مأرب برس:
2025-12-13@06:31:45 GMT

اليمن.. الثروة الحيوانية في مرمى حجر التغير المناخي

تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT

اليمن.. الثروة الحيوانية في مرمى حجر التغير المناخي

 

وفي التفاصيل، تُفيد دراسة نشرتها المجلة العربية للعلوم ونشر الأبحاث، في شهر يونيو من العام الماضي، أن الإنتاج الحيواني، يعتبر واحدًا من الأنشطة الزراعية الهامة، والذي يمارس في جميع مناطق اليمن تقريبًا، ويسهم في تحقيق جزء هام من الأمن الغذائي والحد من الفقر، ويحافظ على التوازن البيئي، ويعد مصدرا هاما للتنوع الوراثي والحيوي.

 

وبحسب الدراسة، فإن الإنتاج الحيواني، يسهم بحوالي (23 - 24 %)، من الإنتاج الزراعي الكلي، وأن الحيوانات المنتشرة في اليمن، عبارة عن سلالات محلية، أو خليط من سلالات مختلفة، تكيفت مع العوامل المناخية والبيئية والغذائية منذ القدم.

 

ومع ما تشكله الثروة الحيوانية، من أهمية بالغة لدى اليمنيين، وما تحققه من أمن غذائي لغالبيتهم، وضمان اقتصادي لغالبية أخرى، وحماية من السقوط في فخ الفقر والعوز، إلا أنها مُهددة بشكل مباشر وكبير، لمخاطر الضربات والصدمات المناخية، في ظل التغير المناخي الكبير الذي يشهده العالم بشكل عام، واليمن على وجه الخصوص.

 

عميد كلية ناصر للعلوم الزراعية في جامعة لحج الدكتور مازن الكازمي قال، إن: "التغيير المناخي يؤثر على كل ما يرتبط بحياة الإنسان والحيوان، ومن أهم هذه التغيرات تحديداً الاحتباس الحراري، وهو ارتفاع درجة حرارة الأرض، وما يصاحبها من تأثير في جميع الكرة الأرضية".

 

وأضاف الكازمي، في حديثه لـ"إرم نيوز": "لارتفاع درجات الحرارة، انعكاسات بالغة الخطورة، إذ يعد ذلك تهديداً لأنماط الحياة الزراعية والحيوانية برمتها، كون المحاصيل الزراعية تتأثر بشكل كبير جداً بسبب التغير المناخي، وهذا الأمر ينعكس تأثيره على جميع الحيوانات المتواجدة في البلاد، سواءً على المدى القريب أو البعيد".

 

وبين الكازمي: "وبسبب هذه التغييرات يزداد الجفاف على مستوى الأرض، وستقلّ مساحة الرقعة الزراعية المرتبطة بتوفير العلف للإنسان وللحيوان، وبالتالي فهذا التأثير له عواقب وخيمة، من خلال انحسار رقعة الغذاء، وهذا الأمر، يُفسد حياة ومعيشة الحيوانات لقلة وندرة غذائها".

 

وتابع: " أن الجفاف سينتج عنه أيضًا ارتفاع معدل حدوث الأعاصير، التي تؤدي إلى تدمير وتجريف الأراضي الزراعية، علاوةً عن وقوع العواصف، التي ستؤدي بدورها إلى تغيير التربة، وتغيير البيئات النباتية والحيوانية، وستكون آثاره مدمرة على الحيوان والنبات".

 

ونوه الأكاديمي مازن الكازمي، إلى أن "التغير المناخي، يتبعه بالضرورة تغير أنواع المرض الذي ستصاب به الحيوانات، كون بعض الأمراض التي تصاب بها الحيوانات تنسب تسمياتها لبعض المناطق، ولا توجد إلا في مناطق بعينها".

 

وأوضح أن "تعرض الحيوانات لدرجات الحرارة، يؤدي إلى إضعاف الجهاز المناعي لديها، وبالتالي تزداد الأمراض التي تتعرض لها الحيوانات، نتيجةً للإجهاد الفسيولوجي، الذي ستعانيه الحيوانات على المدى الطويل جراء تأثره من ارتفاع درجات الحرارة".

 

بدورها، حذّرت الباحثة الاقتصادية وعضو المنظمة الأمريكية للمناخ هبة فهيم حيدر، من مخاطر التغير المناخي، الذي يشكل تهديداً خطيراً على الثروة الحيوانية اليمنية، حيث قالت: "تعتبر التغيرات المناخية التي تشهدها اليمن تهديدًا خطيرًا على الثروة الحيوانية في البلاد، لا سيما وأن اليمن من بين الدول القليلة التي تعتمد بشكل كبير، على الثروة الحيوانية كمصدر رئيسي للغذاء والدخل، ومع زيادة التغير المناخي، تتعرض الحيوانات في البلد لتحديات متزايدة وتهديدات محتملة".

 

وأضافت حيدر لـ"إرم نيوز": "يمكن أن يؤثر التغير المناخي على حياة الحيوانات في العديد من الطرق، قد يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تدهور الأراضي الرعوية ونقص الموارد المائية، ما يؤثر على توافر العشب والمراعي الطبيعية، التي تعتمد عليها الحيوانات للغذاء".

 

وتابعت: "كما قد يزيد الجفاف، ونقص الأمطار، من صعوبة تأمين المياه العذبة للشرب، ما يؤدي إلى نقص في كمية المياه المتاحة للحيوانات".

 

ونوهت إلى أنه: "إذا لم يتم تدارك تأثيرات التغير المناخي، فقد يكون اليمن على موعد مع أزمة حقيقية في الثروة الحيوانية، كون انخفاض توافر الغذاء والمياه، قد يؤدي إلى نقص الإنتاج الحيواني، وتدهور حالة الحيوانات، ما يؤثر على سبل المعيشة للمزارعين والمربين، وتفاقم الأمن الغذائي في البلاد".

 

وترى الباحثة في مجال المناخ أنه: "لتلافي هذا الخطر، والحد من تأثيراته السلبية، هناك حاجة مُلّحة لاتخاذ آليات وحلول فورية، تتضمن بعض الإجراءات المحتملة، من خلال تعزيز الممارسات الزراعية المستدامة، ويتأتّى ذلك عبر تشجيع المزارعين والمربين، على اعتماد ممارسات زراعية مستدامة، بالإضافة إلى تعزيز التنوع البيولوجي، والحفاظ على المواطن الحيوية، فضلاً عن تعزيز التوعية والتثقيف، وكذا دعم البحوث العلمية والابتكارات العملية".

 

وشددت هبة حيدر، في ختام حديثها: "يجب أن تتخذ الحكومة إجراءات عاجلة، لتدارك تأثيرات التغير المناخي على الثروة الحيوانية، من خلال اتباع الآليات والحلول الممكنة، إذ لا يزال بالإمكان الحد من ذلك التدهور، والحفاظ على مصادر الغذاء والدخل للمزارعين والمربين، كما يجب أن يكون هناك التزام جدي، من قبل الحكومة والمجتمع، في تنفيذ الإجراءات الهادفة للحلول، والعمل بشكل مشترك للتصدي لتحديات التغير المناخي، والحفاظ على الثروة الحيوانية".

  

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

توقيف مجرمين محترفين وضبط 30.000 من الحيوانات الحية ضمن حملة على الاتجار بالحياة البرية

تم تحديد أكثر من 1.000 مشتبه بهم في عملية أمنية عالمية لمكافحة الاتجار غير القانوني.

تمت مصادرة نحو 30.000 حيوان حي عقب عملية عالمية ضد الاتجار غير المشروع بالحيوانات والنباتات البرية.

وبعد أشهر من التحضير، تبادلت أجهزة إنفاذ القانون، بما في ذلك الشرطة وأمن الحدود والسلطات المعنية بالحياة البرية في 134 دولة، معلومات استخبارية لتحديد وتعطيل شبكات إجرامية "متطورة".

وعُرفت العملية باسم عملية "ثندر"، ونسّقها الإنتربول ومنظمة الجمارك العالمية (WCO)، وقد سجّل الجهد الجماعي رقما قياسيا بلغ 4.460 عملية ضبط خلال الفترة من 15 سبتمبر إلى 15 أكتوبر.

وشمل ذلك عشرات الآلاف من الحيوانات والنباتات المحمية وعشرات الآلاف من الأمتار المكعبة من الأخشاب المقطوعة بشكل غير قانوني، فضلا عن أكثر من 30 طنا من الأنواع المهددة من الحيوانات والنباتات البرية. وتم تحديد عدد مذهل بلغ 1.100 مشتبه فيهم.

داخل أحدث حملة لعملية "ثندر"

كشف التحقيق عن مستويات قياسية لتهريب حيوانات حية عبر الحدود، مدفوعة أساسا بتزايد الطلب على الحيوانات الأليفة الغريبة.

وشمل ذلك قيام السلطات في قطر باعتقال شخص حاول بيع قرد من الأنواع المهددة بالانقراض مقابل 14.000 دولار (نحو 11.967 يورو) عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

غير أن معظم الاتجار بالحياة البرية يتعلق ببقايا الحيوانات وأجزائها ومشتقاتها المستخدمة في الطب التقليدي والأغذية المتخصصة، وقد كشفت الحملة عن تجارة "متصاعدة" بـ "bushmeat"(أي لحوم الحيوانات البرية الغريبة التي تُقتل لأجل لحمها).

إحصاءات من عملية ثندر 2025. INTERPOL.

اعترضت السلطات البلجيكية لحوما لقِرَدة، وصادرت السلطات الكينية أكثر من 400 كيلوغرام من لحوم الزرافات، واستعادت أجهزة إنفاذ القانون في تنزانيا لحوم وجلود الحُمر الوحشية والظباء بقيمة تقارب 10.000 دولار (نحو 8.550 يورو).

وعلى الصعيد العالمي، أسفر التحقيق عن ضبط رقم قياسي بلغ 5.8 أطنان من "bushmeat"، محذرا من "زيادات ملحوظة" في الحالات القادمة من أفريقيا إلى أوروبا.

كما كشفت عملية "ثندر" عن زيادة في تهريب الأنواع البحرية، إذ جرى ضبط أكثر من 245 طنا من الحياة البحرية المحمية خلال حملة استمرت أسبوعا واحدا.

وشمل ذلك 4.000 قطعة من زعانف القرش، التي تُعد طعاما فاخرا في مناطق من آسيا وتُستخدم كثيرا كرمز للمكانة في مناسبات مثل حفلات الزفاف. وتُستخدم أيضا في الطب الصيني التقليدي لما يُنسب إليها من فوائد صحية.

Related الأمم المتحدة تدعو إلى استثمار مناخي عالمي لتحقيق مكاسب بقيمة 17 تريليون يورو بحلول 2070

وشددت أجهزة إنفاذ القانون حملتها على الطلب المستمر على العاج، الذي يُستخدم كثيرا في السلع الفاخرة مثل الأعمال الفنية الزخرفية والمجوهرات. فصادرت الجمارك الفرنسية 107 قطع من العاج من الأسواق، فيما داهمت الجمارك النمساوية منزل تاجر عاج واستعادت ست قطع أخرى.

وفي ألمانيا، تم ضبط أكثر من 1.000 غرض غير قانوني مرتبط بالحياة البرية والغابات، بما في ذلك العاج وأجزاء الزواحف والمرجان ومشتقات النباتات وعينات حية، وذلك أساسا من مراكز البريد والمطارات.

الجرائم البيئية تهدد بـ"زعزعة سلاسل الغذاء"

لا تستهدف الجرائم البيئية الحيوانات الكبيرة فقط؛ فقد تمت مصادرة نحو 10.500 من الفراشات والعناكب والحشرات حول العالم، وكثير منها من الأنواع المحمية.

وشمل ذلك اعتراض أكثر من 40 شحنة من الحشرات و80 شحنة من الفراشات مصدرها ألمانيا وسلوفاكيا والمملكة المتحدة في مركز بريد أميركي.

وتقول الإنتربول إنه رغم صِغَر حجم هذه الكائنات فإنها تؤدي "أدوارا بيئية حيوية". وإخراجها من موائلها الطبيعية يهدد بزعزعة سلاسل الغذاء وبإدخال أنواع غازية وأمراض.

وبلغ الاتجار غير القانوني بالنباتات هذا العام مستويات قياسية أيضا، إذ صادرت السلطات أكثر من عشرة أطنان من النباتات الحية ومشتقات النباتات. ويحذر الخبراء من أن أسواق البستنة وهواة الجمع تدفع الطلب.

تفكيك الشبكات الإجرامية

يقول فالديسي أوركيزا من الإنتربول: "تكشف عملية "ثندر" مرة أخرى عن مدى تطور واتساع نطاق الشبكات الإجرامية التي تقود الاتجار غير القانوني بالحياة البرية والأخشاب؛ شبكات تتقاطع بشكل متزايد مع كل مجالات الجريمة من تهريب المخدرات إلى استغلال البشر".

"هذه العصابات تستهدف الأنواع الهشة، وتقوض سيادة القانون وتعرض المجتمعات في أنحاء العالم للخطر.

ويضيف أوركيزا أن الإنتربول ملتزم بتعزيز الاستجابة الشرطية العالمية وتفكيك "النظام البيئي الكامل للنشاط غير المشروع" لحماية التراث الطبيعي والبشري لكوكبنا.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • أبوظبي للزراعة تنظم سوق المزارعين ومربي الثروة الحيوانية في ليوا الدولي
  • بروتوكول بين البيئة وصندوق رعاية المبتكرين لدعم العمل المناخي
  • الفيضانات الشديدة في آسيا تتفاقم بفعل التغير المناخي
  • البيئة توقع بروتوكول تعاون مع صندوق رعاية المبتكرين لدعم العمل المناخي
  • توقيع بروتوكول تعاون مع صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ لدعم الابتكار والعمل المناخي
  • "وقاء": إطلاق برنامج وطني شامل لتحصين الثروة الحيوانية وحماية الغذاء
  • الإنتربول: تهريب الحيوانات الحية بلغ مستويات قياسية في عام 2025
  • توقيف مجرمين محترفين وضبط 30.000 من الحيوانات الحية ضمن حملة على الاتجار بالحياة البرية
  • بروتوكول تعاون بين صندوق رعاية المبتكرين ووحدة الأوزون لدعم الابتكار والعمل المناخي
  • اكتشاف بكتيريا جديدة تنتقل من الحيوانات الأليفة للبشر