مستشار مفوضية اللاجئين لشؤون المناخ لـ«الاتحاد»: يوم «الإغاثة والتعافي والسلام» إعلاء لصوت النازحين قسراً
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
وائل بدران (دبي)
أكد أندرو هاربر، مستشار المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لشؤون المناخ، أهمية تخصيص يوم للإغاثة والتعافي والسلام في COP28، لافتاً إلى أنه يشكل إعلاء لصوت اللاجئين والنازحين قسراً.
وقال أندرو هاربر في حوار خاص مع «الاتحاد»: «هناك إشارات كافية وعلامات تحذير تلزمنا بالوصول إلى نتائج ملموسة من خلال COP28، من أجل تفادي نزوح مزيد من البشر، لاسيما أن اللاجئين والنازحين يواجهون تأثيرات كارثية لتغير المناخ يومياً»، مضيفاً: «إن هناك ما يتراوح بين 30 ألفاً و40 ألفاً من النازحين الجدد يومياً في أنحاء العالم».
وتابع: «العالم يعرف ما هي المشكلات، وما هي الحلول، ونستطيع رؤية الأمثلة الجيدة جيداً التي تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة، لكن على العالم القيام بما يكفي لتحقيق الفرق»، مشيراً إلى أن المشاركين في COP28 يمكنهم أن يحدثوا فارقاً، عبر الوفاء بالتزاماتهم.
وحذّر من أنه مع استمرار الحروب والنزاعات سيكون هناك مزيد من النزوح والفقر في العالم، لذا لا بد من أن نرى حلولاً وأن نمولها الآن.
وأشاد هاربر باهتمام رئاسة COP28 بالنازحين واللاجئين، مشيراً إلى زيارة السفير ماجد السويدي، لمخيم اللاجئين في كينيا في داداب قبل انعقاد مؤتمر COP28، وقال «أعتقد أن الاهتمام الحقيقي لرئاسة COP برفاهية الناس قد تم تجسيده بأن يكون اليوم الثالث، 3 ديسمبر، مخصصاً لـ(للإغاثة والتعافي والسلام)».
وتابع «إن هذا أمر مهم للغاية أن نضع الناس في مركز الاهتمام، لأنه في العديد من المحادثات التي نتحدث فيها عن التغير المناخي تكون المحاور مجردة، فهي عن درجات الحرارة وعن الشعاب المرجانية، والمناطق الجليدية، ولكن في معظمها ليست عن الناس».
وقال: «نحتاج إلى إجراءات عملية، وما أعتقده أيضاً أن منطقة الشرق الأوسط شهدت أيضاً العديد من التحديات، ليس فقط بسبب أزمة المناخ، ولكن أيضاً بسبب الصراعات، إذاً، نحن نعلم ماذا يعني هذا في هذه المنطقة، ولضمان الأمن والسلام، يجب أن نقدر السلام أكثر من أي وقت مضى، والاستثمار في مستقبل مقاوم للمناخ هو جزء من هذه العملية السلمية».
وأشار إلى أن تغير المناخ يسبب زيادة الفقر، وزيادة الهشاشة، وزيادة النزاع والعنف والنزوح، مثلما نرى في دول مثل الصومال أو موزمبيق، أو في منطقة الساحل، أو حتى في أجزاء من العراق أو أفغانستان، مهما كان المكان.
ونوّه هاربر في حواره مع «الاتحاد» إلى أنه حيثما يكون هناك نزاع، يكون هناك عادةً ضغوط متزايدة على المجتمعات وأساليب عيشهم التي تكون مهددة بسبب تحديات الوصول إلى الأراضي الزراعية وصعوبة التنبؤ بالأمطار، ما يجعل الناس يتساءلون: «كيف سيعيلون عائلاتهم في المستقبل».
وذكر أنه في الصومال، وشرق القرن الأفريقي، وكينيا، شهدنا فشلاً في مواسم الزراعة الخمسة الأخيرة أو أكثر.
وقال هاربر: «نتعاون في مفوضية اللاجئين مع الدول، لاسيما دولة الإمارات، من أجل توفير الحماية للأشخاص الذين تم نزوحهم بسبب النزاعات، ولكن هذا ليس كافياً، ولدينا أنشطة في مناطق رئيسية بالمنطقة، سواء في العراق أو في أفغانستان أو في شرق القرن الأفريقي.
ونعمل مع الحكومات لتوفير مزيد من الأمن البشري والكرامة للنازحين»، مؤكداً ضرورة توفير مناطق إيواء أكثر صلابة لتحمل العواصف، كما يجب علينا حماية البيئة، وهناك مشاريع بيئية تعمل المفوضية على تنفيذها مع المجتمعات والحكومات لإعادة غابات تم قطعها بسبب نقص الحطب.
وأشار إلى ضرورة استبدال اعتماد اللاجئين على الحطب بشيء آمن ورخيص نسبياً أيضاً، فالمشكلة هي أن أي شيء يتعلق بالطهي النظيف يكلف كثيراً، كما لا يمكننا أن نتحمل أن ننفق 100 دولار على كل موقد، لمليون عائلة لاجئة.
وأضاف هاربر: «علينا أن نجد وسائل للعمل مع القطاع الخاص، والعمل مع قطاع الصناعة لإيجاد حلول حقيقية لطهي نظيف وميسور التكلفة».
وتابع: «نعمل مع الحكومات لحماية الأشخاص، ونسعى لحماية البيئة، وذلك عبر معالجة الأسباب الرئيسية لاندلاع النزاعات، وهذا هو السبب في أهمية التركيز على السلام بدلاً من الأمن».
الوقود الأحفوري
نوّه أندرو هاربر إلى أن مفوضية اللاجئين لديها 20 ألف موظف، و550 مكتباً و6000 مركبة، و6000 مولد، ومن ثم تحاول تحويل جميع تلك المكاتب التي تعتمد على الوقود الأحفوري إلى طاقة صديقة للبيئة، مضيفاً: «نسعى لجعل جهودنا أكثر مصداقية».
وقال: «هذا أمر يمكن تساعدنا فيه الإمارات، لأن وكالة الطاقة المتجددة (آيرينا) مقرها هنا، ومركز العالم للطاقة المتجددة هو هنا، لذا يمكننا العمل بطريقة يمكن أن تسرع من انتقال الاعتماد على الوقود الأحفوري إلى نظام عالمي جديد».
واختتم حواره بالإشارة إلى أنه لا بد من: حماية البيئة، حماية الأشخاص، وتطبيق ما نتحدث عنه. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: المناخ مفوضية شؤون اللاجئين كوب 28 الاستدامة مؤتمر الأطراف مؤتمر المناخ إلى أن
إقرأ أيضاً:
أطفال باراجواي يعيشون حلم كأس العالم في «متحف الفيفا»
أسونسيون (رويترز)
يحلم العديد من الأطفال في باراجواي برؤية منتخب بلادهم يلعب في كأس العالم لكرة القدم، والآن بعد زيارة متحف الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» في أسونسيون، أصبح الحلم أكثر واقعية، إذ يتطلعون إلى مشاهدة عودة بلادهم إلى أبرز بطولة للعبة.
وشاركت باراجواي في سبع نسخ من كأس العالم، بما في ذلك النسخة الأولى في عام 1930، لكن ظهورها الأخير كان في 2010 عندما وصلت إلى دور الثمانية.
وفي عام 2030، ستعود باراجواي للبطولة، وستلعب في أسونسيون ضمن النسخة التي تقام في إسبانيا والبرتغال والمغرب، لكنها ستشهد أيضاً إقامة مباريات في باراجواي وأوروجواي والأرجنتين احتفالاً بمرور 100 عام على النسخة الأولى التي استضافتها أوروجواي وفازت بها.
ويعقد «الفيفا» الاجتماع 75 لجمعيته العمومية الخميس بالقرب من عاصمة باراجواي، حيث يقع مقر اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم «كونميبول»، وقد أرسل كنوزه - من كؤوس وميداليات وقمصان وأحذية رياضية - للعرض في أميركا الجنوبية.
وقال طفل يدعى فرانكو كاباييرو عمره تسع سنوات لـ«رويترز»، بينما كان يتجول بحماس في المعرض بعد دقائق من افتتاحه «أشعر وكأنني في الملعب ألمس الكأس وألعب، أشعر وكأن باراجواي فازت بها».
ولم تعد باراجواي، التي شاركت في أربع نسخ متتالية من كأس العالم بين عامي 1998 و2010، إلى البطولة منذ نسخة جنوب أفريقيا حينما خسرت في دور الثمانية أمام إسبانيا التي فازت بالكأس حينذاك.
وفي التصفيات الحالية لأميركا الجنوبية، تحتل باراجواي المركز الخامس، وهو ضمن المراكز المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
وقال ماتيو توريس البالغ من العمر 12 عاماً، بعد جولة في المعرض «بصراحة، أنا متحمس للغاية؛ لأننا اعتدنا أن نشاهد نهائيات كأس العالم وكوبا أميركا على شاشات التلفزيون، ونرى اللاعبين يرفعون الكأس، والآن أشاهد هذا بنفسي».
وفي المتحف، الذي يحتفل فيه «الفيفا» بالذكرى السنوية 120 لتأسيسه، يمكن للزوار رؤية الجوائز الخاصة بكأس العالم للأندية بنظامها الجديد وكأس العالم للسيدات وكوبا أميركا وكأس إنتركونتيننتال، ونسخة طبق الأصل من كأس جول ريميه.
ومن بين المعروضات أيضا قمصان المنتخبات الفائزة بكأس العالم ومقتنيات لفائزين في مختلف بطولات الأندية، وقمصان المنتخبات الوطنية للاتحادات 211 الأعضاء في الفيفا.
وقال أليخاندرو دومينجيز رئيس الكونميبول «إننا نشهد حدثاً تاريخياً لأن متحف «الفيفا» يغادر زيوريخ ليكون أقرب إلى الناس، بالنسبة لأولئك الذين لا تتاح لهم الفرصة للسفر إلى هناك لرؤية هذه الأشياء الجميلة».
وأضاف «أغلبنا شاهد هذه الأشياء على التلفزيون فقط، باستثناء قلة من الأشخاص المتميزين الذين صنعوا التاريخ، وها نحن نشاهد التاريخ، تاريخ له حضور قوي في هذه القارة، التي شهدت أول بطل للعالم، وكذلك بطل العالم الحالي»، وحضر حفل افتتاح المعرض أبطال العالم مع البرازيل والأرجنتين وفرنسا، دونجا ونيري بومبيدو وديفيد تريزيجيه.