جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-20@04:58:51 GMT

المعايير المزدوجة للسياسة الغربية

تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT

المعايير المزدوجة للسياسة الغربية

د. صالح الفهدي

لا تخجل الأنظمة السياسية الغربُية في مجملهِا أن تتحدَّث بلسانها عن حقوق الإِنسان، إلا إنْ كانت تقصد حقوقه في الشذوذ وانحراف الفطرة الإنسانية السَّوية، وليس حقوقه في الحرية والكرامة والعيش الكريم في الحياة كإنسانٍ سويٍّ!

لا تخجلُ أن تتحدَّث عن الديمقراطية إلا إنْ كانت تقصدُ الاستبدادَ وفعل ما لا يوافق شعوبها، وليست الديمقراطية التي تعبِّرُ عنها شعوبها في المظاهرات الحاشدة التي تمتلئ بها شوارعها وساحاتها.

لا تخجلُ أن تتحدث بلسان المجتمع الدولي الذي لم يخوِّلها الحديث عنه إلا إنْ كانت تقصد نسبة 1% من دول العالم التي تساند العدوان على شعبٍ يرزحُ تحت الاِحتلال منذ 75 عاماً! وليس عن نسبة 99% من المجتمع الدولي الذي يطالب بوقف العدوان "البربري" عليه من عدوٍّ غاشم.

لا تخجل تلك الأنظمة أن تتحدَّث عن حق الدفاعِ عن النفس لمحتلِّ وطن، ولا تتحدث عن حق استرداد وطنٍ، وقمع وتهجير أهلهِ، ووضعهم في سجونٍ مغلقة ومفتوحة.

لا تخجل أنْ تتحدث عن الإرهاب وهي تدعم أسبابه ودواعيه، وتغذِّي جذوره، ولهذا استعاد الشعب الأمريكي رسالة بن لادن التي عزا فيها أسباب هجوم 11 سبتمبر لما تمارسه من دعم للكيان المحتل، ونظامه السياسي الحالي يُعيد إنتاج الأسباب نفسها.

لا تخجل الأنظمة الغربية في كيل الاتهامات بمعاداة السامية وهي تكبت الضمائر الحرية من أبناء شعبه الأحرار، وتصدر القوانين المجرِّمة لذلك، أو لمن يدعم حقوق شعبٍ يواجه إبادةً جماعية.

لا تخجل الأنظمة الغربية أن تتحدث عن مبادئ القانون الدولي وهي تنتهكه، وتلقي به في الحضيض، وتعارضُ كل قرار يوقفُ العدوانَ على شعب محاطٍ بأسوارٍ من كل جهة.

لقد انحسرتْ كلُّ الأوراق الغربية، وهذا بالطبع ليس مفاجئاً، ولكن التأييد العلني الصريح من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ومن ألمانيا وفرنسا، وهما قائدتا الاتحاد الأوروبي، ووقوفهما بكل صفاقةٍ ووقاحةٍ مع مغتصبِ وطنٍ، ومحتلِّ أرض، وقوةٍ طائشة العقل، لا ضميرَ لها هو ما قضى على آخر ما تبقى لها من شعارات؛ فلا هي تستجيبُ للضغوطات الداخلية من شعوبها وسياسيِّها أصحاب الضمائر الحرَّة، ولا هي تقفُ مع المجتمع الدولي وشعوبه التي تهتفُ بأعلى صوتها "Cease fire" أي: "أوقفوا الحرب!"، فما هو هذا الضمير المزدوج الذي تمتلكه هذه الأنظمة التي تشجبُ روسيا من جهة، وتدعمُ الكيان الصهيوني من جهةٍ أُخرى؟! وما هو هذا اللسان الذي تتحدثُ به عن حقوق الإنسان من جهة وترسل الأسلحة المدمرة والفرقاطات الحربية والغواصات وحاملات السفن للقضاء على هذا الإنسان؟ ما هو هذا الوجه المزدوج الذي توصي به العدو الغاشم لتجنُّب قتل المدنيين، ثم توصيه بالقضاء على المقاومين؟ ما هو هذا القانون الدولي الذي يصدر مذكرة للقبض على الرئيس الروسي ولا يصدر مذكرة للقبض على رئيس الكيان الصهيوني؟

وإن كان هذا السياق يستدعي في المقابل الإشادة بدور ومواقف بعض الدول الأوروبية التي كان لها موقفٌ مشرِّفٌ في الوقوف مع الشعب الفلسطيني وهي أيرلندا والنرويج وأسكتلندا؛ حيث تفرَّدت منذ البداية في تعبيرها عن حقوق الشعب الفلسطيني وتنديدها بأفعال الكيان المحتل، ولحقتهما مؤخراً إسبانيا التي هدَّدت أوروبا بأنها ستتخذ قراراً مستقبلا بالاعتراف بدولةٍ فلسطينية مستقلة إن لم يُوافقها الاتحاد الأوروبي في قرارها.

تساقطت أقنعة السياسة فكشفت عن وجوهها دون ذرة خجل، أو وخزة ضمير، فهل سيأتي من يأتي ويتحدث عن قيم العدالة وحقوق الإنسان والحرية التي يتبناها الغرب وهو يعاني من الانفصام في سياسته، والازدواج في معاييره؟! هل للغرب لسانٌ يتحدثُ به عن الديمقراطية وحق الشعوب في تقرير مصيرها بعد أن أسهم في الإبادة الجماعية، فأكَّد بذلك أن عقلية المستعمر ل اتزال مستقرَّةً فيه، وإن ادَّعى التحضُّر والتقدم؟

أما "الخير الذي يخرجُ من بطنِ الشرِّ"، فإنَّ الأحداث الجارية اليوم على الساحة الدولية هي بمثابة بداية لعالم جديد بمفاهيم جديدة، لابد أن يشهد مخاضها قسوةً وشدَّة وفوضوية ستخرجُ منها الدول المظلومة منتصرة، وحرة، ومستقلة القرار.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: ما هو هذا

إقرأ أيضاً:

مش هطلق.. رانيا فريد شوقي تتحدث عن قصة حب والدها وهدى سلطان

كشفت الفنانة رانيا فريد شوقي عن تفاصيل خاصة من حياة والدها الراحل فريد شوقي وزوجته السابقة الفنانة هدى سلطان، مشيرة إلى أن زواجهما كان عن حب، وأنه كانا يغيران على بعضهما بطريقة شديدة، وذلك رغم أنها كانت اكثر شهرة منه في بدايات العلاقة .

وقالت رانيا في فيديو نشرته عبر حسابها على «فيسبوك» من لقاء تليفزيوني سابق قائلة : “ علاقة بابا وطنط هدى انهم اتجوزوا عن حب، وكانوا بيغيروا على بعض، وساعتها كانت مشهورة أكثر منه بابا قعد 8 شهور رافض يطلقها، وكانت هي بتكتب في الجرايد عايزة الطلاق، وهو يرد ويقول ”مش هطلق، أنا حبيتها وكان وشها حلو عليا".

وأضافت رانيا أن مسألة الطلاق تم في النهاية دون أزمات أو مشكلات بين الطرفين، واستمرت العلاقة الطيبة بين العائلتين.

وختمت: "طنط هدى قعدت مع بابا وماما بعد وفاة جوز أختي، وماما كانت ذكية وتفهمت أن بنتها محتاجة دعم ومفتعلتش أزمات.. إحنا اتربينا على كده، وعلاقتها بماما كانت لطيفة وبيتقابلوا".

وكانت قد هنأت الفنانة رانيا فريد شوقي، الفنان عادل إمام بمناسبة عيد ميلاده الـ ٨٥.

وشاركت صورة له على صفحتها الشخصية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك وعلقت عليها قائلة: "كل سنة وأنت الزعيم عادل إمام، في يوم ميلادك, نحتفل ليس فقط بفنان عظيم، بل بأسطورة حفرت اسمها في قلوب الملايين.

ضحّكتنا، أثّرت فينا، وكنت دايمًا مرآة لواقعنا بذكاءك وموهبتك الفريدة، نتمنى لك الصحة وطول العمر، وأن تظل دائمًا رمزًا للفن الراقي والضحكة الصادقة، عيد ميلاد سعيد للزعيم عادل امام احد أعمدة الفن العربي".

كل سنة وأنت الزعيم ..رانيا فريد شوقي تهنئ عادل إمام بعيد ميلادهرانيا فريد شوقي تشارك صورة من حفل زفاف نجل الفنان أشرف طلبةبرفقة كلبها .. رانيا فريد شوقي توجه رسالة مؤثرة له طباعة شارك الفنانة رانيا فريد تفاصيل فريد شوقي هدى سلطان الطلاق فيسبوك زواجهما

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء الإسباني يتهم "يوروفيجن" بـ "ازدواجية المعايير"
  • هجرة الأدمغة الطبية تُقلق تونس.. دعوة من جنيف لتعاون دولي يُنقذ الأنظمة الصحية
  • "لا للمعايير المزدوجة".. رئيس وزراء إسبانيا ينتقد مشاركة إسرائيل في مسابقة يوروفيجن
  • إطلاق منصة ذكاء اصطناعي لإدارة وتحسين أداء الأنظمة الحضرية المعقدة
  • ثورة تكنولوجية.. ابتكار جهاز عصبي يحاكي عمل الدماغ البشري
  • وزير الأوقاف لـ سانا: حجاجنا يغادرون بكرامة وأمان وحرصنا على أن تكون خدماتنا بأعلى المعايير
  • غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء
  • مش هطلق.. رانيا فريد شوقي تتحدث عن قصة حب والدها وهدى سلطان
  • "ساعات حاسمة".. إسرائيل تتحدث عن استئناف مفاوضات "جدية" بشأن غزة
  • الجزائر تتحدث عن اكتشاف نفق سري لتهريب المخدرات من المغرب (شاهد)