جريدة الرؤية العمانية:
2025-10-16@11:34:36 GMT

ربَّة الحسن

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

ربَّة الحسن

د. سعيد بن سليمان العيسائي


أيا ربَّة الحسن والكبرياء الجميل
وسيدة العنفوان
تناءي بوجهك عن كل شيء وعن كل درب
ولا تسمعي للذي قد جرى
وما سوف يجري
ولا ترضخي للذي صار يومًا
وما سيصير
*    *    *    *
أيا ربَّة الحسن والكبرياء الجميل
تناءي بوجهك عن كل موت

تلوث بالعار حتى الثمالة
وقولي لكل بنات القبيلة تبًا:
وتبًا لمن جاء بعد الغياب .

...!

ولا تسمعي للذي قيل مرة
وما قد يقال
وما لن يقال
فكل الذي تسمعين هراء
وكل الذي تبصرين خواء وريب
وزيف
ومحض افتراء
وأكذوبة قد بناها الكبار
كطعم ليأكله البائسون الصغار
*    *    *    *
أياربة الحسن والكبرياء الجميل
وسيدة العنفوان
أليس صحيحًا بأن الذي
كان بالأمس ملكًا لنا
سيرجع يومًا سيرجع حتمًا
سيرجع بالسلم بالمال بالأمن
بالكرمات
*    *    *    *
أفتش عنك أمام الرياح
أمام العواصف
وسط الرعود
أفتسش عنك لعلي أرى
في عيون الرجاء بريقًا
يلوح ويحملني في
مراكب هذا الزمان
أفتش في كل شيء وفي
كل ركن لعلي أشم دليلاً
بسيطًا يوضح لي طلسمات
الطريق الطويل
*    *    *    *
أندفن أعناقنا في التراب
أندفن أنفسنا في الرمال
كمثل النعام كمثل السراب
*    *    *    *
أنمضغ أمسًا لعبنا به
ونجتر ماضينا في الرهان
وهل من دليل على أي شيء
وهل من دليل؟
أيا ربَّة الحسن والكبرياء الجميل..؟؟

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

من هو جيل عمرو الذي يهدد جيل زيد في المغرب؟

بعيدا عن لغة التصنيفات العلمية والأرقام وحتى الرموز الموثقة لكل جيل على حدا؛ دعونا نتبنى مقاربة مغايرة كليا تبدو عبثية في ظاهرها لكنها في العمق تختصر واقعا مريرا أفرزته الصرخة الآنية لجيل "زد" في المغرب. فحين انبرى الجميع للبحث عن الهوة العميقة بين الأجيال والعجز التام في فهم المتغيرات الحاصلة، حاول السواد الأعظم، لا سيما من فئة المثقفين و"النخبة" التي لا تقر ولا تعترف بالهزيمة وما زالت تصر على العيش في مستنقع الأوهام وتأبى الخروج من القوقعة ومغادرة برجها العاجي الذي بات مهترئا ومتآكلا؛ الركوب على الموجة والسعي للظهور في نقاشات "مجدية" لا سيما على تطبيق "الديسكورد"، مالئ الدنيا وشاغل الناس هذه الأيام، لدرجة أن المخبرين (رغم حاجتهم الماسة لدورات محاربة الأمية الالكترونية) أيضا يكابدون الأمرّين من أجل نيل "شرف" اختراق مجموعات الشباب وتقفي آثارهم وأخبارهم، من خلال محاولة الانخراط بينهم وفك شفرة هذه الآلية المبهمة لدى الأجيال الأخرى.

إذن الكل في هرولة محمومة نحو سبر أغوار هذا الجيل وكأنهم يكتشفون للوهلة الاولى أن أبناءه كانوا يعيشون بيننا دون حسيب ولا رقيب، لكنني اليوم لن أتعمق في هذا الجدال الذي خضته في مقال سابق نشر قبل أيام قليلة فقط، وأنوي استكمال هذا الملف استنادا لمعطى مهم غائب أو مغيب لدى الكثير من المتابعين للشأن المغربي والشبابي خصوصا وهم من فرضوا حضورهم وأجبروا الكل على الانصياع والاعتراف بهم كقوة فاعلة لها نفوذها الخاص؛ غير أن السؤال الذي يفرض نفسه بناء على تحركات جيل "زد" أو "زيد" التي عاينّاها قبل أيام ويحمل في طياته بعدا مفصليا ومحوريا في ما ستؤول إليه الأمور في المستقبل القريب حتى: فما هو الخطر المحدق بتحركات هذا الجيل؟ ولماذا الطامة الكبرى تكمن في أنه خطر داخلي ينمو في أحشائه من الأساس؟

جيل عمرو:

انطلاقا من الفئة التي تكتب "جيل زيد" فقد ارتأينا تسمية القوة البشرية المهددة لهبّة الجيل بأسره باسم مرادف في اللغة وهو "جيل عمرو"؛ فما الفرق بين الاثنين يا ترى؟

هما وللمفارقة المريرة ينتميان لنفس المرحلة العمرية ويتقاسمان نفس النشأة وحتى بعض الأحلام؛ لكن هناك من ارتطم بطريق وعر حتّم عليه سلك مسار منحرف، بينما الأول (أي جيل زيد) عبدت له الطرق أن يمضي في مسار شخصي ودراسي مرسوم بعناية فائقة ومحاط بظروف سليمة ورعاية في أعلى مستوى؛ توفر له كل مقومات الحياة الكريمة بل ومستقبلا مضبوطا ومهيّأ بالورقة والقلم دون منغصات، أما الثاني فيتقاسم معه نفس الهواء، غير أنه محاط بظروف اقتصادية واجتماعية معقدة؛ من مدرسة عمومية متهالكة إلى وسط موبوء بشتى أنواع الانحراف، ويملك قدرة هائلة على الجذب والاستقطاب، ويهوى ترديد شعارات "الحكرة" والإقصاء والتهميش، ويجد في مدرجات ملاعب كرة القدم على سبيل المثال المتنفس للصراخ وتبنّي مصطلحات تنضح حقدا وغضبا، وأقصى أحلامه تتلخص في قارب للهجرة السرية بحثا عن النعيم المفقود كما يتوهم.

هل هي نفس الصرخة؟

دعونا نقرب المعطيات أكثر، ونعود بالشريط لتاريخ 27 و28 من الشهر الماضي، حين باغت جيل "زد" الجميع وخرج للشوارع في المغرب، مطالبا بإصلاح قطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم، وقوبلت الهبة الشبابية برد أمني صارم أجج الغضب ومنح الفرصة للطرف الثاني الذي تحدثنا عنه؛ والذي لم يتوان عم "استغلال" الظرفية للكشف عما يعتمل في فؤاده من كبت وحقد تجاه مؤسسات الدولة. ومن هذا المنطلق رأينا مشاهد مؤسفة من عنف واستهداف للبنى التحتية ولرجال الأمن، وتحولت بعض المدن والضواحي المغربية لميادين قتال مشينة، ولا غرابة في رصد أنها جل المناطق التي تعاني من الانحراف والبطالة وتفشي الجريمة؛ فما الفرق بين الاثنين؟ وهل ينتمون لنفس البلد؟

هنا مربط الفرس والحقيقة المرة التي علينا مواجهتها بين جيل حظي بمستوى دراسي جيد ويتقن اللغات الأجنبية أكثر من لغة الضاد ومنفتح على العالم بشكل واضح؛ وآخر ضحية ظروف اجتماعية واقتصادية وحتى تربوية، والاثنين في سن متقاربة ولكن طريقتهما في التعبير مغايرة كليا؛ فالأول يعتمد الحوار ويعتبر الخروج للشارع حقا دستوريا أصيلا، لذلك تعامل باستغراب مع التدخلات الأمنية العنيفة، والثاني يرى في العنف والتخريب وسيلته الأمثل لإيصال سخطه على الدولة والمسؤولين؛ فهل يهدد الثاني المطالب الاجتماعية المشروعة والخطاب السياسي الناضج للأول؟

الجواب واضح في ما رأيناه في الأسبوع الماضي؛ ولهذا تفطن هؤلاء الشباب للموضوع وسارعوا لإيقاف وقفاتهم الاحتجاجية مؤقتا، والمؤكد أنهم مطالبون بدراسة جدية لكل خطواتهم كي لا يتم توظيفها تحت سياقات أخرى ستخدش الصورة الإيجابية التي أفرزوها، وأيضا المناخ الجديد الذي خلقوه بعد الفشل الذريع للأحزاب السياسية المتورطة في الفساد والريع والبحث عن الغنائم والأكل في كل الموائد.

ختاما، من المؤسف حقا أننا وصلنا لهذا "الفرز" المشين بين أبناء الجيل والبلد الواحد، لكنها في المحصلة نتيجة إهمال التعليم بالدرجة الأولى، وعلى الجميع تحمل مسؤولياته..

مقالات مشابهة

  • من هو جيل عمرو الذي يهدد جيل زيد في المغرب؟
  • مندوباً عن الأمير الحسن .. وزير الأوقاف يفتتح مسجد الفتح “لواء 40”
  • المجلس التنفيذي للرابطة المارونية استقبل نديم الجميل
  • السعودية تعتقل الزعيم السلفي اليمني أبو الحسن السليماني
  • الأمير الحسن يطلق الدورة الـ11 لمدرسة البترا في الفيزياء
  • رسائل غزل ومداعبة من رؤساء العالم لـ"جورجيا ميلوني" الوجه الحسن بقمة شرم الشيخ (شاهد)
  • الأمير الحسن يستعرض رؤية الإنسان العميقة
  • رسامني جال في قرى المتن الأعلى: علينا الاهتمام أكثر بالمناطق المدمرة
  • «رد الجميل».. جاك ويلشير يدرب فريق طفولته
  • صورة نادية الجندي وفاروق الفيشاوي تشعل السوشيال ميديا وتعيد ذكريات الزمن الجميل