الثورة نت /..

أكدت تقارير إخبارية تدهورا كارثيًا في الأوضاع الإنسانية بقطاع غزة؛ جراء منخفض “بيرون” الجوي والأمطار الغزيرة المصاحبة له، ما فاقم معاناة النازحين، وأدى الى غرق مخيمات بالكامل في منطقة “المواصي” بخان يونس، وتضرر مناطق واسعة في دير البلح، والسوق المركزي في النصيرات، ومنطقتي اليرموك والميناء وغيرها؛ في ظل نتائج كارثية للعدوان الصهيوني، وجريمة الإبادة الجماعية المستمرة منذ أكثر من عامين على القطاع، وتأخر إعادة الإعمار.

وبّينت التقارير أن خيام النازحين غرقت وتلف الكثير منها مع أجواء برد قارس، وفي ظل غياب وسائل التدفئة نتيجة استمرار الحصار المصاحب لحرب الإبادة، وبالتالي يعيش أهالي القطاع ظروفًا إنسانية قاسية، وأوضاعًا كارثية مع استمرار العدوان الصهيوني بشكل يومي منذ السابع من أكتوبر 2023؛ واستمرار سقوط شهداء وجرحى بشكل يومي.

وتحت تأثير المنخفض الجوي في غزة منذ فجر الأربعاء الماضي، غرق الآلاف من خيام النازحين في مناطق متفرقة من القطاع، بعد هطول أمطار غزيرة، وسط توقعات باستمرار الحالة الجوية العاصفة إلى مساء الجمعة.

ومنذ بدء وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر الماضي، تواصل سلطات العدو الإسرائيلي منع إدخال المساعدات والإمدادات الأساسية من خيام وبطانيات وغيرها من وسائل التدفئة لمواجهة البارد القارس والمنخفض الجوي، وما يرافقه من أمطار غزيرة وانجراف التربة.

وحذّر المستشار الإعلامي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، عدنان أبو حسنة، الأحد، من تدهور حاد بالوضع الصحي في قطاع غزة،

وافاد بأن المنخفض الجوي الأخير أدى إلى غرق عشرات الآلاف من خيام النازحين بمياه الأمطار والصرف الصحي، ما يزيد من خطر انتشار الأمراض الصدرية والمعوية، خاصة في ظل تفشي سوء التغذية في مختلف مناطق القطاع.

مأساة إنسانية

في احصائية الدوائر الحكومية في قطاع غزة عن حجم الكارثة الإنسانية نتائجها وآثارها نتيجة المنخفض الجوي، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، السبت ، أن المنخفض الجوي الذي ضرب القطاع مؤخرا شكل كارثة إنسانية مركبة ، مشيراً إلى أن مليون نازح تضرروا من تداعياته.

وكشف مدير المكتب الإعلامي الحكومي، إسماعيل الثوابتة، في مؤتمر صحفي، أن الخسائر المبدئية بلغت نحو ٤ ملايين دولار، مؤكداً أن خطوط نقل المياه تعطلت في عشرات من مراكز الإيواء المؤقتة.

وأوضح أن ۱۳ منزلا تعرضت للانهيار بالإضافة الى انجراف وغرق أكثر من ٢٧ ألف خيمة بسبب الأمطار الغزيرة.

وأضاف أن عشرات النقاط الطبية المؤقتة تعطلت عن العمل، فيما يواصل العدو الإسرائيلي إغلاق المعابر، ويمنع إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع

وحمّل العدو الإسرائيلي المسؤولية المباشرة عن الواقع الإنساني في القطاع، مطالباً المجتمع الدولي والوسطاء بالتحرك العاجل للضغط من أجل فتح المعابر.

وقال الثوابتة إن أكثر من مليون ونصف مليون نازح يقيمون في مراكز إيواء ومناطق نزوح قسري، وإن الوضع الإنساني في جميع أنحاء القطاع يزداد كارثية.

وكانت وزارة الداخلية في قطاع غزة، أعلنت الجمعة، ارتفاع عدد الضحايا إلى 14 شهيداً بينهم أطفال ونساء، بفعل تأثيرات المنخفض الجوي العميق الذي يضرب القطاع منذ الأربعاء الماضي.

وقالت الوزارة، في بيان مقتضب: “ارتفاع عدد الضحايا إلى 14 شهيدا بينهم أطفال ونساء، بفعل تأثيرات المنخفض الجوي وجراء انهيارات جزئية وكلية لمنازل ومباني على رؤوس ساكنيها بسبب الأمطار”.

بينما أكد المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة، محمود بصل، الجمعة، أن من بين حالات الوفاة ثلاثة أطفال فقدوا حياتهم نتيجة البرد والظروف القاسية التي يعيشها القطاع.

وأضاف أن جزء من هذه الوفيات وقع نتيجة انهيار مبانٍ متصدعة وآيلة للسقوط فوق السكان، مشيرا إلى أن عدد من المواطنين لا يزالون تحت أنقاض المباني التي انهارت بفعل المنخفض الجوي، وما تزال طواقم الدفاع المدني تعمل بإمكانات محدودة للوصول إليهم.

ولفت بصل إلى أن الدفاع المدني تلقى أكثر من 3500 نداء استغاثة منذ بداية المنخفض، معظمها تتعلق بانهيارات وتسرب مياه وغرق خيام ونزوح عائلات.

بينما قالت بلدية غزة، صباح الجمعة، إن غالبية الخيام تضررت؛ بسبب الرياح والأمطار الغزيرة المتواصلة على قطاع غزة.

وأضافت البلدية، أن فرق الإنقاذ تعمل بوسائل بسيطة، ولا تملك آليات لشفط المياه التي ارتفع منسوبها بسبب الأمطار، لافتة الى انهيار منازل على رؤوس ساكنيها جراء الأمطار والرياح، وأخرى مهددة بالسقوط بسبب المنخفض الجوي.

وأوضح البلدية أن “سكان المنازل المنهارة بسبب المنخفض الجوي لا يملكون بديلا والخيام لا تصلح لإيوائهم” وأن المواطنين في الشوارع بلا مأوى، بعد سقوط وتطاير آلاف الخيام.

وأكدت أن أهالي القطاع مهددون بكارثة بيئية في الأيام القادمة جراء طوفان مياه الصرف الصحي وأن أمراض خطيرة تهدد الأهالي جراء تراكم النفايات ومياه الصرف الصحي.

بدوره، أكد مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أمجد الشوا، أن ما وصل من خيام لا يغطي سوى 15% من الاحتياجات، محذراً من كارثة صحية وشيكة نتيجة اختلاط مياه الأمطار بالصرف الصحي والنفايات، وغياب وسائل التدفئة والكهرباء.

فيما أكدت الهيئة الدولية لدعم حقوق الفلسطينيين (حشد) السبت أن قطاع غزة يشهد كارثة إنسانية غير مسبوقة، بسبب العاصفة التي أحدثها المنخفض الجوي الذي يضرب القطاع والمنطقة.

وقالت حشد في بيان صحفي أن العاصفة أدت إلى غمر آلاف الخيام وانهيار عشرات المنازل المدمرة أصلاً، الأمر الذي فاقم معاناة أكثر من 1.5 مليون نازح يعيشون في خيام مهترئة دون حماية من المطر أو البرد أو الرياح.

وأشارت الهيئة إلى أن 850 ألف نازح في أكثر من 760 موقعًا يواجهون خطر الفيضانات الوشيكة، بعد أن غمرت مياه الأمطار أكثر من 27 ألف خيمة وألحقت أضرارًا بآلاف الملاجئ المؤقتة.

ولفتت الى ان اختلاط مياه الأمطار بمياه الصرف الصحي شكّل خطرًا حقيقيًا للإصابة بأمراض معوية وجلدية خطيرة، لا سيما بين حديثي الولادة وكبار السن والفئات الأكثر ضعفًا.

وشددت حشد على ان إبقاء المدنيين في مثل هذه الظروف دون تدفئة أو ملابس شتوية أو مأوى آمن يُشكل تهديدًا حقيقيًا لحياتهم، ويكشف عن حجم الإهمال المتعمد الذي يتعرض له المدنيون في قطاع غزة.

وأدانت الهيئة استمرار العدو الإسرائيلي في الإبادة الجماعية وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية الطارئة، معتبرةً منع نصب 300 ألف خيمة ومنزل متنقل، وإغلاق الملاجئ البديلة، سياسة قتل متعمدة يستخدم فيها العدو الإسرائيلي الظروف المناخية كسلاح ضد المدنيين.

واقع مأساوي

في السياق نفسه، أفادت مصادر طبية فلسطينية، الخميس، باستشهاد طفلة رضيعة تبلغ من العمر 4 أشهر نتيجة البرد القارس، وسط تحذيرات من تكرار سيناريو الشتاء الماضي الذي حصد أرواح العديد من الفلسطينيين.

وأكدت المصادر وفاة الرضيعة رهف أبو جزر، البالغة من العمر أربعة أشهر، جرّاء البرد الشديد بعد أن غمرت مياه الأمطار خيمة عائلتها في مخيم المواصي للنازحين غربي المدينة إثر المنخفض الجوي الحالي.

وتحدث والدا رهف لـ”برنامج غزة اليوم” عبر هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” عن الظروف القاسية في المخيم والتي لم تستطع طفلتهما النجاة منها، فتقول والدتها هِجر إبراهيم أبو جزر، إنها استيقظت فجأة ووجدت جسد ابنتها متيبسًا من شدّة البرد.

واضافت: “كانت ابنتي تعاني من سوء تغذية ولا تملك أي مناعة، فلم تستطع تحمّل البرد. رغم أنني غطّيتها، إلا أنّ الغطاء لم يكن كافيًا لتدفئتها. استيقظت لأجدها متجمدة وقد فارقت الحياة منذ ساعات الصباح الباكر”…حاولت تغطيتها، لكن الخيمة كانت ممزقة يدخل منها الهواء البارد من كل اتجاه. كانت مياه الأمطار تتسرب إلى الداخل، ونحن نعيش في منطقة منخفضة في القادسية بجانب تلّدفق المياه دائمًا إلى خيمتنا. كان الوضع لا يُطاق. كانت إرادة الله كانت مثل زهرة صغيرة.”

أما أحمد والد رهف فقال ل بي بي سي: “معظم الخيام هنا مهترئة وفي حالة سيئة للغاية. المياه تتسرب من كل مكان. البرد قاسٍ تماماً مثل الاحتلال الذي هجّرنا وتركنا نعيش في الخيام”…تجمدت طفلتي من شدّة البرد. نقلناها إلى سيارة الإسعاف حوالي الساعة الواحدة فجرًا. بذل الأطباء كل ما بوسعهم، لكنها لم تستطع الصمود أمام هذه الظروف، وفارقت الحياة فورًا. أخبرني الأطباء أن السبب هو البرد الشديد. الوضع صعب يفوق قدرة أي إنسان على الاحتمال.”

دعوات متكررة لتوفير الاحتياجات

مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) حذر، السبت، من أن الأوضاع في قطاع غزة مزرية، مؤكداً الحاجة إلى بذل المزيد من الجهود مع استمرار هطول امطار الشتاء.

بينما أكد نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، أن مئات الآلاف من النازحين في غزة لا يزالون معرضين لخطر الأمطار، مشددًا على أن مليون و300 ألف شخص في قطاع غزة لا يزالون في حاجة لمرافق أفضل.

كما أكد المتحدث الأممي أن الكيان الإسرائيلي يرفض إدخال الخيام والمنازل المتنقلة والعاملين الإنسانيين إلى قطاع غزة”.

بينما أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من ناحيتها، السبت، أن “إسرائيل” لا تزال تمنع الوكالة من إيصال المساعدات مباشرة إلى قطاع غزة”.

وذكرت أونروا إن ” “إسرائيل” لا تزال تمنع إيصال المساعدات مباشرة الى غزة في الوقت الذي تمتلك فيه أونروا مخزوناً كافياً من مستلزمات الإيواء لما يصل إلى 1.3 مليون شخص، مخزنة مسبقاً خارج القطاع”.

وأضافت أن فصل الشتاء يؤدي إلى تفاقم الظروف المعيشية المتردية بالأساس للنازحين في غزة، مشيرة إلى أن كل هطول للأمطار يجلب للعائلات النازحة الفيضانات والأضرار والمعاناة المتجددة.

كما دعا برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الجمعة، بدوره، إلى ضرورة سرعة توفير الاحتياجات الأساسية للنازحين في قطاع غزة، خاصة مع تضرر القطاع من آثار المنخفض الجوي.

امتداد حقيقي لحرب الإبادة

وعلى الصعيد الفلسطيني، جددت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تأكيدها أن الأوضاع الكارثية التي يعيشها قطاع غزة مع المنخفض الجوي والأمطار المصاحبة في ظل تشديد الحصار ومنع الإعمار الحقيقي هي امتداد حقيقي لحرب الإبادة الجماعية المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من عامين.

وأكد الناطق باسم الحركة، حازم قاسم، أن قطاع غزة يعيش امتدادا حقيقيا لحرب الإبادة الجماعية عبر تشديد الحصار ومنع الإعمار الحقيقي الذي يقي أهالي القطاع من أجواء المنخفض الجوي.

بدورها، أكدت حركة المجاهدين الفلسطينية، أن العدو الصهيوني يواصل فصول حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني بمنع إدخال مستلزمات الإيواء والإغاثة إلى قطاع غزة في ظل المنخفض الجوي الذي يتعرض له القطاع حالياً.

من جهتها، حملت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، حكومة الكيان الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن الكارثة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة، والتي تفاقمت بشكل حاد مع المنخفض الجوي العميق الذي ضرب المنطقة.

فيما اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، العجز الدولي عن وقف الكارثة الإنسانية التي تصاعدت مع دخول المنخفض الجوي وتداعياته المروعة في قطاع غزة، خيانة مكتملة الأركان وتواطؤ يشرعن القتل ويُعطي الضوء الأخضر لاستمرار حرب الإبادة.

وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” قالت، الجمعة، إن الشوارع المغمورة بالمياه والخيام المبللة تزيد من سوء الأوضاع المعيشية المتردية في غزة، موضحة أن البرد والاكتظاظ وانعدام النظافة في القطاع تزيد من خطر الإصابة بالأمراض والعدوى.

وطالبت أونروا بالسماح بتدفق المساعدات الإنسانية لمساعدة العائلات في قطاع غزة على مواجهة الشتاء بأمان وكرامة، مشيرة إلى وجود 6 آلاف شاحنة محملة جاهزة للعبور فوراً نحو القطاع تنتظر سماح الاحتلال لها بالوصول.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الإبادة الجماعیة العدو الإسرائیلی المنخفض الجوی لحرب الإبادة میاه الأمطار فی قطاع غزة أکثر من من خیام إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

غزة.. وفاة طفلين جديدين جراء البرد القارس وتداعيات المنخفض

غزة – توفي، الجمعة، طفلان فلسطينيان متأثران بالبرد القارس في أماكن نزوحهما بمناطق مختلفة من مدينة غزة، وقد وصلا إلى مستشفى الشفاء جثتين هامدتين، فيما ارتفعت حصيلة ضحايا المنخفض الجوي القطبي الذي يضرب القطاع منذ الأربعاء إلى 8.

ولليوم الثالث على التوالي، يضرب المنخفض “بيرون” قطاع غزة ما تسبب بمأساة حقيقية فاقمت معاناة الناجين من حرب الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل على مدار عامين.

وأفاد مصدر طبي للأناضول، بأن الطفلة “هديل حمدان” (9 سنوات)، وصلت إلى مستشفى الشفاء جثة هامدة، بعدما توفيت نتيجة البرد القارس وسوء الأحوال الجوية.

ووفق المصدر وشهود عيان، فإن الطفلة وعائلتها تقطن في مدرسة تحولت بفعل الإبادة إلى مركز للنزوح، وسط أجواء قاسية وانعدام في مستلزمات التدفئة.

كما قال المصدر ذاته إن الطفل الرضيع “تيم الخواجا” الذي يقطن مع عائلته في بقايا منزلهم المتضرر من قصف إسرائيلي سابق بمخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، توفي بفعل البرد الشديد.

هاتان الوفيتان ترفعان إجمالي وفيات الأطفال نتيجة البرد بغزة منذ بدء المنخفض الجوي الأربعاء إلى 3، حيث أكد مدير عام وزارة الصحة بغزة منير البرش للأناضول، الجمعة، أنه خلال اليومين الماضيين تم تسجيل حالة وفاة واحدة لطفلة جراء تداعيات المنخفض والبرد.

والخميس، توفيت الطفلة الرضيعة “رهف أبو جزر” في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، جراء البرد وغرق خيمتها بمياه الأمطار.

**”المنخفض الأشد”

وأكد البرش في تصريحه، أن هذا المنخفض القطبي هو “الأشد على الأطفال والنساء الذين يعيشون في خيام ممزقة، وباتوا في العراء مبتلين بمياه الأمطار، بعدما انهارت خيامهم”.

وأوضح أن 44 ألف سيدة فلسطينية حامل تعيش داخل مخيمات النزوح التي تتفاقم بداخلها المعاناة مع استمرار المنخفض الجوي والبرد القارس، وفي ظل فقدانهن للرعاية الأولية الخاصة بالأم والطفل.

وتابع: “مشاهد الخيام الممزقة والغارقة بمياه الأمطار والأطفال الذين تتساقط على رؤوسهم الأمطار، شكلت وصمة عار على العالم كله”.

وأوضح أن البرد والأمطار تحولا إلى عامل موت جديد يخطف أرواح الفلسطينيين بغزة.

وأشار إلى أن “أعداد كبيرة من الأطفال وصلت إلى المستشفيات بحالات اضطراب تنفسي وانخفاض بدرجات الحرارة وضربات القلب”، بفعل البرد وتداعيات المنخفض.

وجدد تسليط الضوء على أزمة الأدوية والمستلزمات الطبية التي تعاني منها وزارة الصحة، لافتا إلى أن ألف صنف من الأدوية والمستلزمات الطبية من القوائم الأساسية غير متوفر لدى المستشفيات بسبب الحصار الإسرائيلي.

والأحد، قالت وزارة الصحة بغزة إن “52 بالمئة من قائمة الأدوية الأساسية و71 بالمئة من قوائم المستهلكات الطبية و70 بالمئة من المستهلكات المخبرية رصيدها صفر”.

وتمنع إسرائيل إدخال قدر كاف من الأدوية والمستلزمات الطبية والمواد الغذائية إلى غزة، حيث يعاني نحو 2.4 مليون فلسطيني أوضاعا مأساوية، في خرق للبروتوكول الإنساني لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين حماس وإسرائيل في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2025.

وحذر البرش من تزايد أعداد الوفيات جراء البرد القارس في حال استمرت الظروف القاسية على ما هي عليه.

**وفاة 8 فلسطينيين

بدورها، قالت وزارة الداخلية والأمن الوطني بغزة إنها سجلت منذ بدء المنخفض الجوي في القطاع “12 حادثة انهيار لمباني مقصوفة سابقا، بفعل الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة، ما أدى لاستشهاد 8 مواطنين بينهم أطفال وإصابة آخرين”.

وأفادت الوزارة في بيان، وجود عدد من المفقودين تحت أنقاض منزل قصفته إسرائيل سابقا، وانهار الجمعة على ساكنيه بفعل الأمطار الشديدة.

ومع سريان الاتفاق، لجأ فلسطينيون للعودة للسكن داخل منازلهم التي قصفتها إسرائيل خلال الحرب أو على أنقاضها، في ظل انعدام توفر البدائل خاصة البيوت المتنقلة (الكرفانات).

ورغم المخاطر الكبيرة، إلا أن الفلسطينيين يقولون إن العيش داخل المنازل المقصوفة يبقى أقل قسوة من البقاء في الخيام المصنوعة من الأقمشة البالية، والتي لا تحمي من مياه الأمطار شتاء ولا تقي من البرد.

وأشارت إلى غرف العمليات بالأجهزة المختصة تلقت منذ الأربعاء أكثر من 4300 نداء استغاثة من الفلسطينيين بمختلف محافظات غزة.

وتابعت: “تعمل طواقم الدفاع المدني بمساندة جهاز الشرطة على إنقاذهم ومساعدتهم بالتعاون مع طواقم البلديات، بالرغم من الإمكانات المحدودة والمعدات المتهالكة”.

وناشدت الوزارة المجتمع الدولي والمؤسسات المعنية إلى التحرك العاجل لإدخال مواد الإغاثة والإعمار في ظل الحاجة الهائلة للسكان في القطاع نتيجة الظروف الكارثية التي يمرون بها.

وليلة الخميس- الجمعة، عاش مئات آلاف النازحين الفلسطينيين أوقاتا صعبة داخل خيام مهترئة بمختلف مناطق القطاع، مع استمرار تأثير المنخفض “بيرون” على القطاع.

وتعيش نحو 250 ألف أسرة في مخيمات النزوح بقطاع غزة، تواجه البرد والسيول داخل خيام مهترئة، وفق تصريحات سابقة للدفاع المدني.

وكانت مئات الخيام قد غرقت، الخميس، في مناطق مختلفة من القطاع، مع استمرار تأثير هذا المنخفض، بحسب مراسل الأناضول.

ورغم انتهاء حرب الإبادة، لم يشهد واقع المعيشة لفلسطينيي غزة تحسنا جراء القيود المشددة التي تفرضها إسرائيل على دخول شاحنات المساعدات، منتهكة بذلك البروتوكول الإنساني للاتفاق.

وخلّفت حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة التي بدأت في 8 أكتوبر 2023 بدعم أمريكي واستمرت لعامين، أكثر من 70 ألف قتيل وما يفوق 171 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • المنخفض الجوي يزيد من معاناة النازحين في قطاع غزة
  • بسبب المنخفض الجوي.. أطفال غزة يموتون من البرد
  • عاجل | مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: ربع مليون نازح تضرروا من تداعيات المنخفض الجوي الذي ضرب القطاع
  • كيف يعيش ويموت سكان غزة خلال المنخفض الجوي؟
  • كارثة المنخفض الجوي تفاقم معاناة أهالي غزة وسط دمار البنية التحتية ونزوح آلاف الأسر
  • شهداء الطقس.. المنخفض الجوي يزيد معاناة أهالي غزة
  • القاهرة الإخبارية: 12 شهيدًا ومفقودًا جراء المنخفض الجوي الذي يضرب قطاع غزة
  • غزة.. وفاة طفلين جديدين جراء البرد القارس وتداعيات المنخفض
  • وفيات بينها أطفال نتيجة المنخفض الجوي في غزة وحصار الاحتلال