بوابة الوفد:
2025-05-21@13:22:55 GMT

ضحوا تصحّوا!

تاريخ النشر: 16th, June 2024 GMT

خطر لى عنوان هذا المقال وأنا أستعد للكتابة عن قيمة ومغرى التضحية فى حياة الانسان، تلك السنة التى يقوم بها المقتدرون من المسلمين سنويًا اقتداء بملة سيدنا ابراهيم عليه السلام عندما أطاع بدون نقاش أو جدال أمر الله سبحانه وتعالى فى ذبح ابنه وفلذة كبده سيدنا اسماعيل، ذلك الفتى الذى تركه والده طفلًا رضيعًا تلبية لأمر الله أيضا ثم عاد ليجده شابًا يافعًا مطيعاً لأمر الله سبحانه وتعالى راضيًا بحكمه ليدور ذلك الحوار التاريخى بين الأب وابنه: يا بنى إنى أرى فى المنام أنى أذبحك فانظر ماذا تري؟! فيقول الابن بدون أى تردد: يا أبت افعل ما تؤمر ستجدنى إن شاء الله من الصابرين.

تبارى الأب والابن فى التضحية إرساء لدين الله ولقيمة السمع والطاعة فجاءت الأضحية من رب العالمين أن يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزى المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين وفديناه بذبح عظيم.

السؤال هنا إذا لم يكن المسلم قادرًا على الاقتداء بهذه السنة العظيمة فى التضحية فماذا يفعل؟! والجواب من عندى وأتحمل مسئوليته: إذا لم يكن الواحد منا مقتدرا على التضحية بمعناها الدارج بذبح خروف أو المشاركة فى بدنة فله كل العذر لكن لا عذر لنا فى عدم الأخذ بسنة سيدنا ابراهيم وولده إسماعيل فى السمع والطاعة لأوامر الله سبحانه وتعالى. الأمر جاء لسيدنا إبراهيم بأكثر مما يحتمل البشر العاديين أمثالنا، ربما من السهل أن تطيع الله، فى هجرة زوجك وطفلها الرضيع فى صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء ولكن أى قلب هذا الذى يتحمل أمر الله بذبح ابنه، فلذة كبده وأغلى ما لديه فى الحياة؟! هكذا كان قلب ابراهيم الذى ربما تذكر فى هذه اللحظة قول زوجته وهو يودعها وطفلها قائلة له اذهب فلن يضيعنا الله،نعم فالله لا يضيع أهله.

المغزى إذن كيف يكون الواحد منا من أهل الله الذين لن يضيعهم وهو لا يمتلك ثمن الأضحية؟! ظنى أن عدم القدرة المادية لا ينفى أن كلاً منا قادر معنويًا أن يقدم لله تضحية ينال بها الأضحية من الله عز وجل. فليضحِ كل منا على سبيل المثال ولو بذنب من الذنوب الكثيرة التى اعتاد ارتكابها ليل نهار، الغيبة، النميمة، النظر لغير ما يرضى الله، الكذب، الطمع، الخصام، التنابذ بالألقاب، التنمر، الغرور، الكبر، وغيرها ربما آلاف إن لم تكن ملايين الذنوب التى نرتكبها طواعية. قد يقول قائل إن التضحية تكون بالشيء غالى القيمة فى حياة الإنسان، لكن فى رأيى أنه حتى تلك الذنوب يجدر بنا أن نضحى بها قربى لله عز وجل، فهى وإن كانت تبدو ذنوب رخيصة سهل التحصل عليها إلا أننا ندفع مقابلها ثمنًا غاليًا من سخط الله عز وجل وغضبه. أنا على يقين أننا لو ضحينا بهذه الذنوب وذبحناها بلا رجعة فحتماً سننال الأضحية والمكافأة من هذا الرب الكريم الذى غرنا بكرمه فيخاطبنا ونحن فى أشد حالات المعصية متوددًا: يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم؟! لم يقل الجبار المتكبر القوى المنتقم بل الكريم الذى خلقك فسواك فعدلك؟! لذا أنصحكم ونفسى بأن نذبح كل يوم ذنبًا من ذنوبنا ونقدم تلك الذبائح لله سبحانه وتعالى عله يرضى.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: هشام مبارك طلة المسلمين حياة الإنسان سيدنا اسماعيل سيدنا ابراهيم عليه السلام الله سبحانه وتعالى الأب والابن سبحانه وتعالى

إقرأ أيضاً:

لماذا نحر الأضحية في العيد الكبير .. 7 أسباب لا يعرفها كثيرون

لعله استفهام لماذا نحر الأضحية في العيد الكبير ؟، يعد أحد أسرار واحدة من سنن عيد الأضحى المبارك، الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ، حيث انقضى ثلثا شهر ذي القعدة سريعًا لتفصلنا عن بداية شهر ذي الحجة والعشر الأوائل منه أيام قليلة ومن ثم فعيد الأضحى اقترب وفيه نحر الأضاحي من أهم سننه ومظاهره، وهذا ما يطرح الاستفهام عن لماذا نحر الأضحية في العيد الكبير ؟، وقد بدأ المضحون في شراء الأضحية، وحيث إن معرفة الحكمة والفضل تزيد الحرص، من هنا فينبغي معرفة لماذا نحر الأضحية في العيد الكبير ؟، بحسب ما جاء في الشرع الحنيف .

متى صيام العشر من ذي الحجة 2025 وفضلها؟.. الإفتاء تحدد موعدهامتى تبدأ العشر من ذي الحجة 2025؟.. اعرف موعد الصيام وعدد أيام الإجازةلماذا نحر الأضحية في العيد الكبير

ورد أن الأُضحيّة لُغةً: هي الشّاة التي ينحرها المسلمون في عيد الأضحى وجمعها أضاحي، وقد تُسمّى بالضَحيّة، وجمعها ضحايا، وأمّا في الاصطلاح الشّرعي: فهي كل ما ينحره المسلمون في عيد الأضحى إلى آخرِ أيامِ التشريقِ من الأنعام؛ بُغية التّقرب إلى الله -تعالى-.

و لقد شرع الله -تعالى- الأضحية لحكمٍ كثيرةٍ منها: إحياء سُنّة النبي إبراهيم -عليه السلام-، لقوله تعالى: (ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا)، وقال ابن الجوزي: "إنّ الاتباع يكون في جميع ملته، وقد أمرنا الله باتّباعه؛ لسبقه إلى الحقّ"، وتعلّم الصبر والامتثال لأوامر الله تعالى؛ فالمسلم حين يُضحّي يتذكّر تضحية وثبات إبراهيم -عليه السلام- لمَّا أمره الله بذبح ابنه إسماعيل، وتقديمه لطاعة الله -تعالى- على كلّ شيءٍ.

ما هو سبب الأضحية في العيد الكبير

وجاء في إجابة ما هو سبب الأضحية في العيد الكبير ؟، أنها إحياءٌ لسنة إبراهيم - عليه السلام -، بعد أنْ نحر الكبش الذي افتدى الله سبحانه وتعالى به سيدنا إسماعيل، فقال تعالى: « إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ» الآيات من 106: 110 من سورة الصافات، لِيصبح نحر الأضحيات فيما بعد من أساسيات عيد الأضحى المبارك، التي يَقوم بها المسلمون في شتى بقاعِ الأرض لِينالوا الأجر العظيم.

وورد أنها للتوسعة على الناس؛ وخاصةً الأهل والأقارب، وذلك ممّا يزيد المحبة بين المسلمين، ولشكر الله تعالى على نعمه، كما أنّ في الأضحية اعترافاً لله -تعالى- بفضله ونعمه، وامتثال لأوامر الله تعالى، وتطبيق لسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، إذ ضحى النبي عنه وعن أهل بيته وأمته بكبشين أقرنين، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ضَحَّى بالمَدِينَةِ كَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ).

كما أنه شرع الله تعالى الأضحية في عيد الأضحى المبارك ؛ للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى على سنّة أبينا إبراهيم -عليه السلام-، الذي أراد التضحية بابنه إسماعيل تقربًا من الله وطاعة لأمره وقد افتدى الله ابنه بنحر عظيم، فالأضحية هي سبب تسمية عيد الأضحى بهذا الاسم، حيث إن الناس تبدأ بنحر الأضاحي في يوم العيد، ويُقدم المسلمون الأضحيات من الأنعام، ويُوزعون لُحومها على الفقراء والمحتاجين، ويسمى أيضًا بيومِ النحر ؛ لأنّ الهَدي والأضاحي تُنحَر فيه.

تعريف الأضحية

تُطلَق كلمة الأضحية في اللغة على: كلّ ما يُضحّى به، وجَمعها (أضاحي)، أمّا في الاصطلاح الشرعيّ، فالأضحية: ما يذبحه المسلم في يوم النَّحْر؛ أي في يوم عيد الأضحى وما يليه من أيّام التشريق الثلاثة من بهيمة الأنعام؛ على وجه التعبُّد لله -سبحانه وتعالى-.

حكم الأضحية

تعددّت آراء الفقهاء في حكم الأضحية إلى رأيين، وهما: سنّة مؤكّدة؛ وهذا ما ذهب إليه جمهور الفقهاء، واستدلّوا بحديث أم المؤمنين أمّ سلمة -رضي الله عنها- الذّي روته عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا دَخَلَتِ العَشْرُ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فلا يَمَسَّ مِن شَعَرِهِ وبَشَرِهِ شيئًا)، فإنّ قوله "إذا أراد أحدكم" يُحمل على الإرادة، والواجبات لا تُعلّق على إرادة المسلم أو رغبته. واجبة؛ وقد اعتمد هذا الرّأي الحنفيّة، ودليلهم في ذلك الأمر الوارد في الآية الكريمة: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)، والأمر يفيد الوجوب.

المستحب من الأضاحي

ورد أن المستحب من الأضاحي هو الإبل، ثم البقر ثمّ الضأن ثمّ المعز ثم سبع البدنة ثم سبع البقرة الأفضل من ناحية الصف. الأسمن والأكثر لحمًا والأكمل خلقة أي الأحسن منظرًا، والمكروه فى الاضحية منها العضباء المقابَلة، المدابَرة، الشرقاء الخرقاء المصفرة المستأصَلة، البخقاء المشيعة البتراء ما قطع من أولته أقل من النصف ما قطع ذكره ما سقط بعض أسنانه أما إذا كان في أصل الخلقة لا تكره. ما قطع شيء من حلمات ثديها، إلا إذا كانت من أصل الخلقة فلا تكره.

طباعة شارك لماذا نحر الأضحية في العيد الكبير نحر الأضحية في العيد الكبير لماذا نحر الأضحية في العيد ما هو سبب الأضحية في العيد الكبير سبب الأضحية في العيد الكبير تعريف الأضحية حكم الأضحية المستحب من الأضاحي

مقالات مشابهة

  • فضل الحج في الإسلام .. يُنقّي العبد من الذنوب والآثام
  • هل يجوز الانتفاع بلبن الأضحية وصوفها قبل ذبحها؟ الإفتاء تجيب
  • الشروط الشرعية الواجب توافرها في الأضحية.. الإفتاء توضح
  • هل يشترط تقسيم الأضحية إلى ثلاث أقسام؟ دار الإفتاء تُجيب
  • شروط الأضحية من الغنم ذكر أو أنثى.. احذر شراء هذا الخروف للعيد
  • ما هو آخر موعد يجوز فيه نحر الأضحية؟ وكيف توزع؟
  • حتى لا يفوت الثواب.. آخر موعد يجوز فيه نحر الأضحية وطريقة توزيعها
  • لماذا نحر الأضحية في العيد الكبير .. 7 أسباب لا يعرفها كثيرون
  • كل ما تريد معرفته عن الأضحية في الإسلام.. الأحكام والشروط
  • دار الإفتاء تحدد أفضل أنواع الأضحية للعيد من الأنعام