قصف مدفعي إسرائيلي يستهدف بلدات جنوب لبنان
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
بيروت"د ب أ": قصفت المدفعية الإسرائيلية اليوم، بلدة " الجبين" وأطراف بلدتي " الناقورة و"بليدا" الحدوديتين جنوب لبنان.
وأعلنت " الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية "أن القصف المدفعي الإسرائيلي استهدف صباح اليوم المنازل في بلدة "الجبين." وطال الأطراف الشرقية لبلدة "الناقورة" و منطقة "الرويسات" والأطراف الشرقية لبلدة " بليدا" جنوب لبنان.
وذكرت قناة" المنار" التابعة لـ " حزب الله" أن القصف المدفعي الإسرائيلي استهدف أطراف بلدتي " الناقورة" و"عيترون" جنوب لبنان.
ونعت المقاومة الإسلامية في لبنان، الأحد، ثلاثة من عناصرها هم، موسى محمد مصطفى من بلدة "بيت ليف" جنوب لبنان، وحسن موسى الضيقة من بلدة "حزّين" في البقاع، وحسن معن سرور من بلدة "عيتا الشعب" جنوب لبنان ، ليرتفع عدد عناصر المقاومة الذين استشهدوا "على طريق القدس" إلى .110
وأجرت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في بيروت اليوم مباحثات تتمحور على كيفية تفادي التصعيد بين حزب الله واسرائيل في جنوب لبنان، غداة محطة لها في اسرائيل والضفة الغربية.
وأكدت كولونا في تل ابيب أن "خطر التصعيد يبقى قائما.. وفي حال خرجت الأمور عن السيطرة، أعتقد أن ذلك لن يكون في مصلحة أحد، وأقول ذلك لإسرائيل أيضا".وأضافت "هذه الدعوة الى الحذر وخفض التصعيد تنطبق على الجميع".
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، تشهد الحدود الجنوبية للبنان مع الدولة العبرية، تبادلا للقصف بشكل يومي بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران.
تشن اسرائيل قصف جوي ومدفعي يطال أهدافا عسكرية ومدنية في جنوب لبنان ويؤكد حزب الله استهداف مواقع ونقاط عسكرية إسرائيلية حدودية.وأوقعت أعمال العنف التي لا تزال محصورة حتى الان بالمناطق الحدودية، أكثر من 130 قتيلا بينهم نحو مئة من مقاتلي حزب الله في لبنان، و11 قتيلا على الأقل من الجانب الاسرائيلي.
لكن حدة القصف الاسرائيلي تزايدت في الأونة الأخيرة كما لاحظ دبلوماسيون فرنسيون يخشون تصعيدا يقود الى اشتعال المنطقة.
ويشدد حزب الله الذي يرتبط بعلاقات وثيقة بحركة حماس في إطار "محور المقاومة" عملياته تأتي في إطار "إسناد" الشعب الفلسطيني و"المقاومة" في غزة.
ودعت كولونا الى ضبط النفس والى التحلي بالمسؤولية خلال لقاءاتها مع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، حليف حزب الله.
وقال رئيس كتلة حزب الله البرلمانية محمد رعد الأحد "ما زلنا في بداية الطريق ولم نستخدم ما جهزناه لحربنا ضد الجيش الاسرائيلي ولا يرهبنا تهويله ولا شعاراته التي يطلقها عبر سماسرة دوليين من أجل ان يحيد شعبنا عن منطقة من مناطقنا في الجنوب".وكان رعد الذي قتل نجله في ضربة اسرائيلية الشهر الماضي يتحدث خلال حفل تأبيني نظمه حزب الله في بلدة عرمتى الجنوبية الواقعة على بعد حوالى عشرين كيلومترا من الحدود مع اسرائيل، في ذكرى أحد مقاتليه.
وتطلع كولونا أيضا على الوضع الميداني خلال لقاء مع قائد قوة اليونيفل في لبنان الجنرال ارولدو لازارو ساينز، يعقد في العاصمة اللبنانية لدواع أمنية.
ودانت فرنسا التي تساهم في اليونيفيل بحوالى 700 عنصر، القصف الاسرائيلي الأخير الذي تعرضت له القوة الدولية.
يذكر أن المناطق الحدودية جنوب لبنان تشهد توتراً أمنياً، وتبادلاً لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وعناصر تابعة للمقاومة الإسلامية في لبنان، منذ الثامن من أكتوبر الماضي بعد إعلان إسرائيل الحرب على غزة.
ونزح عدد كبير من سكان المناطق الحدودية جنوب لبنان في اتجاه مناطق أكثر أمناً في الجنوب بسبب تبادل إطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وعناصر " حزب الله". كما نزحت مئات العائلات اللبنانية إلى مناطق لبنانية أخرى في جبل لبنان وبيروت.
واستمر إقفال الجامعات والمدارس والثانويات والمعاهد والمدارس المهنية الرسمية والخاصة الواقعة في المناطق الحدودية الجنوبية، بقرار من وزير التربية اللبنانية عباس الحلبي، بسبب التوتر الأمني الذي تشهده المنطقة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: جنوب لبنان حزب الله فی لبنان
إقرأ أيضاً:
كيف يتعامل أهالي جنوب لبنان مع التهديدات الإسرائيلية المستمرة؟
جنوب لبنان- في الأشهر الأخيرة، تحوّل جنوب لبنان وشرقه إلى مسرح شبه دائم لغارات جوية إسرائيلية من تلال الخردلي مرورا بمرتفعات إقليم التفاح وصولا إلى أطراف البقاع الغربي، تتكرر الضربات وتتطابق رواية الاحتلال، في مشهد يوحي بتصعيد محسوب أكثر منه ردا على تطورات ميدانية طارئة.
تقول زهراء راضي، من بلدة حولا، للجزيرة نت إن الخوف لا ينبع من احتمال اندلاع حرب جديدة بل من هاجس فقدان المكان، "بالنسبة للأهالي، الأرض ليست مجرد مساحة جغرافية، بل ذاكرة وهوية جماعية تتوارثها الأجيال وعنوان صمود على مر العقود".
وتضيف "رغم الضغوط والخسائر، نبقى على استعداد للوقوف يدا واحدة دفاعا عن أرضنا، ومنع أي محاولة لفرض واقع جديد بالقوة".
ولا يختلف المشهد كثيرا في بلدة مركبا الحدودية، حيث ترى فاطمة شعيب أن القلق الأكبر يتعلق بإمكانية فقدان ذكريات عاش عليها الآباء والأجداد. وتؤكد للجزيرة نت أن "الأرض بالنسبة لأهالي مركبا ليست فقط مصدر رزق بل امتداد لهويتهم وانتمائهم، ورغم الغارات والضغوط المتواصلة نفضل البقاء فيها وعدم النزوح مرة أخرى، حتى لو اقتضى الأمر أن نقضي آخر يوم في حياتنا عليها".
في الأثناء، يواصل الجيش الإسرائيلي تبرير غاراته ويبررها باستهداف "مجمعات تدريب وتأهيل" تابعة لوحدة قوة الرضوان في حزب الله، وهي رواية لم تشهد تغيرا يُذكر وتترافق مع تصاعد ملحوظ في نبرة تهديداته التي تتهم الحزب بمحاولة إعادة ترميم قدراته العسكرية.
يأتي ذلك قبيل الاجتماع المرتقب للجنة وقف الأعمال العدائية "الميكانيزم"، المقرر عقده الأسبوع المقبل، وسط شكوك متزايدة بشأن قدرتها على كبح التصعيد أو منع انزلاقه نحو مواجهة أوسع.
ويتقاطع هذا التصعيد مع تسريبات نقلتها هيئة البث الإسرائيلية تفيد بأن جيش الاحتلال أنهى خلال الأسابيع الماضية إعداد خطة لهجوم واسع يستهدف مواقع تابعة لحزب الله. ويبقى تنفيذها مشروطا بفشل الحكومة والجيش اللبنانيين في تفكيك سلاح الحزب قبل نهاية العام الجاري، في ما يبدو كأنه وضع للبنان أمام مهلة زمنية وضغط أمني مفتوح.
إعلانفي المقابل، يواصل الجيش اللبناني تنفيذ المرحلة الأولى من "خطة حصر السلاح بيد الدولة" في منطقة جنوب نهر الليطاني، على أن تُستكمل مع نهاية الشهر الحالي تمهيدا للانتقال لاحقا إلى شمال الليطاني. وتقول الحكومة إن هذه الخطوة تأتي التزاما بالقرارات الدولية، وفي مسعى لتجنيب البلاد مواجهة عسكرية شاملة.
من جانبه، أكد رئيس الحكومة نواف سلام أن حصر السلاح جنوب الليطاني سيتم قبل نهاية العام الجاري، على أن يُستكمل في بقية المناطق اللبنانية بحلول نهاية السنة المقبلة. غير أن هذا المسار يواجه تحديات سياسية وأمنية معقدة في ظل رفض حزب الله للخطة، وربطه أي نقاش بشأن سلاحه بانسحاب إسرائيلي كامل من الأراضي اللبنانية المحتلة.
وكشف وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي عن تلقي بيروت تحذيرات من جهات عربية ودولية بشأن استعداد إسرائيل لشن عملية عسكرية واسعة ضد البلاد. وأوضح أن الدولة تكثف اتصالاتها الدبلوماسية لتحييد لبنان ومرافقه الحيوية عن أي ضربة محتملة، مشددا على أن اجتماعات لجنة "الميكانيزم" لا تعني الدخول في مفاوضات مباشرة مع تل أبيب، بل تهدف إلى إعادة تفعيل اتفاقية الهدنة.
واعتبر رجي أن سلاح حزب الله "لم يثبت فعاليته في إسناد غزة أو في حماية لبنان"، مشيرا إلى أن الدولة تحاوره لإقناعه بتسليمه، لكنه لا يزال يرفض ذلك.
وبين خطط عسكرية إسرائيلية جاهزة وضغوط دولية متصاعدة ومسار داخلي شائك لحصر السلاح، يبقى السؤال الأكثر إلحاحا بعيدا عن الحسابات السياسية، كيف يعيش أهالي جنوب لبنان يومياتهم تحت وقع تهديدات الاحتلال المستمرة، وبين انتشار الجيش اللبناني واحتمالات التصعيد المفتوحة؟
لا يمكن القول إن عودة الأهالي إلى قراهم الحدودية في المنطقة تحققت بمجرد إعلان وقف إطلاق النار، فالعائدون منهم يواجهون عقبات يومية متعددة في مقدمتها الخطر الدائم الذي يهدد حياتهم نتيجة احتمال استهداف جيش الاحتلال، إلى جانب الدمار المستمر في عشرات القرى، حيث تظل المياه والكهرباء والطرق مقطوعة.
في بلدة ميس الجبل، يرى زهر الدين أن تل أبيب قد تفعل ما تشاء وقد تنجح أو تفشل، لكن المعادلة تتغير تماما عندما يكون الاشتباك على الأرض، حيث تصبح الأمور أكثر تعقيدا وصعوبة. ويضيف للجزيرة نت أن "خيار التفاوض حاضر دائما، فإسرائيل لا يوجد ما يبعدها عن طاولة الحوار"، أما الحديث عن حرب شاملة تطال كل ما أُعيد ترميمه، فيستبعده تماما، مؤكدا أن "لبنان ممنوع أن يُهزم".
ويستند في موقفه إلى الرمزية الدينية والسياسية للبنان، واصفا إياه بـ"عاصمة مسيحيي الشرق"، ومشيرا إلى زيارة البابا ليو الـ14 له فور انتخابه "كدليل على خصوصيته ومكانته". لكنه في الوقت نفسه يقر بتأثير الأحداث الراهنة على الناس حيث تدفع كثيرين إلى مغادرة منازلهم تحت وطأة الخوف والقلق، في مشهد يعكس "استنزافا نفسيا واجتماعيا مستمرا".
بدورها، تعيش عناية خليل، من ميس الجبل أيضا، حالة من القلق الدائم، لكنها لا تسمح لهذه الحالة بدفعها لترك منزلها أو أرضها، وتقول للجزيرة نت "الخوف حاضر في تفاصيل حياتنا اليومية، والقلوب لم تعد تحتمل مزيدا من الترقب".
إعلانوتشرح آليات التعامل مع أي تصعيد أمني، مشيرة إلى أن العائلة تلتزم البيوت طالما بقي الخطر بعيدا، لكنها تلجأ مؤقتا إلى منطقة "دبي" القريبة من مواقع قوات الطوارئ الدولية عند اقتراب التهديدات.
لكنّ هاجس عناية لا يقتصر على لحظات الخطر الآني، بل يمتد إلى احتمال عودة الحرب مجددا، فهي تؤكد أن الأسرة عادت إلى منزلها بعد سنوات طويلة من التعب دون أي تعويض عما لحق بها سابقا، معربة عن خشيتها من أن تتكرر الخسارة ويضيع ما تبقى من "شقاء العمر".