سيناريو حصل خلال حرب لبنان.. ماذا فعلت إسرائيل فوق غزّة؟
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
أقدم الجيش الإسرائيلي على خطوة جديدة من نوعها منذ اندلاع الحرب مع حماس في 7 تشرين الأول الماضي، إذ قرر استخدام أسلوب "الإنزال الجوي" لنحو 7 أطنان من المعدات والأسلحة للمئات من جنوده، الذين يحاربون في خان يونس، جنوبي قطاع غزة.
وهذه هي المرة الأولى، منذ حرب لبنان عام 2006، التي يلجأ فيها الجيش الإسرائيلي إلى هذا التكتيك العسكري بإسقاط معدات من الجو لتزويد قواته على الأرض.
وأظهرت لقطات نشرها الجيش الإسرائيلي إنزالاً جوياً ليلاً في جنوب القطاع، إذ تم إسقاط الإمدادات بالمظلات من طائرة نقل طراز "سي -130 جي"، تابعة للسرب 103 في سلاح الجو الإسرائيلي، إلى ساحة المعركة.
وبالتزامن، وصلت الدبابات الإسرائيلية إلى وسط خان يونس، بعد ليلة من القتال العنيف الذي أدى إلى إبطاء التقدم الإسرائيلي من الشرق.
ويأتي القتال في خان يونس، في وقت تعيد فيه إسرائيل تركيز جهودها الحربية المستمرة منذ أكثر من شهرين على الجنوب، بعد قصف شمال غزة وطرد غالبية سكان القطاع الفلسطيني، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، من ديارهم.
سر "الإنزال الجوي"
من جانبه، قال الباحث المتخصص في الشؤون الجيوسياسية والدفاعية، حمزة العطار، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن استخدام القوات الإسرائيلية لأسلوب "الإنزال الجوي" عبر طائرات الشحن الجوي؛ يأتي لسرعتها وقدرتها على إنزال كميات أكبر من الذخيرة والمواد التموينية للقوات المقاتلة دون تعرضها لأخطار حقيقية، وبالنظر للطبيعة الجغرافية المعقدة لمنطقة خان يونس.
وحدد العطار الأسباب وراء صعوبة الإمداد اللوجستي عبر الشاحنات للقوات الإسرائيلية، في عدد من النقاط قائلاً إن "طائرة النقل من طراز C-130J تتمتع بنظم حماية عالية ضد الدفاعات الجوية، كما لديها حمولة عالية لنقل المواد والأسلحة". ولفت إلى أن "التحليق الموازي للمروحيات العسكرية مثل الأباتشي AH64، توفّر مراقبة حثيثة لتلك الحمولات إلى أن تصل للقوات الإسرائيلية، وفي حالة اقتراب مقاتلي حماس من تلك الحمولات تغير عليهم فوراً"، وأضاف: "تلك الحمولة التي تنزلها طائرة C-130J تهبط في مساحات خلف الخطوط المتقدمة للجيش الإسرائيلي لحمياتها من مقاتلي حماس". موقف العمليات الميداني
وتحدث الباحث المتخصص في الشؤون الجيوسياسية والدفاعية، عن الموقف العملياتي الميداني في خان يونس، بالإشارة إلى أن المعارك بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس اختلفت في الشق التكتيكي في مرحلتي ما قبل وقف إطلاق النار وما بعدها.
وأوضح أنه قبل وقف إطلاق النار، كان مقاتلو القسام يتبعون تكتيكا لإبطاء تقدم القوات الإسرائيلية وإطالة خطوط إمداداتها العسكرية وزيادة خسائرها في الآليات؛ لصعوبة إخراجها من قلب المعارك تحت النيران.
لكن هذا التكتيك اختلف كلياً في مرحلة ما بعد الهدنة، وفق العطار، الذي أشار إلى انتقال مقاتلي حماس للالتحام المباشر مع القوات الإسرائيلية لإيقاع أكبر كم من الخسائر البشرية في تلك القوات.
ولفت إلى أن حماس أدخلت سلاح القناصة بوتيرة أعلى في المعارك الجنوبية في خان يونس بالتزامن مع ضرب الآليات العسكرية بالقذائف المضادة للدروع.
ودفعت تلك التكتيكات، القوات الإسرائيلية لهجر آلياتها العسكرية واللجوء للمباني السكنية للاحتماء فيها، بحسب العطار. (سكاي نيوز عربية)
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: القوات الإسرائیلیة فی خان یونس إلى أن
إقرأ أيضاً:
حماس ترفض تقرير العفو الدولية وتتهمه بتبني الرواية الإسرائيلية
رفضت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الخميس، تقرير منظمة العفو الدولية الذي صدر في وقت سابق الخميس واتهم فصائل فلسطينية مسلحة بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" خلال هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
واعتبرت الحركة أن التقرير يستند إلى رواية الاحتلال الإسرائيلي ويتضمن مغالطات وتناقضات جوهرية، في وقت يواصل فيه الاحتلال التغطية على جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب.
حماس: تقرير العفو "مغلوط ومشبوه"
قالت حماس في بيان رسمي إنها ترفض "بشدة" ما ورد في تقرير منظمة العفو الدولية، معتبرة أنه "يزعم ارتكاب المقاومة الفلسطينية جرائم خلال عملية طوفان الأقصى"، وأنه يتجاهل الحقائق التي وثقتها منظمات حقوقية، بعضها إسرائيلية.
وأكدت الحركة أن التقرير "مغرض ومشبوه" ويحتوي على "مغالطات وتناقضات" تتناقض مع ما أثبتته تسجيلات ووثائق وتحقيقات ميدانية.
وأشارت الحركة إلى أن بعض مزاعم العفو الدولية، مثل "تدمير مئات المنازل والمنشآت"، ثبت أنها وقعت بفعل القوات الإسرائيلية نفسها عبر القصف الجوي والبري.
كما أوضحت أن "الادعاء بقتل المدنيين" يناقض تقارير عدة أكدت أن جيش الاحتلال هو من قتلهم في إطار تطبيقه "بروتوكول هانيبال" الذي يجيز إطلاق النار على الإسرائيليين لمنع أسرهم.
اتهامات بالاستناد إلى رواية الاحتلال
ورأت الحركة أن ترديد التقرير "أكاذيب الاحتلال" حول العنف الجنسي والاغتصاب وسوء معاملة الأسرى يؤكد أن الهدف الحقيقي هو "التحريض وتشويه المقاومة"، مشيرة إلى أن "العديد من التحقيقات الدولية" سبق أن فندت تلك الادعاءات.
وشددت حماس على أن "تبني منظمة العفو لهذه المزاعم يضعها في موقع المتواطئ مع الاحتلال، ومحاولاته شيطنة الشعب الفلسطيني ومقاومته الشرعية".
وطالبت الحركة المنظمة الدولية بالتراجع عن التقرير "غير المهني" ورفض الانجرار خلف الرواية الإسرائيلية الهادفة – بحسب البيان – إلى طمس حقيقة جرائم الإبادة الجماعية التي تحقق فيها محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية.
غياب المنظمات الدولية عن غزة
وأكدت حماس أن حكومة الاحتلال منعت منذ الأيام الأولى للحرب دخول المنظمات الدولية وفرق الأمم المتحدة إلى قطاع غزة، كما حظرت وصول فرق التحقيق المستقلة إلى مسرح الأحداث.
وأوضحت أن "الحصار المفروض على الشهود والأدلة" يجعل أي تقارير تصدر عن جهات خارج القطاع "غير مكتملة ومنقوصة"، ويحول دون الوصول إلى تحقيق مهني يعتمد على الحقائق الميدانية.
تقرير العفو الدولية
وكانت منظمة العفو الدولية قد أصدرت في وقت سابق الخميس تقريرا موسعا من 173 صفحة، اتهمت فيه فصائل فلسطينية – وفي مقدمتها حماس – بارتكاب "انتهاكات للقانون الدولي الإنساني وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية"، خلال هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر أو ما تلاه من احتجاز وإساءة معاملة للرهائن.
وجاء في التقرير أن الفصائل الفلسطينية "واصلت ارتكاب الانتهاكات" عبر احتجاز الرهائن وسوء معاملتهم، واحتجاز جثامين تم الاستيلاء عليها، مشيرا إلى أن "قتل أكثر من 1221 شخصا في إسرائيل" – وفق تصنيف المنظمة – يرقى إلى "جريمة إبادة ضد الإنسانية".
كما تضمن التقرير اتهامات بالاغتصاب والعنف الجنسي، رغم أن المنظمة أقرت بأنها لم تتمكن من توثيق سوى "حالة واحدة فقط"، الأمر الذي حال دون تقدير حجم الانتهاكات المزعومة بدقة.
إبادة إسرائيلية في غزة
وفي المقابل، تجاهل تقرير العفو الدولية – بحسب حماس – حجم الجرائم التي ارتكبها الاحتلال منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023، حين شن حرب إبادة جماعية على قطاع غزة خلفت أكثر من 70 ألف شهيد فلسطيني، وما يزيد على 171 ألف جريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب تدمير 90 بالمئة من البنية التحتية المدنية وتهجير معظم سكان القطاع قسرا.
وأفرجت حماس خلال مراحل اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عن جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء لديها، إضافة إلى تسليم جثامين المتوفين، باستثناء أسير واحد قالت إنها ما تزال تبحث عنه.