القوى المقاطعة تعول على تحالف يعارض الانتخابات والعملية السياسية: مشروع صعب التحقيق
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
14 ديسمبر، 2023
بغداد/المسلة الحدث: تكررت على لسان الجهات المقاطعة للانتخابات مفردة “الشرعية” الانتخابية على اعتبار ان المقاطعة للانتخابات المحلية (مجالس المحافظات) المقرر إجراؤها في 18 ديسمبر/كانون الأول الحالي،سوف “تقلل من شرعيتها داخلياً وخارجياً”.
ويقول مراقبون انهم يرصدون تحركات لتشكيل تحالف مبدئي قوامه الجهات المقاطعة للانتخابات والمعارضة للعملية السياسية.
ويفترض هذا التحالف ان نتائج الانتخابات سوف تفرز جهة مهيمنة على القرار السياسي ولابد من العمل على تخريب مشروعها.
لكن اصحاب هذا المشروع يعولون على مشروع صعب التحقيق، لصعوبة التوافق بين التيار الصدري والقوى المدنية والسياسية الاخرى التي جربت التحالف مع التيار الصدري من قبل، وفشلت.
ودعا الصدر، في 12 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أنصاره إلى مقاطعة انتخابات مجالس المحافظات. وكتب، على منصة “إكس”، إن “من أهم ما يميز القاعدة الصدرية هو وحدة صفها وطاعتها وإخلاصها، وإن مشاركتكم للفاسدين تحزنني كثيراً، ومقاطعتكم للانتخابات أمر يفرحني ويغيظ العدا (الأعداء)، ويقلل من شرعية الانتخابات دولياً وداخلياً ويقلص من هيمنة الفاسدين والتبعيين”.
وفي خطبة الجمعة بمسجد الكوفة، في مدينة النجف التي يسكن فيها الصدر، قال إمام وخطيب الصلاة كاظم الحسيني، إن “النظام إذا نخره الفساد وأصبح عقيماً لا يلد إلا الخراب والدمار، ولا معنى لمحاولة إعادة إنتاجه”.
وأضاف أن “غرض مقتدى الصدر من المقاطعة هو سلب الشرعية الدولية والمحلية عن عملية سياسية تأسست على المحاصصة، ونما جذرها على الفساد، ولم تنفع كل محاولات التعديل، لأنه أصبح عصياً عليه، والمشاركة تعني إعطاء الشرعية لنظام اعترف أصحابه أنفسهم أنه فاسد ولا يرجى منه خير للبلد”.
وكان الصدر قد انسحب، في 15 يونيو/حزيران 2022، من العملية السياسية في البلاد، مؤكداً عدم المشاركة في أي انتخابات مقبلة حتى لا يشترك مع الساسة “الفاسدين”.
لعبة خطرة
وعلى الرغم من أن التيار الصدري ليس الوحيد من يعلن مقاطعته للانتخابات المحلية، فقد اصطفت معه في ذلك بعض القوى السياسية الأخرى، إلا أن التيار الصدري يعتقد انه المحور اليوم في المعارضة للانتخابات وللعملية السياسية.
ولكن، ما الذي يدفع بعض القوى السياسية إلى مقاطعة الانتخابات المحلية؟ وما هي الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها من وراء ذلك؟
يعتقد البعض أن القوى السياسية التي تقاطع الانتخابات المحلية تسعى إلى تقليل شرعيتها، ومن ثم تشكيل تحالف يطيح بالقوى الفائزة بطريقة غير شرعية في الانتخابات.
وهذا السيناريو سوف يكون مستبعدًا، اذا توطدت الثقة بين القوى السياسية في العراق، وحل الخلافات السياسية.
وإذا ما تحقق هذا السيناريو، فإن ذلك سيكون له عواقب وخيمة على العملية الديمقراطية في العراق، وسيؤدي إلى مزيد من الانقسام السياسي في البلاد.
ولذلك، فإن على القوى السياسية العراقية أن تسعى إلى إيجاد حل للخلافات السياسية بين هذه القوى، وضمان إجراء انتخابات محلية نزيهة، وذلك من أجل الحفاظ على العملية الديمقراطية في البلاد.
خطورة المقاطعة
تثير مقاطعة الانتخابات المحلية العديد من المخاوف، منها عدم استقرار العملية السياسية في العراق، وذلك بسبب عدم وجود تمثيل حقيقي للقوى السياسية في مجالس المحافظات.
و تؤدي مقاطعة الانتخابات المحلية إلى ضعف التنمية المحلية، بسبب عدم وجود تمثيل حقيقي للقوى السياسية في مجالس المحافظات، مما يضعف من قدرتها على التخطيط والتنفيذ لمشاريع التنمية المحلية.
و تؤدي مقاطعة الانتخابات المحلية إلى زيادة النفوذ العشائري والحزبي التقليدي في مجالس المحافظات.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: مجالس المحافظات القوى السیاسیة التیار الصدری السیاسیة فی
إقرأ أيضاً:
تحالف المستقلين يعلن مشاركته الفاعلة في تأسيس “تحالف البديل
مايو 29, 2025آخر تحديث: مايو 29, 2025
المستقلة /- في خطوة سياسية لافتة تعكس تصاعد الحراك المدني والإرادة الشعبية للتغيير، أعلن “تحالف المستقلين” اليوم، الخميس 29 أيار/مايو 2025، عن مشاركته الفاعلة والأساسية في تأسيس “تحالف البديل”، كإطار سياسي جديد يهدف إلى كسر الجمود وإعادة الأمل إلى الشارع العراقي.
وأكد التحالف في بيان رسمي أن هذه الخطوة جاءت انطلاقًا من “إيمان عميق بالمسؤولية الوطنية، ورغبة صادقة في إنهاء دوامة الفشل والانقسام التي أنهكت البلاد”، مشيرًا إلى أن “تحالف البديل” يمثل مشروعًا مدنيًا وطنيًا يسعى للتعبير عن تطلعات “الأغلبية الصامتة” من أبناء الشعب، التي فقدت ثقتها بالأطر السياسية التقليدية.
مشروع مدني بديل… وخطاب خارج المحاصصة
وأوضح البيان أن مساهمة تحالف المستقلين في تأسيس “تحالف البديل” تأتي ضمن “رؤية وطنية تستند إلى قيم النزاهة، والكفاءة، والعمل الجماعي”، بعيدًا عن منطق المحاصصة الطائفية والحزبية الضيقة، والتي اعتبرها التحالف من أبرز مسببات التراجع السياسي والمؤسسي في البلاد.
وأضاف أن “العراق اليوم بحاجة إلى مشروع سياسي واقعي، يعيد ثقة المواطن بالدولة، ويضع مصلحة الشعب فوق كل اعتبار”، داعيًا إلى تجاوز الأطر التقليدية التي أثبتت فشلها على مدار السنوات الماضية.
دعوة مفتوحة للكفاءات الوطنية
وفي هذا السياق، وجّه تحالف المستقلين دعوة “صادقة” إلى جميع الشخصيات الوطنية المستقلة من أصحاب الكفاءة والنزاهة، للانضمام إلى هذا المشروع السياسي الجديد، والمساهمة في نجاحه، ليكون “صوتًا حقيقيًا للمواطن، ومسارًا فعليًا نحو عراق السيادة والعدالة والفرص المتكافئة”.
استعداد لخوض انتخابات 2025
كما شدد التحالف على أهمية الاستحقاق الانتخابي المقبل، المتمثل في الانتخابات البرلمانية لعام 2025، معتبرًا أن المرحلة المقبلة تتطلب “تضافر الجهود وتوحيد الصفوف، وفتح الأبواب أمام طاقات جديدة تؤمن بالتغيير وتعمل له”.
وأعرب تحالف المستقلين عن ثقته بأن صوت المستقلين سيكون “حاسمًا في رسم مستقبل مختلف، يليق بتضحيات الشعب العراقي”، مؤكّدًا أن “تحالف البديل” لن يكون مجرد عنوان سياسي، بل بداية فعلية لتغيير المسار السياسي نحو دولة العدالة والسيادة والفرص المتساوية.
“معًا… نحن البديل”
بهذا الشعار اختتم تحالف المستقلين بيانه، في رسالة واضحة إلى القوى المدنية والشخصيات الوطنية كافة، بأن الوقت قد حان لبلورة مشروع سياسي بديل، يعكس طموحات العراقيين، ويمنحهم أملاً حقيقياً بمستقبل مختلف