كشفت "القناة 12" العبرية في تقرير يوم الثلاثاء عن مشاركة دبابات في قصف منازل المستوطنين في مستوطنة بئيري بغلاف غزة في السابع من أكتوبر 2023.

وبحسب تقرير القناة الذي نشرت تفاصيله صحيفة "هآرتس" فإن قرابة 500 جندي كانوا يتواجدون في المستوطنة القريبة من غلاف غزة إلا أنهم لم يتدخلوا رغم طلبات النجدة والاستغاثة التي أطلقها المستوطنون.

إقرأ المزيد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية: حماس على الأرجح لم يكن لديها علم مسبقا بمهرجان "سوبر نوفا" الموسيقي

ورصد التقرير تصاعد أعمدة دخان في الجزء الشمالي من بئيري للمرة الأولى منذ السابع من أكتوبر، حيث وصفت القناة ما جرى بالتراجيدي.

ووفق القناة فإنه عند الساعة الرابعة و40 دقيقة من مساء 7 أكتوبر بعد أكثر من 9 ساعات من اقتحام المئات للمستوطنة، فإن النيران اشتعلت في أحياء كاملة داخل المستوطنة.

وأشار التقرير إلى أنه تم إطلاق القذائف تجاه المنزل من قبل إحدى الدبابات دون الاهتمام لمصير الأسرى حيث اكتفى الجنود بالإشارة إلى أنه لا أذى قد يلحق بهم وأنهم يريدون تدمير جدران المنازل الموجودة في المستوطنة.

وبحسب القناة فإن هذا الفيديو يزيد من الأسئلة حول تصرف الجيش و"اليمام" أمام منزل بداخله أسرى حيث أنه من الغريب رؤية دبابة داخل "بئيري" في الطريق إلى جانب إطلاق النار الكثيف والانفجارات الضخمة التي وقعت في المنطقة.

ووثق التقرير إفادات بعض المستوطنين الذين تعرضوا للإصابة بشظايا من قذيفة الدبابة التي أطلقت تجاه المنازل في المستوطنة.

وجاء في التقرير أن "دبابة إسرائيلية وصلت إلى مستوطنة بئيري بعد ساعات من بدء هجوم يوم 7 أكتوبر، وأطلقت قذائف باتجاه منزل باسي كوهين، حيث كان عناصر حماس يتحصنون بالرهائن".

إقرأ المزيد نتنياهو يخاطب الإسرائيليين بخصوص قصف قتلى الحفل قرب غزة ويهاجم محمود عباس

وذكرت "هآرتس" أنها استندت في استنتاجها هذا إلى فيديو نشرته القناة "12" الإسرائيلية تم التقاطه من مروحية تابعة للشرطة، جرى استدعاؤها إلى المنطقة وقت الهجوم.

وأضافت "قالت ياسمين بورات التي هربت من حفلة الطبيعة في مستوطنة رعيم (جنوب)، واختبأت في أحد منازل الكيبوتس، إنها توجهت إلى أحد الجنود وسألت عما إذا كانت القذائف ستؤذي الرهائن فأجابها الجندي "نحن نفعل ذلك فقط على جوانب المنازل لهدم الجدران"، وفق الصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن هداس داغان إحدى المواطنات التي اختبأت مع زوجها خارج المنزل الذي كان جيرانها محتجزين فيه، إنها "أصيبت بشظية من القذيفة التي استهدفت منزل جيرانها".

وأشارت الصحيفة إلى أنه "وفقا لتقرير القناة 12 الإسرائيلية، قال الجنود الذين كانوا في الكيبوتس إن إطلاق النار من المروحية كان تحذيريا وأصاب دبابة، ثم وصلت دبابة أخرى وأطلقت النار على المنزل".

وأردفت "بالإضافة إلى ذلك، سجلت المروحية عددا من القوات التي تجمعت خارج البوابة الرئيسية للكيبوتس ولم تدخل إليه، رغم مرور وقت طويل منذ بداية المجزرة".

المصدر: وسائل إعلام عبرية

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة القدس القضية الفلسطينية تل أبيب حركة حماس طوفان الأقصى قطاع غزة كتائب القسام وفيات

إقرأ أيضاً:

طوفان الأقصى وتعزيز المشروع الإسلامي لفلسطين

كان لافتا للنظر في إحدى جلسات "المؤتمر القومي العربي" الذي عُقد في 31 أيار/ مايو – 2 حزيران/ يونيو 2024، وبعد أن قدَّم أصحاب الأوراق أوراقهم، وبعد أن أتم المُعقّبون تعقيباتهم، وردّ أصحاب الأوراق عليها، أن يقوم مدير الجلسة قبل إعلان نهايتها بإبداء ملاحظة ينتقد فيها ما ذكره أحد أصحاب الأوراق، أنّ معركة طوفان الأقصى عززت المشروع الإسلامي لفلسطين؛ وحاول المدير نفي الصفة "الأيديولوجية" عن المعركة وأن حماس هي حركة تحرر وطني، محذرا من تعزيز أو إبراز البعد الإسلامي. وختم الجلسة دون أن يتيح لصاحب الورقة حقّ التوضيح والرد!!

يبدو أن ثمة من يُقدِّم حركات المقاومة الإسلامية في شكل متعارضٍ مصطنعٍ وملتبسٍ مع حركات التحرر الوطني، وكأنهما نقيضان، والحقيقة غير ذلك تماما..

نعم، لقد عززت معركة طوفان الأقصى المشروع الإسلامي لفلسطين:

أولا: فليس ثمة شكّ في أن من يقود المقاومة في قطاع غزة ويملك القاعدة الأوسع من رجالها هم أبناء التيار الإسلامي من حماس والجهاد الإسلامي، وبما يزيد عن 80 في المئة من المقاتلين. وأولئك الذين نفذوا هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر في طوفان الأقصى هم أبناء كتائب عز الدين القسام التابعة لحماس؛ وهم الذين يقودون المقاومة في قطاع غزة على مدى الأشهر الماضية.ليس ثمة شكّ في أن من يقود المقاومة في قطاع غزة ويملك القاعدة الأوسع من رجالها هم أبناء التيار الإسلامي من حماس والجهاد الإسلامي، وبما يزيد عن 80 في المئة من المقاتلين. وأولئك الذين نفذوا هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر في طوفان الأقصى هم أبناء كتائب عز الدين القسام التابعة لحماس؛ وهم الذين يقودون المقاومة في قطاع غزة على مدى الأشهر الماضية. ولا شك أن للفصائل المقاومة الأخرى أدوارا مهمة، وهي جزء أصيل من النسيج الوطني ولا شك أن للفصائل المقاومة الأخرى أدوارا مهمة، وهي جزء أصيل من النسيج الوطني الذي يجب التحالف والتعاون معه في تحقيق الأهداف الوطنية. من جهة أخرى، فإن قوى المقاومة المشاركة من الخارج هي قوى محسوبة على التيار الإسلامي، بغض النظر عن الخلفيات الطائفية.

وليس هنا مجال المناكفة أو الجدال، فالحقائق يعرفها كل الناس؛ ولا أظن أن حماس والجهاد الإسلامي تشغلان نفسيها بهكذا مناكفات، وإنما هذا كلام اضطررنا لكتابته، وبلغة منفتحة، لأن البعض يحرص على أن يبخس الإسلاميين حقَّهم ليرسم صورته الرغائبية لأحجام وأوزان الاتجاهات، بما يخدم خلفيته، وربما يُستخدم ذلك لاحقا في تشكيل صورة مشوهة مزورة لحركة التاريخ.

ثانيا: المقاومة الفلسطينية في معركة طوفان الأقصى، كانت منسجمة مع نفسها فتحدثت بروح إسلامية ولغة إسلامية، ورفعت شعارات إسلامية، واستخدمت بقوة آيات قرآنية وأحاديث نبوية، واستلهمت تراثها الإسلامي وهويتها الحضارية، وعبرت عن اعتزاز عميق بهويتها وتاريخها الإسلامي. كلُّ ذلك كان يبرز بتناغم غير مُتكلَّف مع روحٍ وطنية عالية، ووعيٍ وطني مسؤول ومتّزن، مستوعبٍ للمصالح العليا وأولويات العمل الوطني، ومُرحِّب بالشراكة الوطنية على أساس المحافظة على الثوابت. وهو ما انعكس إيجابا (وليس سلبا) وزاد من شعبية المقاومة واحترامها في بيئتها الفلسطينية والعربية والدولية.

ثالثا: الحاضنة الشعبية الفلسطينية التي بهرت العالم بصبرها وصمودها وتضحياتها، وجهت أنظار العالم كله إلى القيم الإسلامية الإيمانية في الاحتساب والتوكل على الله وعدم الخوف على الحياة ولا على الرزق، وفي التّطلع إلى الشهادة والفردوس الأعلى. هذه الحاضنة أظهرت التزاما إسلاميا عاليا سلوكا ومظهرا وقولا وعملا. ولم تكن لديها عقدة نقص، ولم تكن بحاجة لتقديم مسلكيات وأخلاقيات تجاري الغرب في سلوكه ومظاهر حياته وقيمه. بل إنَّ هذه الروح الإيمانية شكّلت مصدر إلهام عالمي لمئات الآلاف والملايين، الذين أقبلوا بشغف لمحاولة معرفة سر هذا الصمود والثبات الأسطوري، والذين وجدوا الفرق الأساس في القرآن والتربية الإسلامية.

رابعا: لقد ثبت أن الإسلام هو الأقدر على تفجير طاقات مجتمعاتنا، بحيث يستخرج منها أفضل ما لديها، من صور التضحية والصبر والشجاعة والاحتساب والتوكل على الله والإنفاق في سبيله، والعزة والكرامة والحرية، والتكافل والتضامن الاجتماعي.

حركات التحرر الوطني أو الحركات الوطنية هي "أوعية" يُمكن أن تُملأ بأي محتوى عقائدي أو أيديولوجي أو فكري؛ فقد تكون حركات يسارية شيوعية كما في الثورة الفيتنامية، وقد تكون ذات محتوى علماني ليبرالي، أو ذات محتوى قومي، أو ذات محتوى قُطري منغلق على ذاته، أو ذات محتوى عقائدي ديني.. والساحة الفلسطينية فيها نماذج لحركات وطنية يسارية، وقومية، وإسلامية
ويعلم متابعو قضية فلسطين والصراع مع الكيان الصهيوني، كيف أن قطاع غزة تم احتلاله في العدوان الثلاثي سنة 1956 في أقل من يومين، وكيف تم احتلاله أيضا في سنة 1967 في أقل من يومين، بينما كان تحت أقوى وأكبر نظام عربي. ويعلم المتابعون أن قطاع غزة نفسه وهو تحت حصار خانق هائل، وبإمكانات أقل بكثير وبما لا يقبل المقارنة، طوال 17 سنة ماضية خاض أربعة حروب مرغ فيها أنف الاحتلال الإسرائيلي في التراب، ولم يمكن الصهاينة من احتلال متر مربعٍ واحد. وهو الآن يخوض حربا أسطورية على نحو 250 يوما، من الواضح أنه في النهاية في طريقه لفرض شروطه وإرغام الصهاينة على الانسحاب. فما الذي تبدل؟! إنه "الإنسان".. ذلك الإنسان الذي صنعه هذا الدين العظيم، وإلا فأخبرونا عن جيوشنا العربية والإسلامية الجرارة، التي لا تجيد استخدام القوة إلا على شعوبها.


ولذلك، لم يكن الإسلام ولا التدين ولا المنهج الإسلامي "عورة" تُغطَّى أو يُتَهرب منها، بل هو المفخرة التي تكشف سر "صناعة الإنسان" في غزة وفلسطين، وسر الصبر والثبات والتضحية والشجاعة والإقدام؛ وحيث ثبت أن الرؤية الإسلامية التي تُقدم في إطار الاعتدال ومعاني الحق والعدل والحرية، ليست أمرا مُنفرا، وإنما تكسب قضية فلسطين مزيدا من القوة والاحترام.

* * *

من ناحية ثانية، فإن حركات التحرر الوطني أو الحركات الوطنية هي "أوعية" يُمكن أن تُملأ بأي محتوى عقائدي أو أيديولوجي أو فكري؛ فقد تكون حركات يسارية شيوعية كما في الثورة الفيتنامية، وقد تكون ذات محتوى علماني ليبرالي، أو ذات محتوى قومي، أو ذات محتوى قُطري منغلق على ذاته، أو ذات محتوى عقائدي ديني.. والساحة الفلسطينية فيها نماذج لحركات وطنية يسارية، وقومية، وإسلامية. وجوهر السؤال هنا يكون في القدرة على المحافظة على الثوابت وصحة المسار والبوصلة والكفاءة والفاعلية في تعبئة الشعب وقدراته، وفي استنهاض الأبعاد العربية والإسلامية والإنسانية بالشكل الأفضل، ولا يجوز للبعض أن يقبل كل النماذج إلا النموذج الإسلامي!!!

* * *

من ناحية ثالثة، وفي مواجهة أي تعارض مفتعل، نقول إن الإسلاميين هم مثلهم مثل غيرهم من أبناء الأمة، شديدو الإخلاص لأوطانهم، ووطنيتهم وطنية إيجابية منفتحة، غير منغلقة على حزبيات، أو عرقيات أو طائفيات، وهي وطنية غير مُمزِّقة ولا مُشتِّتة للأمة، ومقتضى حبّ الأرض لا يعني الأنانية والتكبّر والتعالي على الآخرين، ولا ظلمهم وبخسهم حقوقهم.

فهذه الوطنية الراقية هي وطنية حب وشوق وحنين وارتباط بالأرض، وهي وطنية عزّة وكرامة ومقاومة للظلم والاستعمار، وهي تحرير الأرض والإنسان، وهي وطنية المجتمع المتعاون المتكافل المتراحم، الذي يرعى الأقربين. وأساس وطنية المسلمين هي العقيدة الإسلامية، والتحرر الوطني هو جزء من التكليف الرباني بتحرير الأرض من العدو الغاصب.دوائر العمل الوطني والعربي والإسلامي والإنساني هي دوائر عمل متكاملة متناغمة، يمكن أن تسير بشكل منسجم جنبا إلى جنب دونما تعارض، ولا حاجة لاصطناع تناقضات بينها والارتباط بالأرض هو ارتباط الأمة المسلمة بأرضها، غير محصور بقُطرية ولا قومية، وهو ما يفتح المجال لقيام المسلمين بواجبهم وتحمّل مسؤولياته تجاه فلسطين. وهذا أولى من استفراد المشروع الصهيوني الغربي بفلسطين وشعبها وعزلها عن محيطها العربي والإسلامي، وبالتالي تسهيل تصفيتها وإغلاق ملفها.

* * *

من ناحية رابعة، فإن دوائر العمل الوطني والعربي والإسلامي والإنساني هي دوائر عمل متكاملة متناغمة، يمكن أن تسير بشكل منسجم جنبا إلى جنب دونما تعارض، ولا حاجة لاصطناع تناقضات بينها. والإسلام بطبيعته "رحمة للعالمين"، وهو رسالة إنسانية عالمية لتحرير الإنسان من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد؛ وإلى تكريس القيم الإنسانية الكبرى في العدالة والمساواة والحرية والكرامة..

وإن الذين انتفضوا لصالح فلسطين من دولٍ وشعوب من شتى القوميات والأديان والاتجاهات، يعرفون المقاومة وطبيعتها، وقد لمسوا الجانب الإنساني الذي نجحت المقاومة في تقديمه، كما لمسوا الوجه الصهيوني البشع للاحتلال والعدوان. ونحن عندما نركز على المشترك الإنساني، فلا حاجة لإلغاء هويتنا، كما لا حاجة لتغيير الآخرين لهويتهم، ففي القيم الإنسانية الكبرى ما يكفي لجمعنا وتحشيدنا ضد المشروع الصهيوني، الذي يسير ضد الإنسان وضد حركة التاريخ، ويهدّد السلم والاستقرار العالمي.

x.com/mohsenmsaleh1

مقالات مشابهة

  • مشاهد تكشف ما جرى لمدرعة النمر التي دمرتها القسام في رفح (فيديو)
  • هل نفذت حماس هجومًا سيبرانيًا قبل طوفان الأقصى؟
  • طوفان الأقصى وتعزيز المشروع الإسلامي لفلسطين
  • كتائب القسام تكشف تفاصيل كمين محكم نفذته فجر يوم عرفة في رفح.. مقتل 8 جنود حرقاً داخل دبابة
  • الإعلام الإسرائيلي ينشر تفاصيل عن عملية القسام
  • القسام تكشف تفاصيل كمين محكم في رفح.. مقتل جنود حرقا داخل دبابة
  • يوم جديد من عملية طوفان الأقصى.. أبرز التطورات
  • أبرز تطورات عملية طوفان الأقصى
  • مقتل مصور قناة "إن تي في" ومراسلها يفقد ذراعه في غورلوفكا (فيديو)
  • تردد قناة mbc3 للأطفال على نايل سات وعرب سات لمتابعة القناة على مدار اليوم