المجر تبدي استعدادها للموافقة على تمويل أوروبي لأوكرانيا بشروط
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
أعرب المستشارالسياسي لرئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان عن استعداد بلاده للتخلى عن استخدمها لحق الاعتراض (الفيتو) على مقترح تمويل ضخم من الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا، في مقابل حصولها على مليارات الدولارات من التمويل الذي حجبه الاتحاد الأوروبي عن بودابست بسبب تراجعها عن الديمقراطية.
وذكرت وكالة "بلومبرغ" للأنباء أن حكومة بودابست تعطل حزمة دعم مدتها 4 سنوات بقيمة 50 مليار يورو (54 مليار دولار) لكييف ستبدأ العام القادم، وذلك في إطار خلاف واسع حول ميزانية الاتحاد الأوروبي سيدور خلال اجتماع للزعماء غداً الخميس.
وتشير تصريحات بالاش أوربان المستشار السياسي لرئيس الوزراء، وهو لا تربطه صلة قرابة به، إلى أن المجر تسعى لانتزاع ثمن باهظ في مقابل موافقتها، وهو ثمن من الصعب على باقى دول الاتحاد القبول به.
وقال بالاش أوربان، في مقابلة مع وكالة "بلومبرغ"، أمس الثلاثاء إن "تمويل الاتحاد الأوروبي للمجر وتمويل أوكرانيا هما مسألتان منفصلتان، لكن إذا أصر الاتحاد الأوروبي على أن تمويل أوكرانيا يجب أن يتوفر من ميزانية معدلة للاتحاد الأوروبي، فحينئذ ستصبح المسألتان مرتبطان.
وقال أيضاً إن المجر مازالت تعارض خطة مساعدات لـ4 سنوات كاملة، وتفضل أن يقدم الاتحاد الأوروبي التمويل لكييف لمدة عام واحد دون إدخال تعديلات على الميزانية. وأضاف أن بودابست سوف "تفكر أيضاً في المساهمة" في هذه الحزمة.
Hungary is prepared to lift its veto on a massive European Union funding proposal for Ukraine in return for billions in financing the bloc has been withholding from Budapest over democratic backsliding https://t.co/f44BQ4ixED
— Bloomberg Politics (@bpolitics) December 12, 2023وفي السياق ذاته، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رئيس الوزراء المجري بتقديم تبرير لمعارضته تطلعات أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وقال زيلينسكي، خلال زيارته للعاصمة النرويجية أوسلو اليوم الأربعاء، إنه أبلغ أوربان بشكل مباشر، خلال اجتماع عقد حديثاً في الأرجنتين، أنه ليس لديه أي سبب لمنع قبول عضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي.
وأضاف زيلينسكي إنه طلب من أوربان "أن يطلعني على سبب واحد - وليس 3 أو 5 أو 10- قل لي سببا واحدا. وأنا في انتظار إجابة".
وهدد أوربان، الذي تربطه علاقات ودية مع موسكو، بعرقلة آمال كييف في بدء مبكر لخوض محادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وقال زيلينسكي في أوسلو عن لقائه مع أوربان في الأرجنتين في وقت سابق من هذا الأسبوع، إنه كان "اجتماع خاص".
Прибув до Осло для участі в другому Саміті Україна – Північна Європа.
Разом із лідерами Норвегії, Данії, Ісландії, Фінляндії та Швеції говоритимемо про посилення оборонної, політичної та економічної співпраці, про наше спільне майбутнє в Європі. Наша мета – безпека та… pic.twitter.com/AcVVtjOw5v
وكان قد تم منح أوكرانيا عام 2022 وضع مرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي.
وستجري مناقشة مسألة إطلاق محادثات الانضمام رسمياً في قمة الاتحاد الأوروبي الحاسمة التي تستمر يومين في بروكسل اعتباراً من يوم غد الخميس.
ويشار إلى أن أغلبية كبيرة من حكومات الاتحاد الأوروبي تؤيد المضي قدما في قبول عضوية أوكرانيا، ولكن الأمر يتطلب اتخاذ قرار بالإجماع لبدء محادثات الانضمام.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية المجر أوكرانيا الاتحاد الأوروبی
إقرأ أيضاً:
إسرائيل.. والتواطؤ الأوروبي
في 15 يوليو المنقضي، عقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعًا لمناقشة إمكانية فرض عقوبات على إسرائيل، بما في ذلك تعليق جزئي، أو كامل لاتفاقية الشراكة بين الطرفين. والسبب، تواصل حرب الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل ضد أهالي غزة لأكثر من (21) شهرًا منذ السابع من أكتوبر 2023م، إثر "طوفان الأقصى"، والتي خلّفت أكثر من (202) ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على (11) ألف مفقود، إضافًة إلى مئات الآلاف من النازحين، والمجاعة التي أزهقت أرواح الكثيرين.
وقد وثقت دائرة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي في تحقيقاتها (38) انتهاكًا إسرائيليًا للقانون الدولي، وهو ما كان يستوجب اتخاذ الاتحاد لإجراء تعليق اتفاقية الشراكة بينه وبين إسرائيل، والتي دخلت حيز التنفيذ عام 2000م، وتمنح الدولة العبرية امتيازات تجارية، علمًا بأن تعليق هذه الشراكة يتطلب تعليق أغلبية مؤهلة من 15 دولة عضو (من أصل 27 دولة) تمثل ما لا يقل عن (65%) من سكان الاتحاد الأوروبي.
وللتاريخ، فقد دعت دول (إسبانيا- إيرلندا- سلوفينيا- بلجيكا) إلى توافق بشأن تعليق الاتفاقية، في حين عارضت كل من: ألمانيا والنمسا اتخاذ أي إجراء عقابي ضد تل أبيب، وهو ما حال دون اتخاذ قرار بفرض العقوبات على إسرائيل!!
والغريب أنه قبيل اجتماع الاتحاد (15 يوليو)، تم التلميح إلى اتفاق جرى التوصل إليه بين الاتحاد وإسرائيل بخصوص تحسين الوضع الإنساني في غزة، وهو "الاتفاق الغامض" الذي لم يعلم عنه أحد- بشكل دقيق- أية معلومات عن بنوده وآلياته، لا سيما وأنه لم يظهر أي نص مكتوب بصدده!!
وفي حين اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي "جدعون ساعر" عدم اتخاذ قرار من الاتحاد الأوروبي بالعقوبات "انتصارًا دبلوماسيًا" لتل أبيب، إلا أن العديد من الخبراء والمنظمات المدنية كان لها رأي آخر رافض لهذا "التواطؤ الأوروبي" لصالح الدولة العبرية، إذ اعتبروا أن إحجام الاتحاد عن معاقبة إسرائيل يعكس موقفًا سياسيًا لا يستند إلى أي تقييم قانوني مستقل، ولا إلى تقييم لمخاطر الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، إضافًة إلى أنه يعكس أيضًا شكوكًا من داخل الاتحاد تجاه تقاريره الخاصة، وكذلك التداعيات السلبية المستقبلية على دور الاتحاد الأوروبي كضامن لحقوق الإنسان والقواعد الإنسانية الدولية على مستوى العالم، فضلاً عن أن الأمر لا يتعلق فقط بسمعة الاتحاد الأوروبي، بل إن وحدة دوله الـ(27) باتت في خطر، فإذا لم يتحرك الاتحاد، ستضطر كل دولة إلى التصرف بمفردها!!