"كتاب جدة" يتناول تكييف المناهج الدراسية مع الأطفال ذوي الإعاقة
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
تناول معرض جدة للكتاب 2023، المناهج الدراسية ومحاولة مواءمتها مع الأطفال ذوي الإعاقة السمعية، وذلك من خلال ورشة قدمتها الباحثة في مجال الإعاقة السمعية علياء العمر، بعنوان "تكييف المناهج للتواصل مع الأطفال ذوي الإعاقة السمعية.
وبدأت العمر، بذكر بعض العناصر التي لها دور في عملية تكييف المناهج مع ذوي الإعاقة السمعية، ومنها الفرق بين التكييف والتعديل والخطة التعليمية الفردية وعناصر التكييف، إضافة إلى خطوات تحليل المحتوى التدريسي مع معايير اختيار طريقة التدريس وتكييف الأسلوب التدريسي للمعلم.
وقالت: "إن المتأمل في مناهج المملكة العربية السعودية يدرك تمامًا كمية المعارف والقيم التي يتعلمها الطلاب، والتي تستند على نظريات التعلم المختلفة، سواء كانت معرفية أم سلوكية أم وفقًا للمنهج البنائي، وذلك يحتم على معلمي التربية الخاصة عمومًا ومعلمي الصم وضعاف السمع خصوصًا، الإلمام بأسس المنهج وتصميمه لمعرفة آلية التكييف التي تناسب المحتوى والمرحلة العمرية".
خلال ورشة "تكييف المناهج للتواصل مع الأطفال ذوي الإعاقة السمعية"- اليوم
تعديل المناهجزادت العمر: "من خلال نظرة تأملية في مناهج الصم وضعاف السمع، يتضح أنها مرت ضمن مراحل مختلفة من التعديل والتغيير وعدم الاستقرار، حيث اعتمدت في عام 2000 مناهج التعليم العام في معاهد وبرامج الصم وضعاف السمع في المملكة بعد المناهج المخصصة، وفي عام 2011 كُيفت مناهج أخرى لتتناسب مع قدرات الصم وضعاف السمع".
خلال ورشة "تكييف المناهج للتواصل مع الأطفال ذوي الإعاقة السمعية"- اليوم
يذكر أن معرض جدة للكتاب 2023؛ الذي يستمر حتى يوم السبت 16 ديسمبر الجاري، تحت شعار "مرافئ الثقافة"، ويحظى بمشاركة أكثر من 1000 دار نشر محلية وعربية ودولية موزعة على 400 جناح.
ويحفل المعرض هذا العام ببرنامج ثقافي منوع يضم أكثر من 80 فعالية منوعة بين ندوات حوارية وأمسيات شعرية وورش عمل يقيمها نخبة من المتخصصين في مختلف المجالات.
كما يضم مسرحاً للطفل وبرنامجاً تدريبياً في صناعة القصص المصورة وصناعة الرسوم المتحركة؛ لتثقيف الأطفال، في مساحات مفعمة بالإبداع والمعرفة.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: جدة الأطفال ذوي الإعاقة ذوي الإعاقة معرض جدة للكتاب معرض الكتاب الصم وضعاف السمع
إقرأ أيضاً:
كتاب اسمه حيفا
ما إن تفتح كتاب «الكلمة التي صارت مدينة» حتى تصعد إلى وجهك، مثل ينبوع مرح، حيفا الفلسطينية كاملةً بوضوحها الأنيق، وجمالها الطازج غير المنهوب. حرّر جوني منصور كامل حيفا من ميناء وجبل، مستعيدا كامل ذاكرتها، وأزمانها قبل أن تدهمها رؤى الغزاة المسيانية. لا شيء يبقى خارج التحرير في كتاب جوني معلم التاريخ المخلص والناشط الآن في جمع ذاكرات القرى الفلسطينية المهجّرة. استعاد المعلم هدوء حيفا وسلامها، مستدرجا ضحكات الحيفاويين والحيفاويات على شواطئ المتوسط، واسترخاءهم الصباحي بملابس النوم على أرائك وأسرّة، واستدعى بالصور والحكايات شرفات بيوت المدينة، ومشافيها وعائلاتها وعمال مينائها وبحارتها وفناراتها وصحفها وأدباءها وأعيادها وسفنها، ومسارحها وسكة حديدها وعرباتها ومدارسها وبرجها.
لا يقاوم قارئ الكتاب الرغبة في الصراخ (هذا إذا كان من النوع الذي يقاوم البكاء)، وهو يشاهد ما كان من حيفا، وما بقي منها، كل ما نراه في كتاب حيفا المحرّرة، يقتل ويغيظ، لكنه أيضا يحيي ويُنهض. كيف سيتحمل الفلسطيني رؤية الفارق، وهو يشاهد مرقصا مُقاما على أنقاض مدرسة، أو مشفى للأمراض النفسية، منتصبا على بقايا مبنى لجريدة شهيرة؟ كيف سيتحمل قلب الفلسطيني رؤية ساحة الحناطير، وقد صارت ساحة باريس؟ كيف سيفهم ما الذي حدث؟ ولماذا حدث؟ أليس موتا صغيرا ذلك الفارق؟
من جهة أخرى، تبدو جليةً حقيقة ضرورة كتابة حيفا، وباقي مدن فلسطين صورا وقصصا، خصوصا للأجيال التي تأتي الآن، والتي ستأتي مستقبلا، في مناخٍ منقوعٍ في طين الهزيمة حتى العنق.
هذا الكتاب صاروخ هادئ وسيل من التظاهرات الصامتة، مدافع من ذاكرة نار تتأبى على الانطفاء. ليس للفلسطيني المقتول قليلا والمحاصر إلا من أن يستعيد ويتذكّر ويحلم، فالموت الكامل هو غياب الحلم، لا تموتوا بشكل كامل أيها الفلسطينيون، تزوّجوا من الحلم، وأنجبوا كثيرين من أطفال الأمل. هزيمة الجغرافيا حادثة قتل، لكن هزيمة الذاكرة مجزرة، كل هذا يقوله كتاب: (حيفا الكلمة التي صارت مدينة).
الكتاب الضخم صادر في حيفا عام 2015 على نفقة الباحث، بذل فيه جهدا خارقا للوصول إلى قاع ذاكرة حيفا، بمساندة توثيقيةٍ من أصدقائه ومعارفه وأبناء مدينته، مثل حنا أبو حنا ورياض فاخوري وعباس شبلاق وغيرهم... قصة حيفا هي قصة مدن فلسطين كلها، فهذه المدينة التي يصفها جوني منصور بالجنة هي شقيقة يافا وعكا اللتين يصفهما أبناؤها بأراضي الله الشهيّة.
كم أحلم بكتابٍ لكل مدينةٍ في فلسطين مثل هذا، كتب تنهض فلسطين من رمادها، تنهضها بالصور والقصص، تنتشل وجهها القديم من البئر الذي ألقي فيه، ليس هذا مستحيلا، هذا متاح وسهل، يحتاج فقط إلى روح من العزيمة، وجهد كثير، ويحتاج إلى فلسطين داخلنا.
لا أفوّت فرصةً لحضور محاضرات جوني منصور في رام الله عن تاريخ المكان الفلسطيني، المشطور بالصورة والحكاية.
من يستمع إلى جوني، وهو يحاضر عن حيفا التي خطفوها، وكسروا معالمها، لا يشعر بالخوف عليها، ثمّة كائن اسمه الأمل يجلس قربه وهو يتحدّث، ثمّة عزيمة على حماية روح المكان، ثمّة مظلوم مصمم على إزالة الظلم، ثمّة شعب حي يقدم نموذجا أعلى في البقاء والصمود، على الرغم من كل محاولات التهويد والطمس.
جوني منصور أحد مثقفي فلسطينيي الداخل لم يثبتوا فلسطينيتهم، فهذه الهوية لا تثبت بل تعاش، قرّروا أن يكونوا شعلاتٍ دائمة الاشتعال لإنارة الطريق وحفظ الصوت.
قرّر الحيفاويون أن «ساحة باريس» ليست سوى فكرة لا معنى لها في يومياتهم، وتغيير اسم شارع أو ساحة لا يغيّر ما في قلوب الناس، ما زالت الحناطير تسرح وتمرح في ذاكرة المكان، لا قدرةَ لأحدٍ على لجمها.
جوني منصور
جوني منصور (1960-) مؤرخ فلسطيني من فلسطيني 48، ولد في حيفا، يعمل محاضرا في قسم دراسات التاريخ في كلية الأكاديمية في بيت بيرل، خبير في الشرق الأوسط الحديث، وله اهتمام بتاريخ فلسطين الحديث والمعاصر، والقضية الفلسطينية، ومدن فلسطينية وخصوصًا حيفا.