الصين في 2024.. تحديات اقتصادية وسوق العقارات في قلب التغيرات
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
قالت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني -الأربعاء- إن توقعاتها للصين في عام 2024 محايدة، لكن الدولة ستظل تواجه رياحا معاكسة من انحسار الطلب الخارجي وتحديات قطاع العقارات وأدوات دين الحكومات المحلية.
وتوقعت فيتش نموا متوسطا للناتج المحلي الإجمالي عند 4.6% مقابل ما يزيد قليلا على 5% عام 2023، مضيفة أنها "تتوقع أن يكون النمو (في الصين) مستقرا على نطاق واسع وبمستويات أعلى بشكل عام من نظرائها".
وقال مستشارون حكوميون صينيون لرويترز في وقت سابق إنهم سيوصون بأهداف نمو اقتصادي لعام 2024 تتراوح بين 4.5 و5.5% مع تفضيل معظم المستشارين استهداف نمو بنسبة 5%، وهو نفس مستوى النمو هذا العام.
وقالت فيتش إن الديون المصدرة عبر أدوات تمويل الحكومات المحلية -وهي عادة شركات استثمارية تجمع الأموال وتبني مشروعات البنية التحتية نيابة عن الحكومات المحلية- قد تستمر في الانتقال تدريجيا إلى الميزانية العمومية السيادية بسبب الضغوط الناجمة عن تباطؤ سوق العقارات في البلاد.
وأبقت فيتش على التصنيف الائتماني للصين عند "إيه +" مع نظرة مستقبلية "مستقرة" في أغسطس/آب.
والأسبوع الماضي، خفضت وكالة موديز للتصنيف الائتماني توقعاتها بشأن التصنيف الائتماني للحكومة الصينية من مستقرة إلى سلبية، مشيرة إلى تباطؤ النمو الاقتصادي على المدى المتوسط والمخاطر المترتبة على تراجع قطاع العقارات الكبير في البلاد.
تحولات في مسار النموفي الأثناء، شككت مجلة إيكونوميست البريطانية في قدرة الصين على التغلب على تحدياتها الاقتصادية في عام 2024، مستكشفة التحولات في مسار نمو البلاد.
وأشارت المجلة -في تقرير لها قبل أيام- إلى أن الصين تكيفت مع "الوضع الطبيعي الجديد" إثر الأزمة المالية العالمية، وابتعدت عن النمو السريع وفوائض التجارة التي اعتادت على تحقيقها، ومع ذلك تواجه بكين ضعفا هيكليا، مما يؤثر بشكل محتمل على النمو، وهو ما يثير تخوفات بشأن إعادة ضبط أهداف النمو.
وتستعد القيادة الصينية لمؤتمر العمل الاقتصادي المركزي للحزب الشيوعي لتحديد هدف النمو لعام 2024، في وقت يتوقع الخبراء نموا دون 5%، مما يثير جدلا بشأن قبول توازن جديد أو السعي لنمو أسرع.
ويتضمن هذا التوازن النظر في تطور سوق العقارات، مع تحولها من الطلب المبني على المضاربات إلى الطلب الأساسي، مما يؤثر على المبيعات المستقبلية، بحسب المجلة.
وتضيف إيكونوميست أنه على الرغم من الاعتقاد بحدوث تشبع في قطاع العقارات فإن التقييمات تفيد بإمكانية وجود فرصة لنمو السوق بسبب الاختلاف في المعايير المتعلقة بالمساحة المعيشية للأفراد، مع إمكانية أن تسهم المبادرات -مثل تجديد مناطق القرى وخواصر المناطق الحضرية- في مساعدة مطوري العقارات.
ومع ذلك، تكشف انخفاضات سوق العقارات عن تحديات مالية للحكومات المحلية، مما يستدعي إعادة تقييم شامل للسياسات المالية لمنع التعثر، تقول المجلة.
قطاعات بديلةمع تراجع قطاع العقارات تبرز مناقشات بشأن القطاعات البديلة التي يمكن أن تدفع بالنمو، مثل السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة وبطاريات الليثيوم أيون، ومع ذلك تساهم هذه الصناعات على الرغم من ديناميكيتها بشكل متواضع حاليا في الناتج المحلي الإجمالي مقارنة بالعقارات كما توضح المجلة.
وتشير المجلة إلى أن الانتقالات بين الصناعات قد تؤثر على أسواق العمل، مما يؤثر بشكل محتمل على الإنفاق الاستهلاكي، وتذكّر بالتأثيرات التي ألقت بها جائحة "كوفيد-19" على سلوك المستهلك، مما انعكس على أنماط الإنفاق ومعدلات الادخار.
وقد يؤدي فشل تحفيز الطلب إلى تكرار التضخم السلبي، مما يؤثر سلبا على الشركات والمستهلكين، وتحذر المجلة من الارتياح "للوضع الطبيعي الجديد"، إذ إنه لا يمنح معدلات نمو مرضية، وهو ما قد تواجهه الصين حاليا إذا استمرت تحديات النمو.
وتختم المجلة بقولها إن بكين تواجه قرارات حاسمة بشأن أهداف النمو في ظل التحولات الهيكلية الاقتصادية وتحديات مثل السوق العقارية، والسياسات المالية، وانتقال الصناعات، وتحفيز الطلب، وهو ما وصفته الصحيفة بكونها "تحديات حاسمة في تحديد مسار الصين الاقتصادي بعد عام 2024".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قطاع العقارات مما یؤثر عام 2024
إقرأ أيضاً:
مجلة أمريكية: ترامب فشل في تحقيق هدفه الرئيسي من حربه في اليمن ومُني بخسائر مالية (ترجمة خاصة)
أكدت مجلة أمريكية، أن الرئيس دونالد ترامب، فشل في تحقيق الهدف الرئيسي من حربه في اليمن ضد جماعة الحوثي، والمتمثل بردع هجمات الحوثيين على إسرائيل، بالإضافة لخسائر مالية كبيرة لواشنطن خلال حملتها الأخيرة على الحوثيين.
وذكرت مجلة جايكوبين في مقال لجاريد أبوت ـ ترجمه للعربية "الموقع بوست" ـ أنه وبفضل اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرمه دونالد ترامب مع الحوثيين، أصبح لدينا الآن نفس النتيجة التي كنا لنحصل عليها لو لم يبدأ ترامب بقصف اليمن في المقام الأول.
وأضافت: "لقد علمنا بالفعل أن حملة القصف التي يشنها دونالد ترامب ضد اليمن غير دستورية. اتضح أنه كان بلا جدوى تماما أيضا"، مشير إلى إعلان ترامب لاتفاق مفاجئ لوقف إطلاق النار في اليمن والذي فاجأ الكثيرين، حيث أعلن الرئيس الأمريكي أن الحوثيين "لا يريدون القتال بعد الآن" وأنهم "استسلموا". وبعد شهرين من القصف الأميركي العشوائي في كثير من الأحيان، قال ترامب للصحفيين إن الحوثيين قالوا إنهم "لن يفجروا السفن بعد الآن، وهذا هو الغرض مما كنا نفعله"، وبالتالي فإن الولايات المتحدة "ستحترم ذلك".
وأوضحت المجلة أن الاتفاق المعلن عنه بوقف إطلاق النار، كان بمثابة خبر جيد نادر على صعيد السياسة الخارجية، سواء بالنسبة للأميركيين الذين سئموا من الانجرار إلى حرب لا نهاية لها في الشرق الأوسط وأماكن أخرى، أو بالنسبة لليمنيين الأبرياء، الذين قُتل العشرات منهم بالقنابل الأميركية خلال الشهرين الماضيين.
واستدركت: "إذا توقفنا وفكرنا في الأمر لثانية واحدة، فإن إعلان ترامب عن وقف إطلاق النار يبدو أقل شبهاً بالإنجاز العظيم للدبلوماسية الرئاسية وأكثر شبهاً بجورج بوش الأب الخيالي الذي يكتب السطر الأخير من مذكراته في مسلسل عائلة سيمبسون: "بما أنني حققت كل أهدافي كرئيس في فترة ولاية واحدة، فلم تكن هناك حاجة لفترة ثانية".
ولفتت إلى أن التفصيل الرئيسي المفقود من اتفاق وقف إطلاق النار هو أي وعد من جانب الحوثيين بوقف مهاجمة السفن الإسرائيلية. إنها تفصيلة أساسية، لأن هذا هو السبب الذي دفع ترامب لبدء قصف اليمن في المقام الأول، في الوقت الذي أشار كاتب التقرير إلى أن الحوثيين لم يهاجموا السفن الأميركية إلا بعد أن بدأت إدارة ترامب قصف اليمن، والسبب الذي دفعها إلى البدء في قصف اليمن هو محاولة ردع الحوثيين عن قصف السفن الإسرائيلية. (وكانت تلك الهجمات على السفن الإسرائيلية في حد ذاتها رداً على تجديد الحكومة الإسرائيلية لسياستها المتمثلة في تجويع وقتل شعب غزة، في حين لم تحدث أي هجمات حوثية أثناء سريان وقف إطلاق النار في غزة الذي توسط فيه ترامب).
وقالت المجلة، إن ما حققه ترامب، هو "إخراج نفسه وبلاده من المأزق الذي صنعه بنفسه والذي أدخلهم فيه، وقد فعل ذلك دون تحقيق الهدف المركزي من هذا التدخل: ردع هجمات الحوثيين على إسرائيل".
وأكدت أن الحوثيين لا يزالون يقصفون أهدافا إسرائيلية بانتظام، وقد تصاعدت هذه الهجمات في الواقع خلال حملة ترامب للقصف، بعد أن تجاوزت مجرد الشحن إلى الأراضي الإسرائيلية. مضيفة: "لكن في الواقع، أصبحت إسرائيل الآن أكثر عرضة للخطر: فقد تمكن الحوثيون، وهم قوة عسكرية فقيرة ذات تكنولوجيا منخفضة، عدة مرات الآن من تجاوز أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، مما يوضح علناً مدى ضعف البلاد في حالة اندلاع حرب شاملة مع عدو يتساوى في الواقع مع إسرائيل من حيث القوة العسكرية".
وتحدثت المجلة، عن المغامرة المكلفة للغاية بالنسبة للولايات المتحدة مؤكدة أنه ربما تكون حملة القصف قد قتلت الكثير من المدنيين اليمنيين، ولكن على الرغم من بشاعة ما حدث، فقد أثبت البلد وشعبه بالفعل خلال العقد الماضي أن لديهم قدرة عالية بشكل غير عادي على تحمل المعاناة الإنسانية.
وتطرقت المجلة، للتكلفة المالية التي قالت بأنها كانت باهظة، وأدت إلى إهدار ذخائر تزيد قيمتها على مليار دولار، واستنزاف مخزونات الأسلحة إلى الحد الذي جعل القادة الأميركيين يشعرون بقلق بالغ إزاء قدرة الجيش على شن حرب محتملة ضد الصين، مشيرة إلى أنه "في الأيام الثمانية الماضية وحدها، فقدت الولايات المتحدة طائرتين مقاتلتين بقيمة 67 مليون دولار تم نشرهما في البحر الأحمر، واحدة عندما انزلقت من حاملة طائرات وسقطت في الماء، والأخرى بسبب حادث هبوط".
وأشارت إلى الكلفة السياسية إذ كان قصف ترامب لليمن سبباً في الفضيحة الأكثر ضرراً وإلهاءً خلال رئاسته التي لم تتجاوز أربعة أشهر، وهي فضيحة "سيجنال جيت" التي شهدت قيام مسؤولي الأمن القومي بإرسال رسائل نصية عن طريق الخطأ تتضمن خطط الحرب في اليمن إلى صحفي، مما أشعل فتيل أسابيع أخرى من القصص المحرجة حول استخدام فريقه لاتصالات غير آمنة لإرسال معلومات حساسة وسرية للغاية. وقد ساعد ذلك في الاستيلاء على فروة رأس مستشاره للأمن القومي، وكان قريبًا جدًا من فعل الشيء نفسه بالنسبة لوزير دفاعه.
وحول المعارضة الداخلية لحركة ترامب "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، إذ أثار القصف على اليمن أقوى موجات المعارضة الداخلية لحركته، وقد انتقدت سلسلة من الشخصيات البارزة بما في ذلك النائبة مارجوري تايلور جرين، وتوكر كارلسون، وستيف بانون، المغامرة في اليمن، مشيرين بشكل صحيح إلى أنها تتعارض مع وعود حملته الانتخابية بإبقاء الولايات المتحدة بعيدة عن الحروب الخارجية.
وقالت المجلة، إن عمليات القصف ووقف إطلاق النار، حفزت عن غير قصد ما يبدو أنه نفاد صبر ترامب المتزايد تجاه إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، واستعداده لتحدي كليهما، مشيرة إلى مفاوضات واشنطن لوقف إطلاق النار دون إبلاغ إسرائيل أو إشراكها - ناهيك عن تهميش إسرائيل و"تركها في البرد" أو "التخلي عنها" في الصفقة نفسها، على حد تعبير صحيفة تايمز أوف إسرائيل ذات التوجه اليميني - ليست بالأمر الهين.
وتطرقت المجلة، للدهشة الإسرائيلة والصدمة إزاء إعلان ترامب وقف إطلاق النار، بينما اشتكت مجموعة من أعضاء الكونجرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي ممن يضعون إسرائيل في المقام الأول من أن صفقة ترامب "تترك إسرائيل عرضة للخطر بشكل خطير وتفشل في مواجهة التهديد الأوسع الذي تشكله شبكة وكلاء إيران".