درعا-سانا

تمكنت الشابة سوسن أبازيد من أبناء محافظة درعا من تحقيق الدعم والاستقرار لأسرتها، عبر مشروعها الصغير لبيع الورود والشوكيات.

واستفادت طالبة الحقوق الشابة سوسن مواليد 2000 من دعم الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية عبر تدريبها على أصول الزراعة بمساعدة مختصين، ثم منحها التمويل اللازم، ما ساعدها في إطلاق مشروعها عبر مشتل صغير لبيع الورود والشوكيات.

وخلال حديثها لسانا الشبابية بينت سوسن أن فترة التدريب ضمن مركز مساحة رؤية للسيدات في درعا التابع للجمعية السورية للتنمية الاجتماعية أسهمت في تعليمها أصول الزراعة والعناية بالورود والشوكيات، مشيرة إلى أن المركز بنهاية فترة التدريب منحها التمويل اللازم لشراء مستلزمات العمل ووضع المشروع بالخدمة.

وأوضحت أنها أنشأت صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي باسم مشتل مراسيل لبيع الورود والشوكيات، حيث يتم التواصل معها بشكل متتابع من الزبائن لتأمين بعض النباتات لمنازلهم تقوم بدورها بإيصالها لهم.

وبينت أن المشروع حقق دعماً مادياً لأسرتها وشكل لها فرصة لدخول سوق العمل، مؤكدة أنه يعكس إمكانيات الشابة والمرأة السورية وقدرتها على التميز والعمل في أصعب الظروف، داعية أقرانها من الشابات لإطلاق مشاريع صغيرة ومشاركة الرجل في تحمل الأعباء المنزلية مهما واجهن من صعوبات.

والدة سوسن صفا علوه بينت أن العمل في المشتل ممتع، حيث تساعد ابنتها في زراعة البذور وبعض الأشجار المثمرة، لافتة إلى أنه يتم طرح المنتجات بأسعار مناسبة ولديهم الآن بيتان بلاستيكيان بعد أن كان لديهم بيت واحد، حيث تعملان معاً بتنسيق الأزهار والنباتات للراغبات في البيوت.

منسقة مركز رؤية للسيدات نسيم مسالمة أوضحت أن لدى المركز برنامجاً مهنياً لتدريب السيدات على مهنة أو تأسيس مشاريع صغيرة من شأنها إدخال النساء سوق العمل، مؤكدة أن البرنامج أسهم بتدريب نحو 726 سيدة على مهن مختلفة او تأسيس مشاريع صغيرة.

قاسم المقداد

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

ضوء صغير

قد يفقد القلب شيئًا من دفئه دون أن ننتبه.
ولا يحدثُ هذا فجأةً، بل بهدوء يشبه انسحاب الضوء آخر النهار. وتتسرب البرودة إلى الداخل على شكل لامبالاة: صمت طويل، أو نظرة عابرة لا ترى الألم. تمرّ اللحظات، والمواقف، وتُغلق الأبواب في وجه الشعور. شيئًا فشيئًا قد لا يكون ما يفقده القلب، ظاهرًا، لكنه حقيقي، وكأن النبض لا يعود دليلًا على الحياة، بل مجرد حركة لا تحمل أثرًا.
إن فقدان الإنسانية، لا يأتي فجأة، بل يتسلل على مهل، ويبدأ حين نتجاهل دمعة، أو نسخر من ألم، أو نغلق أعيننا عن موقف يستدعي التدخل، ويبدأ حينما تحل الراحة محل الرحمة، والتردد على التعاطف، ومع مرور الوقت، نصبح أقل شعورًا، وأقل قربًا، وأكثر برودة دون أن نلاحظ أننا نتحول إلى نسخ صلبة من ذواتنا السابقة.
في هذا العالم الرقمي المتسارع، أصبح من السهل أن نُخفي قسوتنا خلف الشاشات، أو نختزل المآسي في رموز تعبيرية، ثم نكمل يومنا وكأن شيئًا لم يحدث. ولكن الحقيقة أن كل مرة نتجاهل فيها المعاناة، نحن نفقد جزءًا صغيرًا من روحنا، ونُطفئ مصباحًا كان يضيء شيئًا طيبًا فينا.
الإنسانية لا تتطلب أن نحل مشكلات العالم، بل أن نكون حاضرين في لحظة ضعف، وأن نمد يدًا، أو نصغي لقلب، أو نمنح حضورنا بصدق. وأحيانًا كل ما يحتاجه الآخر، هو أن يشعر أن أحدهم بآلامه، ويربت على كتفه، وأن يجد فينا بعضًا من الدفء في لحظات الضعف.
قد لا نملك القدرة على تغيير العالم من حوّلنا، لكننا نملك القدرة على ألا نكون سببًا إضافيًا في قسوته، كما أننا يمكننا أن نعيد إشعال تلك المصابيح الصغيرة في دواخلنا لنضيء بها طريق من حولنا، ومن ثم نضيئ طريقنا نحن.
وهذا الضوء الصغير الذي يأتي من دواخلنا، قد ينير طريقًا لأحدهم، ويكون سببًا في خلاصه من التوهان.

 

fatimah_nahar@

مقالات مشابهة

  • أصحاب مشاريع صغيرة لـنيوزيمن: أزمة الكهرباء دمرت حياتنا
  • إسرائيل تخطط للسيطرة على 75% من القطاع لإنشاء "غزة صغيرة"
  • إسبرطة التركية تفتتح موسم الورد رغم خسائر الصقيع
  • طارق صالح يطلق مشاريع تنموية في الساحل الغربي: رصف وتشجير بحيس وتفقد لمحطات الطاقة الشمسية
  • حكومة الدبيبة تعلن حزمة مشاريع في ترهونة
  • مشاريع مبتكرة بين شرطة رأس الخيمة ودائرة المعرفة
  • داليا مصطفى تتعاقد على المشاركة في مسلسل حق ضايع بطولة سوسن بدر
  • "فلاورد" تُدشن أول ماكينة ورود روبوتية في المنطقة
  • عرض ناجح للفيلم المصري عائشة لا تستطيع الطيران في نظرة ما بمهرجان كان السينمائي الدولي
  • ضوء صغير