عبر نافذةٍ تُفتح ليُطل العالم من خلالها على التجربة الفنية البحرينية، أٌقيم في العاصمة الأمريكية (واشنطن)، معرض «بحر الحياة؛ فن حديث ومعاصر من البحرين»، مستعرضًا عينةً من الاشتغالات الفنية التي تمثل جسرًا بين الأجيال، منذُ الرواد وحتى الفنانين الشباب، لتلقي بضع ضوءٍ على جانب صغير من التجربة الفنية البحرينية، وما شهدته من تطورات واشتغالات تضاهي أحدث التجارب العالمية.

المعرض الذي انطلق مطلع (ديسمبر 2023) ويستمر حتى (مارس 2024)، نُظم من «المجلس الوطني للفنون»، بالتعاون مع «معهد الشرق الأوسط»، وبدعم من «مؤسسة راشد آل خليفة للفنون»، ونُسق من قبل القيمة الفنية، ومديرة مساحة البارح للفنون هيفاء الجشي، بمعية مديرة الفنون والثقافة في المعهد (لين سنج | Lyne Sneige)، إذ احتوى على أعمال الفنان عبدالكريم العريض، وناصر اليوسف، والشيخ راشـد آل خليفة، وإبراهيم بوسعد، وبلقيس فخرو، وعباس يوسف، بالإضافة لعائشة حافظ، ومروة آل خليفة، وغادة خنجي، وجمال اليوسف، إلى جانب الفنانين الشباب: جعفر العريبي، ومحمد المهدي، ومريم النعيمي، ومشاعل الساعي.
ارتكز المعرض على عرض جانبٍ من حداثة الفن البحريني، واتصاله ببيئته وثقافته، إذ جاء في البيان، بأن الفنانين المشاركين «يستكشفون ارتباطهم العميق بالبيئة الطبيعية في البحرين، ومواردها، وطقوسها وأساطيرها»، وهو الأمر المتجلي في الأعمال المشاركة، بدءاً بعمل الفنان عبد الكريم العريض، الذي وثقت اشتغالاته للبحرين في مختلف حقبها، حيثُ يُعرض له عمل تجريدي يبين المديات التي واكب من خلالها جيل الرواد الحركات الفنية الحديثة، منذُ العقود الأولى لانطلاق الحركة الفنية في البحرين. فيما يُبرز عمل الفنان ناصر اليوسف، جانبًا من حداثة الفن البحريني، الذي استطاع أن يوظف الموضوعات المحلية بأنماطٍ فنية معاصرة، أبرزت البيئة البحرينية، وعناصر الثقافة المحلية، وطبيعة العلاقات الإنسانية والاجتماعية. فيما جاء عمل الفنان الشيخ راشد آل خليفة، كاشتغالٍ تأملي في طبيعة العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل، على مستوى التأمل المعماري بشكلٍ فني، ليُعيد طرح إشكالية الأصالة والمعاصرة. أما الفنان إبراهيم بوسعد، فيعرض عملاً سرياليًا يتمحور حول علاقة الإنسان بذاته وبالآخرين والأشياء؛ وهي علاقة في اشتغالات بوسعد تتأصل من التفكير في العلاقات الإنسانية التي تشكل المجتمع البحريني. وتذهب الفنانة بلقيس فخرو في تجريدها المطلق، إلى استيحاء البيئة المحلية، وألوانها المتمثلة في الطبيعة الصحراوية للبحرين، وألوان عمارتها الرملية.
ويقارب الفنان عباس يوسف في اشتغالاته أصالة الخط العربي، وطواعيته في معاصرة الفنون. فيما يبرز الفنان جمال اليوسف بعمله النحتي الزجاجي، جانبًا من جوانب الإبداع البحريني في الاشتغالات على مختلف الخامات، حيثُ يعد اليوسف من الفنانين القلائل خليجيًا وعربياً الممارسين لهذا النوع من النحت. أما غادة خنجي، فتذهب بعيدًا في استكشاف ما يتصل بمختلف العناصر المستوحاة من مختلف الثقافات، للخروج بعمل سيرالي مرتكز على الذات، ومشغول بمالجة مختلف جوانبها فنيًا، بأسلوب مقارب لأسلوب (فريدا كاهلو). وتقدم الفنانة عائشة حافظ زخرفية تعكس البعد الحضاري للبحرين، حيثُ تستوعي الأختام الدلمونية، لتعيد توظيفها في اشتغالٍ فني. أما الفنانة مروة آل خليفة، فتقدم عملاً تأمليًا، يطرق الأبعاد الميتافيزيقية، معولاً على تأويلات المتلقي.
ويعكس عمل الفنان محمد المهدي، جانبًا من اشتغالات الفن الفطري البحريني، حيثُ الاشتغالات المقاربة للفن الطفولي، الذي يحاكي بأبعادٍ فلسفية، رؤى الطفل لهذا العالم، أو الرؤى البسيطة للأشياء على تعقيدها. فيما تقدم الفنانة مريم النعيمي، عملاً مفاهيميًا يستكشف علاقة المجتمع البحريني بالماء، وتشكيلاتهُ التي تأسست بناءً على هذه العلاقة، وكيف لعب دورًا رئيسًا في محورة العلاقات الاجتماعية، والإنسانية، والبيئية.
من جانبه يذهب جعفر العريبي في عمله الانطباعي، إلى اشتغالٍ متصل بإيكولوجيا البحرين وطبيعة نباتاتها. فيما تقدم الفنانة مشاعل الساعي، عملاً يزاوج بين الموروث، والتراث، والأساطير البحرينية، والواقع المعاصر وحيثياته، عبر معالجات فوتوغرافية، تجلي الأفكار التي تتخلق عنها هذه العلاقة، وما تفضي إليه من قراءات جديدة.
هذه الأعمال المتصلة بالفضاء البحريني الثقافي، والبيئي، والحضاري... والمنفذة بأساليب فنية حديثة، تفتح نافذةً يطل من خلالها المتلقي الآخر على أشكال الاشتغال الفني في مملكة البحرين، وهو أمر ينبغي استمراره، لفتح آفاقٍ أوسع لهذه التجربة، كي تخرج من حدود جغرافيتها المحلية والعربية إلى فضاءٍ عالمي، وهو الأمر الذي أكد عليه نائب رئيس المجلس الوطني للفنون، الشيخ تركي بن راشد آل خليفة، في كلمة الافتتاح، مشيرًا إلى أن المجلس إلى جانب عمله على تطوير المجالات الفنية في المملكة، يسعى لـ«إيجاد المزيد من الفرص لإبراز الفنانين البحرينيين دوليًا، وغرس المزيد من بذور التعاون في المجالات الفنية مع الدول الصديقة».

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا عمل الفنان جانب ا

إقرأ أيضاً:

لوكلير الأسرع في التجربة الحرة الثالثة لسباق فورمولا-1 البريطاني

 

سجل تشارلز لوكلير، من موناكو، اليوم السبت، أسرع زمن في التجربة الحرة الثالثة لسباق جائزة بريطانيا الكبرى، المقرر إقامته غدا الأحد، ضمن منافسات بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا-1، حيث كان الفارق الزمني بين أصحاب المراكز الثلاثة الأولى أقل من 1ر0 ثانية.

لوكلير الأسرع في التجربة الحرة الثالثة لسباق فورمولا-1 البريطاني

وسجل لوكلير، سائق فريق فيراري، أسرع زمن للفة بلغ دقيقة و498ر25 ثانية على المضمار الأيقوني سيلفرستون البالغ طوله 5891 كيلومترا.

وأنهى لوكلير التجربة متفوقا على الأسترالي أوسكار بياستري، سائق مكلارين، ومتصدر ترتيب فئة السائقين، والهولندي ماكس فيرستابن، سائق ريد بول، بفارق 068ر0 ثانية و087ر0 ثانية على الترتيب.

وجاء البريطاني لاندو نوريس، سائق مكلارين، في المركز الرابع بفارق 108ر0 ثانية خلف المتصدر، وهو الأمر الذي يشير إلى أن التجربة الرسمية، التي تقام في وقت لاحق من اليوم، والسباق، المقرر إقامتها غدا، سيكونان في غاية الإثارة.

واحتل سائق فيراري البريطاني لويس هاميلتون، الذي تصدر التجربة الحرة الأولى أمس الجمعة والذي لديه تسعة ألقاب في سباق جائزة بريطانيا الكبرى والذي صعد على منصة التتويج 11 مرة، المركز الحادي عشر.

وكان من الممكن أن تكون النتيجة أفضل بكثير، لكن هاميلتون اضطر لإلغاء لفة سريعة في نهاية التجربة بسبب رفع العلم الأحمر نتيجة وجود حطام على المسار، وذلك بعد أن تصدر التوقيت في أول قطاعين من المضمار.

واستمر العد التنازلي للوقت أثناء رفع العلم الأحمر بعد خروج البرازيلي جابرييل بورتوليتو سائق ساوبر من السباق، على ما يبدو بسبب كسر في نظام التعليق عندما اصطدم بأحد الحواجز. وبعد ذلك اصطدم البريطاني أوليفر بيرمان سائق هاس بالحواجز عند مدخل منطقة الصيانة، مشيرا إلى أن مكابحه كانت بارده.

ووصلت سباقات فورمولا-1 لمنتصف الموسم، حيث أن السباق الذي يقام غدا هو السباق الـ12 من أصل 24 سباقا هذا الموسم.

ويتصدر بياستري ترتيب فئة السائقين بفارق 15 نقطة أمام نوريس، الذي فاز بالسباق الأخيرة في النمسا. ويتواجد فيرستابن في المركز الثالث بفارق 61 نقطة خلف المتصدر، بعدما تفوق عليه الإيطالي كيمي أنتونيلي، سائق مرسيدس، في النمسا.

 

مقالات مشابهة

  • تقرير تقييمي حول تجربة استخدام الفحم الحيوي وخل الخشب في التربة الجيرية
  • ربنا اللي بيحاسب.. أسامة قابيل: لا يجوز الشماتة في موت الفنانين
  • قانون الإيجار القديم يُشعل الجدل من جديد.. بين خوف الفقراء و"فساتين" الفنانين
  • إيمان عز الدين عن عمرو دياب: ذكى فى إدارة مشروعاته الفنية
  • أسامة قابيل: لا يجوز الشماتة في موت الفنانين.. ربنا هو اللي بيحاسب
  • الكرملين: دول بريكس تتعاون فيما بينها بناء على مصالحها المشتركة
  • وزير الخارجية اليوناني يلتقي خليفة حفتر في بنغازي وملف الهجرة على بساط البحث
  • العـَوْدَةُ من عـَتَـبَـةِ المَـوْت
  • رقم 10 محجوز.. الزمالك يكشف عن خليفة شيكابالا.. العدل: سيصبح رئيسا للنادي
  • لوكلير الأسرع في التجربة الحرة الثالثة لسباق فورمولا-1 البريطاني