بوابة الوفد:
2025-08-01@00:53:24 GMT

بطولات زائفة فى تاريخنا السياسى

تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT

قليلة هى الكُتب التى تنفع القارئ وتُمتعه فى آن واحد، ولعل أحدث ما قرأته فى هذا التوجه كتاب حديث لرجل العدالة والأدب المخضرم، المستشار بهاء الُمرِّي، يحمل عنوانًا لافتًا هو «القتل باسم الوطن والدين»، والذى تناول فيه وقائع لمحاكمات ومرافعات شهيرة فى قضايا سياسية شهيرة، اعتبر البعض المتهمين فيها أبطالا وفدائيين.

كان الملمح الأهم فى الكتاب هو ما عبّر عنه المؤلف فى مقدمته بقوله بأن القتل قتل حتى لو مورس من أدعياء الوطنية وتجار الدين تحت دعوى استحقاق خصمهم للموت. ويرى المؤلف أن القتلة باسم الوطن والدين يقترفون جريمتين فى آن واحد، الأولى هى القتل تحت وهم تحقيق بطولة زائفة، والثانية هى الكذب والتضليل عندما يزعمون أن قتلهم كان لأهداف مجيدة وأنهم خدموا المجتمع والناس بما فعلوه.

إننا بحسب تصوره إن تركنا للأفراد سلطة الحكم على الناس وكأنهم قضاة ثم تسامحنا فى تحولهم إلى جلادين لتنفيذ ما يصدرونه من أحكام إعدام ضد البعض لصارت الأوطان فوضى.

ويبدأ الكتاب بقضية اغتيال بطرس غالى رئيس الوزراء فى فبراير سنة 1910 على يد شاب عمره 24 عاما، هو إبراهيم الوردانى. فقد تصور القاتل أنه يقتص من رجل خائن لأنه اعتبر قيامه بالتصديق على أحكام محكمة دنشواى وهو وزير للحقانية بمثابة خيانة توجب القتل. والجديد هنا فى نص مرافعة الادعاء بالقضية أننا نكتشف أن الوردانى الذى قيل إنه صيدلى درس فى أوروبا، لم يكمل تعليمه وعاد دون شهادة، واتسم بالهوس والحدة. وقد أطلق ست رصاصات على رئيس الوزراء المصرى بسبب اختلاف فى الرؤية السياسية ليبدأ سلسلة الاغتيالات السياسية فى مصر.

ويستعرض الكاتب تفاصيل قضية اغتيال السير لى ستاك سردار الجيش البريطانى فى السودان سنة 1924 بأيدى خلية متطرفة يتزعمها محامٍ شهير هو شفيق منصور ومعه الشقيقان عنايت وآخرون، وكيف كانت هذه القضية وبالًا على القضية الوطنية وخسارة لحكومة الشعب برئاسة سعد زغلول ودفعت إلى استقالتها اعتراضًا على الإنذار البريطانى. وسمحت للاحتلال البريطانى بفرض شروط مجحفة وتعويضات باهظة على مصر.

وفيما بعد لجأ كل مخالف لآخر إلى السلاح تعبيرًا عن رأيه وادعاء لبطولة كاذبة، فقتل حسين توفيق، ومعه مجموعة من الشباب، أمين عثمان بادعاء أنه صديق للمحتل. وحاول الأشقياء اغتيال النحاس باشا عدة مرات، لكن عناية الله أنقذته. وقتل محمود العيسوي، أحمد باشا ماهر رئيس الوزراء بسبب موقفه السياسي، ثم قتل الإخوان المسلمون القاضى أحمد الخازندار لإرهاب القضاة كى يتعاملوا برأفة مع الإرهابيين فى الجماعة، ووصل الأمر إلى اغتيال محمود فهمى النقراشي، رئيس الوزراء نفسه بعد ذلك لأنه أصدر قرارًا بحل الجماعة.

كما يقدم لنا المؤلف نصوص مرافعات النيابة والدفاع فى قضايا أخرى مثل اغتيال الرئيس أنور السادات، واغتيال الكاتب فرج فوده، مستعرضًا كيف عرض الدفاع تبريرات مختلفة للجناة، وكيف اتسع صدر المحكمة لكل ما يورده الدفاع، وهو ما يؤكد سمو ورفعة ومكانة القضاء المصرى بما يشعر المتحاكمين أمامه بالطمأنينة لتحقيق العدالة المرجوة.

ويخلص المستشار بهاء المرِّى إلى أن العمل السياسى الوطنى لا يكون سريًّا ولا يندرج أبدا تحت ألوية جماعات غير معلنة. ومن هنا فإن مجال العمل الحزبى هو المجال الطبيعى لممارسة السياسة والسعى للتغيير السلمى.

ولا شك أن ما يطرحه الكاتب والكتاب يؤكدان بما لا يدع مجالًا للشك حتمية الإصلاح السياسي، كمسار رئيسى ومهم لاقتلاع كافة الأفكار الهدامة، وتهيئة الشباب للعمل السياسى الحقيقي، وهو ما يليق بالجمهورية الجديدة.

وسلامٌ على الأمة المصرية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د هاني سري الدين رئیس الوزراء

إقرأ أيضاً:

الهاجري يعلن ترشحه لرئاسة اتحاد الطاولة لدورة 2025-2028

معتصم عبدالله (أبوظبي)

أعلن المهندس داوود الهاجري، الرئيس الحالي لاتحاد كرة الطاولة، نيته الترشح لمقعد الرئاسة في الدورة الانتخابية المقبلة 2025-2028، والتي تستكمل ما تبقى من عمر الدورة الأولمبية الحالية.
وأكد الهاجري في تصريحات لـ «الاتحاد»، أن المرحلة المقبلة تمثل امتداداً للعمل المتواصل خلال السنوات الماضية، قائلاً: «نأمل أن تكون هذه الفترة محطة متميزة للعبة، نسعى خلالها لمواصلة تحقيق النتائج الإيجابية والبناء على ما تحقق». 
وجاء إعلان الهاجري على هامش الإقرار الرسمي للنظام الأساسي المعدل لاتحاد الطاولة، خلال اجتماع الجمعية العمومية غير العادية، الذي عُقد يوم 24 يوليو بمشاركة 19 نادياً، 
وأوضح أن التعديلات التي طالت النظام الأساسي جاءت متوافقة مع دليل حوكمة الاتحادات الرياضية، حيث تضمن الإصدار الجديد 92 مادة موزعة على 6 أبواب رئيسية، شملت الهيكل التنظيمي، آليات الانتخابات، إدارة الموارد، حقوق الأعضاء، إلى جانب نماذج إدارية لتفعيل الحوكمة وتقييم الأداء، وترسيخ مبادئ الشفافية والمساءلة ضمن بيئة رياضية مستدامة.
ومن أبرز التعديلات التي تم اعتمادها، المادة 49، والتي تنص على تقليص عدد أعضاء مجالس الإدارات من 11 إلى 9 أعضاء، في خطوة تتماشى مع توجه تطوير الهيكل المؤسسي، وتعزيز الدور الاستراتيجي لمجالس الإدارات مقابل تعيين مديرين تنفيذيين يتولون الجوانب التشغيلية اليومية.
وأعلنت لجنة الانتخابات، برئاسة المهندس محمد جمعة البحر، فتح باب الترشح للدورة الجديدة خلال الفترة من 1 إلى 8 أغسطس، على أن تُجرى الانتخابات يوم 1 سبتمبر 2025.
ويتألف المجلس الجديد من 9 أعضاء، يترشح منهم 7 (من ضمنهم مقعد المرأة ومقعد الرئيس)، بينما يحتفظ الرئيس المنتخب بحق تعيين عضوين إضافيين في المجلس.
وتحدّث الهاجري عن التطور الذي شهدته اللعبة خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى أن منتخبات الإمارات الوطنية لكرة الطاولة أصبحت تملك لاعبين مصنفين ضمن أعلى المستويات في آسيا، من بينهم محمد سعيد المسيبي، المصنف ضمن أفضل 5 لاعبين على مستوى القارة.
وقال: «شهدت السنوات الأخيرة تكثيف المشاركات الدولية، لا سيما على صعيد بطولات العالم، ونفخر بما تحقق من تطور في الأداء والتصنيف، وهدفنا تعزيز هذه المكتسبات».
وأضاف: «نثمن الدعم الكبير الذي تحظى به اتحادات الألعاب الفردية من قبل وزارة الرياضة، إلى جانب اللجنة الأولمبية الوطنية والمجالس الرياضية، والتي كان لها دور بارز في النتائج الخارجية وفي تمكيننا من تنظيم بطولات نوعية، ومواصلة خطط تطوير اللعبة».
وأكد الهاجري أن اتحاد الطاولة مستمر في تنظيم البطولات المحلية والدولية، بما يعكس ثقة المجتمع الرياضي في قدرات الإمارات التنظيمية، وترسيخ مكانتها على خريطة الاستضافات الرياضية الكبرى، حيث يدرس الاتحاد بجدية التقدم بطلب استضافة بطولة العالم لكرة الطاولة لعام 2028، مشيراً إلى أن فرص الإمارات كبيرة للفوز بتنظيم الحدث العالمي بفضل البنية التحتية المتطورة، والدعم المؤسسي من الجهات الرياضية في الدولة.
وأوضح الهاجري أن هذا التوجه يأتي في ظل النجاحات التنظيمية المتتالية التي حققتها الدولة، وآخرها استضافة النسخة الثانية من بطولة الإمارات الدولية للناشئين والشباب، والتي أسدل الستار على منافساتها بصالة نادي شباب الأهلي، بمشاركة 196 لاعباً ولاعبة من 29 دولة، على مدار أربعة أيام من التنافس القوي.
وتابع: «لدينا رؤية واضحة لتنظيم بطولات نوعية تواكب تطلعاتنا وتعزز من مكانة الدولة كمحطة مفضلة لتنظيم أكبر الأحداث»، مشدداً على أن النجاحات التنظيمية السابقة تمثل دافعاً قوياً نحو استضافة بطولة العالم في المستقبل القريب.

أخبار ذات صلة أحمد بالهول الفلاسي: «دبي مولاثون» تعزز جودة الحياة «عمومية الشطرنج» تعتمد إشراك «الأعضاء المقيمين» في مجلس الإدارة

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء الموريتاني يصل إلى المدينة المنورة
  • رحيل الكاتب الكويتي صلاح الهاشم
  • عام على اغتيال إسماعيل هنية.. حماس: دماء القادة مناراتٌ على درب التحرير
  • رئيس الوزراء يرد على الحملة الممنهجة ضد مصر بسبب قطاع غزة
  • رئيس مجلس الوزراء يهنئ نطيره في فانواتو
  • جمال عبد الحميد: كولر حقق بطولات كثيرة مع الأهلي وفي الآخر رموه بالزجاجات
  • الدبيبة يلتقي الكاتب «محمود البوسيفي» ويبحث دعم الإعلام الوطني وترسيخ حرية التعبير
  • فرنسا تفتح تحقيقا في محاولة اغتيال محتملة لمحامي نتنياهو
  • الهاجري يعلن ترشحه لرئاسة اتحاد الطاولة لدورة 2025-2028
  • غموض يكتنف حادثة اغتيال نجل شقيق محافظ شبوة السابق في مديرية حبان