السلطات الأمريكية تلجأ للذكاء الاصطناعي للحد من انتشار المخدرات
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
تتجه الوكالات الحكومية الأمريكية الآن إلى الذكاء الاصطناعي للمساعدة في منع وصول المخدرات إلى البلاد، خاصة على الحدود الجنوبية، وهذا هو المكان الذي عثر فيه عملاء حرس الحدود على ما يقرب من 99% من الفنتانيل المهرب إلى الولايات المتحدة.
وقد يكون من المستحيل تقريباً العثور على عقار مثل الفنتانيل بمجرد استخدام الطرق التقليدية.وللمساعدة، تعمل الحكومة على توسيع عقد بقيمة 9 ملايين دولار مُنح لمنصة "ألتانا" الناشئة في سلسلة التوريد العالمية لاستخدام أداة الذكاء الاصطناعي لتتبع إنتاج الفنتانيل. كيف يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتتبع إنتاج الفنتانيل؟
تستخدم ألتانا الذكاء الاصطناعي لتتبع الشركات التي تصنع المكونات المستخدمة في صنع الفنتانيل. كما أنه يتتبع المكان الذي يتم شحن هذه المكونات إليه. ويمكن للوكلاء الحكوميين بعد ذلك استخدام هذه المعلومات لإغلاق شبكات الإنتاج والتوزيع للمواد الأفيونية الاصطناعية القاتلة.
وتقوم الشركة بدمج كل هذه المعلومات في خريطة المعرفة التي تنمو باستمرار. وفي حين أننا لا نعرف بالضبط كيف تتتبع ألتانا تلك الشركات، إلا أنها تظهر العلاقة بين الموردين والمصنعين. حتى أنها تكشف مليارات المعاملات، وتعمل بشكل مشابه جداً لجهود الشركة الناشئة لتتبع البضائع التي تم تصنيعها باستخدام العمل القسري.
وفقاً لتقارير الجمارك وحماية الحدود، نفذ العملاء مهمتين ضخمتين منذ التعاقد مع شركة ألتانا في يوليو (تموز)، أسفرت إحداها عن مصادرة 13 ألف رطل من المكونات المستخدمة في إنتاج الفنتانيل. واعتقل العملاء 284 شخصاً وصادروا 10000 رطل من الفنتانيل في منطقة أخرى.
إن حقيقة قدرة ألتانا على إنشاء خريطة متنامية باستمرار لرسم الموردين والمصنعين باستخدام البيانات العامة أمر مثير للإعجاب، وهذا شيء سيكون من الصعب جداً تحقيقه بدون الذكاء الاصطناعي وسيتطلب أيضاً كميات هائلة من القوى العاملة، بحسب صحيفة نيويورك بوست.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الولايات المتحدة الأمريكية الذكاء الاصطناعي المخدرات الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
سام ألتمان: الذكاء الاصطناعي القادم لن يكرّر.. بل يبتكر
في عصرٍ تتسابق فيه الابتكارات وتتجاوز حدود الخيال يوماً بعد يوم، يطلّ سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن ايه آي، برؤية جديدة تقفز نحو مستقبل يعيد تعريف معنى التفكير والإبداع. في مقال حديث بعنوان "التفرّد اللطيف" يضع ألتمان تصورًا جريئًا: ليس فقط أن الذكاء الاصطناعي سيفهم العالم، بل سيبدأ قريبًا باكتشافه من جديد. أنظمة قادرة على طرح أفكار غير مسبوقة، صياغة فرضيات علمية، وتوليد رؤى لم تخطر حتى على عقول كبار الباحثين.
اقرأ أيضاً.. سام التمان: "أوبن إيه آي" ليست شركة عادية ولن تكون كذلك أبداً
مستقبل الذكاء الاصطناعي كما يتصوره ألتمان
عرض الرئيس التنفيذي لشركة أوبن ايه آي،، سام ألتمان، في مقاله الجديد بعنوان "التفرّد اللطيف"، رؤيته للمستقبل القريب الذي سيرتبط ارتباطًا وثيقًا بتطور الذكاء الاصطناعي. وكما هي عادته، قدّم ألتمان تصورًا مستقبليًا طموحًا حول الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، مشيرًا إلى أنه بات قريبًا من التحقق، مع حرصه على التقليل من وطأة توقيت وصوله الفعلي.وفق موقع "تك كرانش" المتخصص في موضوعات التكنولوجيا.
يركز المقال على أن الأعوام الخمسة عشر المقبلة ستشهد تحوّلًا جذريًا في مفاهيم العمل والطاقة وغيرها من الشؤون التي تخص المجتمعات، بفضل أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على تقديم رؤى جديدة وغير مسبوقة. ويعتقد ألتمان أن العام 2026 قد يكون لحظة محورية، حيث من المرجّح أن تظهر أنظمة قادرة على توليد أفكار مبتكرة ومفاهيم لم يصل إليها البشر بعد.
الذكاء الاصطناعي كمولّد للرؤى الجديدة
يشير ألتمان إلى توجه واضح داخل أوبن ايه آي، لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي لا تكتفي بفهم المعلومات أو تنظيمها، بل تتخطى ذلك إلى توليد أفكار جديدة أصيلة. وقد ألمح الشريك المؤسس ورئيس أوبن ايه آي،، غريغ بروكمان، في أبريل الماضي إلى أن نماذج o3 وo4-mini تم استخدامها بالفعل من قبل العلماء لتوليد أفكار مفيدة وجديدة.
هذا التحوّل نحو الذكاء الاصطناعي القادر على الإبداع النظري لا يقتصر على أوبن ايه آي، وحدها، بل أصبح هدفًا مشتركًا لدى العديد من الشركات المنافسة.
سباق الاكتشاف العلمي بين شركات الذكاء الاصطناعي
في مايو الماضي، نشرت شركة جوجل ورقة علمية حول "AlphaEvolve"، وهو وكيل برمجي يقدم حلولاً رياضية مبتكرة. وفي الشهر نفسه، أعلنت شركة "FutureHouse"، المدعومة من الرئيس التنفيذي السابق لجوجل، إيريك شميدت، أن أداتها الذكية نجحت في تحقيق اكتشاف علمي حقيقي. أما شركة Anthropic فقد أطلقت مبادرة لدعم البحث العلمي باستخدام الذكاء الاصطناعي.
تسعى هذه الشركات، إن نجحت، إلى أتمتة أحد أهم جوانب العملية العلمية: توليد الفرضيات، مما قد يمكنها من اختراق مجالات صناعية ضخمة مثل اكتشاف الأدوية، وعلوم المواد، وغيرها من التخصصات ذات الطابع البحثي العميق.
الصعوبات التي تواجه الذكاء الاصطناعي في مجال الإبداع
بالرغم من التقدّم، لا يزال المجتمع العلمي متحفظًا تجاه قدرة النماذج الحالية على توليد رؤى أصلية. كتب توماس وولف، كبير العلماء في Hugging Face، مقالًا أوضح فيه أن أنظمة الذكاء الاصطناعي لا تزال عاجزة عن طرح الأسئلة العظيمة، والتي تُعد أساس أي اختراق علمي كبير.
كما صرّح كينيث ستانلي، وهو باحث سابق في أوبن ايه آي، ويقود الآن شركة "Lila Sciences"، أن المشكلة الأساسية تكمن في أن النماذج الحالية لا تمتلك حسًّا حقيقيًا بما هو إبداعي أو مثير للاهتمام، وهي خاصية ضرورية لتوليد فرضيات جديدة ذات قيمة.
ما يمكن أن يحمله المستقبل القريب
إذا تحققت توقعات ألتمان، فإن العام 2026 قد يمثل لحظة فاصلة تنتقل فيها أنظمة الذكاء الاصطناعي من أدوات تحليلية إلى شركاء فاعلين في إنتاج المعرفة العلمية. هذا التحوّل قد يغيّر شكل الأبحاث في مجالات مثل الفيزياء، والرياضيات، والكيمياء الحيوية، وحتى الفلسفة.
لكن التحدي الأكبر يكمن في الوصول إلى نماذج قادرة على طرح أفكار غير متوقعة أو بديهية أو ربما قابلة للاختبار والتجريب وقادرة على فتح آفاق جديدة للفهم البشري.
مقال سام ألتمان لا يُعد مجرد تأمل في المستقبل، بل يُحتمل أن يكون إشارة إلى خارطة طريق تسير عليها أوبن ايه آي، في المرحلة المقبلة.
والسؤال المفتوح الآن هو: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصبح يومًا ما شريكًا فكريًا حقيقيًا للإنسان في رحلته لفهم العالم؟.
لمياء الصديق (أبوظبي)