مسؤول أميركي: مقذوف أطلق من اليمن أصاب سفينة مملوكة لشركة ألمانية
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
قال مسؤول دفاع أميركي إن مقذوفا انطلق من منطقة خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن أصاب سفينة الجسرة التي ترفع علم ليبيريا ومملوكة لشركة ألمانية اليوم، مما تسبب في نشوب حريق دون وقوع إصابات.
وفي واقعة ثانية، قالت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري إن سفينة حاويات ترفع علم ليبيريا وهي السفينة إم.إس.سي ألانيا تلقت أمرا ممن يعتقد أنهم أفراد من حركة الحوثي اليمنية في زورق صغير بتغيير مسارها صوب اليمن.
قوة تابعة للاتحاد الأوروبي: سفينة حربية إسبانية تقترب من سفينة ربما اختطفها قراصنة منذ 19 دقيقة مستشار الأمن القومي الأميركي: الاستهداف الدقيق لقادة «حماس» مرحلة جديدة في حرب غزة منذ ساعتين
وأضافت أمبري أن السفينة اتخذت إجراءات للمناورة.
وقال متحدث باسم إم.إس.سي إن السفينة لم تتعرض لهجوم وأحجم عن الإدلاء بالمزيد من التصريحات.
ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها.
وهاجمت حركة الحوثي اليمنية من قبل سفنا في مسارات الشحن بالبحر الأحمر وأطلقت طائرات مسيرة وصواريخ صوب إسرائيل منذ بدء الحرب على قطاع غزة.
وقال المسؤول الدفاعي الأميركي إن من المعتقد أن طائرة مسيرة ضربت الجسرة.
وقال متحدث باسم شركة هاباج لويد إن السفينة تعرضت للهجوم وهي مبحرة قرب الساحل اليمني. وأضاف «هاباج لويد ستتخذ إجراءات إضافية لتأمين سلامة طواقمنا» دون أن يدلي بمزيد من التصريحات.
وذكرت أمبري أن زورقا صغيرا على متنه عشرة أفراد اقترب من إم.إس.سي ألانيا "وأعلنوا أنهم من السلطات اليمنية".
وقالت إن السفينة تلقت تحذيرات من الحوثيين بعدم استكمال الطريق صوب الشمال ونقلت عنهم قولهم للطاقم «كابتن ليس مسموحا لكم بالمتابعة للبحر الأحمر. غيروا مساركم للناحية الجنوبية الآن».
المصدر: الراي
إقرأ أيضاً:
اليمن الجديد: من ركام الحرب إلى قوة إقليمية صاعدة
لم يكن امتلاك زمام المبادرة في الصراع الإقليمي والدولي حلماً طموحاً فحسب، بل أصبح واقعاً حاضراً صنعه شعب يمني أبيّ، وقيادة ثورية عرفت كيف تستثمر التحديات لصياغة مستقبل مغاير.
رغم أن العدوان التي قادته دول نفطية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، استهدفت اليمن لعزل قراره السياسي وكسر إرادته الوطنية، وإعادته لكبير الطاعة الأمريكي، فإن سبع سنوات من العدوان كانت كافية لتحوّله من ضحية إلى فاعل إقليمي لا يُستهان به.
فبينما كانت الطائرات تُلقي بحممها على المدن والقرى، كانت هناك معركة أخرى تُخاض في الكواليس: معركة بناء جيش وطني قوي، متماسك، وذو عقيدة قتالية وطنية خالصة.
جيش العقيدة والسيادة:
القيادة الثورية اليمنية لم تنتظر الدعم الدولي، ولم ترتهن لقرارات الخارج، بل شرعت في بناء مؤسسة عسكرية حديثة بروح مقاومة، تمكنت خلال سنوات قليلة من تحقيق توازن ردع ميداني واستراتيجي.
هذا الجيش، الذي خرج من رحم المعاناة، أصبح اليوم قادراً ليس فقط على حماية التراب الوطني، بل وعلى لعب دور إقليمي فاعل، يلبّي طموحات الأمة العربية في الحرية والاستقلال والتحرر من التبعية.
المعركة مع أمريكا والتحول المفصلي:
النقلة النوعية الأبرز في المشهد اليمني كانت الاشتباك المباشر مع الوجود العسكري الأمريكي في البحر الأحمر. مواجهة لم يتخيلها الكثيرون، لكن اليمن خاضها بثقة المقاتل المؤمن بقضيته، حتى أجبرت أمريكا على التراجع والانسحاب، في لحظة فارقة أسقطت الهيبة المفترضة لأكبر قوة عسكرية في العالم.
هذا التحول لم يكن معزولاً عن السياق الأوسع، بل أتى كترجمة مباشرة لإرادة سياسية متحررة من الهيمنة، ترى في المقاومة أداة مشروعة لحماية السيادة وفرض المعادلات الجديدة.
الحصار على إسرائيل وإعادة صياغة الدور العربي:
ثم جاء قرار فرض الحصار البحري على إسرائيل، في ذروة عدوانها على غزة، ليكشف حجم التحول في موقع اليمن الإقليمي.
فالدولة التي كانت توصف يوماً بـ”المنهكة” أصبحت تفرض واقعاً جديداً، وتشارك عملياً في معركة الأمة، ليس بالشعارات، بل بالقوة البحرية التي بات لها منطقة نفوذ في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، ولها فيها الكلمة العليا.
اليمن الجديد لم يعد تابعاً ولا معزولاً، بل أصبح رقماً صعباً في معادلة المنطقة، يفرض شروطه ويصيغ معادلته الخاصة، ويعيد الاعتبار لمفهوم الردع والسيادة في زمن تخلت فيه الكثير من الأنظمة عن دورها التاريخي.
الخاتمة: اليمن في قلب المعادلة الدولية
اليوم، ونحن نشهد إعادة تشكيل خارطة النفوذ في الشرق الأوسط، يقف اليمن في موقع لم يكن له أن يحلمه قبل سنوات قليلة. بقيادته الثورية، وجيشه المؤمن، وشعبه الصامد، يكتب اليمن فصلاً جديداً في تاريخ المنطقة: فصلاً عنوانه الكرامة والسيادة والموقع الفاعل في معركة تحرير القرار العربي.
وفي عالم مضطرب تحكمه لغة القوة، أثبت اليمن الجديد أن الإرادة السياسية الحرة، إذا اقترنت بعقيدة شعبية راسخة، يمكنها أن تقلب موازين القوى وتعيد تشكيل