هل بالإمكان عمليا تدمير حماس؟.. تقرير أمريكي يستبعد ويشرح الأسباب
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
استعرض تقرير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) في واشنطن للكاتبين "ديفيد أليبيرتي" و "دانيال بايمان" خيارات وإمكانية تدمير حركة حماس.
وذكر كاتبا تقرير، أن كل الخيارات ما تزال متاحة لكنها غير ناجحة وغير فعالة، لذا فإن تدمير حماس أمر غير قابل للتحقيق.
وأضاف التقرير، أن تدمير حماس كان الهدف الذي أعلنه نتنياهو، ووافق عليه الرئيس بايدن، كما يطالب الشعب الإسرائيلي بإنهاء تهديد حماس لمرة واحدة وإلى الأبد،
ولكن ماذا قد يعني هذا عمليا؟".
وتابع، "لدى إسرائيل ثلاث خيارات واسعة عندما يتعلق الأمر بتدمير حماس، الأول محاولة قتل أو أسر قيادة حماس والقضاء على شبكات الدعم الأوسع التي تعتمد عليها".
والثاني، "تحطيم قبضة حماس على السلطة من خلال تقوية منافسيها، والسماح لهم بإزاحة الحركة"، فيما كان الخيار الثالث، "محاولة مواجهة أيديولوجية حماس التي تعزز المقاومة وكلها صعبة التحقيق، وتحمل تحديات كبيرة".
وحول الخيار الأول ذكر الكاتبان، "لأكثر من 60 يوما، شنت إسرائيل غارات جوية وعمليات برية تهدف إلى تدمير حماس، وحتى 5 ديسمبر، قدر مسؤولون إسرائيليون أن أكثر من 5000 من مقاتلي حماس من الجناح العسكري الإجمالي البالغ نحو 30 ألفا قد قتلوا".
وأضاف الكاتبان، "وعلى الرغم من أهميتها الكبيرة من حيث الأعداد المفقودة، إلا أن حماس بعيدة كل البعد عن الهزيمة، ناهيك عن تدميرها".
وسأل الرئيس الفرنسي ماكرون عما إذا كان أي شخص يعتقد أنه من الممكن تدمير حماس بالكامل، "وأنه لو حافظت إسرائيل على هذا الهدف، فإن حربها لتحقيق ذلك ستستغرق 10 سنوات".
وبحسب التقرير، "قد تكون توقعات ماكرون متفائلة، بالنظر إلى النتائج المبكرة والسوابق التاريخية لمحاولة تدمير حركات التمرد الراسخة".
وبدأت الولايات المتحدة عمليات عسكرية لإزاحة طالبان من السلطة وتدمير تنظيم القاعدة في أفغانستان عام 2001، وقتلت القوات الأمريكية آلاف “المتشددين" وعشرات الزعماء، بينهم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
وتابع، أن الحرب ضد طالبان والقاعدة استمرت عشر سنوات أخرى، وعندما غادرت القوات الأمريكية أفغانستان، كانت طالبان منتصرة والقاعدة لا تزال قائمة، رغم أنها أضعف بكثير، فمن الصعب استهداف القادة على وجه الخصوص.
"ومن المحتمل أن تكون شخصيات رئيسية مثل محمد ضيف ويحيى السنوار موجودة في أنفاق محصنة، ولا تشتبك مع القوات الإسرائيلية مباشرة، فقد تقتل إسرائيل العديد من المقاومين، لكن قتل جزء كبير من القيادة يمثل تحديا أكثر صعوبة".
وسبق أن فقدت حماس مرارا وتكرارا كبار قادتها، بمن فيهم مؤسسها، ومع ذلك صمدت الحركة وتمكنت بسرعة من الوصول إلى السلطة في غزة بمجرد مغادرة القوات الإسرائيلية.
بالإضافة إلى ذلك، "فإن عدد مقاتلي حماس ليس ثابتا، ويمكنهم الاعتماد على الفلسطينيين في غزة لملء صفوفهم فلم تفتقر حماس إلى المجندين منذ سنوات عديدة".
ومن المرجح أن يضمن الدمار الذي خلفته الحملة الإسرائيلية وجود الكثير من الشباب الفلسطينيين الغاضبين المستعدين للقتال.
وحول الخيار الثاني المتمثل بإنهاء قبضة حماس على السلطة يذكر التقرير، "حتى في الوقت الذي أدان فيه هجمات حماس، دفع بايدن بفكرة إقامة دولة فلسطينية".
ومع قيادة فلسطينية بديلة في السلطة، اقترح آخرون أن تتدخل دول عربية ، بالإضافة إلى ذلك، من الناحية النظرية، يمكن للأمم المتحدة أو غيرها من مكونات المجتمع الدولي أن تلعب دورا في حكم غزة بدلا من حماس.
في هذا السيناريو، لا تكمن الفكرة في تدمير حماس بشكل مباشر، "بل استبدال سلطتها، السياسية في غزة، مما يقلل بشكل كبير من قوتها الإجمالية".
وأضاف التقرير، "أن استبدال حماس أمر صعب، فجذورها العميقة في غزة تسمح لها بحشد الدعم في جميع أنحاء القطاع، وسيتعين على أي منافس أن يكسب الدعم بين الفلسطينيين في غزة وأن يكون لديه القوة لقمع حماس، في الوقت الذي تتحدى فيه سلطة البديل".
وتابع، "كل من هذه البدائل له حدود، فالسلطة الفلسطينية ضعيفة وفاسدة، فهي تمسك بالسلطة في الضفة الغربية لكنها لا تتمتع بمصداقية تذكر هناك، وجزء من سبب فقدانها لمصداقيتها هو أن العديد من الفلسطينيين ينظرون إليها على أنها خادمة الاحتلال الإسرائيلي".
وبحسب التقرير، "في حال سيطرت السلطة الفلسطينية على الحكم في غزة على ظهر دبابة إسرائيلية، فإنها ستفقد المزيد من المصداقية، بالإضافة إلى ذلك، لم تستطع السلطة الفلسطينية وحدها مواجهة حماس في غزة. وبالتالي، ستحتاج السلطة الفلسطينية إلى دعم إسرائيلي مستمر".
من جهة أخرى، "ليس لدى الدول العربية مصلحة تذكر في التدخل، وبالمثل، ستكون القوات الدولية على غير هدى في #غزة حيث سيكون لديهم القليل من الإلمام بالناس وسيعتبرون محتلين، وقلة من الدول على استعداد لوضع قواتها فيما يمكن أن يكون تمردا منخفض المستوى"، وفق كاتبا المقال.
اما الخيار الثالث وهو مواجهة أيديولوجية حماس، "فإن مفهوم آخر للهزيمة ينطوي على محاربة أيديولوجية حماس، خصوصا أن لدى الحركة مزيج خاص من الإسلام السياسي والقومية الفلسطينية التي تدافع عنها".
وتسعى حماس إلى تجسيد المقاومة كفكرة توجب تحدي "إسرائيل" عسكريا لأجل حصول الفلسطينيين على حقوقهم.
في الوقت الراهن، لا تتمتع أي أيديولوجية مضادة بجاذبية واسعة بين الفلسطينيين، أما القومية الفلسطينية الأكثر تقليدية، كما تجسدها حركة فتح، التي تشكل جوهر قيادة السلطة الفلسطينية، فهي في تراجع منذ سنوات.
وتابع، "الأسوأ من ذلك بالنسبة لإسرائيل، أن أيديولوجية المقاومة أكثر شعبية، وتظهر استطلاعات الرأي التي أجراها خليل الشقاقي بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي أن حماس تحظى بشعبية أكبر بكثير بين الفلسطينيين ".
وأشار التقرير إلى "أن حماس وجهت حماس ضربة لإسرائيل، ودفعة معنوية لكثير من الفلسطينيين الذين يشعرون بالإهانة من الاحتلال الإسرائيلي".
كما أن الخسائر الفادحة في صفوف المدنيين والدمار الذي خلفه الاحتلال الإسرائيلي قد زاد من مرارة الفلسطينيين، لقد كانت تكلفة القتال في غزة مرتفعة للغاية بالفعل.
وختم كاتبا التقرير بالقول، "إن تشكل هذه القيود المفروضة على النصر استراتيجية "إسرائيل" للمضي قدما، ويتعين على إسرائيل أن تدرك أن أي شكل من أشكال النجاح من المرجح أن يكون محدودا، وأنها ستتعامل مع حماس ومشكلة غزة الأوسع نطاقا لسنوات قادمة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية حماس المقاومة غزة الاحتلال حماس غزة الاحتلال المقاومة العدوان صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلطة الفلسطینیة تدمیر حماس فی غزة
إقرأ أيضاً:
مسؤولون اسرائليون .. نتنياهو تعمّد إطالة أمد حرب غزة وغلّب مصلحته السياسية والشخصية
#سواليف
اتهم #مسؤولون #إسرائيليون رئيس الوزراء بنيامين #نتنياهو بإطالة أمد #الحرب على قطاع #غزة خلافا لرؤية القادة العسكريين، وأكدوا أن قراراته طغت عليها #المصلحة السياسية و #الشخصية.
ونشرت صحيفة نيويورك تايمز اليوم الجمعة تحقيقا قالت إن العمل عليه استمر 6 أشهر واستندت فيه إلى تصريحات أكثر من 100 مسؤول من إسرائيل والولايات المتحدة والعالم العربي، ومراجعة عشرات السجلات الحكومية ووثائق أخرى.
وذكرت الصحيفة أن نهج نتنياهو تجاه حركة #المقاومة الإسلامية (حماس) قبل الحرب ساهم بتقويتها وأتاح لها الاستعداد للحرب، وأوضحت أنه تلقى في يوليو/ تموز 2023، تقييما استخباراتيا “حذر من أن أعداء إسرائيل، بمن فيهم حماس، لاحظوا الاضطرابات الداخلية في البلاد التي أثارتها خطة نتنياهو المثيرة للجدل لإضعاف القضاء، وكانوا يستعدون لهجوم”.
مقالات ذات صلةوأشارت إلى نتنياهو تجاهل تلك التحذيرات وغيرها، ومضت حكومته قدما في التغييرات، مما أدى إلى مزيد من الاضطرابات، وهو ما أقنع حماس أن الوقت مناسب لتنفيذ هجوم مخطط له منذ فترة طويلة.
البقاء في السلطة
وبعد عملية طوفان الأقصى، حاول نتنياهو تحويل المسؤولية وإلقاء اللوم على القادة العسكريين، واستثمار الوضع في السعي لتمديد بقاءه على رأس السلطة.
وذكرت نيويورك تايمز أن فريق نتنياهو وجه في بداية الحرب المؤثرين المتعاطفين، قائلين لهم إن الجنرالات هم المسؤولون عن أسوأ إخفاق دفاعي في إسرائيل. كما تحركوا لمنع تسرب المحادثات التي قد تسبب مشكلة لنتنياهو، ومنعوا الجيش من الاحتفاظ بتسجيلات رسمية للاجتماعات.
وأشارت إلى أن نتنياهو رفض عرضا من زعيم المعارضة الإسرائيلية لتشكيل حكومة وحدة وطنية، مفضلا البقاء في ائتلاف مع متطرفين من اليمين الذين كانوا أكثر ميلا للسماح له بالبقاء في السلطة بعد الحرب. في قرار جعله رهينة طوال الحرب لمطالب اليمين المتطرف، وخاصة فيما يتعلق بمسألة ما إذا كان يجب التوصل إلى هدنة مع حماس ومتى.
ووفقا للصحيفة الأميركية، أطالت قرارات نتنياهو أمد القتال بغزة خلافا لرؤية القيادة العسكرية، وطغت عليها المصلحة السياسية والشخصية، إذ أبطأ المفاوضات في لحظات حاسمة تحت ضغط من حلفائه.
كما واصل الحرب في أبريل/ نيسان ويوليو/ تموز 2024 رغم إبلاغه من الجنرالات عدم جدواها، وانتهك الهدنة في مارس/ آذار حفاظا على ائتلافه بعد التوصل لوقف إطلاق نار في يناير/ كانون الثاني.