الحرية والتغيير تحمل النظام المباد وزر الحرب
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
رصد – نبض السودان
قوى الحرية والتغيير
تدخل حرب الخامس عشر من أبريل شهرها التاسع والتي لم تجني منها بلادنا سوى الدمار ولم يحصد منها شعبنا غير الخراب والمعاناة.
بعد مرور تلك الشهور نتابع قوى الحرية والتغيير بقلق وحزن شديدين التطورات الميدانية للحرب خلال الساعات الاثنين وسبعين الماضية وتمدد الحرب في مناطق جديدة في عدة مدن أبرزها الفاشر ومدني والأضيه مع استمرارها في المواقع الأخري في الخرطوم ودارفور وكردفان؛ بجانب تزايد إستهداف المدنيين بالقصف المدفعي والجوي في عدة مناطق سكنية في نيالا والخرطوم ومناطق أخرى.
إن موقف الحرية والتغيير المبدئي يقوم على ضرورة وقف الحرب بشكل فوري وانخراط طرفيها في مباحثات جدة بشكل جاد ومسؤول لوضع حد لكل الانتهاكات المرتبطة بها ورفض أي توسع لنطاقها وتحويلها لحرب أهلية وما يترتب عليها بزيادة حجم المعاناة الإنسانية على المدنيين المتأثرين بالحرب.
في ظل توسع نطاق العمليات العسكرية وشمولها لمناطق جديدة مأهولة بالنازحين الهاربين من الحرب عموما التي تمددت فيها الحرب مؤخرا ووجود مؤشرات لإمكانية انتقالها صوب مناطق جديدة، واستمرار استهداف المدنيين بالقصف المدفعي أو الجوي للمناطق السكنية. باستصحاب كل تلك الوقائع والمؤشرات فإننا نحمل القوات المشاركة في القتال من الطرفين والمجموعات المرتبطة بهما المتواجدين في تلك المناطق أو الخاضعة لسيطرة اي منهما؛ لكامل المسؤولية الأخلاقية والسياسية والجنائية تجاه أي تصرفات تعد انتهاكا لأرواح أو سلامة أو ممتلكات المواطنين المدنيين ويشمل ذلك كل التجاوزات سواء كانت ذات طابع مؤسسي أو سلوك فردي.
ان حدوث أي انتهاكات تطال المواطنيين المدنيين بأي شكل من الأشكال يجد منا الرفض والإدانة وسيمثل مرتكبيها أمام القضاء بعد انتهاء الحرب لينالوا العقاب علي ما ارتكبوه من جرائم في الحرب وستطال العدالة كل المرتكبين لها والمحرضين عليها.
يتحمل النظام المباد وعناصره القسط الأوفر من وزر هذه الحرب وكل ما ترتب عليها من أضرار وانتهاكات جسيمة منذ اشعالهم لها وكل التداعيات والآثار المترتبة على استمرارها، والإصرار على إعاقة كل محاولات إيقافها بتقويض وتعطيل منبر مفاوضات جدة أو الالتفاف على نتائج قمة رؤساء دول الايقاد الأخيرة.
إن التطورات الأخيرة تعزز وتؤكد صحة موقفنا المعلن منذ اندلاع هذه الحرب في الخامس عشر من ابريل الماضي بوجوب وقف هذه الحرب وعدم السماح باستمرارها وتمددها والدعوة المستمرة لطرفي الحرب بوقفها والانخراط بصدق ومسؤولية في مفاوضات جدة لإنهاء الحرب وتحقيق السلام وصولا لتأسيس انتقال مدني ديمقراطي مستدام وهو أمر نوقن ان شعبنا سيبلغه ويناله في يوم قريب بدولة مدنية ديمقراطية تحقق فيها كل شعارات وأهداف ثورة ديسمبر المجيدة في الحرية والسلام والعدالة وتفكيك دولة الحزب الواحد لدولة الوطن الواحد لكل السودانيين والسودانيات.
قوى الحرية والتغيير – المكتب التنفيذي
السبت ١٦ ديسمبر ٢٠٢٣
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: الحرية المباد النظام تحمل والتغيير الحریة والتغییر
إقرأ أيضاً:
كيف التهمت الحرب رواتب المعلمين في اليمن؟
في أحد فصول مدرسة حكومية بمحافظة تعز، يشرح المعلم يحيى لتلاميذه قاعدة نحوية، بينما يحاول أن يخفي قلقه المتصاعد بشأن إيجار المنزل وفاتورة الدواء، يبتسم وهو يكتب على السبورة لكنه يختنق في داخله: “أُدرّس مجانًا منذ أشهر، لأني لا أملك مهنة أخرى، التعليم أصبح تطوعًا إجباريًا في هذه البلاد”.
هذا ليس مشهدًا عابرًا، بل واقع آلاف المعلمين في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية اليمنية، حيث تتكرس سياسة التجويع البطيء، ويتحول التعليم إلى وظيفة عبثية تُدار بلا رواتب، فيما تصعد أرقام الموازنات العسكرية وتتعاظم نفقات المعسكرات على حساب الكادر التربوي.
لم تُصرف رواتب عشرات الآلاف من المعلمين في مناطق الشرعية بشكل منتظم، رغم تعهدات الحكومة المتكررة، ورغم الدعم الخارجي الذي تلقته وزارة المالية ومركزي عدن والمكلا من المانحين، في كل مرة يتم تعليق الأزمة على مشجب الإيرادات أو الانقسام، أو يُقال إن الأولوية لـ”متطلبات الجبهات”، وكأن الحرب قدر أبدي، والمعلم فداء دائم لها.
في تقرير أخير صادر عن إحدى منظمات الرقابة الاقتصادية المحلية، تبين أن نسبة الإنفاق الحكومي على قطاع الدفاع والأمن في عام 2024 تجاوزت 45% من إجمالي الإنفاق العام، في حين لم يتعدَّ ما خُصص للتعليم نسبة 6.7%، مع الإشارة إلى أن جزءًا كبيرًا من الدعم الخارجي الموجه للتعليم لم يتم صرفه في قنواته المعلنة.
“نعيش على المساعدات، بعضنا يبيع مقتنياته الشخصية ليصمد”، تقول المعلمة نسيبة من عدن، وتضيف: “وزارة المالية تتعامل معنا كأرقام منسية رغم أننا نبقي المدارس مفتوحة وسط انقطاع الكهرباء، وغياب الكتاب، وانعدام الأمن”.
وفي محافظات مثل شبوة ومأرب وأبين، وتعز، يتكرر المشهد: معلمون يقطعون مسافات طويلة سيرًا على الأقدام، يعملون دون بدل نقل وغيرها من الحقوق، وبعضهم لا يجد حتى المال الكافي لشراء وجبة طعام بسيطة، ومع ذلك لا تتوقف الاجتماعات الحكومية عن الترويج لخطط الإصلاح الاقتصادي والتعافي المبكر وكأن هذه البلاد على أبواب رخاء.
تقول منظمة “أنقذوا الأطفال” في تقريرها الأخير إن أكثر من 70% من الأطفال في مناطق الشرعية مهددون بانقطاع التعليم نتيجة تدهور أوضاع المعلمين، أما اليونيسف فرغم محاولاتها تمويل الحوافز اصطدمت بعقبات البيروقراطية، وعدم تعاون الجهات الرسمية المحلية في بعض المناطق.
مفارقة مؤلمة أن المعلمين في مناطق الحكومة المعترف بها دوليًا، لا يختلف حالهم كثيرًا عن زملائهم في مناطق الحوثيين، وربما أشد قسوة من حيث الإهمال المزمن والغياب التام لقرار سياسي حقيقي يُعيد للتعليم كرامته، ففي حين تملك الحكومة مصادر دخل من الموانئ، ومن الدعم الدولي، إلا أن “العجز” لا يظهر إلا عندما يُذكر راتب المعلم.
لا يبدو أن الحكومة تتجه لإصلاح هذا الخلل قريبًا، فالحرب كما يقول أحد النقابيين في تعز، “أصبحت مظلة جاهزة لتبرير كل فشل، لكنها لم تمنع صرف نفقات المؤتمرات، أو بدل السفر، أو شراء السيارات للمسؤولين”.
لقد صار التعليم في اليمن عالِقًا في عنق زجاجة السياسة، يُحتجز رهينة لمساومات الحرب، ومطالب الجبهات، وحسابات الولاء، وفي كل هذا لا صوت يسمع لمعاناة المعلم الذي يقف في الطابور ذاته كما العسكري، دون أن يُمنح أدنى حق من حقوقه.
في بلدٍ تنهشه الحرب من كل جانب، ربما لا تبقى سوى المدرسة كملاذ أخير للوعي، والمعلم كحارس نهائي للعقل، وإن سقطا فإن السقوط سيكون جماعيًا ولن يسلم أحد.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق كتابات خاصةللأسف لا توجد لدينا رعاية واهتمام بالفنانين واصبحنا في عالم...
انا لله وانا اليه راجعون حسبنا الله ونعم الوكيل...
أنا طالبة علم حصلت معي ظروف صعبة جداً و عجزت اكمل دراستي و أ...
نحن اقوياء لاننا مع الحق وانتم مع الباطل...
محمد عبدالخالق سعيد محمد الوريد مدير بنك ترنس اتلنتيك فليوري...