أكد المشاركون في مؤتمر الطاقة العربي الثاني عشر أن استغلال المصادر الهيدروكربونية مع التحكم في انبعاثاتها من خلال التقنيات النظيفة سيعزز إمكانية وصول العالم إلى الحياد الصفري المنشود في عام 2050.

جاء ذلك في البيان الختامي للمؤتمر الذي استضافته الدوحة على مدار يومين تحت "الطاقة والتعاون العربي".

وأكد البيان أن المصادر الهيدروكربونية جزءا من الحل نحو التحول المتوازن والمتدرج والمسؤول نحو مصادر طاقة أكثر ديمومة، بشكل يأخذ في الاعتبار الظروف والأولويات الوطنية لكل دولة.

كما أوصى البيان بضرورة تبني كافة الدول العربية سياسات تنموية متوازنة، تشمل إدماج البعد البيئي في خطط التنمية، والاستخدام المتوازن للموارد، وتنويع الاقتصاد، ووضع المعايير البيئية الملائمة لتحقيق التنمية المستدامة على أكمل وجه. بالإضافة إلى العمل على ترسيخ المفاهيم الأساسية للتنمية المستدامة في الصناعة البترولية، من خلال اقتناء التقنيات الحديثة، والحفاظ على الطاقة وترشيد استهلاكها، وإنتاج الوقود الأنظف، والحد من الانبعاثات، وتحسين الأداء في كافة مراحل هذه الصناعة.

وأكد البيان الختامي على أهمية تطوير دور شركات الطاقة الوطنية، وإيجاد آلية للتعاون والتنسيق فيما بينها في المجالات التقنية والفنية والاقتصادية، والاستفادة من التقنيات الحديثة، وتبادل الخبرات بهدف الحفاظ على مستويات الإنتاج، والعمل على توفير طاقات إنتاجية إضافية؛ وذلك بهدف المحافظة على الوقود الأحفوري المصدر الرئيسي للطاقة لعقود مقبلة.

ودعا إلى متابعة التطورات الفنية والاقتصادية في مجال مصادر الطاقة المتجددة، والعمل على زيادة حصتها في مزيج الطاقة المستهلكة، وتعزيز كفاءة الطاقة. بالإضافة إلى زيادة الاستثمار في صناعة النفط والغاز لتجنب أزمات الطاقة المحتملة، حيث يتوقع أن يظلا الركيزتين الأساسيتين للطاقة العالمية لعقود عديدة مقبلة، وكذلك دعم الاستثمارات في مسارات الطاقة المختلفة لضمان أمن الطاقة المستدام، فمع تزايد الطلب، يحتاج العالم إلى جميع مصادر الطاقة الأحفورية منها والمتجددة على حد سواء.

وأكد البيان على زيادة دور الطاقة النووية في العديد من الاستراتيجيات الوطنية لتحولات الطاقة، بوصفها تكنولوجيا للطاقة النظيفة فعالة للتخفيف من الغازات الدفيئة، ومن ثم ينبغي أن تعامل معاملة مماثلة للعديد من تكنولوجيات الطاقة النظيفة الأخرى.

وأوصى بأهمية تحديث المصافي القائمة و/أو بناء مصاف جديدة، وزيادة طاقة العمليات التحويلية؛ وذلك بهدف الانتقال التدريجي نحو إنتاج مشتقات نفطية نظيفة، وبمواصفات أكثر ملاءمة للبيئة، وتغطية حاجة السوق المحلية، ولتسويق الفائض إلى السوق العالمية.

ودعا إلى تهيئة الظروف الملائمة للتوسع في إنتاج الهيدروجين واستخدامه، لا سيما أن الدول العربية تمتلك العديد من المقومات لبناء اقتصاد تنافسي للهيدروجين، ولعب دور مؤثر في التجارة الدولية له مستقبلا، ويأتي ذلك في إطار أن الهيدروجين سيكون له دور فعال في تحولات الطاقة، ودعم الجهود الدولية الرامية إلى الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وخلق مستقبل للطاقة منخفض الكربون.

وأشار إلى أهمية تعزيز التعاون والتكامل بين شركات البتروكيماويات في الدول العربية، والعمل على نقل التكنولوجيا الحديثة، ودعم جهود البحث العلمي لمواجهة التحديات التي تعترض الصناعة، وتعزيز قدرتها التنافسية في الأسوق العالمية.

وشدد المؤتمر في بيانه الختامي على ضرورة تطوير الاستراتيجيات والبرامج التنفيذية الخاصة بترشيد وتحسين كفاءة استخدام الطاقة على كافة المستويات وفي جميع القطاعات، وذلك من خلال وضع الخطط وتنفيذ البرامج اللازمة لتحسين كفاءة استخدام الطاقة في الصناعات المختلفة.

ولفت إلى أهمية رسم سياسات ترشيد الاستهلاك بما يحافظ على نمو معتدل في استهلاك الطاقة، على ألا يتعارض ذلك مع برامج التنمية، ووضع الخطط والتنبؤات الدقيقة الكفيلة بتنويع قاعدة مصادر الطاقة طالما كانت ذات جدوى فنية واقتصادية.

وأشار إلى أن دعم الشراكات الاستراتيجية بين الحكومات والقطاع الخاص كمحفز رئيسي للتنمية يمكن أن يشكل جزءا من إطار اقتصاد الكربون الدائري، مع الاستفادة من الحلول التكنولوجية لمعالجة حرق الغاز. بالإضافة إلى دعم جهود التغلب على عوائق تنمية قطاع الكهرباء لتحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول العربية، المتمثلة في رفع الدعم وزيادة الكفاءة، وزيادة الاستفادة من مشاريع الربط الكهربائي القائمة، حيث لا يحتاج ذلك إلى استثمارات إضافية، مع تدعيم خطوط الربط القائمة بخطوط ربط جديدة.

كما تضمن البيان الختامي لمؤتمر الطاقة العربي الثاني عشر توصيات تتعلق بتوظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وتطبيقاتها في قطاع النفط والغاز، مع التركيز على كيفية تسخير الذكاء الاصطناعي لزيادة الكفاءة التشغيلية واكتساب ميزة تنافسية، بالإضافة إلى استغلال التطورات التكنولوجية في تعزيز وتكامل مصادر الطاقة المستدامة في منظومة الطاقة الحالية، مع التأكيد على استمرار الاهتمام بالبحث العلمي في مجال الطاقة.

كما دعت التوصيات إلى متابعة التطورات الدولية في مجال التقنية والاستفادة منها في حال ثبوت جدواها، في مختلف جوانب صناعة النفط والطاقة.

يذكر أن الرياض ستستضيف مؤتمر الطاقة العربي الثالث عشر عام 2027.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: مؤتمر الطاقة العربي البیان الختامی الطاقة العربی الدول العربیة بالإضافة إلى مصادر الطاقة

إقرأ أيضاً:

المنتدى الدولي للابتكار الأخضر يستعرض التكامل العربي في مسارات الاستدامة

كتب - يوسف بن سالم الحبسي 

انطلقت صباح اليوم في مسقط أعمال المنتدى الدولي للابتكار الأخضر ودوره في تحقيق التنمية المستدامة في الوطن العربي، الذي تنظمه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بالتعاون مع اتحاد مجالس البحث العلمي العربية، بمشاركة أكثر من 200 مشارك من المنظمات الإقليمية والدولية والمؤسسات البحثية المتخصصة في مجالات البيئة والزراعة والطاقة المستدامة.

ويأتي تنظيم المنتدى في ظل ما يشهده العالم من تحديات بيئية ومناخية متسارعة، وما تفرضه من ضرورة تبنّي نماذج تنموية قائمة على الاستدامة؛ إذ يمثّل الابتكار الأخضر أحد الممكنات الأساسية للتحول نحو الاقتصاد الدائري وتحقيق الحياد الكربوني، عبر تكامل البحث العلمي مع التكنولوجيا وريادة الأعمال البيئية، ويهدف المنتدى إلى تعزيز التكامل العربي في مجالات الابتكار الأخضر والتنمية المستدامة، من خلال تبادل الخبرات بين المؤسسات البحثية والمنظمات الإقليمية، ودعم السياسات والمبادرات الوطنية المرتبطة بالبيئة والطاقة والزراعة الذكية وريادة الأعمال.

وأكدت معالي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية، وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار أن استضافة سلطنة عُمان لمنتدى الابتكار الأخضر ضمن أعمال الدورة السابعة والأربعين لاتحاد مجالس البحث العلمي العربية تأتي تأكيدًا لالتزام سلطنة عمان بدعم مسارات الابتكار الأخضر بوصفه ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، وانسجامًا مع توجهات "رؤية عُمان 2040" نحو موازنة متطلبات النمو الاقتصادي مع حماية البيئة.

وأوضحت معاليها أن الابتكار الأخضر بات اليوم عنصر تمكين رئيسيًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، خصوصًا في مجالات الطاقة المتجددة والاقتصاد الدائري والتقنيات النظيفة.. مضيفة: إن سلطنة عمان تمضي بثبات نحو تحقيق الحياد الصفري بحلول عام 2050 من خلال الاستراتيجية الوطنية للحياد الصفري، ومركز عُمان للحياد الصفري، وخارطة الطريق الوطنية للاقتصاد الأخضر.. مؤكدة أن الوزارة تعزّز هذا التوجه عبر برامجها ومبادراتها البحثية، وفي هذا السياق، أبرزت معاليها دور مجمع الابتكار مسقط كأول منطقة علمية حكومية تحتضن الباحثين والمبتكرين وروّاد الأعمال، وترتبط بشراكات مع الجامعات وقطاعي الطاقة والزراعة لتطوير حلول قائمة على الابتكار الأخضر.

كما تطرقت إلى مشروع تحويل الحرم الجامعي إلى حرم أخضر ذكي ومستدام بوصفه إحدى المبادرات الوطنية الرائدة، من خلال تشجيع مؤسسات التعليم العالي على استخدام الطاقة النظيفة، ورفع كفاءة الموارد، وتعزيز إدارة النفايات والتحول الرقمي، إضافة إلى التعاون الدولي مع شركات مثل عُمانتل وهواوي، ودعم المبادرات الطلابية البيئية.

وأكدت معاليها أن المنتدى يشكل منصة علمية للحوار وبناء شراكات بحثية ومشروعات مبتكرة يقودها الشباب، بما يسهم في دعم منظومة الابتكار الوطنية وتقديم حلول نوعية للتحديات البيئية والتنموية في المنطقة.

بناء القدرات البحثية

من جانبه، أوضح معالي الأستاذ الدكتور عبدالحميد بنعمارة، الأمين العام لاتحاد مجالس البحث العلمي العربية، أن الدول العربية تجاوزت مرحلة بناء القدرات البحثية، وأصبحت تمتلك منظومات علمية قادرة على إنتاج أبحاث رصينة مصنفة عالميًا. وأكد أن الوقت قد حان للانتقال من مجرد إنتاج المعرفة إلى تحويل مخرجات البحث العلمي إلى منتجات وبراءات اختراع وشركات ناشئة تحدث أثرًا مباشرًا في المجتمعات.

وأشار معاليه إلى أن الاكتفاء بإنتاج المنشورات العلمية دون تحويل نتائجها إلى تطبيقات عملية لم يعد مجديًا، لاسيما أن العديد من الأبحاث تحمل أفكارًا قابلةً للتطوير وتقديم حلول مبتكرة. وبيّن أن هذا التوجه يشهد انتشارًا عالميًا متزايدًا، وأن دولًا عربيةً من بينها سلطنة عُمان والسعودية وقطر ومصر والأردن والمغرب وتونس باتت تتبنى سياسات واضحة لدعم الاقتصاد المبني على المعرفة.

عروض مرئية

وتضمّن برنامج المنتدى عروضًا مرئية، من بينها عرض حول "فرص التحول نحو الاقتصاد الدائري ودوره في دعم تحقيق الحياد الصفري للكربون بحلول 2050" قدمته الدكتورة بثينة بنت محفوظ الوهيبية من شركة نماء لخدمات المياه، إضافة إلى عرض عن "برامج دعم البحوث وبناء القدرات" قدمه الدكتور صلاح بن صومار الزدجالي من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.

جلسات علمية

كما اشتمل المنتدى على ثلاث جلسات علمية رئيسة؛ تناولت الأولى مستقبل الابتكار الأخضر وأحدث الاتجاهات البحثية في الطاقة المتجددة وإدارة الموارد والاقتصاد الدائري، إلى جانب مناقشة الفرص والتحديات المرتبطة بتحقيق الحياد الصفري.

فيما ركّزت الجلسة الثانية على الحلول التطبيقية في مجال الطاقة المتجددة والتقنيات الخضراء، وشملت عروضًا حول الأنظمة الشمسية، وإعادة تشكيل الهندسة الجذرية للنباتات بوساطة الميكروبات، والتحويل الحيوي للمخلفات لإنتاج البروتين والزيوت الحيوية والأسمدة.

أما الجلسة الثالثة فقد ناقشت الابتكار في إدارة المخلفات وتعزيز الاقتصاد الدائري من خلال تجارب دولية وتقنيات إعادة التدوير، ونماذج مبتكرة لإنتاج المواد الحيوية، واستخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير الحلول البيئية.

التقنيات الخضراء

وقالت الدكتورة بثينة بنت محفوظ الوهيبية، مديرة مركز الابتكار والاستدامة بشركة نماء لخدمات المياه: إن الشركة تعمل على قيادة تحول استراتيجي في قطاع المياه من خلال تبنّي مبادئ الاقتصاد الدائري والابتكار الأخضر، بما يدعم تحقيق مستهدفات سلطنة عُمان للحياد الصفري للكربون بحلول 2050، ويقوم هذا التحول على إعادة تصميم دورة المياه بالكامل من الإنتاج إلى المعالجة وإعادة الاستخدام للمياه المجددة مع تعزيز استرداد الموارد وتقليل الفاقد ورفع الكفاءة التشغيلية.

وأكدت أن "نماء لخدمات المياه" تطبّق مجموعة من التقنيات الخضراء التي تسهم مباشرة في خفض الانبعاثات مثل مشاريع الطاقة المتجددة الشمسية والكهرومائية في خطوط النقل الاستراتيجي، وتقليل الفاقد والعدادات الذكية، وكذلك مشروع المياه المجددة "منهل نماء" الذي يقلل الاعتماد على التحلية، بالإضافة إلى سماد "كلأ" كبديل مستدام للأسمدة الكيميائية، ودراسة فنية لتحويل الحمأة إلى طاقة، وتعكس هذه المبادرات التزام "نماء لخدمات المياه" ببناء قطاع مياه أكثر كفاءة واستدامة، قائم على الابتكار، وخفض الانبعاثات، وتحسين القيمة الاقتصادية والبيئية للموارد، لتصبح "نماء" نموذجًا وطنيًا في قيادة التحول نحو اقتصاد دائري منخفض الكربون يواكب رؤية عُمان المستقبلية.

سماد مدعوم بالديدان

وتطرقت الدكتورة هدى بنت علي الحوسنية، باحثة ومبتكرة في القطاع التربوي بوزارة التربية والتعليم، إلى مقترح بحثي لتأهيل الطلبة لإنتاج السماد العضوي المدعم بديدان الأرض لتحقيق الاستدامة وإعادة تدوير المخلفات بطريقة أمنة، وذكرت أن فكرة الدراسة جاءت بعد الاحساس بمشكلة تراكم مخلفات النباتات من المزارع والحدائق ومخلفات الأعاصير والمنخفضات الجوية، والكثير من هذه المخلفات وبالذات مخلفات المزارع يتم التخلص منها عن طريق حرقها مما يؤثر على البيئة، ومن الجانب الآخر لاحظ الباحثون وجود مشكلة تتعلق بتناول موضوعات الاستدامة وإعادة تدوير المخلفات البيئية بطريقة نظرية هامشية غالبا في المقررات الدراسية ونتيجة لاهتمام الباحثين برفع مستوى جودة التعليم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتحقيق "رؤية عمان ٢٠٤٠" .. مشيرة إلى أن الدراسة سعت إلى تدريب واعاد جيل من شباب المستقبل قادر على إعادة تدوير المخلفات النباتية والمخلفات المنزلية بطريقة آمنة وبعيدًا عن المنتجات الكيميائية الضارة وتأهيلهم لريادة الأعمال والتفكير رياديًا ليكونوا من رواد الأعمال وتنمية الوعي البيئي لديهم ورفع الحس البيئي حول مخاطر النفايات، وتحويل النفايات إلى فرصة ذهبية للدخل والاستثمار، والأمر السابق لا يكون خلال خطوة واحدة ولكنها سلسلة من الخطوات المترابطة التي سيقوم فيه الفريق بالتعاون مع الخبراء في مجال الزراعة والصناعة وإنتاج السماد في سلطنة عمان وفي مجال التسويق والإنتاج، ونتوجه نحن الفريق البحثي للمشروع بخالص الشكر للشركات والافراد المتخصصون في مجال إنتاج السماد العضوي الذين تمت الاستعانة بهم خلال مراحل بناء المخطط البحثي للدراسة والذين سيتم التعاون معهم في تطبيق المشروع.

إنتاج الهيدروجين الأخضر

وقال الدكتور شبيب بن سليمان الراشدي، محاضر أول ومدير عام مركز التميز في التقنيات والعلوم البيئة بكلية الهندسة بالجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا: إن المشروع الذي قدمناه يعد نموذجًا متكاملًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر اعتمادًا على معالجة المياه الصناعية الملوّثة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ودمج مسارات التقاط الكربون، بهدف بناء منظومة دائرية للطاقة والمياه في البيئات الجافة مثل سلطنة عُمان، وتعتمد الفكرة الرئيسة على استخدام عملية "سولار - فنتون اللامتجانسة" لمعالجة مياه مصافي النفط باستخدام محفزات طبيعية مُستخلصة من المخلفات الحيوية (خشب الغاف ومخلفات الأسماك)، مما يؤدي إلى إزالة الملوثات بنسبة تصل إلى 95% وتحويل المياه المعالجة إلى مدخل صالح لاستخدامه في التحليل الكهربائي لإنتاج الهيدروجين الأخضر بدلًا من المياه العذبة.. مؤكدًا أن استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي (ANN وGA) ساهم في تحسين ظروف التشغيل وتقليل استهلاك الطاقة في التحليل الكهربائي بمعدل يقارب 30%، وخفض تكلفة إنتاج الهيدروجين بنسبة 40 ـ 50%، ومقارنة بالطرق التقليدية (الرمادي والأزرق)، مع تحقيق نقاء للهيدروجين بنسبة تصل إلى 99.998% وفقًا لمعايير ISO .. كما تم دمج مسارات إضافية لتوسيع مفهوم الاقتصاد الدائري للهيدروجين، من خلال خلايا وقود شمسية مدمجة على نطاق بحثي وتعليمي، إلى جانب نظام "NASICON" الكهروكيميائي الذي يسمح بإنتاج الهيدروجين بالتزامن مع التقاط "CO₂" وتحويله إلى بيكربونات ذات قيمة اقتصادية.

وأضاف: إن النتائج أظهرت قدرة المنظومة على خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة تصل إلى 85%، وتقليل استهلاك المياه العذبة بنسبة 50%، وتحقيق قيمة اقتصادية إضافية عبر بيع البيكربونات والائتمان الكربوني، ويدعم المشروع توجهات رؤية عُمان 2040 وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة (6، 7، 9، 12، 13)، ويقدم نموذجًا عمليًا لتطوير اقتصاد الهيدروجين الأخضر في الدول ذات المناخ الصحراوي.

تقنيات الكهروضوئية

وقال بروفيسور حسين كاظم، رئيس كرسي مركز اليونيسكو الاقليمي للجودة والتميز في التعليم لتكنولوجيا الطاقة المتجددة والاستدامة الناشئة بجامعة صحار: تقنيات الأنظمة (الكهروضوئية/الحرارية PV/T) تولد الكهرباء والحرارة معًا، مما يعزز كفاءة استغلال الطاقة الشمسية، وتشمل التطورات الحديثة استخدام السوائل النانوية (Nanofluids) والمواد المتغيرة الطور المدعّمة بالنانو (Nano-PCM) التي تحسّن انتقال الحرارة وتُعزّز تبريد الألواح الشمسية وترفع القدرة الكهربائية المنتجة، وتوسع هذه الابتكارات مجالات تطبيق (PV/T) لتشمل التدفئة، وتسخين المياه، والتجفيف، وتحلية المياه بالطاقة الشمسية، مما يوفر أداء أعلى وتخزينًا حراريًا أفضل وموثوقية أكبر لحلول الطاقة المستدامة، كما يوفّر هذا البحث دراسة شاملة حول الوضع الحالي والآفاق المستقبلية لتقنيات الأنظمة الشمسية الكهروضوئية/الحرارية (PV/T) ويستعرض التطورات الابتكارية، وديناميكيات السوق، وفرص الصناعة، والتقدّم التكنولوجي في هذا المجال، كما يسلّط الضوء على الدور المحوري لكل من السياسات الداعمة والاستثمارات التقنية في تعزيز القدرة التنافسية والإمكانات السوقية لأنظمة الـ(PV/T).

الطلب على الجلود

وقالت المهندسة أحلام عيسى، فايد حاصلة على الماجستير في الهندسة الكيميائية من الجزائر: شهد العالم العربي اليوم ضغوطًا بيئية متزايدة نتيجة النمو الصناعي وارتفاع الطلب على الجلود، في حين أن عملية دباغة الجلود الحيوانية تستهلك كميات هائلة من الماء وتستخدم مواد سامة مثل الكروم، بينما البدائل البلاستيكية ضعيفة ميكانيكيًا وتضر بالبيئة، وفي هذا السياق، ابتكر فريقنا حلًا مبتكرًا يتمثل في صناعة جلد بديل للجلد الحيواني من نفايات زراعية متراكمة، مثل نواة التمر، ويتميز هذا البديل بخصائص تنافسية عالية، فقد أظهرت الاختبارات أن الاستطالة وقوة الشد ممتازتان، وامتصاص الماء قليل، مع ثبات الأبعاد عند ارتفاع درجة الحرارة .. كما يمكن إنتاجه بجودات مختلفة حسب الطلب، وبعملية صديقة للبيئة تسهم في صفر نفايات واستهلاك منخفض للطاقة، ويأمل فريقنا أن يكون مشروعنا على أرض الواقع، وأن يسهم في تعزيز الاقتصاد الدائري والاستدامة، مع العمل المستمر على تحسين خصائص هذا الجلد البديل ليكون حلا عمليا ومستداما لمشاكل الصناعة الجلدية التقليدية.

جائزة الأمن الغذائي العربي

وتوجت الدكتورة خيرية مبارك الوتيد، عضو هيئة تدريس بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، من المملكة العربية السعودية، والدكتور محمد عبدالله، من دولة الامارات العربية المتحدة بجائزة الأمن الغذائي العربي، إذ قالت الدكتورة خيرية مبارك عن بحثها "دراسة جينية لدور البكتيريا المفيدة لنباتات المحاصيل في الظروف الإجهادية": يشرفني حصولي على المركز الأول في جائزة الأمن الغذائي ـ فئة الإبداع والابتكار الصادرة عن اتحاد مجالس البحث العلمي العربية، وهو إنجاز نعتز به لما يمثّله من تقدير عربي مرموق للجهود المبذولة في تطوير حلول مبتكرة تدعم منظومة الأمن الغذائي وتخدم مجتمعاتنا، ويأتي هذا التتويج ثمرة عملٍ دؤوب ورؤية واضحة تقوم على توظيف المعرفة العلمية والتقنيات الحديثة لإيجاد ابتكارات عملية تعزز القدرة الإنتاجية وتدعم استدامة الموارد. كما يعكس إيماننا العميق بأن الإبداع هو الطريق نحو مستقبل أكثر أمانًا غذائيًا وأكثر قدرة على مواجهة التحديات.

وقال الدكتور محمد عبدالله من جامعة الشارقة عن مشروعه البحثي "استخدام يرقات الحشرات في تحويل المخلفات العضوية لإنتاج مستدام من البروتين الحيواني والوقود الحيوي والسماد": يمثل المشروع الذي أطلقته جامعة الشارقة، خطوة استراتيجية لمعالجة تحديات الأمن الغذائي عبر تحويل نحو بقايا الطعام إلى منتجات عالية القيمة، وأظهرت التجارب الأولية كفاءة يرقات الجندي الأسود في إنتاج بروتين وزيوت وأسمدة عضوية تحت ظروف التشغيل المحلية، وتشير نتائج الجدوى إلى جدوى اقتصادية وبيئية قوية، مع عائد استثماري مرتفع وتراجع حاد للانبعاثات الكربونية، ويمهد المشروع، بتصميمه النموذجي المدعوم بالذكاء الاصطناعي، لتبني واسع النطاق لتقنيات التحويل الحيوي في المنطقة، بما يعزز الاستدامة ويطوّر حلولاً مبتكرة لإدارة النفايات.

مقالات مشابهة

  • السوداني يدعو من بغداد الى احياء مشروع السياحة العربية المشتركة
  • المنتدى الدولي للابتكار الأخضر يستعرض التكامل العربي في مسارات الاستدامة
  • بهدف تطوير القطاع في الوطن العربي.. المنظمة العربية للسياحة تطلق مبادرة “المقاصد السياحية الشاملة والمستدامة 2030”
  • موسكو تعلّق «بالضبط».. ماسك يدعو لتفكيك الاتحاد الأوروبي!
  • مصادر مطلعة توضح حول "التخوفات الصحية" بعد إعفاء الفلبينيين من "متطلبات التأشيرة"
  • مستشار إماراتي يدعو دول الخليج للاعتراف بما سماه "دولة الجنوب العربي"
  • جامعة العاصمة تستضيف الاجتماع التنفيذي الأول لمؤتمر اتحاد الجامعات العربية
  • “التنمية الثقافية” يحتفل بتخرّج دفعات لمدرسة خضير البورسعيدي للخط العربي
  • الاقتصادات العربية من التكيّف إلى صناعة المستقبل
  • الكهرباء تحذر المواطنين من رسائل سرعة سداد الفواتير المتأخرة