الغربُية في مجملهِا أن تتحدَّث بلسانها عن حقوق الإِنسان، إلا إنْ كانت تقصد حقوقه في الشذوذ وانحراف الفطرة الإنسانية السَّوية، وليس حقوقه في الحرية والكرامة والعيش الكريم في الحياة كإنسانٍ سويٍّ!

لا تخجلُ أن تتحدَّث عن الديمقراطية إلا إنْ كانت تقصدُ الاستبدادَ وفعل ما لا يوافق شعوبها، وليست الديمقراطية التي تعبِّرُ عنها شعوبها في المظاهرات الحاشدة التي تمتلئ بها شوارعها وساحاتها.

لا تخجلُ أن تتحدث بلسان المجتمع الدولي الذي لم يخوِّلها الحديث عنه إلا إنْ كانت تقصد نسبة 1% من دول العالم التي تساند العدوان على شعبٍ يرزحُ تحت الاِحتلال منذ 75 عاماً! وليس عن نسبة 99% من المجتمع الدولي الذي يطالب بوقف العدوان "البربري" عليه من عدوٍّ غاشم.

لا تخجل تلك الأنظمة أن تتحدَّث عن حق الدفاعِ عن النفس لمحتلِّ وطن، ولا تتحدث عن حق استرداد وطنٍ، وقمع وتهجير أهلهِ، ووضعهم في سجونٍ مغلقة ومفتوحة.

لا تخجل أنْ تتحدث عن الإرهاب وهي تدعم أسبابه ودواعيه، وتغذِّي جذوره، ولهذا استعاد الشعب الأمريكي رسالة بن لادن التي عزا فيها أسباب هجوم 11 سبتمبر لما تمارسه من دعم للكيان المحتل، ونظامه السياسي الحالي يُعيد إنتاج الأسباب نفسها.

لا تخجل الأنظمة الغربية في كيل الاتهامات بمعاداة السامية وهي تكبت الضمائر الحرية من أبناء شعبه الأحرار، وتصدر القوانين المجرِّمة لذلك، أو لمن يدعم حقوق شعبٍ يواجه إبادةً جماعية.

لا تخجل الأنظمة الغربية أن تتحدث عن مبادئ القانون الدولي وهي تنتهكه، وتلقي به في الحضيض، وتعارضُ كل قرار يوقفُ العدوانَ على شعب محاطٍ بأسوارٍ من كل جهة.

لقد انحسرتْ كلُّ الأوراق الغربية، وهذا بالطبع ليس مفاجئاً، ولكن التأييد العلني الصريح من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ومن ألمانيا وفرنسا، وهما قائدتا الاتحاد الأوروبي، ووقوفهما بكل صفاقةٍ ووقاحةٍ مع مغتصبِ وطنٍ، ومحتلِّ أرض، وقوةٍ طائشة العقل، لا ضميرَ لها هو ما قضى على آخر ما تبقى لها من شعارات؛ فلا هي تستجيبُ للضغوطات الداخلية من شعوبها وسياسيِّها أصحاب الضمائر الحرَّة، ولا هي تقفُ مع المجتمع الدولي وشعوبه التي تهتفُ بأعلى صوتها "Cease fire" أي: "أوقفوا الحرب!"، فما هو هذا الضمير المزدوج الذي تمتلكه هذه الأنظمة التي تشجبُ روسيا من جهة، وتدعمُ الكيان الصهيوني من جهةٍ أُخرى؟! وما هو هذا اللسان الذي تتحدثُ به عن حقوق الإنسان من جهة وترسل الأسلحة المدمرة والفرقاطات الحربية والغواصات وحاملات السفن للقضاء على هذا الإنسان؟ ما هو هذا الوجه المزدوج الذي توصي به العدو الغاشم لتجنُّب قتل المدنيين، ثم توصيه بالقضاء على المقاومين؟ ما هو هذا القانون الدولي الذي يصدر مذكرة للقبض على الرئيس الروسي ولا يصدر مذكرة للقبض على رئيس الكيان الصهيوني؟

وإن كان هذا السياق يستدعي في المقابل الإشادة بدور ومواقف بعض الدول الأوروبية التي كان لها موقفٌ مشرِّفٌ في الوقوف مع الشعب الفلسطيني وهي أيرلندا والنرويج وأسكتلندا؛ حيث تفرَّدت منذ البداية في تعبيرها عن حقوق الشعب الفلسطيني وتنديدها بأفعال الكيان المحتل، ولحقتهما مؤخراً إسبانيا التي هدَّدت أوروبا بأنها ستتخذ قراراً مستقبلا بالاعتراف بدولةٍ فلسطينية مستقلة إن لم يُوافقها الاتحاد الأوروبي في قرارها.

تساقطت أقنعة السياسة فكشفت عن وجوهها دون ذرة خجل، أو وخزة ضمير، فهل سيأتي من يأتي ويتحدث عن قيم العدالة وحقوق الإنسان والحرية التي يتبناها الغرب وهو يعاني من الانفصام في سياسته، والازدواج في معاييره؟! هل للغرب لسانٌ يتحدثُ به عن الديمقراطية وحق الشعوب في تقرير مصيرها بعد أن أسهم في الإبادة الجماعية، فأكَّد بذلك أن عقلية المستعمر ل اتزال مستقرَّةً فيه، وإن ادَّعى التحضُّر والتقدم؟

أما "الخير الذي يخرجُ من بطنِ الشرِّ"، فإنَّ الأحداث الجارية اليوم على الساحة الدولية هي بمثابة بداية لعالم جديد بمفاهيم جديدة، لابد أن يشهد مخاضها قسوةً وشدَّة وفوضوية ستخرجُ منها الدول المظلومة منتصرة، وحرة، ومستقلة القرار.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: ما هو هذا

إقرأ أيضاً:

عملية تبادل أسرى وروسيا تتحدث عن تعذر الدبلوماسية مع أوكرانيا

أعلن الكرملين، الجمعة، أنه من غير الممكن حاليا تحقيق أهدافه في هجومه المستمر على أوكرانيا، عبر “الوسائل الدبلوماسية”.

الدبلوماسية تتعذر


وصرح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين “نحن مهتمون بتحقيق أهداف خلال العملية العسكرية الخاصة، ومن الأفضل القيام بذلك بالوسائل السياسية والدبلوماسية”.

أخبار قد تهمك لافروف : منصة الرياض مهمة لتطبيع العلاقات بين روسيا وأمريكا 4 يوليو 2025 - 1:40 مساءً روسيا تطلق مركبة شحن لدعم رواد الفضاء في المحطة الدولية 4 يوليو 2025 - 11:12 صباحًا

كما أضاف: “لكن طالما يبدو ذلك متعذرا، سنواصل العملية الخاصة”.

جاء هذا بينما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن روسيا استعادت دفعة جديدة من العسكريين الأسرى بموجب الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في إسطنبول في 2 يونيو، ونُقلت لكييف، بالمقابل، مجموعة من أسرى الحرب من القوات الأوكرانية.

وجاء في بيان وزارة الدفاع الروسية: “وفقًا للاتفاقات الروسية الأوكرانية التي تم التوصل إليها في إسطنبول في 2 يونيو، استعيدت في 4 يوليو دفعة أخرى من العسكريين الروس من الأراضي التي يسيطر عليها نظام كييف، وفي المقابل، سُلمت مجموعة من أسرى الحرب إلى القوات المسلحة الأوكرانية”.

وأوضحت الوزارة أن العسكريين الروس موجودون في بيلاروسيا، ويتلقون الرعاية الطبية، وبعد ذلك سيتم نقلهم إلى روسيا لتلقي العلاج وإعادة التأهيل.

يأتي هذا فيما أكد الرئسي الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن روسيا شنت على بلاده إحدى أكبر الهجمات منذ بدء الحرب، في حين أعلن الناطق باسم سلاح الجو الأوكراني، اليوم الجمعة، أن الضربات التي شنتها روسيا على أوكرانيا خلال الليلة الماضية هي الأوسع منذ بدء الحرب في 2022.

وقال يوري إيغنيات للتلفزيون الأوكراني “هاجم العدو بعدد كبير جدا من المسيّرات، وهو العدد الأكبر الذي يستخدمه العدو في هجوم واحد”.

550 مسيّرة وصاروخاً


وكانت أوكرانيا أعلنت أن روسيا أطلقت 550 مسيّرة وصاروخا باتجاه أراضيها خلال الليلة الماضية، فيما كثفت موسكو هجماتها الجوية وبلغت محادثات السلام بقيادة الولايات المتحدة طريقا مسدودا.

وقال سلاح الجو الأوكراني في بيان، إن موسكو أطلقت 539 مسيرة و11 صاروخا خلال الهجوم الليلي، لافتاً إلى أن وحدات الدفاع الجوي أسقطت 268 مسيرة وصاروخين.

مقالات مشابهة

  • في انتظار الدور!
  • هيئة سودانية تتحدث عن دفن 3800 جثة في الخرطوم منذ بداية الحرب
  • ثقافة الشرقية تبدأ أولى فعاليات برنامج مصر تتحدث عن نفسها بالتراث الشرقاوى
  • غدًا.. الفنانة دنيا ماهر في ضيافة عمرو الليثي بواحد من الناس
  • أقل من أسبوع.. متى تنتهي امتحانات الثانوية العامة 2025 لكافة الأنظمة
  • إطلاق أول مهمة في العالم لالتحام الأقمار الصناعية باستخدام نظام GPS فقط
  • يديعوت تتحدث بشأن رد إسرائيل على تعديلات حماس على المقترح الجديد
  • عملية تبادل أسرى وروسيا تتحدث عن تعذر الدبلوماسية مع أوكرانيا
  • 27 شهيدا في غزة والأونروا تتحدث عن إغماءات جوع في الشوارع
  • رضوى هاشم: مبادرة «مصر تتحدث عن نفسها» نقلة نوعية في الفعاليات الثقافية