ذكرى ثورة ديسمبر وانتصارات الدعم السريع !!
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
تمر علينا ذكرى ثورة ديسمبر المجيدة في عيدها الخامس، وتعنت بقايا فلول النظام البائد يؤدي إلى بروز الذراع العسكرية للثورة، المتمثلة في قوات الدعم السريع كاسحة ألغام الفلول، وكما ذكرنا عند اندلاع الثورة السلمية وما واجهته من قسوة وعنف من كتائب ظل الاخوان المسلمين، أن التدافع السلمي أمام جحافل المتطرفين والإرهابيين لا يجدي، ما لم تسنده قوة عسكرية موازية تضع النقاط على الحروف، وقد كان، فأن تأتي قوات الدعم السريع متأخرة خير من أن لا تأتي، لقد شكلت الوقفة الصلبة لهذه القوات مع مشروع الانتقال والتحول المدني الديمقراطي، نقطة تحول فاصلة في مسيرة ثورة ديسمبر المجيدة، ومحطة مهمة من محطات العزم والإصرار الشعبي على هزيمة الكهنوت والتطرف الإخواني، فجاءت هذه القوات المولودة في حضن فرعون الدولة الاخوانية، كضامن أساسي لاستكمال استحقاقات الثورة، المرفوعة الأعلام المكتوب عليها بالخط العريض الحرية والسلام والعدالة، وكما هو بديهي أن الترسانة العسكرية التي يحتمي خلفها سدنة النظام البائد، لابد وأن تواجه بقوة جيش وطني حر، يؤمن بواجبه الدستوري في حماية الدستور، وعدم التغول في شئون الحكم، وقد وجد الثوار ضالتهم في هذه القوة غير المؤدلجة التي لا تدين بتعاليم حسن البنا، ولا تخضع لأي أيدلوجيا حزبية، إنّها عدالة السماء المعهودة عبر الحقب والعصور، وما حكمة موسى ببعيدة عن الأذهان، وما صلف وجبروت فرعون بمهمل في سفر تاريخ الإنسان.
ظن الطاغوت الاخواني أنه ربنا الأعلى، وعكف على توبيخنا وتهديدنا بأنه لن يرينا إلّا ما يرى، فسدر في غيه ونسي أن ناموس الكون يديره رب الكون، فلطف الله بعباده المضطهدين الذين يقتلون ويشردون من ديارهم بغير ذنب، إلّا أن يقولوا دعونا وشأننا، واتركوا لنا خيار أن نسوس أمرنا، فكان لابد من قصاص ربّاني من الذين هجموا على المدنيين العزل، وهم نيام يحلمون بصبح عيد سعيد، يرفعون فيه رايات نصر الدولة الجديدة، المبرأة من فساد المتاجرين بالدين، لقد جاءت الانتصارات المتتالية لقوات الدعم السريع على كتائب الإرهاب الإخواني جزاءًا وفاقا، بما كسبت أيدي المتطرفين الذين انتهكوا الحرمات، وخرقوا صدور اليافعين بطلقاتهم النارية المسمومة، فرأينا كيف قضى نحب من أجج نار الحرب الدينية في الجنوب، وأشعل الحروب الأهلية في الشروق والغروب، ممن يتلبسون لباس البراء الذي هو منهم براء، في معسكرات الاحتياطي المركزي ومدرعات الشجرة، لقد ذهب إلى جحيم جهنم كل من ولغ في دماء السودانيين إبّان فترة حكم الإخوان، ففرحت الأمهات الثكلى والزوجات الأرامل لهذا العدل الربّاني، الذي هو الأعلى قدراً من عدالة محاكم لاهاي الآدمية الدنيوية، لقد سعدنا نحن الأجيال المكتوية بنار هذه الجماعة الباغية أيما سعادة، لما حاق بها من ذل وهوان ووضاعة وانكسار، لقد أهين الإنسان وهضمت حقوقه، ومزقت أحشاءه برصاص الطاغوت المتخفي تحت عباءة الوقار الديني، فجاء نصر الله والفتح والناس يدخلون في ثورة ديسمبر أفواجا.
الرحمة والمغفرة لشهداء الثورة المجيدة، المدنيين منهم والعسكريين الذين ما انفكوا يقدمون أرواحهم رخيصة، لكي ننعم نحن وابناءنا برغد للعيش قادم وأكيد، والخزي والعار للعملاء والمأجورين الذين يستقدمون الطيارين الحربيين والطائرات الحربية، لدك البنى التحتية للدولة وتدمير المساكن والأسواق الشعبية، والحمد لله على اجتثاث بذرة الفساد والإفساد من أراضي نيالا والضعين والجنينة وزالنجي والخرطوم ومدني، وسند الله هؤلاء الجند الميامين أشاوس قوات الدعم السريع، الذين يقومون بواجب وطني استبسالي قوامه التفاني وحب التراب، وطالما أن هذه السواعد القوية الممسكة بزناد الحق ماضية في اقدامها، فلا حزن ولا يأس يكبل ربات البيوت، اللائي جدن بخيرة ابنائهن وثبتن ولم يتزحزحن، فهذه الثورة المجيدة التي بدأت سلمياً واختتمت عسكرياً حسب طلب كتائب ظل علي عثمان، الذي هتف الثوار أمام قصره يوم سقوط الطاغية (سقطت سقطت علي عثمان)، سوف تدك حصون الفاسدين المتاجرين بآيات الله والمشترين بها ثمناُ قليلا، دكاً دكا، وسوف تشرق الشمس من جديد مبشرة بدولة المواطنة الحقّة، التي لا يظلم فيها أحد، وكما هي جرّافة الدعم السريع تكسح وتمسح بؤر التآمر والخبث الإخواني مدينة مدينة، فإنّ المثل الشعبي يقول:(الخريف الليّن من شواقيره بيّن) و(المطر من صبّته والجنا من تبّته)، فأمطار الخير والبركة قد بانت شواقيرها، وصبيان البنات قد حلقوا شعر رؤوس المتطرفين بنوع حاد من أمواس الحلاقة.
إسماعيل عبدالله
[email protected]
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الدعم السریع ثورة دیسمبر
إقرأ أيضاً:
منشقون عن المجلس الاستشاري للدعم السريع: شهدنا على انتهاكات وفظائع
بورتسودان- أعلن خمسة من أعضاء المجلس الاستشاري بقوات الدعم السريع انشقاقهم عنها، واتهموها بارتكاب انتهاكات "تجاوزت كل الخطوط الوطنية والأخلاقية".
وأدلى المنشقون ببيان في مؤتمر صحفي بمدينة بورتسودان أقامته وزارة الثقافة والإعلام بالشراكة مع وكالة السودان للأنباء، اليوم الأحد، جاء فيه "نعلن انشقاقنا الكامل والنهائي عن ما يسمى مليشيا الدعم السريع، وذلك بعد أن تبين لنا بالدليل القاطع أن هذه المليشيا قد تجاوزت كل الخطوط الوطنية والأخلاقية، وأصبحت أداةً لتدمير السودان وتمزيق نسيجه الاجتماعي، وانتهاك كرامة مواطنيه..".
والمنشقون هم:
مودبو إبراهيم بابجي، رئيس دائرة الحكم والإدارة بالمجلس الاستشاري لقائد الدعم السريع، الأمين العام المؤسس للإدارات المدنية بمناطق سيطرة الدعم السريع. الشيخ محمد أحمد عليش، رئيس الدائرة القانونية بالمجلس الاستشاري لقائد الدعم السريع، رئيس تحالف "قمم" بولاية الخرطوم. عبد العظيم سليم محمد علي، عضو المجلس الاستشاري لقائد الدعم السريع، رئيس الدائرة القانونية بتحالف "قمم". عباس محمد عبد الباقي، عضو المجلس الاستشاري لقائد الدعم السريع، مستشار محلية شرق النيل. بابكر خليفة محمد، عضو المجلس الاستشاري لقائد الدعم السريع، ومستشار سياسي له.وقالت المجموعة المنشقة في بيانها، إن انشقاقها جاء بعد أن كان أعضاؤها "حضورا وشهودا لكثير من المواقف والوقائع ورسم السياسات التي ظلت تنسجها المليشيا وشركاؤها من بعض القوى السياسية والتي كانت تهدف إلى تدمير السودان وتشريد شعبه وطمس هويته وتاريخه ونهب ثرواته".
كما أعلنت عزمها مخاطبة الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي بوقف الدعم غير المباشر لمن وصفتها بـ "المليشيا المتمردة" وفضح محاولات شرعنتها.
يقول رئيس الدائرة القانونية لقائد الدعم السريع الشيخ محمد أحمد عليش، إن ارتباطهم بقوات الدعم السريع كان قبل الحرب؛ حيث كانوا أعضاء بالقطاع السياسي وأعضاء مؤسسين للمجلس الاستشاري، وبعد شهرين من قيام الحرب كان الخيار بين مغادرة الخرطوم والبقاء إلى جانب أهلهم وحمايتهم قانونيا.
إعلانوأضاف أنهم كانوا شهودا على الانتهاكات التي تحدث، وأنهم اتخذوا قرارا بصفتهم قانونيين بأن يكون لهم دور واضح في مناطق سيطرة الدعم السريع، حيث تواصلوا مع قيادتها وقدموا رؤية قانونية متكاملة تبدأ بتجفيف كافة المعتقلات في ولاية الخرطوم، وتغطية الفراغ القانوني الموجود بها.
ويقول عليش "بعد مشاورات تمت الموافقة على بعض الأعمال، بينما رفضت أخرى وهي تجفيف المعتقلات والسجون". وكان هناك نوعان من المعتقلات:
"معتقلات سرية " تتبع لأشخاص وليس لمؤسسة الدعم السريع القدرة على السيطرة عليها، حيث كان يديرها قادة الدعم السريع. وكان هناك سجن كبير وهو "سجن سوبا".أوضح عليش أن سجن سوبا كان يحتوي على نحو أربعة آلاف سجين منهم أسرى من المواطنين و"آخرين". وقال في شهادته إن السجن "به جرائم ترقى إلى جرائم حرب، لم يكن هناك أكل أو شراب ولا رعاية صحية.."، وأن "عدد الوفيات تجاوز (40 ـ 50) شخصا في اليوم بسبب غياب الرعاية الصحية، وتبقى الجثة أحياناً خمسة أو ستة أيام قبل دفنها".
يضيف عليش عن المعتقلات الموجودة في ولاية الخرطوم "كنا نمر عليها ولكن لم تكن لدينا عليها سُلطة لأنها كانت تخص قادة الدعم السريع؛ حيث كان القادة يبتزون الأهالي لإطلاق سراح ذويهم، وأصبح الأمر موضوعا للتكسب المادي".
أما إبراهيم بابجي، رئيس الإدارة والحكم المنشق عن المجلس الاستشاري للدعم السريع، فقال إن الدوافع الحقيقية وراء انشقاقهم هو ممارسات هذه القوات والتهديد الوجودي الذي شكلته على الدولة السودانية.
وقال بابجي في تصريح خاص للجزيرة نت، إن من أهم أسباب انشقاقهم "عن المليشيا المتمردة" هي الحمولة الأخلاقية العالية نتيجة الانتهاكات الواسعة التي طالت المدنيين من الدعم السريع، والتدخل الأجنبي السافر، وأن الدعم السريع صارت "مجرد أداة لقوى خارجية" وأن "مجتمعاتهم تم استغلالها لتفتيت البلاد".
وأوضح بابجي، أنه لإقناع قيادة الدعم السريع بالموافقة على وجود إدارة مدنية، اشترطت فرض رسوم وضرائب غايتها توريد سلاح. وقال إن قيادة الدعم السريع حاولت إجهاض تجربة الإدارات المدنية بحجة الشركاء وكانوا يقصدون القوى السياسية السودانية من "تقدم، وصمود، وتأسيس، والحرية والتغيير..".
في حديثه اليوم ببورتسودان قال العضو المنشق عبد العظيم سليم محمد علي، إن الحرب في السودان لم تقم مصادفة "بل قامت لأن هناك قوى سياسية حاولت استغلال بندقية الدعم السريع للوصول للحكم، وهي لا تزال حتى الآن تنسق مع مليشيا الدعم السريع..".
وأشار في حديثه إلى انتهاكات فظيعة حتى الموت في المعتقلات. وأكد أن عمليات النهب التي مارستها قوات الدعم السريع تمت بصورة ممنهجة ومقصودة لإفقار الناس، وهو ما حدث في الخرطوم والجزيرة.
من ناحيته، قال وزير الثقافة والإعلام السوداني خالد الإعيسر، في المؤتمر الصحفي "نرحب بالذين جاؤوا وهي إشارة إلى أنهم أدركوا أن الخط الذي كانوا يسيرون عليه في السابق هو خط مخادع ولا يخدم القضية الوطنية المركزية..".
وأضاف "أن مثل هذه الأحداث المهمة ستفتح باب التنوير لبقية حاملي السلاح..". واتهم قوات الدعم السريع بمخادعة شعوب ومواطنين وقبائل المناطق التي سيطرت عليها، وغررت بعدد كبير من الشباب.
وطالب المنشقين بضرورة تكثيف العمل الإعلامي لمخاطبة "المغرر بهم في تلك المناطق حتى يعودوا إلى الصواب"، وقال إن "الدولة السودانية المركزية تستوعب كل أبناء السودان..".