غزة.. واليوم العالمى لحقوق الإنسان
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
يحتفل العالم يوم غداً الأحد باليوم العالمى لحقوق الإنسان.. فى هذا اليوم من 75 عاماً تقريباً صدر الإعلان العالمى لحقوق الإنسان من الجمعية العامة للأمم المتحدة.. وهو الإعلان الذى اعتبر بداية لانطلاق فرع جديد فى القانون الدولى وهو قانون حقوق الإنسان الذى أصبح الآن يضم عشرات الإعلانات والاتفاقيات والبروتوكولات المنظمة للحقوق الأساسية للبشر.
واعتبر الإعلان وقتها انتصاراً للبشرية والإنسانية خصوصا أنه أتى بعد حرب عالمية أنهكت العالم كله، كما كان سبباً فى انطلاق حركات التحرر من الاستعمار فى قارات العالم المحتلة، وهى إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية لأنه نص صراحة على حق تقرير المصير للشعوب.
و لكن يأتى الاحتفال فى هذا العام وسط انهيار شامل لمنظومة حقوق الإنسان. هذا الانهيار جاء بيد من عينوا أنفسهم حماة لحقوق الإنسان فى العالم. الاحتفال يأتى وسط أكبر مجزرة بشرية تتم على الأرض فى قطاع غزة المحتل وتتم بتأييد ومباركة من حكومات الولايات المتحدة ودول أوروبية عديدة.. فحتى يوم الخميس سقط أكثر من 17 ألف شهيد كلهم من المدنيين. عدوان لا رحمة فيه على المستشفيات والمدارس والكنائس والمساجد وحتى مبانى المنظمات الدولية المحصنة بالقانون الدولى الإنسانى.
محاولات تجرى لتهجير أكثر من 2 مليون شخص قسرياً من منازلهم. فما يحدث فى غزه سيظل وصمة عار فى جبين كل الحكومات والبرلمانات والمنظمات الصامتة على هذه المجازر وعلى رأسها البرلمان الأوروبى.
اليوم العالمى لحقوق الإنسان فقد اعتباره فى هذا العام. وفقد قيمته الرمزية العالية. وأصبح كل من يعمل فى مجالى حقوق الإنسان والمؤمنون بها فى حرج كبير لعجزهم عن إيقاف آلة القتل الصهيونية المدعومة أمريكياً وأوروبياً ضد شعب أعزل محاصر ويتعرض أطفاله ونسائه للقتل الممنهج على يد الاحتلال الصهيونى وتشريد آلاف الأسر دون مأوى أوغذاء أو ماء.
آلة القهر الصهيونية الأمريكية الأوروبية أنهت وإلى الأبد قيم حقوق الإنسان العالمية وأدت إلى رده لدى العديد من النشطاء بعد ما شاهدوه من ازدواج فاضح للمعايير الغربية فى التعاطى مع ما يحدث فى غزة. فلن يصدق العالم أى حكومة أو أى وسيلة إعلام غربية من التى تدافع عن قوات الاحتلال الصهيونى عندما تتحدث عن حقوق الإنسان والديمقراطية وحرية الرأى والتعبير والانتخابات الحرة النزيه والتعذيب وغيرها من الحجج التى كان وما زال يستخدمها الغرب فى مواجهة الحكومات الأخرى واستخدامه وسيلة ضغط سياسى وسيكون من حق الحكومات أن ترد على آليات الأوروبية والأمريكية بسهولة ويسر فى الأيام القادمة.
يأتى يوم العاشر من ديسمبر هذا العام. ونحن امام عجز كلى فى التصدى للمجازر التى ترتكب أمام أعين العالم وقلق من تزايد قمع السلطات فى جميع دول العالم للشعوب بعد أن سقط من كانوا يدعون أنهم حراس الحريات فى مستنقع القمع والتنكيل بكل من لديه ضمير ويفتح فمه مندداً بما يجرى فى غزة.. ولم يسلم من هذه المقصلة الغربية فنانون ومثقفون ورياضيون وبلوجر والمواطنون العاديون كذلك.
لقد كشف الغرب عن وجهه الحقيقى العنصرى والمتنكر لكل ما كان يدعيه بأن علاقاته مع الدول مبنية على مدى احترامها لحقوق الإنسان لديها وهو ما نجده فى اتفاقيات الشراكة والتعاون. ولكن كل هذا سقط مع وصول المجازر فى غزة إلى اليوم 61 ولم يتحرك ضمير العالم لوقفها فى عجز كامل لكل الآليات الدولية لحماية حقوق الإنسان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: غزة حقوق الإنسان الإعلان قطاع غزة المحتل حقوق الإنسان
إقرأ أيضاً:
زيارة مهمة للمجلس لقومي لحقوق الإنسان لمحافظة دمياط
يُنظم المجلس القومي لحقوق الإنسان، زيارة ميدانية إلى محافظة دمياط خلال الفترة من 24 إلى 28 مايو 2025، لمتابعة وتقييم أوضاع الحقوق الاجتماعية، والوقوف على مدى استعداد المحافظة لتطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل في مرحلتها الثانية.
تُشرف على الزيارة بحسب بيان صادر عن المجلس، لجنة الحقوق الاجتماعية، وتهدف إلى إجراء تقييم ميداني شامل لأوضاع الخدمات التعليمية والصحية وبرامج الحماية والرعاية الاجتماعية، ومدى توافقها مع معايير حقوق الإنسان.
كما تشمل الزيارة لقاءات مع ممثلي الجهات التنفيذية ومنظمات المجتمع المدني، والاستماع إلى المواطنين للوقوف على التحديات التي تواجههم.
تركز الزيارة على متابعة أداء منظومة التأمين الصحي الشامل، التي بدأت المحافظة في تنفيذ تجهيزاتها الفنية واللوجستية لتطبيقها ضمن المرحلة الثانية من المشروع.
كما تتضمن الجولة تفقد عدد من الوحدات الصحية والمستشفيات المركزية، لتقييم حالة البنية التحتية وتوافر الكوادر الطبية والمخصصات المالية، إلى جانب رصد التقدم المحرز في ملف الحقوق الاجتماعية، خاصة ما يتعلق بالحق في الصحة والحماية الاجتماعية.
تترأس الزيارة الدكتورة نهى طلعت، الأمين العام للجنة الحقوق الاجتماعية بالمجلس، التي أكدت أن هذه الجولة الميدانية تأتي تنفيذًا لتوصيات آلية "المراجعة الدورية الشاملة"، وتهدف إلى تعزيز شمولية الخدمات الأساسية، وتأكيد التزام الدولة بضمان الحقوق الاجتماعية للمواطنين، خاصة في المحافظات الأكثر احتياجًا.
ويشارك في الزيارة كل من الدكتورة سميرة لوقا، عضو لجنة الحقوق الاجتماعية، والأستاذ رامي علام، عضو الأمانة العامة بالمجلس.
تجدر الإشارة إلى أن مشروع التأمين الصحي الشامل يمثل أحد أهم ركائز استراتيجية الدولة لتحقيق العدالة الاجتماعية، وتسعى المرحلة الثانية إلى توسيع نطاق التغطية الصحية لتشمل محافظات جديدة، من بينها دمياط، التي تشهد جهودًا حثيثة لتعزيز البنية التحتية وتحسين مستوى الخدمات العامة.
ومن المتوقع أن تخلص الزيارة إلى عدد من التوصيات العملية لدعم خطط الدولة في تطوير الخدمات الصحية والاجتماعية، ومعالجة التحديات القائمة بما يضمن صون كرامة المواطن وحقوقه الأساسية.