سواليف:
2025-08-03@05:17:26 GMT

أربعة أسباب موجبة للحذر من “عصابة أبو شباب”

تاريخ النشر: 12th, June 2025 GMT

#سواليف

سيطرت أخبار ” #عصابة_أبو_شباب ” على المشهد السياسي الغزّي طيلة الأسبوعين الفائتين، وامتد الاهتمام بهذه الظاهرة، إلى الداخلين: الفلسطيني والإسرائيلي، لا سيما بعد أن تكشفت رسميًا، فصول العلاقة بين الحكومة والمنظومة الأمنية الإسرائيلية من جهة، وهذه ” #العصابة_الإجرامية ” من جهة ثانية، قبل أن تتكشف بعض خيوط علاقة تربطها برام الله، ومقربين من #الرئاسة_الفلسطينية، وصولًا إلى “دولة إقليمية” أشير إلى أنها تتولى بعض مهام الرعاية من تدريب وتمويل.

لكأن الحجاب قد كُشِفَ عن تصورٍ إسرائيلي، ظلّ مُلتبسًا، لأسئلة ما يُسمي بـ”اليوم التالي”، إذ يبدو من وجهة نظر حكومة اليمين الإسرائيلي الأكثر تطرفًا- التي نجحت في سدّ الأبواب أمام أي حلول ومبادرات سياسية لإنهاء هذه الحرب- أنها تريد لقطاع غزة، أن يُدار بعصابات مافيوية وإجرامية، ينعقد الرهان على “تدعيمها” عشائريًا من جهة، و”تعويمها” بالاستثمار في “المعاناة القصوى” لأهل القطاع من جهة ثانية، لا سيما بعد أن فشلت محاولات سابقة بذلتها حكومة نتنياهو لتخليق قيادة محلية بديلة، من رموز عشائرية ورجال أعمال، وبقايا أجهزة أمنية فلسطينية، تحت غطاء حماية المساعدات الإنسانية ومواكبتها وضمان توزيعها.

والحقيقة أن الانشغال الإسرائيلي الكثيف بعصابة أبو شباب، يَشفُّ عن مستوى عميق من #الإفلاس_السياسي لحكومة #نتنياهو وأجهزتها الأمنية، حتى وهي في ذروة تبجحها بالإنجازات الميدانية والعسكرية “الإستراتيجية”، التي حققتها على أرض القطاع وفي ساحات “الإسناد”.. فإن كان “أبو شباب” هو عنوان “اليوم التالي” ورمزه، فتلكم “إمارة” دالّة على حجم التخبط وانعدام الرؤية الأبعد، للمستوى السياسي في إسرائيل، الذي يخوض الحرب منذ عامين، ويضبط إيقاعها صعودًا وهبوطًا، على وقع الحسابات الأكثر ضيقًا، لنتنياهو وائتلافه الفاشي، وهذا ما يكاد يردُ نصًا في تعليقات صحف وكتَّاب وسياسيين إسرائيليين، أخذتهم “الدهشة” بعد أن كشف أفيغدور ليبرمان عن الأمر لأول مرة.

مقالات ذات صلة الخميس . .طقس صيفي اعتيادي الى حار نسبيا 2025/06/12

الأرجح، أن نتنياهو الذي انبرى مدافعًا عن قراره اعتماد “أبو شباب” وكيلًا أمنيًا له في القطاع، ومدّه بالمال والسلاح، إنما فعل ذلك لواحدٍ من سببين أو كليهما: الأول؛ يأسه من فرص النجاح في “تخليق” قيادة محلية “وازنة” تتساوق مع مشروعه لغزة، ولا ترتبط بحماس أو بالسلطة بعد إخفاق متكرر لمحاولات سابقة، إذ لم يبقَ لديه سوى تجريب حظه مع عصابات التهريب والمخدرات، من ذوي الارتباطات السابقة بتنظيم الدولة وأخواته.. والثاني؛ رهانه على أن هذه المحاولة إن أخفقت في “توليد” البديل، فقد تنجح في إغراق حماس وأجهزتها السلطوية، في صراعات مسلحة، مع عصابات ومافيات، تخصصت في السطو على المساعدات ونهبها.. في كلتا الحالتين، يعتقد نتنياهو أنه سيخرج رابحًا بالمحصلة النهائية.

بخلاف كثرة من حلفائه، يبدو نتنياهو شخصيًا، الأكثر حماسة لخوض غمار هذه التجربة، سموتريتش تنصل من “القرار” ونفى علمه المسبق به، وأعرب عن معارضته له، وإن كان تعهد بعدم تحويل الخلاف إلى أزمة داخل الحكومة والائتلاف من منطلق تغليب حسابات الحرب وضروراتها كما قال بنفسه.

ويبدو كذلك، أن رئيس الحكومة هو الأقل “قلقًا” و”خشية” من مغبّة ارتداد السلاح إلى صدور الإسرائيليين أو ظهورهم – لا فرق – لا سيما بعد أن تكون “العصابة” قد أوغلت في لعبة التآمر والخيانة، تمامًا مثلما فعلت كيانات عملية سابقة، في جنوب لبنان، ظلت وفيّة لمشغليها برغم تخليهم عنها وخذلانهم لها.

وأحسب أنه في النقطة الأخيرة، يبدو محقًا تمامًا، فمن استسهل السطو على المساعدات في زمن الحرب، ومن ارتضى إشهار السلاح في وجه المقاومة في ذروة المعارك، ومن نشأ في كنف “جيوب” الاحتلال في القطاع، بحمايته وتحت رعايته، وبتوجيه وإدارة منه، لا يمكن أن يكون في يوم من الأيام، في موقع الصدام مع مُشغليه، لا سيما أنه يدرك أن “الحبل السري” الذي يربطه بالاحتلال، هو مصدره الوحيد للغذاء والأكسجين.

أربعة أسباب للحذر

لا يعني ذلك كله، أنه يتعين على أهل غزة ومقاومتها، التقليل من خطورة هذه الظاهرة (وأحسب أنهم لا يفعلون)، فثمة ظروف ومعطيات محيطة بتشكلها، تسمح بالاعتقاد بأنها قد تتحول إلى “تحدٍ” مثير للقلق، الآن وفي اليوم التالي للحرب.. وثمة أسباب أربعة، تقودنا إلى إطلاق هذا التحذير:

الأول؛ أن معاناة المواطنين في غزة، بلغت حدًا تنوء به الجبال، وفي تجارب عديدة سابقة، في أزمنة مختلفة وأماكن متعددة، تعلّقت شرائح من الناس، بحبال الأمل والرجاء، مهما كانت واهية، وحتى إن كان على الطرف الآخر منها، أعداء وجهات لا يمكن الوثوق بها أو احترامها، هنا قد تنتصر “غريزة البقاء” على كثيرٍ من الحسابات والاعتبارات، أقله لبعض الوقت.
والثاني؛ أن ثمة في رام الله، على ما يبدو، من هو على أتم الاستعداد لمدّ يد العون لهذه العصابة، وثمة من يتحدث عن دورٍ مباشر في تشكيلها وتمويلها، بل والطلب من بقايا وفلول أجهزة أمنية سلطوية، الالتحاق بها.. صحيح أن السلطة تنصلت رسميًا من أي علاقة لها بالعصابة، ولكن مع ذلك، ثمة قنوات وخطوط خلفية، تديرها جهات أمنية ومسؤولون من ذوي خلفيات إسلامية (ارتدوا عليها)، لا يمكن التقليل من شأنها، وفي كل الأحوال، فإن زعيم العصابة ذاتها، كشف بنفسه عن تنسيق وتعاون مع أجهزة أمنية فلسطينية.

ولست أستبعد أبدًا، أن يكون في رام الله من هو على استعداد لإعلان هذه “العصابة” جهازًا أمنيًا جديدًا، أو فرعًا لجهاز قديم، أو إدارة جديدة من إدارتها، إذا ما قُدّر لها أن “تبقى وتتمدد”، فتكون بذلك، حصان طروادة الجديد، بعد أن أخفقت رهانات سابقة على قدرة الأجهزة المخابراتية على اختراق غزة، تحت جنح المساعدات وعلى متن شاحناتها، وبتنسيق وتعاون تامين مع الشاباك، إن كان الحال كذلك، وإن كانت هذه المخاوف في محلها، فإن خطر هذه العصابة، سيزداد تعاظمًا.

الثالث؛ محاولة إسرائيل اللعب على وتر “الهويات الثانية” في القطاع، وتصوير العصابة، كما لو كانت ممثلة لعشائر وعائلات بعينها.. ولست أستبعد أن يجري تجنيد “امتدادات” و”مرجعيات” هذه العشائر والحمائل داخل الخط الأخضر، لتحريضها على الانقلاب على المقاومة وأجهزتها الحكومية، ولإسرائيل تجربة متراكمة في فعل ذلك، مع كيانات درزية في لبنان وسوريا، فلماذا لا تجرب حظها في قطاع غزة؟، وإن باللجوء إلى “مكونات” أخرى هذه المرة، ينخرط بعض أبنائها في الجيش والأجهزة و”المستعربين”، وليس ثمة ما يمنعها من محاولة إعادة إنتاج التجربة من جديد.
الرابع؛ يبدو أن نتنياهو في مسعاه خلق بديل إجرامي لحماس والسلطة في غزة، يجد دعمًا من أطراف عربية ودولية.. الحديث عن دولة إقليمية ضالعة في الأمر مثير للقلق، والتصريحات الأميركية الداعمة لهذه الخطوة، وإن من مدخل “حماية المساعدات والعمل على توزيعها”، تثير بدورها، قدرًا من الحذر والتحسب.

تفسر هذه العوامل، نشأة هذه الظاهرة، وسرعة انتشارها، أو محاولة تعميمها، فلا تبقى محصورة في شرق رفح، كما أن الدعوات التي أطلقتها خلال الأيام القليلة الفائتة، لاستدعاء متطوعين في مختلف مجالات اختصاص “الحكم والإدارة”، تشي بأن المسألة “أبعد من أبو شباب”، وأن العبث الإسرائيلي خطير ومدجج بأبشع النوايا، وربما يكون مدعومًا بأطراف فلسطينية وعربية ودولية، وأن ما بدأته العصابة و”أبو شباب”، قد يتطور متجاوزًا تركيبتها الهزيلة الراهنة.

يوجب ذلك، من ضمن ما يوجب، التصرف بحزم وشدة مع هذه العصابة، بهدف استئصالها قبل أن يشتد عودها، وهذا ما أوضحته فصائل المقاومة على أية حال، وهذا ما تقوم به بصورة جزئية الآن، بالنظر إلى الظروف الصعبة التي تحيط بها وبنشطائها، وهو أمر يتعين أن يكون مهمة الجميع، لا مهمة فصيل واحد.

والتصدي لهذه الظاهرة، لا يكون “أمنيًا” فحسب، مع أن هذا جزء أساسي من المعالجة، إذ يتعين الحرص على استنهاض حالة شعبية في مواجهتها، وضمان ألا تحظى بأي تأييد شعبي مهما كان متواضعًا في البداية، وفضح مراميها وأهدافها وشخوصها وارتباطاتها المشبوهة.. المعالجة الشاملة، متعددة المسارات والأدوات، هي المدخل لإسقاط مرامي وأهداف مشروع نتنياهو لـ”اليوم التالي”، وهي جزء لا يتجزأ من المعركة على راهن غزة ومستقبلها، بل وعلى المشروع الوطني الفلسطيني برمته.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف عصابة أبو شباب العصابة الإجرامية الرئاسة الفلسطينية الإفلاس السياسي نتنياهو الیوم التالی هذه الظاهرة أبو شباب لا سیما من جهة بعد أن

إقرأ أيضاً:

المقاومة الفلسطينية: زيارة “ويتكوف” لغزة مسرحية وتضليل إعلامي

الجديد برس| وصفت حركتا “حماس” و”الجهاد الإسلامي” الزيارة التي قام بها المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، أمس الجمعة إلى قطاع غزة، بالمسرحية، معتبرتين أنها تأتي ضمن حملة لتضليل الرأي العام الدولي. وكان “ويتكوف” قد زار صباح أمس الجمعة، رفقة السفير الأمريكي في تل أبيب مايك هاكابي، مركزا لتوزيع المساعدات الغذائية يتبع لـ”مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة إسرائيليا وأمريكيا في مدينة رفح جنوبي القطاع. وقالت “حماس” في بيان تلقته “وكالة سند للأنباء” اليوم السبت، إنّ هذه الزيارة “لا تعدو كونها مسرحية مُعدّة مسبقًا”، معتبرة أنها تهدف “لتضليل الرأي العام وتلميع صورة الاحتلال، ومنحه غطاءً سياسيًا لإدارة التجويع واستمرار عمليات القتل الممنهج للأطفال والمدنيين العزّل” في قطاع غزة. وقالت الحركة إن “تصريحات ويتكوف المضلّلة، بالتوازي مع بثّ صور دعائية موجَّهة حاولت إظهار سلمية توزيع المساعدات، تكذّبها حقائق الميدان والأرض التي وقف عليها”، مشيرة إلى استشهاد أكثر من ألف وثلاثمائة من المجوَّعين برصاص جيش الاحتلال وموظفي “مؤسسة غزة” “التي أُنشئت لاستكمال فصول القتل والإبادة”. وشددت انّ الإدارة الأمريكية شريك كامل في جريمة التجويع والإبادة الجماعية التي تقع على مرأى ومسمع العالم أجمع. ودعت “حماس”، الإدارة الأمريكية إلى “تحمّل مسؤوليتها التاريخية، برفع الغطاء عن جريمة العصر في غزة، والمضيّ نحو اتفاق لوقف إطلاق النار يُفضي إلى وقف العدوان، وانسحاب جيش الاحتلال، ورفع الحصار الظالم عن شعبنا”، بدلًا من التماهي مع سياسات الاحتلال وانتهاكاته. من جانبها، قالت “الجهاد الإسلامي”، في بيان تلقته “وكالة سند للأنباء”، إن زيارة “ويتكوف” جاءت في لحظة يتصاعد فيها الغضب الدولي إزاء المجازر المستمرة وحرب التجويع في قطاع غزة، مضيفة أن زيارته “أشبه ما تكون بجولة استعراضية في مسرح جريمة يحاول الجاني فيه التنكر في زي مسعف”. وأضافت أن هذه الزيارة تأتي ضمن حملة تضليل إعلامي تهدف إلى كبح جماح الغضب الدولي المتزايد، مشيرة إلى أن الجميع يعلم أن الإدارة الأمريكية “هي الشريك الفعلي والمشجع الأساسي لاستمرار آلة قتل الكيان المجرم في سحق غزة وسكانها”. وشددت الحركة أن “ما جرى ويجري في غزة هو جريمة إبادة ممنهجة”، معتبرة هذه الزيارة “محاولة مكشوفة لتجميل بشاعة الاحتلال وتبييض الوجه القبيح لإدارة ترامب، التي تقف شريكاً مباشراً في كل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قتل وتجويع وتهجير”. وفي السياق ذاته، أشارت “الجهاد الإسلامي” إلى الدور المشبوه لـ”مؤسسة غزة الإنسانية”، التي قالت إنها باتت “أداة سياسية بامتياز، وميدان رماية سادية، وتحوّلت إلى مصيدة للمجوعين، وساحة تستعرض فيها الإدارة الأمريكية قدرتها على إدارة التجويع وهندسته”. وأكدت الحركة أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تستطيع بكلمة واحدة –إن أرادت– أن توقف المجازر، وأن ترفع الغطاء السياسي عن الاحتلال، وتوقف تزويده بالسلاح، وتجبره على فتح المعابر ووقف التجويع. وحيت الحركة، التحركات الشعبية المتصاعدة عالمياً، ودعت الشعوب والعربية والمسلمة إلى “كسر دائرة العجز والخذلان التي وضعتها الإدارة الأمريكية أسيرة فيها”. ويواجه فلسطينيو القطاع موجة جوع غير مسبوقة منذ إغلاق الاحتلال معابر غزة، مطلع مارس/ آذار المنصرم، وفرض قيود مشددة على دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والوقود والدواء، للقطاع منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وفي بيان لها، أمس الجمعة، اعتبرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أن نظام توزيع المساعدات في غزة، تحول إلى حمامات دم منتظمة. وأكدت أن “قتل إسرائيل للفلسطينيين الباحثين عن الطعام جريمة حرب”، وأن جيش الاحتلال المدعوم أمريكيا والمقاولون، وضعوا نظاما عسكريا معيبا لتوزيع المساعدات بغزة. ووثقت “هيومن رايتس ووتش” استشهاد ما لا يقل عن 859 فلسطينيا أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات ما بين 27 مايو/ أيار و31 يوليو/ تموز.

مقالات مشابهة

  • القبض على عصابة ابتزاز صورت أشخاص بأوضاع مخلة بالآداب.. فيديو
  • المقاومة الفلسطينية: زيارة “ويتكوف” لغزة مسرحية وتضليل إعلامي
  • أبين.. الشرطة تلقي القبض على عصابة تمتهن تهريب الأفارقة بلودر
  • شرطة أبين تلقي القبض على عصابة تمتهن تهريب الأفارقة بلودر
  • “الرشق”: ترمب يكرّر أكاذيب الكيان الصهيوني وتحقيق أمريكي يفنّد مزاعم سرقة المساعدات
  • أمن لودر يلقي القبض على عصابة تمتهن تهريب الأفارقة في أبين
  • “هيومن رايتس ووتش”: نظام توزيع المساعدات في غزة تحول إلى حمّامات دم
  • نتنياهو لبن جفير: “الهجرة الطوعية” من غزة خلال أسابيع
  • نتنياهو لبن غفير: “الهجرة الطوعية” من غزة خلال أسابيع
  • عصابة “أبو شباب” تتخذ خطوة جديدة نحو تأسيس “غزة الجديدة” / فيديو