حرب غزة وسرقة السفن.. الصين وأمريكا يناقشون آخر تطورات الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
اتفق الدبلوماسيون الأمريكيون والصينيون الكبار اليوم الأربعاء على مواصلة البناء على التقدم الحاصل مؤخرا في العلاقات الثنائية والعمل معا لمنع انتشار الصراع بين إسرائيل وحماس في غزة.
وأشار كل من وزير الخارجية الصيني وانج يي ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في مكالمة هاتفية إلى الاجتماع الذي لاقى اهتماما كبيرا بين قادة البلدين في سان فرانسيسكو الشهر الماضي بعد سنوات من التوتر في العلاقات.
وقال وانج، بحسب وزارة الخارجية الصينية: “الاهتمام الأكبر لكلا الجانبين في الوقت الحاضر هي مواصلة التأثير الإيجابي لاجتماع سان فرانسيسكو، وتنفيذ التوافق الذي تم التوصل إليه بين رؤساء الدولتين، وتعزيز زخم استقرار العلاقات الصينية الأمريكية”.
وأكد بلينكن أيضا أن الجانبين يجب أن يبنيا على التقدم الذي تم تحقيقه في القمة، بحسب وزارة الخارجية الأمريكية.
واتفق الرئيس جو بايدن والرئيس شي جين بينج في اجتماعهما على الحفاظ على قنوات الاتصال مفتوحة واستئناف المحادثات العسكرية. ومع ذلك، لا تزال الخلافات السياسية الكبرى بين البلدين بعيدة عن التسوية.
وناقش وانج وبلينكن أيضا الحرب بين إسرائيل وحماس، حيث تحاول الصين أن تلعب دورا في المفاوضات، واتفقا على الحفاظ على التواصل بشأن الوضع. وفي الأربعاء الماضي، قدمت الصين خطة سلام من أربع نقاط إلى الأمم المتحدة لإنهاء الصراع، على الرغم من أن الخطة كانت تفتقر إلى التفاصيل.
وأثار بلينكن أيضا الهجمات الأخيرة على السفن الشحن في البحر الأحمر من قبل المتمردين الحوثيين في اليمن، وهو تصعيد في سلسلة من الهجمات البحرية في الشرق الأوسط مرتبطة بحرب غزة، وقال إنه من المهم منع انتشار الصراع.
وقال وانج إن أي حل للأزمة في غزة يتطلب ترتيبا ثنائي الدولة يعكس إرادة الشعب الفلسطيني.
وقال: “تعتقد الصين أن جوهر الحل هو احترام حق فلسطين في الدولة وتقرير المصير”، بحسب الوزارة.
وأعرب وانج عن تقديره لوزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كيسنجر، الذي توفي الشهر الماضي. وكان كيسنجر، الذي سافر إلى الصين في يوليو، قد ساهم في تطبيع العلاقات الأمريكية الصينية أثناء خدمته تحت رئاسة ريتشارد نيكسون.
وقال: “الإرث الدبلوماسي الذي تركه وراءه يستحق الترويج والتطوير من قبل الأجيال القادمة”.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إسرائيل إسرائيل وحماس الخارجية الصينية الرئيس شي جين بينج الرئيس جو بايدن الشرق الاوسط الصين الصين وامريكا وانج يي وزارة الخارجية الصيني وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن
إقرأ أيضاً:
عالم يُقسَّم.. والشرق الأوسط يدفع الثمن
فـي الوقت الذي يتطلع فيه العالم إلى إنهاء الحروب، وبناء نظام دولي أكثر عدلا، تقود إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثانية تحولا مقلقا في السياسة العالمية يتمثل في الانتقال من منافسة القوى العظمى إلى التفاهم معها، حتى وإن جاء ذلك على حساب الحلفاء والدول الصغيرة. هذه ليست مجرد إعادة ضبط للعلاقات الدولية، بل هي بداية خريطة جديدة للعالم تُرسم بين الكبار، بينما يُطلب من الآخرين أن يتقبلوا ما يُفرض عليهم.
قبل سنوات فقط، تبنّت واشنطن استراتيجية واضحة: التنافس مع الصين وروسيا لحماية التفوق الأمريكي والدفاع عن الديمقراطية. كانت هذه الاستراتيجية -رغم صراحتها- تقوم على فكرة أن الولايات المتحدة تواجه خصمين يسعيان إلى تغيير النظام العالمي. ولهذا ركزت الإدارتان السابقتان -إدارة ترامب الأولى ثم إدارة بايدن- على صدّ النفوذ الروسي في أوكرانيا، ومنع توسّع الصين في آسيا، وبناء تحالفات أوسع حول العالم.
لكن الآن، يبدو أن الرئيس ترامب قد غير رأيه. هو لا يريد مواجهة الصين وروسيا، بل يريد الاتفاق معهما على إدارة العالم معا، كل في منطقته، وكل بما يراه مناسبا. وفقا لهذا المنطق الجديد، يمكن لروسيا أن تحتفظ بأراض من أوكرانيا، ويمكن للصين أن توسّع نفوذها في بحر الصين الجنوبي، بل وربما في تايوان لاحقا. مقابل ذلك، تتوقع واشنطن أن تظل هذه القوى على الحياد عندما تمارس الولايات المتحدة نفوذها في مناطق أخرى، بما فيها الشرق الأوسط.
هنا، تصبح المسألة خطيرة؛ لأن الشرق الأوسط هو المنطقة التي تأثرت أكثر من غيرها بقرارات القوى العظمى، وغالبا من دون أن يُؤخذ رأي سكانه بعين الاعتبار. واليوم، في ظل هذا التوجه الجديد، تصبح حروب مثل الحرب في غزة، أو الأزمة السورية، أو الملف النووي الإيراني، ملفات لا تُحل بمنطق القيم أو القانون الدولي، بل بمنطق «ما يناسب الكبار». وإذا اتفقت واشنطن مع موسكو أو بكين على تسوية ما، فالجميع مطالب بالقبول بها.
لكن هل هذا هو الطريق إلى السلام؟ وهل يمكن بناء استقرار عالمي من خلال تجاهل إرادة الشعوب والتفاهم مع الأنظمة القوية فقط؟ التجربة تقول لا. لقد جُرب هذا النموذج من قبل في أوروبا في القرن التاسع عشر، فيما عُرف بـ«نظام الوفاق»، حيث اتفقت القوى الكبرى على إدارة القارة وتجنب الحروب.
لكن النظام لم يصمد، وانتهى إلى صراعات أكبر؛ لأنه تجاهل التغيرات الحقيقية على الأرض.
في الشرق الأوسط، الناس لا يبحثون عن وفاق بين زعماء العالم، بل عن عدالة، وحرية، ومستقبل لا تُقرره القوى الكبرى خلف الأبواب المغلقة. التحديات التي تواجه المنطقة - من الاحتلال والنزاعات المسلحة، إلى الفقر والبطالة والتغير المناخي - لا يمكن حلها من خلال «صفقات جيوسياسية» لا تراعي مصالح الشعوب.
ما يحدث اليوم هو أن السياسة الدولية تعود إلى لعبة «تقاسم النفوذ»، بينما تُهمّش المؤسسات الدولية، وتُضعف التحالفات، ويُعاد تعريف المصالح بناء على من يملك القوة لا من يملك الحق.
وهذا يجب أن يقلق الجميع.
في نظام دولي عادل، لا ينبغي أن يكون مصير أوكرانيا أو فلسطين أو أي دولة أخرى موضوع تفاهم بين واشنطن وموسكو وبكين فقط؛ لأن العالم - ببساطة - لم يعد يتحمل نظاما يُدار كما لو أنَّ الآخرين غير موجودين.