إعداد: راشد النعيمي

أطلقت كثير من الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في الدولة، مبادرات لحشد جهود الشباب بما يدعم أهداف الرئاسة الإماراتية لمؤتمر «COP 28»، وتزويدهم بالوعي في القضايا البيئية المعاصرة، ومشاركة الحلول العملية لها، وتمكين الطلبة من الابتكار والتفكير النقدي وتزويدهم بمهارات تدعم التنمية المستدامة.

وتولي الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في الدولة اهتماماً كبيراً بتعزيز الوعي الطلابي بقضايا المناخ، وتحفيز أجيال المستقبل على طرح أفكارهم ومبادراتهم المبتكرة في البيئة والاستدامة، مع استضافة دولة الإمارات مؤتمر «COP 28» في «إكسبو دبي».

أعلنت جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، أنها ستطلق 30 مبادرة تتعلق بالاستدامة، كالمنتدى العالمي للطيران المستدام والمؤتمر العالمي عن الانتقال في قطاع الطاقة، ومعرض لمشاريع الجامعة المعنية بالاستدامة، والمؤتمر الدولي عن الاستدامة، والمعرض النموذجي لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ.

وتخطط الجامعة أيضاً لتنظيم معرض للتغيرات المناخية، وهاكاثون لتطوير مشاريع برمجية للحدّ من هدر الطعام، ووقف استخدام الزجاجات البلاستيكية داخل الحرم الجامعي، وحملة لتوزيع نباتات للتشجيع على تبنّي ممارسات تسهم في استدامة البيئة، ومبادرة تحويل النفايات إلى ملابس، لتشمل الاستدامة كل مناحي الحياة الجامعية، سواء الأبحاث، أو الحرم الجامعي، أو الإعلام، أو الاتصالات أو الأنشطة الأكاديمية والطلابية.

منصة متكاملة

استعدت الجامعة الأمريكية في الشارقة، لمؤتمر «كوب 28» بعد ترشيحها لتكون عضواً في مجموعة عمل الجامعات في الدورة الثامنة والعشرين للمؤتمر، ويشارك ممثلو فريق عمل الجامعة في الجلسات التي تتناول حلول مشكلات تغير المناخ، بحضور نخبة من القادة والخبراء المرموقين في العالم لمناقشة أفضل آليات التعامل مع ظاهرة تغير المناخ.

وتستعد الجامعة للإسهام بخبراتها، كونها واحدة من أكثر الجامعات استدامةً في المنطقة، حيث صنّفت واحدة من أفضل خمس مؤسسات في العالم لمشاركتها المجتمعية في الاستدامة، وفقاً لمؤشر الحرم الجامعي المستدام لعام 2022، فضلاً عن أنها أصبحت أول جامعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحصل على تصنيف الفئة الذهبية في نظام تتبع الاستدامة والتقييم والتصنيف. كما أنها أول جامعة في دولة الإمارات، تحظر استخدام البلاستيك الأحادي الاستخدام. كما طورت في عام 2021 أول خطة عمل مناخية شاملة تهدف للحد من الانبعاثات الكربونية.

ويوفر مؤتمر «كوب 28» منصة فريدة للجامعة، لعرض إنجازاتها المستدامة وإنجازات أعضاء هيئتها التدريسية البحثية المتعلقة بالمناخ.

شبكة المناخ

واستقبلت شبكة المناخ الجامعية التي ترأسها «جامعة نيويورك أبوظبي» 13 مؤسسة إضافية من مؤسسات التعليم العالي في دولة الإمارات، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للمؤسسات المشاركة إلى 24.

وتشمل قائمة الأعضاء الجدد أكاديمية بوليتكنك أبوظبي، وجامعة أبوظبي، وجامعة عجمان، وجامعة العين، والجامعة الأمريكية في دبي، والجامعة الأمريكية في الإمارات، وجامعة دي مونتفورت دبي، وكلية الإمارات للتطوير التربوي، وجامعة هيريوت- وات دبي، وجامعة الشارقة وأكاديمية ربدان، وجامعة برمنغهام دبي، وجامعة ولونغونغ في دبي.

وتضم شبكة المناخ الجامعية التي أطلقت في إبريل 2023، مجموعة من الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في دولة الإمارات. ويتعاون أعضاء الشبكة معاً لتحفيز مشاركة الشباب والأوساط الأكاديمية في التحضير لمؤتمر «كوب 28»، في مجالات متعددة منها البحث والابتكار للحلول المناخية، وتسهيل إقامة الحوارات وورش العمل والفعاليات العامة وغيرها.

خريطة طريق

وأطلقت جامعة الإمارات خريطة الطريق الخاصّة بها لمؤتمر«COP28».

وأشار زكي نسيبة، إلى أن جامعة الإمارات جزء رئيسي وشريك استراتيجي مهم لتحقيق التوجهات والطموحات الاستراتيجية الوطنية ذات الصلة بالتغير المناخي مؤكداً أن خريطة طريق الجامعة ستعمل على تشجيع العمل بما يتماشى مع استراتيجية الدولة وجدول أعمال «COP28» بالتركيز على ثلاثة عناصر ذات صلة بالجامعة: البحث والابتكار، وتمكين الشباب، وتعزيز شراكاتنا المحلية والدولية، وتهدف هذا الخريطة إلى دعم الجهود الوطنية في تحقيق المبادرة الاستراتيجية في الحياد المناخي 2050.

ولفت نسيبة إلى أن الخريطة تتضمّن 35 مبادرة تحمل أهدافاً ونتائج ملموسة يمكن قياسها، وقد بدأ العمل في بعضها، وسيستمر الكثير بعد انقضاء المؤتمر مُشيراً إلى هذه الخريطة سوف تُسهم في توسيع سجلّ دولة الإمارات في البحث عن حلولٍ عملية لتغيّر المناخ، بالتركيز على الطاقة المُتجدّدة، والحدّ من النفايات وإعادة استخدام الموارد الطبيعية.

نادي الاستدامة

وأطلقت مجموعة من طلبة جامعة زايد «نادي الاستدامة»، بهدف زيادة مستوى الوعي بالقضايا المتعلقة بالاستدامة وتعزيز النهج متداخل التخصصات لمعالجة القضايا المتعلقة بتغير المناخ، والإضاءة على دور المؤسسات في هذا المجال، وتعزيز المهارات لتحقيق أهداف مبادرة الإمارات للحياد المناخي 2050.

وأطلق أعضاء النادي مبادرة «الطريق إلى مؤتمر الأطراف 28» حيث زوّدوا الطلبة بالمعرفة والمهارات اللازمة، للعمل سفراء في مؤتمر الأطراف «COP28».

وأنشأ النادي بعد اختيار عدد من طلبة الجامعة للمشاركة في نموذج محاكاة «COP 27» برعاية الأمم المتحدة في الجامعة البريطانية في القاهرة، واعترفت وزارة التغير المناخي والبيئة، بمساهمتهم في هذا الحدث، ودعت المجموعة نفسها بعد ذلك إلى قمة «COP 27» الرسمية التي انعقدت في نوفمبر العام الماضي.

وشهدت جامعة زايد إقبالاً استثنائياً في التسجيلات لبرنامج البكالوريوس في علوم الاستدامة مع استقبال الدفعة العام الدراسي 2023 - 2024. حيث شهد هذا البرنامج، الذي أطلق عام 2022، زيادة كبيرة بنسبة 140% في الطلب مع استقباله للدفعة الثانية من الطلبة الجدد.

ويجمع البرنامج بين التكنولوجيا والبيئة والأعمال والسياسات العامة، لتطوير مهارات متعددة يحتاج إليها الطلبة لمواجهة التحديات المتجددة محلياً ودولياً. ويقدم تخصصات متقدمة في المواضيع المتعلقة البيئات المستدامة، والسياسات المستدامة، وغيرها من المشروعات المستدامة. ويتسم تصميم البرنامج بالدمج بين العلوم الأكاديمية والخبرة العملية الميدانية في موضوع الدراسة.

كما أطلقت جامعة زايد برنامج ماجستير علوم البيئة والاستدامة، بهدف تزويد الخريجين بالمعرفة والمهارات الأساسية لمواجهة التحديات البيئية في العالم، وهو يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة للدولة، وسعيها لتلبية الطلب المتزايد على تأهيل الخبراء والمهنيين والمختصين بمواجهة التحديات البيئية على المستويين المحلي والعالمي.

جامعة مستدامة

وانطلاقاً من رؤية «جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية» بأهمية المشاركة الفعالة والانسجام مع المجتمع الوطني والعالمي في كل ما يهم أعضاءه وقياداته، تأتي مشاركتها في «COP28» لتعزيز تبادل الخبرات والتعاون مع الباحثين والخبراء من مختلف أنحاء العالم، فضلاً عن وتحفيز الشباب وتشكيل الوعي الجمعي فيما يتعلق بأهمية الحفاظ على البيئة وتبنّي السلوكات المستدامة التي تحقق هذا الهدف.

وتهدف إلى تحفيز الشباب على تحقيق التغيير الإيجابي الفردي داخل الحرم الجامعي، بصفة خاصة، والمجتمع بصفة عامة. كما تهدف إلى توظيف الرؤى المتقدمة والمنفتحة والأفكار الخلّاقة لدى الشباب في القضايا المحورية المهمة مثل التغير المُناخي وإدارة الموارد الطبيعية بكفاءة والقضايا الاقتصادية والاجتماعية بشكل عام، لتحقيق أقصى استفادة من طاقة الشباب في رسم مستقبل أفضل للجامعات والمجتمعات.

مؤتمر الطاقة

واستضافت جامعة «نيويورك أبوظبي» مؤتمر الطاقة الطلابي 2023، على هامش مؤتمر «COP28»، وقاد المؤتمر مجموعة من طلاب الجامعة وجمع 650 من الشباب من 120 دولة، لتعزيز جهود التعاون للوصول إلى حلول الطاقة المبتكرة.

وتعاون فريق المؤتمر مع الشركاء المحليين الرئيسيين لرفع مستوى الوعي بموضوعات الطاقة في دولة الإمارات، بما في ذلك استراتيجية الإمارات للطاقة 2050 ورؤية أبوظبي الاقتصادية 2030. وعكس شعار المؤتمر رؤيته في إعادة تصور المستقبل، وتمكين العقول الشابة من تصور مسارات نحو مستقبل مستدام وعادل للطاقة.

Youth COP

وأطلقت جامعة السوربون أبوظبي في شهر مايو الماضي مبادرة «Youth COP» التي تعد دعوة إلى الطلبة وأجيال المستقبل للمشاركة في العمل المناخي العالمي، بمناسبة استضافة «COP28»

وتأتي «Youth COP» جزءاً من مبادرة «Go Green 2023» وطوّرت هذه المبادرة للسماح للطلاب من جميع أنحاء العالم للمشاركة في«COP28» بمحاكاة للمناقشات، حيث سيعدّ الطلاب وثيقة طموحة وشاملة لمعالجة الموضوعات الملحّة، وسيتعاون 25 فريقاً تضم 75 طالباً في حدث تفاوضي عن الموضوعات المتعلقة بالمناخ.كما سيطوّر الطلاب المختارون وثيقة مشتركة ستصبح «دعوة للعمل من جامعة السوربون أبوظبي إلى أجيال المستقبل» ستقدّمها في «COP28».

دور ريادي

كما أعلنت «جامعة أبوظبي»، في إطار حرصها على تعزيز معرفة الطلبة بالاستدامة إطلاقها برنامجاً معتمداً للاستدامة بعنوان «مستعدون لمؤتمر «COP28».. دور ريادي نحو مستقبل مستدام»، حيث سيكون التسجيل فيه متاحاً لطلاب المدارس الثانوية والجامعات. ويهدف إلى تعزيز معرفة الطلاب ورفدهم بالأدوات اللازمة لفهم مختلف جوانب الاستدامة وتبنيها، بما في ذلك فرص العمل المراعية للبيئة، و«كوب28»، وغيرها.

سيتيح البرنامج الفرصة للطلاب لخوض تجربة تعليمية تفاعلية وغنية، يكتسبون عبرها رؤية شاملة لأفضل الممارسات المستدامة في مختلف المجالات، حيث سيركز البرنامج على أهمية المحافظة على البيئة والمسؤولية تجاهها وتقدير التنوع في المجتمع وتأكيد دوره الأساسي في تقدم البشرية وسيضيء البرنامج على 8 مواضيع رئيسية، سيتناولها أعضاء هيئة التدريس المتخصصون في الجامعة، إلى جانب مجموعة من الخبراء في هذه المجالات.

تشمل مواضيع البرنامج «التعلم المعزز بالذكاء الاصطناعي من أجل مستقبل مستدام» و«أهداف التنمية المستدامة» و«مؤتمر«COP28»، و«الاستدامة الاجتماعية: الوعي الاجتماعي والترابط الإنساني».

بيئة داعمة

أعلنت «أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية»، بالتعاون مع «مبادلة» و«أدنوك»، إطلاق مركز الدبلوماسية المناخية، بهدف إرساء بيئة داعمة للأبحاث المناخية، وتأكيد أهمية الجهود البحثية في تعزيز السياسة الخارجية للدولة بشأن تغير المناخ، ودفع عجلة العمل المناخي.

وتشمل الأهداف الرئيسية للمركز: تعزيز التعاون والتنسيق مع المؤسسات الأكاديمية والمراكز البحثية الأخرى في منطقة الشرق الأوسط، ضمن إطار خطة بحثية مشتركة، لتأسيس مركز إقليمي للأبحاث المناخية.

إطار رسمي

أطلقت «كليات التقنية العليا» الإطار الرسمي للاستدامة، تحت عنوان «الطريق إلى كوب28 وما بعده» الذي استعرض ركائز الاستدامة في الكليات.

وأكد الدكتور فيصل العيان، مدير مجمع كليات التقنية العليا، أن «الاستدامة» ليست بالمفهوم أو الممارسات الجديدة على مجتمع الإمارات، فهي جزء من نهج الإمارات منذ التأسيس والقائم على توفير بيئة وحياة أفضل لشعبها وللأجيال القادمة، وأن استضافة الإمارات «COP28» ما هي إلّا تأكيد مكانة الدولة وجهةً مثاليةً لاستضافة مثل هذا الحدث العالمي.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات كوب 28 الإمارات الاستدامة البيئة التعلیم العالی فی فی دولة الإمارات الحرم الجامعی مجموعة من

إقرأ أيضاً:

انطلاق مؤتمر الجمعية الدولية لدراسات الترجمة والدراسات الثقافية في جامعة السلطان قابوس

 

مسقط- الرؤية

لأول مرة على مستوى الشرق الأوسط استضافة سلطنة عُمان ممثلة بجامعة السلطان قابوس صباح أمس "الأربعاء" فعاليات المؤتمر الدولي الثامن للجمعية الدولية لدراسات الترجمة والدراسات الثقافية بعنوان «الترجمة المستدامة في عصر استخلاص المعرفة وتوليدها وإعادة إنتاجها»، وذلك تحت رعاية معالي الأستاذة الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وحضور صاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد رئيس جامعة السلطان قابوس، إضافة إلى مجموعة من الأكاديميين والباحثين والمتخصين من مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة من داخل سلطنة عُمان وخارجها، ويعقد المؤتمر برعاية كل من وزارة الإعلام ووزارة الثقافة والرياضة والشباب.

وفي كلمته الافتتاحية، قال الدكتور عبدالجبار الشرفي الأستاذ المشارك بقسم اللغة الإنجليزية والترجمة ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، إن المؤتمر استقبل 336 ملخصا بحثيًا من مختلف أنحاء العالم، خضعَت جميعها لعملية تحكيم دقيقة وصارمة أشرف عليها 80 عالمًا وباحثًا من المتخصصين الدوليين. وقد تم اعتماد 236 ملخصا تشكل المادة العلمية لهذا المؤتمر

وأضاف الشرفي أن برنامج المؤتمر على مدى أربعة أيام، تتوزع خلالها 49 جلسة علمية تعرض في كل جلسة خمس أوراق، تلتقي جميعها عند محور أساسي واحد هو: الاستدامة في الترجمة والدراسات الثقافية وهو موضوع يكتسب أهمية مضاعفة في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم؛ بما تشكله تقنية الذكاء الاصطناعي والتقدم الهائل الحاصل في برامج الترجمة الآلية من فرص وتحديات تؤثر تأثيرًا مباشرًا على الترجمة علمًا وبحثًا وتعليمًا وممارسة وصناعة.

وقال الأستاذ الدكتور عبد الجبار الشرفي- في كلمته- إن المؤتمر يحتضن معرضا تشارك فيه إحدى وعشرين مؤسسة تمثل القطاع الحكومي والقطاع الخاص يجمعها كلها اهتمامها بالترجمة ثقافة وممارسة وصناعة. وأشار إلى أن هذه النسخة من المؤتمر تأتي هذا العام برؤية متجددة وتقدم برنامجًا معرفيًا وثقافيًا موازيًا للبرنامج العلمي؛ إذ يضم 5 ندوات تفتح نقاشات معمقة حول الترجمة والتقنيات، والترجمة والصناعة، والترجمة والهوية، ودور مؤسسات الترجمة في استدامة الثقافة والتراث.

وقالت الأستاذة الدكتورة سو آن هاردنج رئيسة الجمعية الدولية لدراسات الترجمة والدراسات الثقافية، إن المؤتمرات السابقة للجمعية، انطلقت من سيؤول في كوريا الجنوبية قبل 24 عامًا، وتوالت استضافاتها في كيب تاون وملبورن وبلفاست وبيلو هوريزونتي وهونغ كونغ وبرشلونة، مؤكدة أن انعقاد هذه النسخة في جامعة السلطان قابوس بمسقط يُعد أول مؤتمر للجمعية يُقام في الوطن العربي وعلى أرض شبه الجزيرة العربية.

وقالت إن جامعة السلطان قابوس تقدم ومن خلال هذا المؤتمر رؤية جديدة لدعم العلوم الإنسانية وتعزيز ثقافة المؤتمرات في سلطنة عُمان، تعتمد على توسيع مفهوم التفاعل بين التخصصات الإنسانية من جهة، وبين مؤسسات الدولة والمجتمع والقطاع الخاص والشباب من جهة أخرى، بما يتجاوز الإطار الأكاديمي ليشمل مجالات التعاون المجتمعي الأوسع. وتهدف الجامعة إلى إعادة تعريف دور مؤتمرات العلوم الإنسانية بوصفها منصات فاعلة في بناء المجتمعات المعرفية واستدامتها، ودعم الاقتصاد الإبداعي، وبناء شراكات استراتيجية بين الجامعة والمؤسسات ذات الصلة، إلى جانب توفير تجربة تعليمية محفزة لطلبة الجامعة والمؤسسات الأكاديمية من خلال التفاعل المباشر مع الجلسات العلمية والمبادرات الشبابية والمشروعات الوطنية. أيضا تسعى الجامعة إلى تأسيس منظومة متكاملة مع كلية الآداب والعلوم الاجتماعية لتعزيز حضور العلوم الإنسانية ورفع الوعي بأهميتها وتوجيه الاستثمار نحوها بما يخدم الأهداف الاستراتيجية المشتركة.

ويتخلل المؤتمر العديد من حلقات العمل المصاحبة والجلسات على مدار 4 أيام منها جلسة تكنولوجيا الترجمة يديرها يعقوب المفرجي، وجلسة دور مؤسسات الترجمة في تعزيز استدامة الهوية والتراث والثقافة تديرها منال الندابي، وجلسة دور الترجمة في استدامة الهوية والتراث والثقافة تديرها ملاك البحري، وجلسة دور الترجمة في تعزيز التواصل الحضاري تديرها رحمة الحبسية، إلى جانب حلقة عمل إنشاء البيانات الافتراضية بتقنية الواقع الافتراضي يقدمها بدر الريسي.

ويُعد هذا المؤتمر من أبرز المنصات الأكاديمية العالمية المتخصصة في مجال الترجمة والدراسات الثقافية على مستوى العالم، إذ يجمع تحت مظلته نخبة من العلماء والباحثين والخبراء وأعضاء هيئة التدريس والطلبة من 61 دولة، ليشكل منبرا علميا رفيعا للحوار وتبادل الخبرات، واستكشاف أحدث الاتجاهات والنظريات والممارسات في هذا الحقل المعرفي الحيوي وتطبيقاته في مختلف مجالات الحياة مثل حفظ التراث وصونه وتحقيق السلام وتعزيز التفاهم الدولي ونقل المعرفة في مجال الطب والصحة العامة وترسيخ قيم العدالة في القضاء القانوني والقضائي وكذلك تطبيقاته في مجال السياحة والإعلام ومجال العلاقات الدولية وتعزيز مفهوم القوة الناعمة في العلاقات بين الدول.

ويأتي اختيار سلطنة عُمان لاستضافة النسخة الثامنة من المؤتمر تقديرًا لدورها العالمي في دعم قيم السلام والحوار والتفاهم بين الثقافات في ظل التحولات الدولية الراهنة، وباعتباره فرصة لتعزيز القوة الناعمة لعُمان من خلال حضور علمي وثقافي دولي واسع في مجالي دراسات الترجمة والتواصل الثقافي. وتسهم محاور المؤتمر في دعم إحدى ركائز رؤية "عُمان 2040" المتعلقة بالمواطنة والهوية والتراث والثقافة الوطنية، عبر ترسيخ دور الترجمة بوصفها أداة أساسية لاستدامة الهوية والحوار والتبادل المعرفي، وبما يعزز بناء مجتمع معرفي قادر على نقد المعرفة وتوظيفها وإنتاجها. ويتضمن المؤتمر معرضًا تشارك فيه مؤسسات حكومية وخاصة من سلطنة عُمان وخارجها لعرض مبادراتها وخبراتها في مجالات الترجمة والثقافة.





 

مقالات مشابهة

  • جامعة أبوظبي تختتم «المؤتمر الدولي لمستقبل أكثر استدامة»
  • جامعة أسيوط تشهد انطلاق فعاليات الملتقى العلمي الأول المشروعات البيئية الخضراء المستدامة
  • جامعة قناة السويس تحتفي بأبناء العاملين المتميزين علميًّا ودينيًّا ورياضِيًّا
  • انطلاق مؤتمر الجمعية الدولية لدراسات الترجمة والدراسات الثقافية في جامعة السلطان قابوس
  • نهيان بن مبارك يفتتح المؤتمر الدولي الثالث لمستقبل أكثر استدامة 2025
  • جامعة قناة السويس تحتفي بأبناء العاملين المتميزين بالمستشفيات الجامعية
  • رئيس جامعة أسيوط يفتتح معرض التدوير البيئي المستدام بالجامعة
  • المهندسين المصرية تستضيف أعمال مؤتمر الاتحاد العربي للتنمية المستدامة
  • رئيس جامعة أسيوط يفتتح معرض "التدوير البيئي المستدام"
  • جامعة البترا تتقدم عالميًا وتحتل المرتبة الرابعة محليًا في تصنيف “جرين ميترك” للاستدامة