«مش قادرة ميكونش معايا».. انهيار زوجة المخرج أحمد البدري في عزائه
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
انهارت زوجة المخرج أحمد البدري، من البكاء أثناء تلقيها العزاء بمسجد الحامدية الشاذلية بالزمالك، بحضور عدد من الفنانين من بينهم الفنان إيهاب فهمي، عضو نقابة المهن التمثيلية، الفنان محمد أبو داوود وآخرون، إلى جانب نجمات الفن وفاء صادق، وفاء مكي، وآخرين.
وقالت زوجة أحمد البدري، فى تصريح خاص لـ«الوطن»، إن رحيله كان صدمة لها ولا تتمالك أعصابها منذ لحظة وفاته، مضيفة: مش قادرة ميكونش معايا.
ورحل المخرج أحمد البدري عن عالمنا بعدما ترك إرثا فنيا كبيرا بين السينما والمسرح والدراما، وتعاون مع عدد كبير من نجوم الفن، ولكنه لم يتحمل صدمة بتر إحدى قدميه بعد تدهور حالته بسبب إصابته بمرض السكري.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أحمد البدري المخرج احمد البدري أحمد البدری
إقرأ أيضاً:
المعرض 40 لـ «الإمارات للفنون التشكيلية».. قراءة للذات والطبيعة وبساطة الأشياء
محمد عبدالسميع
التنوّع في أيّ شيء يمنح الإنسان مجالاً أوسع للتحرّك وقراءة التباديل في هذه الحياة، فكيف حين يكون التنوّع في الأدب والفنّ والفكر والثقافة مصدر إلهام ووسيلة لقراءة الحياة بأوجه مختلفة ومتكاملة تؤدي الغرض الإنسانيّ ذاته الذي نبحث عنه بين هنا وهناك؟!
هذه المرّة، نحن أمام تنوّع بصري جمالي ومضامين مهمّة في رقعة المعرض السّنوي الأربعين لجمعيّة الإمارات للفنون التشكيلية، الذي شارك فيه خمسون فنّاناً إماراتيّاً وعربيّاً وأجنبيّاً، واحتضنته الشارقة، ليكون بستاناً من الألوان الحياتيّة قبل أن يكون بستاناً لألوان فنية واشتغالات إبداعيّة تمنح الذائقة آفاقها وفضاءها الذي تبحث عنه، وتشعر دائماً أنّه يتّسع للمزيد.
في الأعمال المعروضة، يعمل الفنانون على التراث، واللقطات الإنسانيّة لأدخنة الحروب، ويبرز الحلم بوضوح أو متوارياً خجلًا أمام ما يعانيه الإنسان، كما تحضر الذاكرة الإنسانيّة والجسد والروح، وحريّة الإنسان وفلسفة الكثرة والقلّة ومدى شعور المرء بالاغتراب ونمطيّة الحياة، ومراحل الطفولة ومحطّات العمر والحياة، والماضي والحاضر، ومرايا الذّات وحواراتها، والخيال والانطلاق إلى عوالم جديدة، وتأمّل الأشياء ودورة الحياة، وجمال الروح، والطبيعة والصحراء والإحساس بطاقات حاضرة أو مبيّتة داخلنا أو غائبة عنّا، وكذلك تبرز روابطنا الإنسانيّة، بل وهويّتنا، وأمزجتنا الإبداعيّة، وإشراقة الأمل فينا، وصمود الإنسان ومراجعته لذاته، وتجدده.
تبرز فلسفة الأعمال والتقنيات الفنية أو مدارس الإبداع التي ينتهجها الفنانون المعبّرون عن ثقافات بلادهم ومنطلقاتهم ومحاولتهم النفاذ إلى الداخل الإنساني، ولهذا، فإنّ مرموزات الأعمال الفنيّة واستثمار الموجود والمتاح، بشكل بسيط أو تجريدي، أو وفق مدرسة إبداعيّة معيّنة، يغدو أمراً مهماً وشائقاً.
وإذا كان للواقعي من الفنّ سحره، فإنّ للتجريدي من هذا الفنّ رونقه أيضاً ومساحات التأويل والتفكير فيه، كما في تجريد الفنان أيمن الإمام في تأمّلاته وأحلامه وعمقه الفلسفيّ، كما أن نقل الواقع وقراءة معطياته بطريقة فنيّة، هو تقنية بالتأكيد تستفزّ فينا عواطفنا الحزينة التي أصبحت ترتبط بالشاشات، حين نخزّن في ذاكرتنا معاناة الحروب وتداعياتها الإنسانيّة، كما لدى الفنان إحسان الخطيب، في عنوان «الصرخة» التي هي تعبير عن كلّ هذا الدخان المؤلم في مشاهد يتشتت قبالتها الإنسان في مشاعره كنتاج بصري حزين.
لكنّ الماضي والواقع والمستقبل، لا بدّ أنّها أزمنة تترابط فيما بينها، حين يحتفي الفنان بالموروث وزخرفته وحضوره الأثير في الروح والذاكرة، كما في أعمال الفنان الفلسطيني الراحل أحمد حيلوز، الذي يؤكّد عنصر التأمّل الفنّي وما يتمّ استرجاعه أو استعادته كأرضيّة صلبة للواقع والمستقبل، وفق طرح فني يحمل هذا الخطاب.
مساحات وأشياء
ولأنّ تأملات الإنسان لا تنتهي، والحلول البصريّة حتماً سوف تتوافد وتتدفّق على المهتمّ والمتخصص وقارئ الأعمال، فإنّ أبسط الأشياء التي نمرّ عليها أو نستخدمها يومياً، مؤهّلة وبقوّة لأن تمدّنا بالمزيد من التساؤلات، إن نحن قرأنا الجانب الآخر لها، تماماً كما هو عمل الفنان أحمد شريف على «السجادة الحمراء» وأبعادها من منظور القارئ، ففي هذا العمل يفيدنا الفنان بتلك المساحة التي تشتمل علها السجادة الحمراء، فهو يقرأ من خلالها السلطة والمال ومعايير القبول والاستبعاد وهوية الأفراد، في حين ربما يقرأها أحدنا قراءةً أخرى، وهذا هو سرّ الفن وأدواته في تزايد مساحات التأويل.
عنوان اللوحة، كعتبة للنصّ أو منارة لمتنه، يعطينا فكرةً عما في ذهن الفنانة آلاء كفوزي «فيان» في عملها «نفخة الفزع»، بما يحيلنا إليه من رعب وخوف ونهاية، إذ يضطلع العمل التوثيقي وفق هذا العنوان بتأكيد مطلب الحريّة وخطورة احتجازها، باعتبار التوثيق هو رصد ومراكمة نحو لحظة الانطلاق والتعبير أمام جزء أصيل ينتقص في حياة الإنسان.
وكم يبدو «الاغتراب» عنصراً مثيراً ورائعاً على الاستذكار والمقارنات والمقايسات بين الأزمنة، واعتياد الأشياء، والتحولات الذهنيّة والوجدانيّة بين هذه الأزمنة. وهي أمور نفسيّة وعاطفّة، تستفزّها فينا الفنانة بينيديكت جيمونيه، وهي تعمل على «سلسلة الترحال» من المطبوعات والرسومات، لتعبّر عنها وعنّا في رؤية الذات والهوية ومعنى الانتماء، باقتراح السرد البصري لتجربة الغربة.
ولم يكن «الطير» بعيداً عن معالجات الفنانين في المعرض، خصوصاً حين يرتبط الطير كرمز من خلال التكوينات التجريدية لقراءة صدى اللحظات العابرة، باستخدام أشكال هندسيّة وخامات بسيطة، كما في لوحة الفنان خالد البنا، والذي حمل العنوان ذاته «طيور».
كما قدّم لنا المعرض المكان بوضوح، وكيف تحوّل جذرياً، بعرض مادة فلميّة توثيقيّة دخلت فيها النقوش والأبواب والنوافذ والأفنية وفضاءات هذا المكان، بين زمنين، وذلك ما نجده لدى الفنان الإماراتي خليل عبدالواحد في قراءته لمنطقة السطوة بدبي.
وفي الإطار التراثي ذاته، دخلت «المنظرة» كمفردة إماراتيّة، لتعكس حوارنا للذات، وتذكّر بالقوة الداخلية للأشخاص، كما لدى الفنانة الإماراتيّة سلمى المرّي. أمّا عنوان «مئة قصة وواحد» للفنان راشد الملا، فكان عملاً يعكس احتمالات الأشياء والرسومات التي تحمل الواحدة منها العديد من الاحتمالات، كإطلاق لعنصر ومساحات الخيال والتأويل. وفي المعرض أيضاً كان للثقافة الفوتوغرافيّة حضورها وللفيديو كذلك، وذلك ما نجده لدى الفنان صالح الأستاذ.
وكاشتغال على مفهوم الدائرة لدى الفنانة عائشة السويدي، نتأمل جماليّة زخارف ما قبل التاريخ وتنوّعها، كجرار ومباخر وأوانٍ معدنيّة. وفي اشتغال الفنان عبدالقادر المبارك على «المائيّات»، كتقنية وأسلوب، نقرأ جماليات الطبقات المائيّة، ومعرفة سرّ الماء الجميل، وروعة الألوان المائيّة في ذلك. أمّا الفنان عبدالقادر الريس، ففي معزوفاته المائيّة يظلّ مسكوناً بلعب الصحراء والرمال والأطفال وانعكاس الشمس والطبيعة وكلّ ما فيها من حياة.
حضور المكان
وفي عمل الفنانة موزة الفلاسي «في ثنايا الحضور»، باستخدام تقنية «الفروتاج» بالغرافيت على القماش، يحضر التقاط آثار أسطح مختلفة ودمجها في تكوين واحد، كقراءة للذاكرة والسرديات والمكان. أمّا الفنان ناصر نصرالله، فيقرأ فضاء شاعريّة الآلات، واكتشاف العلاقة بين الإنسان والآلة من منظور أسطوري، وتهتم الفنانة نجاة مكّي بالإيقاع اللوني والشكلي والتعبير عن حضور الزمان والمكان والمرأة بطبيعة الحال. كما يدعو الفنان نضال خضور في عمله «موسيقى لونيّة» إلى التأمل في العلاقة بين الفن والموسيقى والبصر والسمع عن طريق اللون، والتناغم في ذلك. وتعمل الفنانة نورة الهاشمي على التصوير الزيتي، مستلهمةً روح وأسس الفن الواقعي والسريالي، كما تعمل الفنانة هدى سعيد سيف على«الدمى» لنشر حكاياتها في جوّ من التفاعل دون تدخّل التكنولوجيا في ذلك. أمّا الفنانة ياسمين الخاجة، ففي «أوراق الشجر» تستلهم الطبيعة وأنماطها وألوانها، كعنصر جميل في هذه الحياة.
اكتشاف للذات
يستمر المعرض في قراءة الفنان فهد جابر لفنّ «العيالة» التعبيري المجسّد لحركات وإيقاعات العارضين وتأكيد روح الشهامة في هذا الفن الإماراتي الأصيل. أمّا الفنانة د.كريمة الشوملي، ففي عملها «ما صدّ عنّي»، تقرأ معنى الوحدة الزخرفيّة وروعة الثقافة الشعبيّة وجماليات التراث النسائي في الإمارات. ويبحث الفنان لؤي صلاح في عنوان «كيانات» عن الجمال، موثّقاً القيم الإنسانيّة والملامح واكتشاف الذات، كما تقرأ الفنانة ماجدة نصرالدين تحت عنوان «كأني أنت- وجوه من زمن الوجع»، الملامح الإنسانيّة والحالات الوجوديّة في خامات غير تقليدية، في القهوة وأوراق الشاي، وغيرها.
تقنية الألوان
تحت عنوان «تواصل اليدين»، كعمل نحتي، يعمل الفنان د.محرز اللوز، وفق تقنية الألوان والنبض الصوتي، على تجسيد التواصل والتكامل الإنساني، فيما يذهب الفنان محمد القصّاب إلى «ليف النخيل» ومخزونه البصري وجماليات الاستخدام، كما يشتغل الفنان محمد مندي في «حروفيّات» على معطيات الفنون الإسلاميّة الأصيلة والمعاصرة واستحضار الزخارف والتجريد البليغ.