تحقيق مع عملاء في جهاز المخابرات الإسباني بتهمة أرسال معلومات سرية للولايات المتحدة
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
ديسمبر 6, 2023آخر تحديث: ديسمبر 6, 2023
المستقلة/- أكد وزير الدفاع الإسباني أن أحد القضاة في مدريد فتح تحقيقًا مع اثنين من عملاء جهاز المخابرات الإسباني (CNI) بتهمة تسريب معلومات سرية إلى الولايات المتحدة.
و قال موقع إل كونفيدنسيال الإخباري على الإنترنت يوم الاثنين إن اثنين من عملاء المخابرات المركزية يشتبه في قيامهما بسرقة معلومات ثم بيعها للولايات المتحدة، و تم القبض عليهما بناء على طلب قاضي التحقيق.
و قالت صحيفة الباييس إن العميلين اعتقلا “في الأسابيع الأخيرة” لاحتمال كشفهما أسرارا دفاعية.
و قالت وزيرة الدفاع مارجريتا روبلز خلال زيارة لقاعدة عسكرية في لاتفيا: “فيما يتعلق بالتحقيق، تم استنكار الحقائق من قبل المخابرات المركزية نفسها، و هي سرية”. و رفضت روبلز الإدلاء بأي تفاصيل أخرى.
و قال وزير العدل فيليكس بولانيوس خلال زيارة إلى بروكسل عندما سئل عن التقارير في إل باييس و إل كونفيدنسيال: “هذه معلومات لدينا منذ عدة أيام”.
و عندما سئل بولانيوس عن التقارير، قال إن “العملية القضائية يجب أن تتبع مجراها”، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
تنص المادة 584 من القانون الجنائي الإسباني على أنه سيتم الحكم بالسجن لمدة تتراوح بين 6 إلى 12 سنة على أي “إسباني يقوم، بغرض تفضيل قوة أجنبية أو جمعية أو منظمة دولية، بشراء أو تزوير أو تعطيل أو الكشف عن معلومات مصنفة على أنها محفوظة أو سرية”.
و هذه ليست المرة الأولى التي يحاكم فيها جهاز المخابرات الإسباني أحد عملائه بتهمة الخيانة. في عام 2007، ألقت المخابرات المركزية القبض على الجاسوس السابق روبرتو فلوريس بعد العثور على وثائق سرية و رسالة موجهة إلى أجهزة المخابرات الروسية يعرض فيها العمل معهم مقابل دفعة أولى قدرها 200 ألف دولار في عدة مواقع في تينيريفي.
المصدر:https://www.spainenglish.com/2023/12/05/spain-arrests-two-intelligence-officers-passed-secrets-usa/
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
جواسيس ولغة.. كيف تعيد إسرائيل بناء "الثقافة المخابراتية"؟
بعد الصدمة التي تعرضت لها إسرائيل جراء هجوم حماس في 7 أكتوبر، تخضع وكالة المخابرات العسكرية الإسرائيلية لعملية مراجعة شاملة.
تتضمن التغييرات العميقة التي تشهدها الوكالة إعادة إحياء برنامج لتجنيد طلاب المدارس الثانوية لتعلم اللغة العربية، بالإضافة إلى تدريب جميع الجنود على اللغة العربية.
وبحسب تقرير لـ"بلومبيرغ"، فإن "الخطّة الجديدة تركز على تقليل الاعتماد على التكنولوجيا، وبناء فرقة من الجواسيس والمحللين ذوي المعرفة الواسعة باللهجات العربية المختلفة مع فهم عميق للعقائد المتطرفة والخطاب الديني المرتبط بها".
وفقًا لأحد ضباط المخابرات الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم، فإن الوكالة كانت تعاني من "سوء فهم جوهري" لأيديولوجية حماس وخططها العملية.
فقد كانت الوكالة على علم بمحاولة حماس السيطرة على قواعد عسكرية ومجتمعات مدنية قرب غزة، ورصدت تدريبات المسلحين بشكل علني، لكن التقييم العام كان أن هذه التصرفات مجرد أوهام.
يقول مايكل ميلشتاين، رئيس دراسات الفلسطينيين في مركز دايان بجامعة تل أبيب: "لو تمكن المزيد من الإسرائيليين من قراءة صحف حماس والاستماع إلى إذاعتها، لفهموا أن حماس لم تكن منكفئة بل تسعى للجهاد".
التركيز الجديد على اللغة والتدريب الديني يعكس، حسب ضابط المخابرات، "تحولا ثقافيا عميقا" في منظمة تعتمد حتى الآن على الترجمات حتى بين كبار الضباط، والهدف هو بناء ثقافة داخلية "تتنفس وتفكر مثل عدونا".
غير أن ميلشتاين وآخرين يرون أن نجاح هذه الخطوة يتطلب تغييرات واسعة النطاق على مستوى المجتمع، والتحدي يكمن في تحفيز الإسرائيليين على التركيز أكثر على المنطقة، ثقافاتها ولغاتها وتهديداتها، بدلاً من الفرص العالمية.
كجزء من التغييرات، تعيد المخابرات برنامجا كان قد أُغلق قبل ست سنوات يشجع طلاب المدارس على دراسة اللغة العربية، مع توسيع التدريب على اللهجات المختلفة.
بشكل أوسع، تتحول المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بعيدًا عن الاعتماد على التكنولوجيا إلى تعزيز جمع المعلومات البشرية، عبر زرع عملاء سريين في الميدان وتطوير وحدة التحقيقات.
هذا التوجه يكسر اتجاه العقد الماضي الذي اعتمد بشكل أساسي على بيانات الأقمار الصناعية والطائرات المسيّرة، ويتزامن مع تغيير آخر بعد 7 أكتوبر، حيث يتم تعزيز الانتشار البشري على الأرض بدلًا من الاعتماد على السياج وأجهزة الاستشعار.
يرى أوفر جوتيرمان، ضابط سابق في المخابرات وعضو معهد بحوث منهجية الاستخبارات، أن هذه الاستراتيجيات تتطلب المزيد من الأفراد "المدركين لمجالات مختلفة".
وأضاف: "قبل هجوم حماس، كان الاعتقاد السائد أن التهديدات الكبيرة قد تجاوزناها، باستثناء السلاح النووي الإيراني، لكنه يؤكد أن هذه المواقف باتت خاطئة وأن إسرائيل بحاجة إلى إعادة بناء ثقافة المخابرات".
ويُميز جوتيرمان بين الكشف عن السر وحل اللغز؛ إذ أن إسرائيل برعت في كشف الأسرار، مثل تصفية قيادة حزب الله في لبنان، لكنها فقدت القدرة على فهم ما يخطط له القادة، أي حل الألغاز.
ويشير إلى أن المعرفة المطلوبة تتطلب التزامًا عميقًا بالدراسات الإنسانية، مثل الأدب والتاريخ والثقافة.