شهدت القضية الفلسطينية مؤخرا بعض التحركات ضد الموقف الإسرائيلي المستمر بالتصعيد ضد الفلسطينيين، وتوافقت مصر وروسيا على مواصلة التحرك بجدية لوقف إطلاق النار في غزة، وضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته في هذا الصدد.

واتفق الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي اليوم، على مواصلة التحرك لوقف إطلاق النار وتحقيق تسوية عادلة لـ القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.

القضية الفلسطينية

وقال المتحدث باسم الرئاسة، في بيان إنه خلال اتصال هاتفي تلقاه الرئيس عبد الفتاح السيسي من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ناقش الزعيمان الأوضاع الإقليمية، وبالأخص في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية، في ظل الموقف المتأزم سياسيا وإنسانيا، حيث استعرض السيسي الجهود والاتصالات المصرية للدفع في اتجاه وقف إطلاق النار لحماية المدنيين ومنع المزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية المأساوية التي يعيشها أهالي القطاع والمساعي المصرية المكثفة لإدخال أكبر قدر من المساعدات الإنسانية اللازمة لإعاشة وإغاثة أهالي غزة من المدنيين الأبرياء.

كما اتفق الرئيسان على مواصلة التحرك بجدية لوقف إطلاق النار، وضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسئولياته في هذا الصدد، مع أهمية حشد الجهود الدولية للوصول إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية وفقا لمقررات الشرعية الدولية ذات الصلة.

وعجز مجلس الأمن الدولى عن إصدار قرار لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة بالرغم من تصويت 13 من الدول الـ15 الأعضاء في المجلس لصالح مشروع القرار الذي طرحته الإمارات، وبعد تفعيل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش للمادة 99 من الميثاق الأممى للتنبيه من الوصول إلى نقطة الانهيار فى قطاع غزة، وجاء الفشل بسبب معارضة الولايات المتحدة فيما يعرف بحق "الفيتو"،  وامتناع المملكة المتحدة عن التصويت.

وقد أثارت عرقلة "الفيتو" الأمريكي لقرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة ردود فعل غاضبة أدانت الموقف الأمريكى ووصفته بـ"اللاإنسانى".

وأعربت روسيا عن إدانتها لعرقلة قرار وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وذلك بعد استخدام الولايات المتحدة حق الفيتو لوقف قرار يطالب بوقف إطلاق النار داخل مجلس الأمن، لإفشال مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار في غزة.

موقف روسيا من القضية الفلسطينية

وقال نائب المندوب الروسي داخل مجلس الأمن إن "عرقلة وقف إطلاق النار حكم أمريكي بالإعدام على الآلاف وربما عشرات الآلاف من الفلسطينيين".

فيما قال نائب المندوبة الأمريكية، روبرت وود، إن مشروع القرار منفصل عن الواقع ولن يؤدي إلى دفع الأمور قدمًا على الأرض.

وكان أكد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، اليوم الاربعاء، أن بلاده تؤيد دائما تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولى بشأن إنشاء دولة فلسطينية مستقلة.

وقال بوتين، خلال الجلسة العامة لأسبوع الطاقة الروسي، "إننا نؤيد دائما تنفيذ قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وأعنى أولا وقبل كل شيء، إنشاء دولة فلسطينية مستقلة. وهذا هو أصل كل المشاكل"، مضيفا أن موقف روسيا من تسوية الصراع الفلسطينى الإسرائيلى لم يبرز نتيجة الأحداث المأساوية الأخيرة، بل تشكل على مدى العقود الماضية، لافتا "وهذا الموقف معروف لدى الجانب الإسرائيلى ولدى أصدقائنا فى فلسطين".

وأشار إلى أن القضية الفلسطينية الإسرائيلية رافقتها وتفاقمت "أنشطة الوساطة" لعدد من الدول فى السنوات الأخيرة.. ولا تزال هناك شخصيات سياسية وخبراء فى هذه الدول اليوم ترى أنه من الضرورى السير على طريق إنشاء الدولة المستقلة.

وتابع بوتين "وهناك مثل هؤلاء الأشخاص فى إسرائيل، لكن أولئك الذين يحاولون منذ عقود حل هذه المشكلة بالقوة لهم اليد العليا. ولسوء الحظ، يؤدى هذا إلى مثل هذه الأحداث المأساوية التى نشهدها الآن"، مؤكدا أن الولايات المتحدة أهملت آليات التسوية فى الشرق الأوسط فى السنوات الأخيرة وحاولت استبدال حل المشاكل السياسية بـ"المنح المادية".

من جانبه، قال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، إن هناك نظرة مختلفة من قبل روسيا فيما يخص القضية الفلسطينية على اعتبار أن روسيا تنظر إلى هذه القضية بمثابة تهديد خطير للأمن القومي في منطقة الشرق الأوسط.

وأوضح فارس، في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن روسيا تسعى إلى العمل على حل مبدأ حل الدولتين اتفاقا واتساقا مع قرارات الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، خاصة أن الكثير من الإجراءات الأمريكية الاخيرة التي اتخذت من قبل الرئيس الأمريكي السابق ترامب كانت تؤدي إلى وأد القضية الفلسطينية.

الصراع الفلسطينى الإسرائيلى

وتابع: وبالتالي تسعى روسيا إلى لعب دور محوري وريادي في جميع القضايا العربية، والعمل على إيجاد حلول سياسية سلمية تتوافق مع الرؤية العربية، وأيضا الصين تتفق مع روسيا في هذا الاتجاه.

وأضاف أن هذا الاتفاق في ظل أن العالم يتحول بشكل كبير جدا من عالم القطبية الأحادية إلى عالم الثلاثية القطبية، وبالتالي من الممكن جدا أن تلعب روسيا دورا مهما جدا في العمل على حلحلة المشهد المعقد.

واختتم: تلعب روسيا أيضا على دعم القضية الفلسطينية سياسيا على المستوى الدولي بإيجاد ظهير دولي حقيقي يكون دافعا للضغط على إسرائيل للعودة إلى طاولة المفاوضات، والعمل على حلحلة هذا المشهد الذي من الممكن جدا أن يؤدي لى يعني بعد جديد في المنطقة بتغيير الأوضاع وسياسة حجة المستهلكات بدون إمكانيات الجيش الفلسطيني والإسرائيلي.

فيما أكدت دراسة للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن السلام العادل والشامل وتحقيق الأمن المستدام من أجل تسوية حقيقية قائمة على حقن دماء الفلسطينيين بعيدًا عن تصفير القضية الفلسطينية، والعمل على الحفاظ على الحق الفلسطيني في الأرض وحماية أرواح المدنيين وتوفير الممرات الآمنة للمساعدات الإنسانية، هو جوهر الموقف المصري دائمًا من القضية الفلسطينية.
 

خبير سياسي: رئيس قبرص أشاد بدور مصر في القضية الفلسطينية وزير الدفاع: القضية الفلسطينية تواجه منحنى شديد الخطورة وتصعيدًا عسكريًا غير محسوب


واعتبرت الدراسة، أنه من هذا المنطلق برز الدور المصري في القضية ذات الاهتمام الأول للأمن القومي المصري، ركيزة استقرار المنطقة؛ فاتخذت القيادة السياسية خطوات واضحة وحاسمة من خلال التواصل مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بجانب الأطراف الإقليمية والدولية لضمان التوصل إلى حلول عاجلة على المستوى الإنساني والسياسي.

ولفتت إلى أن الموقف المصري على مدار العقود ورؤيتها الواضحة من القضية الفلسطينية القائمة على الحفاظ على مقدرات الدولة الفلسطينية وسلامة شعبها، وحماية المدنيين، وتحقيق مبادئ الشرعية الدولية، وكذلك حل الدولتين القائم على حدود يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والالتزام باتفاقية جنيف، ظهر منذ اليوم الأول لعملية “طوفان الاقصى” في 7 أكتوبر 2023، ومع استمرار العمليات وتهديد استقرار المنطقة، كان هناك تأكيد رئاسي من القيادة المصرية للحفاظ على أمن ومقدرات الدول العربية، ودعم المدنيين، وذلك باتخاذ خطوات فعلية على المستوى السياسي الدبلوماسي، والإنساني.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: القضية الفلسطينية الروسي فلاديمير بوتين بوتين السيسي روسيا غزة قطاع غزة القضیة الفلسطینیة لوقف إطلاق النار وقف إطلاق النار حل الدولتین مجلس الأمن من الدول قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

التحديات الأمريكية لوقف إطلاق النار في غزة.. آفاق مظلمة قبل انتهاء ولاية بايدن

تتواصل الأزمة الإنسانية في قطاع غزة مع تصاعد الأعمال العسكرية بين إسرائيل وحماس، مما يجعل جهود الولايات المتحدة للتوسط في اتفاق لوقف إطلاق النار أكثر تعقيدًا.

وفي ظل تصريحات مسؤولين أمريكيين، يبدو أن الأمل في التوصل إلى اتفاق قبل نهاية ولاية الرئيس جو بايدن في يناير المقبل قد تلاشى، مما يثير القلق بشأن الأوضاع المتفاقمة في المنطقة.

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقريرها، أن مسؤولين رفيعي المستوى في البيت الأبيض ووزارتي الخارجية والدفاع الأميركية، أشاروا إلى أن الولايات المتحدة لا تتوقع التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة في المستقبل القريب.

وفي تصريحٍ لها، أكدت سابرينا سينغ، المتحدثة باسم وزارة الدفاع، أن الوضع لا يشير إلى انهيار المفاوضات، ولكنها لم تعبر عن تفاؤل كبير بإمكانية تحقيق تقدم سريع.

وعلى الأرض، تستمر الأعمال العدائية حيث أفاد مراسل "العربية" و"الحدث" بأن المروحيات الإسرائيلية قامت بقصف مكثف في محور "نتساريم" وسط القطاع، بينما استمر القصف المدفعي الإسرائيلي على المناطق الشمالية من مدينة رفح.

حيث يأتي ذلك في وقت تتزايد فيه الأعداد اليومية للضحايا، مما يزيد من الضغط الدولي على الأطراف المعنية.

وخلال الأسابيع الأخيرة، كان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، قد أشار إلى تحقيق 90% من اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار.

ومع ذلك، تبرز العقبات الكبيرة التي تواجه المفاوضات، خاصةً فيما يتعلق برغبة إسرائيل في الاحتفاظ بقواتها في محور فيلادلفيا (صلاح الدين) الذي يربط غزة بمصر، بالإضافة إلى تفاصيل تبادل الأسرى بين الجانبين.

حيث تعتبر الولايات المتحدة أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على استقرار الشرق الأوسط، وسط المخاوف من تفشي النزاع إلى مناطق أخرى.

ومع ذلك، فإن الوضع الحالي يشير إلى وجود صعوبات كبيرة في تحقيق ذلك.

فمنذ الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، زادت الأعمال العسكرية بشكل ملحوظ.

ردًّا على ذلك، أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 41 ألف فلسطيني، حسب وزارة الصحة في غزة، مما تسبب في أزمة إنسانية غير مسبوقة.

حيث فرّ معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، مما أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية وزيادة حدة المجاعة.

وعلى الرغم من استمرار المحادثات والجهود الأمريكية لطرح اقتراحات جديدة، يبقى الوضع في غزة معقدًا وملئًا بالتحديات.

حيث إن تأخر التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات الإنسانية ويزيد من التوترات الإقليمية، لذا يبقى الأمل معلقًا على إمكانية تحقيق توافق بين الأطراف المعنية لإنهاء هذا النزاع المدمر.

مقالات مشابهة

  • «الأهلية الفلسطينية»: هناك استعجال في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار
  • إدارة بايدن بين دعوات التهدئة وعمليات إسرائيل الجراحية
  • ضو: لإطلاق تفاوض فوري لوقف إطلاق النار بناء على ال 1701 وتطبيقه
  • «بايدن»: نعمل على الوصول لحل لوقف إطلاق النار في غزة
  • لحماية أطفال غزة.. منظمة اليونيسف تدعو لوقف إطلاق النار فوراً
  • التحديات الأمريكية لوقف إطلاق النار في غزة.. آفاق مظلمة قبل انتهاء ولاية بايدن
  • الولايات المتحدة تعترف بعدم إمكانية التوصل لوقف إطلاق النار في غزة قبل انتهاء ولاية بايدن
  • ممر آمن للسنوار مقابل الرهائن.. ما رد أمريكا على مقترح إسرائيل؟
  • «البيت الأبيض»: الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة سيخفض التوترات بالمنطقة
  • حقوق الإنسان: المجتمع الدولى لا يبذل جهودا لوقف إطلاق النار فى غزة